الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

لجنة الدفاع عن الاسرى

رسالة الى الرفاق الاسرى وعوائلهم - بوركت مواقفكم التي سمت إلى تضحية القادة العظماء

 

 

شبكة المنصور

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

 

الأخ العزيز والرفيق البطل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ أعزك الله  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد يقف القلم عاجزاً عن الحديث في رسالة مثل هذه لكم وعنكم, وأنتم تسطّرون في غياهب السجن أعلى معاني الصبر الجميل الذي وصفه الله سبحانه وتعالى ، بقوله وهو أفضل القائلين، في سيدنا أيوب عليه السلام وهو يقاسي ويعاني دون أن يجزع، أو يحبط ، مستذكراً رحمة الله ومترقبا الفرج الموعود ، وفي سيدنا يوسف عليه السلام، الذي قاسى كل أنواع المرارة والقساوة والشدة والألم، من اقرب المقربين له، دون أن يشعر يوما ما باليأسِ والقنوط ، فألقى به إخوته في الجًب ونجّاهُ الله، ثم أتهم بالاعتداء على زوجة العزيز، وألقي به في غياهب السجن سنين طوال، وهو المؤمن الصلب الذي تفاعل مع هذا الاختبار وتفاءل برحمة الله، حتى نجّاه الله تعالى وأعزّهُ، فهو سبحانه الذي يعزٌمن يشاء، وبيده الخير وهو على كل شئ قدير، ولعلنا هنا نذكرك أخي البطل الباسل، والغالي على كل أهلك ورفاقك وأبناء العراق العظيم، بسيدنا يونس عليه السلام الذي ابتلعته الحوت وهو نبيٌ مُرسل، وقبل أن تبدأ إفرازات معدة الحوت عليه نادى ربّه، وهو داخل ثلاثة ظلمات، فقدانه النظر ،وجوف الحوت وأعماق ظلمات البحر. 

( لا اله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين) 

     هكذا دعا ربه بخشوع، فاستجاب له ربّهُ مباشرة ، وأشار لنا عز وجل بأن من يدعوه بهذا الدعاء، وبالكيفية التي يعرض بها حاله، وبإيمان ويقين، ينجيه الله سبحانه وتعالى ، كما في قوله تعالى:

(فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)

فعليك يا أخي العزيز، ورفيقي الوفي، وأنت في هذه المحنة، وهذا الابتلاء، بهذا الدعاء، وأكثر من تعطير فمك به دون كلل أو ملل، فإنه مفرّج الكرب بعون من الله سبحانه وتعالى، لأنك من المؤمنين، والآية الكريمة أشارت بان رب العزة ينجي المؤمنين.

ثم عليك بالصبر.. الصبر.. فهو الدواء الشافي لكل الأزمات، وهو العلاج والملاذ الطيب لما أنت فيه، وأذكرك بأن الحياة الدنيا فانية وزائلة، بل أن الله وصفها بالدنيا، وليس بالعليا أو الوسطى، من الدنيئة والأدنى، فلا تبالي بها، ولا تلتفت إليها، فهي ليست سوى مواقف ومحطات يسطرّها الإنسان، فإن كانت مواقفه كريمة وكبيرة، خلد فيها الإنسان أبد الدهر، ولعلك أيها العزيز، كنت وما زلت من أشجع وأقوى وأرقى من سطّر هذه المواقف، بشجاعتك وبسالتك ومواقفك الخالدة، فطوبى لك أخي المجاهد الباسل، وإن أهلك ورفاقك يفخرون ويتباهون بك، وستفخر بك وبمواقفك الأجيال القادمة، لأنك علماً شامخاً، ومقاتلاً جسوراً، ورجلاً صبوراً أمام أخطر وأقسى المحن، وأصعب عاتيات الزمن.

بوركت مواقفك التي سمت إلى تضحية سيدنا الحسين وهو يطلق أكبر لا في وجه الظالمين، وإلى شجاعة سيف الله المسلول خالد بن الوليد، والى كتمان سر حذيفة بن اليمان ومعرفته بالمنافقين، والى إرادة بطل العراق المثنى بن حارثه، والى عزم فارس الإسلام سعد بن أبي وقاص، والى أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح، والى رجل المهمات الصعبة القعقاع بن عمرو، والى فاتح الفتوح النعمان بن مقرن، والى بسالة شرحبيل بن حسنة، والى دهاء عمرو بن العاص، والى بطولة عبد الله بن رواحه، والى اندفاع موسى بن نصير، والى فروسية محمد بن القاسم، والى حزم هارون الرشيد، والى قدرة صلاح الدين الأيوبي، والى صبر وإيمان وتضحية الشهيد صدام حسين، رحمهم الله جميعا، فأنت اليوم مثل أحد هؤلاء الذين خلّدهم التاريخ.

الصبر.. الصبر.. يا قوي الشكيمة والعزيمة، ويا من وصفتك سوح الوغى بالمغوار الذي لا يشق له غبار، وإن كان من حولك ثلة من حثالة المجتمع وأعداء الله، فذلك فخر لك بأن وضعكَ الله في موضع الجهاد الذي هو المرتكز الثاني للعقيدة بعد الإيمان، فمباركٌ لك هذا المقام الرفيع، وهذا الشأن العظيم، فقولك كلمة الحق هو جهاد في سبيل الله, بل إنه أعظم الجهاد، كما أخبرنا بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم:

( إن أعظم الجهاد كلمة حق في ظل  سلطان جائر)

صبرك هو جهاد، وصلابة موقفك هو جهاد.. وأذكّرك بأن هناك الكثير من المؤمنين الذين يدعون الله سبحانه وتعالى في السجود وهم يؤدون الصلاة، ليكتب لهم الجهاد والشهادة، ولعلّ ذلك من تكريم الله لك ولمواقفك عندما جعلك في هذا الموقف الكريم.

أخيرا نهديك هذه الأبيات من الشعر العربي، عسى أن تكون نبراساً ومناراً وفناراً لك، تسلّيك وتواسيك في وحدتك، وأبشّرك بأن نصر الله قريب, بل قريب جداً، وستفرح مثلما يفرح كل أبناء شعبك الذي تقدمت صفوفهم أنت بجهدك وجهادك وصبرك الجميل، وصنعتَ النصر بموقفك البطولي للشعب العراقي والأمة العربية، لأن موقفك الشجاع هو المدد الذي تستند عليه المقاومة، وبه ستطرد المحتل، وتحرر أرض العراق الطاهرة التي أنجبتك ورفاقك الصامدين.

فلا تجزع لريب الدهر واصبرْ...

                                   فإن الصبر في العُقبى سليم

فما جزعُ بمغني عنك شيئاً....

                                    ولا ما فات ترجعهُ الهموم

إذا ضاق الخناق فكن صبورا...

                                         كريما فالشدائد لا تدوم

وبالصبر الجميل تنال أجراً...

                                      وتعطى بعد ذلك ما تروم

فكم من محنةِ عظمتْ ودامتْ...

                                   وخان مواصل وجفى حميم

فإن فرج الإله أتى صباحا...

                                     فما أمست وأقلعت الهموم

فسلّم فالذي أبلى يعافي...

                                         وثق بالله فهو بنا عظيم

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظك من كل مكروه، ويبعد عنك وعن رفاقك الشر وأهله، ويرعاك.

{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلآ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلآ ذُو حَظٍّ عَظِيم ٍ}

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

رفاقك أعضاء
لجنة الدفاع عن الأسرى
23 نيسان 2008م

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                           الاربعاء /  17  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  23 /  نيســـــــان / 2008 م