الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

القمة العربية العشرون بأختصار

 

 

شبكة المنصور

العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم

 

مهما قيل ويقال عن مؤتمر القمة العربية الذي عقد في دمشق, فستبقى هذه القمة بالغة الأهمية في كل شيء.

فما سبق وتلا انعقادها من حوادث ومعيقات وسلبيات , يدل على أنها كانت قمة الجماهير العربية وقادتهم بامتياز. والسبب الذي يدعونا لهذا القول ولهذا التقييم. أن قمة دمشق أحبطت  كافة جهود الإدارة الأمريكية وحلفائها من بعض الأنظمة العربية( التي تعتبر نفسها ذات وزن فاعل ومؤثر على المستوى العربي والإقليمي والدولي) في محاولاتهم لتأجيلها او نسفها. تحت حجج وذرائع واهية.وعقدت في موعدها وبحضور لافت لمعظم القادة العرب. وسادها جو من الصراحة والمكاشفة والنقد الموضوعي والبناء بروح من الأخوة, لم تشهده القمم العربية من قبل. وافتتحت  القمة العشرون بكلمة من رئيسها الرئيس بشار الأسد. وكانت كلمة مختصرة وغنية ومفيدة ومثمرة ومعبرة. حيث خاطب الملوك والرؤساء والأمراء بلغة واضحة وصريحة تعكس الواقع العربي. وجاءت أشبه بتقرير علمي, حلل فيه بوضوح ما يعتري ويكتنف الواقع العربي. وهذا بعضا مما تضمنته كلمة السيد الرئيس:

    • أنه مازال هنالك متسع كبير من الأمل ليفعل فعله, ويعيد العرب إلى درب أمجادهم التاريخية عبر العصور. والأمل يكمن, في أن تكون اللقاءات بين الأشقاء, لقاء خير للأمة العربية. التي يتطلع أبناؤها لتحقيق التضامن والكرامة والازدهار في فترة صعبة من تاريخها الحديث. والمؤتمر الحالي إنما هو لقاء يجب أن يستغل ويستثمر في هذا المجال على أحسن وأفضل وجه, لأنه لقاء أجتمع فيه الجميع بدون استثناء سوى غياب من يمثل القطر اللبناني.

    • وانعقاد القمة في سورية في هذه المرحلة الحرجة, هو شرف ومسؤولية كبرى يعتز بها الجميع. انطلاقاً من إيمانهم بأهمية العمل العربي المشترك وحيويته للأمة العربية المتطلعة لأخذ مكانها اللائق في عالم اليوم. وأنه سعى لتجاوز الكثير من العقبات التي تعترض سبيلها, وعمل على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاحها, لتحقيق ما يصبوا إليه الشعب العربي.

    • وأن الجميع يدرك صعوبة المرحلة ودقة التطورات التي يشهدها العالم, وتشهدها المنطقة العربية. حيث لم يعد العرب على حافة الخطر بل في قلبه, وتلمس آثاره المباشرة على الأقطار والشعب العربي.وكل يوم يمر دون اتخاذ قرار حاسم يخدم المصلحة القومية يجعل تفادي النتائج الكارثية أمراً بعيد المنال.

    • وأنه لا بديل عن التضامن والعمل المشترك لاستعادة الحقوق وتوحيد  الصف العربي وإنجاز التنمية.ومهما تكن الآراء حول طبيعة هذه الأخطار وأسبابها وسبل مواجهتها مختلفة ومتعددة, فمن الطبيعي أن يحمل أبناء الأسرة الواحدة أفكاراً متعددة تجاه القضية الواحدة, بشرط أن لا ينسون أو يهملون أنهم في قارب واحد أمام أمواج عاصفة.

    • وأن علينا جميعا أن نعرف أننا نعيش اليوم في عالم يشهد تحولات بالغة الأهمية ترسم اتجاهاتها القوى الدولية الكبرى, ما دفع العديد من دول العالم لتشكيل تجمعات إقليمية تدعم قوتها وتعزز مصالحها, حتى ولو لم يكن هناك أي جامع آخر فيما بينها. لذلك  فحري بنا لكثرة ما يجمع بيننا من وشائج وروابط  أن نجتمع ونتعاون لنشكل تجمعاً عربيا , لأن تجمعنا القومي يمتلك كل عوامل النجاح , ويملك  أكثر بكثير مما يملكه أي تجمع آخر في العالم.

    • وأن نضع نصب أعيينا, أن أقطارنا العربية تعيش جملة من التحديات, التي تهدد تماسك بنيانها الداخلي ,وتجعل من بعض أقطارنا العربية ساحات مفتوحة لصراع الآخرين عبر الصراع بين أبنائه. أو هدفا للعدوان والقتل والتدمير من قبل أعدائنا.

    • وأن هناك عقبات تواجه رغباتنا وتطلعاتنا إلى تحقيق ما نريد. وعلى الرغم من اتفاقنا في معظم الأحيان حول الأهداف. فإن ثمة تقديرات متباينة في الرؤية وطريقة المعالجة. وهذا ليس مشكلة عندما يتوفر الحوار الصادق. فحوارنا وعمق قناعتنا بضرورة المبادرة إلى اتخاذ مواقف فاعلة, ستزودنا بالقدرة على تجاوز الصعاب .من خلال معالجتها بواقعية وصراحة أخوية وبتطلع صادق نحو المصلحة العربية العليا.

    • وإذا كان الوضع العربي غير مرض لنا, فهذا لا يرتبط بالقمم العربية بحد ذاتها بمقدار ما يرتبط بسياق العلاقات العربية العربية , والظروف التي أحاطت بها في الماضي والحاضر, والتي انعكست نتائجها على القمم العربية.

    • عقدت قمم عديدة خلال العقود الماضية. البعض منها أتى في مراحل مفصلية.نجحنا في مواقع ومراحل, ولم ننجح تماماً في أخرى.ومع ذلك تمكنا في محطات عديدة من تبني مواقف تعبر عن مصالح الأمة العربية عندما توفرت الإرادة لذلك.

    • أكدنا منذ عقود إيماننا بالسلام ,وكان الرد الإسرائيلي مزيد من العدوان. وإذا كانت الحروب والاحتلالات هي من أخطر القضايا التي واجهتنا خلال العقود الماضية. فإن معركة السلام لم تكن أقل أهمية منها.ولقد أدركنا جميعا أهمية السلام منذ سنين طويلة, وعبرنا عن ذلك بكل الأوقات وبطرق مختلفة. ابتداء من إعلاننا منذ أكثر من ثلاثة عقود إيماننا بالسلام العادل والشامل. واستعدادنا لإنجازه, مروراً بمؤتمر مدريد عام 1991 ,ووصولاً إلى مبادرة السلام العربية عام 2002 , والتي شكلت تعبيراً واضحاً لا لبس فيه عن نيتنا كدول عربية مجتمعة لتحقيق السلام إذا ما أبدت إسرائيل استعدادها الفعلي لذلك.

    • سلوك إسرائيل العدواني عبر تاريخها جعلها دائما ترد على كل مبادرة للسلام بعدوان جديد. ولذلك كان ردها  المباشر على المبادرة العربية باجتياح الضفة الغربية, وحصار شعبنا الفلسطيني وقتل الأطفال والنساء.وكلنا يتذكر مجزرة جنين ومئات الشهداء الذين سقطوا فيها. واستمرارها في بناء المزيد من المستوطنات. وإقامة الجدار العنصري العازل. وأتبعت ذلك بالعدوان على سورية ولبنان. وأمعنت في تنفيذ الاغتيالات السياسية. وعملت بدون توقف على دفع الرأي العام الإسرائيلي باتجاه المزيد من التطرف والتزمت تجاه العرب. ورفض الاستجابة لمتطلبات السلام العادل والشامل بما يتوافق مع سياساتها المعادية للسلام . كل ذلك تحت أنظار العالم وعدم قدرته على اتخاذ أي موقف فاعل وحاسم لردعها عن أعمالها. وتحت عنوان ضمان أمن إسرائيل كذريعة تروجها إسرائيل ومن يدعمها لتبرير أعمالها العدوانية.

    • الأمن لن يتحقق إلا من خلال السلام , ومفهوم الأمن  لا يجوز أن يؤخذ في الحسبان مصالح طرف واحد وهو إسرائيل  دون أن يؤخذ أمن العرب في الحسبان. فالأمن لن يتحقق لأحد إلا من خلال السلام. وليس من خلال العدوان والحروب, التي لن تجلب سوى المزيد من الآلام.

    • والسلام لن يأتي إلا من خلال الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة, واستعادة الحقوق كاملة. وهذا يعني بأن الطرح الإسرائيلي للأمن أولاً غير قابل للتحقيق. لأن الاحتلال يناقض الأمن والسلام معاً. ولأن الأمن إن لم يكن متبادلاً فهو مجرد وهم. إلا إذا كان أصحاب هذا الطرح يفترضون أو ينتظرون من أصحاب الأرض أن يسلموا بالاحتلال. وأن يقبل الأحرار بالتحول إلى عبيد.ومن استقراء تجارب التاريخ نرى هزيمة هذا المنطق . وإن وجد في بعض اللحظات فهو مؤقت ومخادع. ولا يليه سوى المزيد من الحروب والدمار والندم.

    • وأننا لم نوفر فرصة إلا وعبرنا فيها عن رغبتنا في السلام وآخرها كان من خلال مشاركتنا في مؤتمر أنابوليس. فإن إسرائيل انتهزت كل الفرص أيضاً لتثبت العكس تماماً . ولتثبت غطرستها ورفضها تطبيق القرارات الدولية وتجاهلها لحقوقنا ولكل مبادراتنا من أجل السلام.

    • خياراتنا الإستراتيجية تحتاج لمراجعة.والسؤال الذي يطرح نفسه. هل نترك عملية السلام والمبادرات رهينة لأهواء الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة, أم نبحث عن خيارات وبدائل من شأنها تحقيق السلام العادل والشامل والكفيل بإعادة الحقوق كاملة دون نقصان؟ أي هل نقدم مبادرات غير مشروطة يختارون منها ما يشاءون ومتى شاءوا؟ هل تتأثر مبادراتنا بالسياسات العدوانية أو بالمجازر الإسرائيلية أم هي طروحات مطلقة غير مرتبطة بتوقيت أو بظرف؟ وإن لم يكن في هذه الأطروحات الأنفة أية دعوة للهروب إلى الأمام من خلال الحروب على الطريقة الإسرائيلية, فليس فيها بكل تأكيد أي قبول للهروب إلى الوراء من خلال الخضوع والإذعان للاملاءات الإسرائيلية. بل هي دعوة لمراجعة مضامين خياراتنا الإستراتيجية, والبحث عن الموقف المتوازن الذي يوائم ما بين متطلبات السلام العادل والشامل. وما يعنيه من عودة الأراضي المحتلة وضمان الحقوق المشروعة من جانب. وما بين توفير الحد الأدنى من عناصر الصمود والمقاومة. طالما أن إسرائيل ترفض السلام وتستمر في العدوان من جانب آخر.

    • نشعر بالألم لما يعترض له شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع. وندين هذا العدوان.وها نحن اليوم نجتمع ودماء شهداء مجازر إسرائيل بل محارقها كما هم أطلقوا عليها في غزة لم تجف بعد, أمام صمت العالم وغضب الإنسان العربي وأمام استنكار صاحب كل ضمير حي.

    • وأننا إذ نعبر عن ألمنا وإدانتنا لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية من قتل وحصار ودمار بفعل آلة القتل الإسرائيلية. ندعو للعمل على الكسر الفوري للحصار المفروض على غزة من قبلنا كدول عربية أولا كمقدمة لطلب ذلك من دول العالم.

    • يحزننا ما آلت إليه الأوضاع على الساحة الفلسطينية من انقسام وفرقة. فإننا نرى أن الأولوية يجب أن تكون للحوار بين الفلسطينيين.وأن حدة الصف الفلسطيني ضمانة لاستعادة الحقوق. ونقول للإخوة الفلسطينيين أن عدوكم سيستغل أي انقسام من أجل تنفيذ المزيد من المجازر بحقكم, وبحق أبنائكم وهو لا يفرق بين أي عربي. سواء كان فلسطينيا أو من أي قطر عربي آخر. فلا تقعوا في وهم أن يفرق بين فلسطيني وآخر أو بين الضفة وغزة. ولا بين منظمة وأخرى. كل هذا يستحق منكم التسامي على أي سبب للخلاف مهما كبر شأنه. فوحدة الموقف العربي وفاعليته بشأن القضية الفلسطينية يتأثر بالضرورة بوحدة موقفكم. فهي الضمانة لكم ولشعبكم وقضيتكم. وهى الطريق الوحيدة لاستعادة حقوقكم. وفى مقدمتها استعادة الأرض وعودة اللاجئين. ونقدر جهود الأشقاء في اليمن ودعمنا للمبادرة اليمنية لاستئناف الحوار.

    • ونؤكد في سورية على أن السلام لن يتحقق إلا بعودة الجولان كاملا حتى خط الرابع من حزيران عام 1967. والمماطلة الإسرائيلية لن تجلب لهم شروطا أفضل ولن تجعلنا نتنازل عن شبر أو حق. وما فشلوا  في انتزاعه من تنازلات من قبل سورية سابقا. لن يحصلوا عليه لاحقا.والرهان على الزمن بهدف انتفاء الحقوق بالتقادم أو بالنسيان فلقد ثبت عدم جدواها.

    • الزمن أنتج أجيالا أكثر تمسكا بالأرض والتزاما بالمقاومة.

    • سوريا حريصة على استقلال لبنان وسيادته, وهي على أتم الاستعداد للتعاون مع أية جهود في هذا المجال. لأنها تشعر بالقلق للأوضاع التي يمر بها والانقسام الداخلي الذي يحول حتى الآن دون الاتفاق على قواسم وطنية مشتركة. ورغم ما يثار حول هذه الأوضاع. فإننا في سوريا نؤكد حرصنا على استقلال لبنان وسيادته واستقراره. وانطلاقا من الشفافية التي تجمع بيني وبين إخوتي قادة الدول العربية فأنى أرى من الضروري أن أوضح ما أثير حول ما يسمى التدخل السوري في لبنان. والدعوات والبيانات والضغوطات لإيقافه.وأقول لكم بكل صدق بأن ما يحصل على الواقع هو عكس ذلك تماما.الضغوط مورست على سورية للتدخل في شؤون لبنان الداخلية.فالضغوطات التي مورست وتمارس على سورية منذ أكثر من عام وبشكل أكثر كثافة وتواترا منذ عدة أشهر. هي من أجل أن تقوم سورية بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. وكان جوابنا لكل من طلب منا القيام بأي عمل يصب في هذا الاتجاه, أن مفتاح الحل بيد اللبنانيين أنفسهم. لهم وطنهم ومؤسساتهم ودستورهم, ويمتلكون الوعي اللازم للقيام بذلك. وأي دور آخر هو دور مساعد لهم وليس بديلا عنهم.و سورية على استعداد تام للتعاون مع أية جهود عربية أو غير عربية في هذا المجال. شريطة أن ترتكز أية مبادرة على أسس الوفاق الوطني اللبناني. فهو الذي يشكل أساس الاستقرار في لبنان وهو هدفنا جميعا.

    • استقرار العراق يعنينا جميعا ولابد من تضافر الجهود لمساعدته. والعراق يعانى أوضاعا قاسية, ويتطلب منا تضافر الجهود لدعمه ومساعدته في تحقيق سيادته وأمنه واستقراره. على أساس من الوحدة الوطنية التي تضم جميع مكونات الشعب العراقي. نقطة البدء فيها تحقيق المصالحة الوطنية بين أبنائه وصولا إلى تحقيق الاستقلال الكامل, وخروج آخر جندي محتل.فمن غير الممكن أن تستقر منطقتنا العربية بشكل خاص والشرق الأوسط, وربما أبعد بشكل عام, والعراق مضطرب كما هي حاله اليوم. واستقراره مرتبط بوحدته والتي ترتبط بدورها بهويته وانتمائه العربيين. وفى هذا الجانب. وعلى الرغم من أهمية الدعم الدولي  والإقليمي. فكلاهما لا يشكل بديلا لدورنا في الحفاظ على استقرار العراق وعروبته.

    • نرفض أية محاولات لفرض حلول على السودان, ونرفض أية توجهات عليه تحت ستار الحالة الإنسانية.ونؤكد على وحدة السودان وسيادته واستقراره. وندعو إلى دعم جهود الحكومة السودانية في معالجة الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور وتحقيق السلام وإعادة الأمن والاستقرار إليه. بعيدا عن التدخلات الخارجية في شؤون السودان الداخلية.

    • كل ما سبق يدفعنا لبناء أفضل العلاقات مع دول الجوار التي تجمعنا بها روابط تاريخية ومصالح مشتركة بهدف تحقيق الاستقرار في منطقتنا, وإيجاد الحلول للمشكلات القائمة. ونؤكد على ضرورة حل أية مشكلات تنشأ بينها من خلال الحوار المباشر والتواصل المستمر الكفيلين بإزالة أسباب الخلاف وتبديد القلق تجاه النوايا.

    • إرهاب الدولة الإسرائيلي أكثر أشكال الإرهاب فظاعة.وظاهرة الإرهاب واحدة من التحديات الراهنة التي تواجهنا. وفى الوقت الذي نعبر عن إدانتنا للممارسات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء ووقوفنا الحاسم ضد الإرهاب. فإننا نؤكد على اعتبار مقاومة الاحتلال حقا مشروعا للشعوب تكفله المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية. كما نؤكد على اعتبار إرهاب الدولة الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا العربي يمثل أكثر أشكال الإرهاب فظاعة في العصر الحديث.

    • تمتين اللغة العربية باعتبارها الحامل الرئيسي لثقافتنا وانتمائنا.وفي الجانب الثقافي والتربوي أمامنا الكثير من العمل في ظل هجمة خارجية ثقافية خطيرة تؤثر على انتماء الأجيال الناشئة لثقافتهم القومية الأم. والمنطلق لأي انجاز في هذا المجال هو العمل على تمتين اللغة العربية على المستوى القومي باعتبارها الحامل الرئيسي لثقافتنا وانتمائنا وذاكرتنا. وفقدانها يعنى فقدان التاريخ. وبالتالي فقدان المستقبل.وأمام القمة مشروع لربط اللغة العربية بمجتمع المعرفة كي تكون لغتنا لغة للثقافة والحياة, تحفظ كياننا وتصون هويتنا الحضارية.

    •  لقد شهدت العلاقات البنيوية العربية تناميا ملحوظا في السنوات الأخيرة. لا سيما على المستوى الاقتصادي. مع تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. كما أن اتجاه الاستثمارات العربية نحو البلدان العربية يعد بمزيد من النمو.

    • يجب أن نمضى في عملية الإصلاح الداخلي. الذي يلبى متطلباتنا الوطنية والتنموية, وينسجم مع معطياتنا الثقافية. وألا نتهاون في رفض أي شكل من أشكال التدخل في شؤوننا. مهما اتخذ من عناوين واعتمد من أدوات. فتجارب الأمس واليوم دلت كم كان مكلفا فرض التغيير من الخارج, وكم كان مكلفا فرض نماذج سياسية أو اقتصادية مسبقة على الدول النامية.

    • القواسم التي تجمع بيننا كعرب كثيرة و أساسية. والعبرة ليست فيما نقوله في القمم بل فيما نفعله فيما بينها. ولكن القمة أساسية في تحديد الاتجاه الصحيح والسرعة الضرورية لكل ما سنقوم به لاحقا. وصحيح أيضا أننا في القول وفى الفعل منفتحون على التعاون مع الآخرين في هذا العالم. ولكن الأكثر صحة أن هذا التعاون يثمر فقط عندما نعتمد على أنفسنا. فالقواسم المشتركة التي تجمع بيننا كعرب كثيرة وأساسية. أما نقاط الاختلاف فعندما يجمعها إطار الحرص على أمتنا فلا بد للبناء المتين في مشروعنا العربي الذي نسعى لتحقيقه أن يكتمل.

وعلى ذلك يمكن القول: أن قمة دمشق كانت من القمم الناجحة, وحتى من المميزة في النجاح بسبب اقتناع العرب بأهمية تعزيز اللحمة العربية في وجه ما يعترض العرب من إخطار. وبسبب  إدارة الرئيس بشار حافظ الأسد لجلساتها بموضوعية ومنطق وحكمة لم تعهدها القمة من قبل. وخرج العالم والشعب العربي بانطباع , أن من ركب قطار قمة دمشق  فسيصل إلى هدفه بموعده وأمان. وأما من تخلف وتلكأ فأنه سيبقى في انتظار أن يحمله قطار معطل وخرب سيتحطم فور التحرك والإقلاع, او يستقل قطار خرب لن يجدي معه الإصلاح, أو أن يسرع بأية واسطة ليلحق بقطار قمة دمشق ليستقله مع من سبق أن استقلوه, ليصل  بأمان واطمئنان وسلام.

 

 

حول طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الثلاثاء  /  02  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  08 / نيســـــــان / 2008 م