الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

الناطق الرسمي للبعث في العراق يدلي بتصريح عشية الذكرى الخامسة للأحتلال

 

 

شبكة المنصور

 

 

 د. ابو محمد : المقاومة الباسلة اخرجت اكثر من ثلث الجيش الامريكي من الخدمة.

الطريق مفتوحة امام جميع العراقيين للقاء والحوار من اجل طرد المحتل واسقاط عمليته السياسية .

المقاومة العراقية استنزفت قدرات العدو وجعلته يتوسل هذا الطرف او ذاك لأنقاذه من موت محتمل.

 

وصف الدكتور ابو محمد الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق حال المقاومة العراقية الباسلة ومدى التطور الكبير الذي شهدته فعالياتها القتالية ضد العدو المحتل بالقول :

إن هذه المقاومة الباسلة هي مقاومة شعب حر وكريم، وإنها قد ترسخت في ضمير كل عراقي وعربي ومسلم، بدأت تشكل هياكلها الجهادية بعد أن كانت فصائلاًَ متعددة، ودخلت في حوارات ولقاءات مكثفة على طريق توحيد برامجها الجهادية والقتالية والسيِاسيِة والإعلامية وتكللت تلك الجهود والحمد لله بتشكيل القيادة العليا للجهاد والتحرير والتي بدأت بتوحيد (22 فصيلاً) حتى وصلت الآن إلى أكثر من (30 فصيلاً)، إلى جانبها أشقاء من مختلف القوى الوطنية والقومية والإسلامية والذين هم أيضاً أعلنوا تشكيل جبهات للجهاد في العراق، كجبهة الجهاد والتغيِير، والجهاد والخلاص الوطني، والجهاد والإصلاح، و أن جهوداًَ تبذل وحوارات تجري بإخلاص ونية صادقة لتوحيد هذه الجبهات في قيادة مركزية واحدة أو مجلس وطني واحد لتنسيق عملها الجهادي والسياسي والإعلامي، ومن وراءها قوى وأحزاب وحركات وشخصيات وعشائر ورجال دين ومنظمات اجتماعية كبيرة وشعب عظيم مساند لها ومتبني لخطابها، حيث انخرطت هذه القوى في جبهات وهيئات ومؤتمرات وطنية، الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية، التي ينضوي تحت لوائها أحزاب وقوى وتيارات ومنظمات ونقابات مهنية وشعبية تناهض وتقاوم الاحتلال وعمليِته السياسية البغيضة، وهيئة علماء المسلمين، والمؤتمر التأسيسي العراقي وجبهات وتجمعات أخرى مناهضة ومقاومة للاحتلال.

واسترسل قائلا : إن هذه المقاومة قد استنزفت قدرات العدو المحتل طيلة السنوات الخمس الماضية وأرهقته، وأردته صريعاً يتمرغ بدمائه في ارض العراق يتوسل بهذا الطرف أو ذاك لإنقاذه من موت محتم... حيث تأكد باعترافهم إن أكثر من ثلث الجيش الأمريكي المحتل للعراق قد أخرجته المقاومة من الخدمة، عندما أعلنوا، إن عدد القتلى تجاوز أربعة آلاف قتيل، وعدد الجرحى تجاوز 40200 جريح عدا عن الإصابات النفسية وحالات الانتحار والهروب من جحيم المقاومة وطلب اللجوء إلى بلدان مختلفة، علماً بأن إحصائيات المقاومة بجميع فصائلها تشير إلى أضعاف هذا العدد من القتلى والجرحى والذين لم يعلن عنهم لأنهم ليسوا ممن يحملون الجنسية الأمريكية من المرتزقة والعاملين في الشـركات الأمنية.

وهذه المقاومة العظيمة قد أكملت تشكيل هياكلها وهيئة أركانها ومؤسساتها القتالية والإدارية والتطويرية حتى إن مجاهدي الفصائل من علماء ورجال التصنيع والتطوير العسكري قد زفوا لنا البشرى بتصنيع أسلحة متطورة وبقدرات وخبرات وإمكانات عراقية مئة بالمئة ستكون عنصراً حاسماً في عملية الصراع الجاري مع المحتل الباغي.

مبينا : إن مقاومتنا اليوم لا تستطيع أي قوة في الأرض النيِل منها، أو التأثير عليها، إنها مقاومة الشعب العظيم، إنها مقاومة البعث العظيم، إنها مقاومة القوى الوطنية والقوميِة والإسلامية، تضم رجالاً من جميع الطوائف والأديان والقوميِات، إنها المقاومة الباسلة الدائمة الخالدة مهما طال الزمن وغلت التضحيات وستتوارثها الأجيال القادمة جيلاً بعد جيل حتى تسحق وتكتسح كل أعداء العروبة والإسلام، هذه هي إستراتيجية المقاومة، ولا نقبل بشيء دون التحرير الكامل والشامل والعميق لوطننا وأمتنا من كل أشكال الاستعمار والهيمنة والسيِطرة والابتزاز والاستغلال والطائفيِة والتطرف والإرهاب والعنصرية حتى نبني دولة العروبة والإسلام، دولة الإيِمان والحريِة المبادئة على أداء دورها التاريخي في الحيِاة.

وشدد الناطق الرسمي في تصريح لمناسبة الذكرى الخامسة للغزو الامريكي للعراق ، قائلا:- هناك من يقول، ويعلن، ويصرح من بين العراقيين والعرب بحسن نية أو لعجز أو استسلام للأمر الواقع أو بسوء نيِة وقصد، أو بإيحاء ودفع من العدو المحتل، إن شروط البعث ومجاهديه وحلفائه في الميدان، تعجيزية، وسقفها عالي، وعليهم أن يعيدوا النظر فيها أو بجزء منها، ولهؤلاء ولشعبنا وأمتنا وللعالم أجمع نؤكد ونعلن بصوت عالي، أنه بيننا وبين العدو الغازي المحتل لبلدنا العزيز المجيد، بلد مدمر ومخرب ومهدد في كل قيمه ومبادئه وحرماته ومقدساته، وبيننا وبينه أمة عريقة مجيدة مكبلة بأغلاله وقيوده، وبيننا وبينه أنهار من الدماء الشريفة نزفها شعبنا، ومئات الآلاف من الشهداء والمعوقين، ومئات الآلاف من الأسرى والمعتقلين، والملايِين من المشرديِن الذين نهبت أموالهم ودمرت مساكنهم، وانتهكت أعراضهم، هذا هو الذي بيننا وبين العدو، فكيف يجرؤ البعض ويسمح لنفسه ليقول بما لا يرضي الله والوطن والشعب، القانون الدولي المستباح نفسه يقر بها، ناهيك عن قوانين الله ونواميس الأرض ومقتضيِات الشرف والأخلاق والموقف الوطني ومتطلبات الرجولة الحقة، سوف لن نستردها، ونجبر العدو لكي يدفع ثمنها غالياً إلا بالقوة القاهرة نفسها التي جاءنا بها.

مضيفا :- أن منهجنا الإستراتيجي الثابت هو الجهاد الشامل والكامل والعميق وبكل الوسائل، وفى قمتها الكفاح المسلح، مع المقاطعة الشاملة للعدو وعملائه حتى تدمير وتحطيم جبروته وانهياره على أرضنا الطاهرة، أو الإذعان لثوابتنا ثوابت التحرير بدون قيد أو شرط.

وأعلموا أنه من اختار غير هذا الطريق من قوى الجهاد والرفض، فهو إما قد أخطأ الطريق وعليه أن يصحح فوراً ويعود إلى صف الجهاد والمقاومة، وإما قد أراد وذهب إلى جبهة العدو مهما برر أو ادعى ودجل، فلا يلومن إلا نفسه وسوف يندم كثيراً يوم لا ينفع الندم.

واكد الدكتور ابو محمد :- أن العدوان والاحتلال لبلدنا باطل ولذلك فكل ما أحدثه في بلدنا هو باطل وغير مشروع، فلا انتخابات ولا دستور ولا سلطة عملية ولا مؤسسات لخدمته، كل ما فوق التراب مما صنعه أو أحدثه العدو باطل ومرفوض ومحارب، انه جهاد مقدس ودائم حتى يهرب العدو من بلدنا مدحوراً مذموماً يجر أذيال الخيبة والخسران، وأن أمامه فرصة الإذعان لإرادة الشعب ومقاومته الباسلة ويعترف بحقوق الوطن كاملة غير منقوصة ويستعد رسمياً لتنفيذها، والخروج فوراً من بلدنا وبدون قيد أو شرط معترفاً بجريمته الكبرى، متعهداً بالتعويض الكامل لكل الخسائر المادية والمعنوية التي أصابت العراق جراء احتلاله الغاشم، عند ذاك سيكون الطريق مفتوحاً لخروجه حقناً للدماء وإيقافاً للدمار، وأن هذا الخيار سوف لن يتحقق، ما لم يعترف على لسان قيادته العليا بشروط وثوابت البعث ومجاهديه وحلفائه وأصدقائه في الميدان.

ونوه الناطق الرسمي للبعث إلى ان التفاوض مع العدو مرهون بإعلانه الانسحاب

عندها سنقبل اللقاء معه مباشرة وبدون وسطاء للتفاوض على وضع برنامج لتنفيذها ولمعاونته على الخروج من بلدنا، وستقيم دولة العراق الحرة بل التحرير أفضل العلاقات وأوسعها مع شعوب دول العالم عدا الكيان الصهيوني المجرم المغتصب لأرض فلسطين العربية، على أساس الند للند وعلى أساس المصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة والاستقلال وإرادة الآخرين.

ومن أجل ذلك ليس أمامنا كقوى وطنية مناهضة ومقاومة للاحتلال، إلا أن نشكل مرجعية وطنية واحدة تتكلم بلسان واحد وتفكر بعقل واحد وتنطق بخطاب واحد يتضمن حقوق الوطن وثوابت التحرير، إنه الوقت المناسب والحاسم لتشكيل هذه الجبهة لكي تقود الشعب نحو التحرير الشامل والكامل.. وإقامة النظام الوطني الديمقراطي التعددي الذي تكون فيه الكلمة لشعب العراق العظيم في اختيار قيادته وممثليه. وإن هذا العمل يتطلب منا جميعاً أن نضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، وأن نتسامى فوق جروحنا، وأن لا يتصور أي منا انه فوق الجميع أو أكبر من الآخرين، وأن لا يعتقد أحد بأنه قادر لوحده في قيادة عملية التحرير والبناء.

واشار الدكتور ابو محمد في سياق حديثه إلى حقيقة تاريخية تمثلت البعث ومجاهدوه ومناضلوه انتخوا منذ زمن بعيد لأنفسهم ولشعبهم ولأمتهم وللإنسانية، فلم يلقوا السلاح ولم يستسلموا ولم يساوموا ولم يهادنوا، بل انطلقوا منذ اليوم الأول للاحتلال يفجرون ثورة بوجه المحتل الغاشم ويقدمون الشهداء يتصدرهم قائد البعث والعراق شهيد الأمة الخالد صدام حسين، حتى تجاوز من سقط من رجال البعث على مذبح حرية هذا الشعب أكثر من مئة وعشرين ألف شهيد .

مضيفا : إن العدوان والغزو يهدفان إلى الانتقام من العروبة ورسالتها الإسلام الخالد، حيث إن هذا العدو ذهب مباشرة لينتقم في مشروعه من العروبة ورسالتها الخالدة، الإسلام العظيم الذي جسده البعث العربي الاشتراكي كرسالة خالدة حضارية للعرب والإنسانية على امتداد 60 عاماً من النضال والكفاح والجهاد والبناء والإبداع وخاصة في ما تحقق في العراق من تحول حضاري وإنساني وإيماني هائل في حياة الإيمان والمجتمع.

وإن العملية السياسية المخابراتية البغيضة التي جاءت بعد الفشل العسكري للمحتل، وذلك بفعل المفاجأة الكبرى للعدو وللعالم بالرد السريع والحاسم من رجال البعث ومقاومته وكل الخيرين المجاهدين من أبناء العراق في إطلاق المقاومة. ولهذا فأنه لم يعد يعول على الجانب العسكري لأنه قد فشل عسكرياً في العراق وأن عملية استنزافه كبيرة ومؤثرة طيلة عمر الاحتلال. إن هذا الفعل الكبير والمشرف للمقاومة الذي أفشل التفوق العسكري الأمريكي جعلهم يلجأون إلى صفحات وميادين أخرى ومؤامرات واتفاقات ومؤتمرات وحوارات مع دول إقليمية على حساب مصالح شعب العراق وتطلعاته، وأطلقوا عملية سياسية مخابراتية حشدوا لها كل عملائهم وأذنابهم وجواسيسهم من خائني الوطن والذين لم يستوعبوا إلى اليوم، النصر الكبير الذي حققته المقاومة وشعبها العظيم، أمامهم فرصة التوبة والعودة للصف الوطني المقاوم والرافض للاحتلال ونتائجه والعيش بسلام بين صفوف الشعب.

وعرج الناطق الرسمي في سياق تصريحه إلى ان ايران قد استغلت وضع العراق وتداعيات الاحتلال الذيِ ساهمت في تسهيل مهمته في العراق منذ اللحظة الأولى، وأصبحت لاعباً أساسياً في المنطقة والعراق تحديداً من أجل تنفيذ مشروع توسعي قائم على الهيمنة والتسلط والنفوذ في المنطقة العربية والإسلامية على وفق مشروع إمبراطوري قديم- وجديد. وفق شعار تصدير الثورة التي رفعته القيادة الإيرانية، وكان من تداعياته شن حرب على العراق دامت ثماني سنوات عجاف راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء العراق وإيران بسبب إصرار إيران على استمرارها. وما لبثت إيران تتدخل في شؤون العراق الداخلية مستغلة بما تعتبره فرصة خلقها الاحتلال الأمريكي للعراق، وبدأت بتنفيذ هذا المشروع باعترافها بحكومة الاحتلال ودعمها، وزيارة رئيسها مؤخراً إلى العراق بحماية أمريكية لإسناد هذه الحكومة، وبدعمها أحزاباً وميليشيات وفرق موت، يشرفون على قيادتها وتجهيزها بالأموال والأسلحة والخبرات، وهي ذاتها أحزاب حليفة و تابعة للمحتل وتشكل أذرعاً لتنفيذ مشروعه البغيِض، رغم ادعاء الحكومة الإيرانية بالتصدي للمشروع الأمريكي في العراق والمنطقة، مجسدة ازدواجية في المعايير ونفاقاً مفضوحاً في ممارسة العمل السياسي.

عند ذلك كله نقول ونعلن موقفاً واضحاً صريحاً باسم البعث ومناضليه ومجاهديه... أن من يريد أن يسقط المشروع الأمريكي- الصهِيوني في العراق والمنطقة، عليه أن يقف مع المقاومة العراقية بجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية دون استثناء ويمد لها يد العون والمساندة والدعم المادي والسياسي والإعلامي، وان يتبنى مشروعها التحرري، وأن يعترف بحقوق العراق المثبتة في برنامـج التحرير والاستقلال وفى مقدمتها الاعتراف بالمقاومة كممثل لشعب العراق والعمل معها على إنهاء هذا الاحتلال ومخلفاته، والذي يهدد المنطقة برمتها.

من هنا نستطيع القول بان فضاءات للقاء والحوار يمكن أن تتم مع إيران، بما يعزز العمل الجهاديِ والمقاوم للاحتلال، ويجنب المنطقة والعالم حالة من الصراع والتشرذم والتفتت التي يهدف إليها مشروع الاحتلال، وفي الوقت نفسه تؤسس لعلاقات مستقبلية قائمة على أساس وحدة المصير والشراكة وضمان المصالح المشتركة واحترام حق الجيرة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

اما بخصوص التدخل التركي المستمر في الشمال العراقي، قال الناطق:

إننا في الوقت الذي نرفض فيه أي تدخل في شؤون العراق سواء كان عسكرياً أو سياسياً أو أمنياً أو اقتصادياً أو غير ذلك، فإننا نحمل الحزبين العميلين في شمالي العراق مسؤولية ما يجري، وفي الوقت الذي نحرص أن لا يكون العراق منطلقاً لعمل عسكري يهدد أمن واستقلال ووحدة أراضي تركيا، فإننا نرفض التدخل ذاته من قبل تركيا لفرض أمر واقع على الأرض قد يزيد الوضع في العراق تعقيداً... ونرى أن المدخل الصحيح للحل هو أن تتعاون تركيا مع قيادة المقاومة، بما يؤدي إلى صياغة اتفاقية تعاون بينهما، يضمن دعماً متواصلاً للمقاومة بما يساعد على عملية تحرير العراق من الاحتلال وإسقاط مشروعه البغيض الذي أعطي لعملائه في شمالي العراق فرصة التآمر على وحدة تركيا واستقلالها، كما أعطى ذات الفرصة لهم لتقسيم العراق وتدمير دولته الوطنية.

واختتم الناطق الرسمي للبعث تصريحه بالدعوة للقاء وطني عراقي لمقاومة المحتل بقوله :

من هنا ندعو باسم البعث ومجاهديه بأن الطريق مفتوح أمام جميع العراقيين ومن مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وأطيافهم للقاء والحوار الانفتاح والاتفاق والعمل الجبهوي أو التنسيقي المشترك من أجل طرد المحتل وإسقاط عمليته السياسية البغيضة وإزالة آثاره وإفرازاته والحفاظ على وحدة العراق وعروبته وانتمائه الإسلامي ليعود العراق حراً عربياً مسلماً مستقلاً وسيداً لا وجود فيه لأي أجنبي محتل أو عميل.

هذا هو الطريق الصحيح والمبدئي والصادق لمن يريدون تحرير العراق ويدعون بذلك، لا أن يعرقلوا شعار التحرير، وفي الوقت ذاته يشاركون في عمليته السياسية الاستخبارية البغيضة. ولكن للأسف نسمع تصريحات غير مسئولة من هذا الطرف أو ذاك ممن يدعون الوطنية ومقاومة المحتل، تنم عن حقدٍ دفين، ولتنفيذ أهداف دول أجنبية، وذلك من خلال استهداف البعث وفكره وعقيدته والتصديِ لمناضليه بالتصفية والتشريد والاجتثاث مشتركين بذلك مع برنامج حكومة الاحتلال ومنفذين لرغبات وقرارات هذا الاحتلال في تصفية الفكر العروبي الرسالي العميق الذي يمثله البعث العظيم والمساهمة في اجتثاثه.

إننا نعتبر أي موقف يستهدف البعث ورجاله ويستهدف القوى الوطنية والقومية والإسلامية المناهضة والمقاومة للاحتلال من قبل أي كان هذا الموقف، ومهما كانت طبيعة هذا الموقف، إنما يصب في خدمة المحتل بالدرجة الأساس وفي خدمة أجندات دول إقليمية ولربما عربية في استئصال هذا الفكر الذي يمثل جزءاً حيوياً وطليعياً من تاريخ العراق والأمة وحضارتها وقيمها. وإن هذا الموقف بدون شك يكشف النيات السيئة والنفاق السياسي الذي يمارسه البعض باسم الوطن والوطنية وباسم مقاومة المحتل.

ورغم ذلك كله وانطلاقاً من الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية وارتقاءاً لمستوى التحدي الذي يواجه العراق والأمة، فان البعث ومجاهديه ومناضليه مستعدين لتجاوز أي خلاف وموقف اتخذ ضدهم من قبل أي كان، ويفتحون قلوبهم وعقولهم وأيديهم وبنية صادقة للقاء والحوار بكل توادد ومحبة، وتجاوز عقد وإضغان وأحقاد الماضي ورواسبه ومخلفاته، وصولاً إلى التحالف والوحدة في مواجهة المحتل ومقاومته وإسقاط نتائجه وكنس إفرازاته.

إنها دعوة خالصة وواضحة، لكل أبناء شعبنا الكريم بدون استثناء وفقآ لتمسكهم بحقوق الوطن وثوابت التحرير لكي نلتقي ونتحاور ونتوحد، عندما يعلن أي منهم عن تمسكه بهذه الحقوق، فهو حصة البعث والبعثيين، وحصة الوطن والوطنيين، وحصة الأمة بأجمعها سنقف معه ونتعاون ونتكاتف ونقاتل معاً في خندق الإيمان، وعلى هذا الأساس فان المصالحة الحقيقية والوفاق الوطني الصميمي الذي يدعو إليه البعث ويتمسك به ويعمل من أجله هو ذلك الوفاق وتلك المصالحة التي يمكن أن تتحقق مع أي عراقي عندما يتمسك بحقوق الوطن ويرفض الاحتلال وعمليته السياسية وإفرازاته وما نتج عنه، ويتوكل على الله في مقارعة ومناهضة ومقاومة الاحتلال، بغض النظر عن موقفه السابق للاحتلال.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                          الخميس  /  04  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  10 / نيســـــــان / 2008 م