أن مايحدث في البصرة من أعمال عنف
وإراقة للدماء وفوضي أمنية
وسياسية وشُح لكل مقومات الحياة
من غذاء ودواء وغاز وماء هو مشهد
مصغر لما يحدث في عموم
العراق،الضحية فيها هو شعب العراق
الجريح فالحالة العراقية منذ هذا
الإحتلال البغيض والجاثم علي
صدورنا جميعا منذ خمس سنوات أو
يزيد والبلاد تندفع نحو آتون حرب
حصدت عشرات ومئات الآلاف من أبناء
هذا الشعب علي أيدي الميلشيات أو
فرق الموت التابعة لها فضلا عن
مقتل الآلاف علي أيدي القوات
الأمريكية ذاتها والذي تجاوز
المليون عراقي منذ الغزو الأمريكي
للعراق في 2003
إلا أن الوضع في العراق اليوم وما
تمر به قوات الإحتلال من أزمة أو
ورطة تجاوزت قدرات واشنطن للسيطرة
عليها وحدها حيث أن أمريكا اليوم
تفتقر إلي الموارد البشرية
المؤهلة للعمل العسكري بعد أن زجت
بكل قدراتها العسكرية والمادية في
العراق إضافة إلي تأكل الدعم
السياسي والدولي لإدارة الموقف
كما أن البقاء في العراق سيأتي
علي حساب الدماء والأموال والوضع
الإستراتيجي للولايات المتحدة وأن
سياسة الأرعن الصغير بوش والتي
قاربت علي نهايتها والتي أتسمت
بعدم كفاءتها طوال فترة سيطرة
أعضاء الصقورمن اليمين الصهيوني
علي قرار البيت الأبيض مما يخفي
الكثير مما تقدم من التخوف من
إنهيار محتمل للقوات الأمريكية
خاصةً بعد التقدم والتصاعد النوعي
لعمليات المقاومة والذي تجلي
اليوم في تكثيف ضرباتها اليومية
بقلعة الإحتلال الحصينه وعملائه
بالمنطقة الخضراء مما دفع السفير
الأمريكي "كروكر" بطلب نقل موظفي
السفارة والخارجية الأمريكية إلي
مكان أكثر أمناً من المنطقة
الخضراء وهذا يؤكد ما قاله
المناضل والمجاهد الأستاذ صلاح
المختار في برنامج الأتجاه
المعاكس علي قناة الجزيرة
الفضائية من أن العام السادس في
حكم الإحتلال سوف يشهد نهايتهم
وهروبهم من العراق ، كما أن الوضع
والتطورات السياسية داخل الولايات
المتحدة من تدهور وتدني شعبية بوش
وتدهور اقتصادي شديد لأول مرة
تشهده البلاد وعجز في الموازنة
وإنخفاض في قيمة الدولار مقابل
الزيادة في أسعار النفط وتدهور
الخدمات الصحية مما أدت إلي تعقيد
الوضع أمام إدارة بوش التي عليها
أن تتعامل مع توجهات أمريكية قوية
تنحي باتجاه البحث عن مخارج
للورطة في العراق والتي كلفت
الخزينة الأمريكية ثلاثة تريليون
دولار في هذه الحرب الخاسرة علي
الرغم ما يعلن عنه بوش من أكاذيب
بات قبولها مكلفا جداً علي صعيد
المال والدم كما أن فشل عملاء
الإحتلال في إدارة العملية
السياسية أدت إلي التدهور الكبير
الذي تشهده العراق اليوم وفشل خطط
الإحتلال وعملائه في السيطرة علي
مقاليد البلاد بكل هذه الترسانة
العسكرية والعنف الذي يواجه به
الإحتلال وعملائه ما يسمونه
التمرد وكان أخر هذه الخطط هي خطة
ما يعرف بخطة أمن بغداد وزيادة
عديد القوات الأمريكية والتي باءت
بالفشل الذر يع من حيث المقدمات
والأجواء العامة التي تشهدها
العراق فعصابات الموت تحرق الأخضر
واليابس وتنشط تحت سمع وبصر
المالكي وعصابته من أعضاء الحكومة
العميلة بل وتتغلغل في المؤسسات
الأمنية لعراق اليوم فتقتل وتهجر
علي الهوية وكل ذلك يحدث برعاية
المالكي وذلك نظراً للخلفية
الطائفية لحكومة الدمي التي تغذي
وتدعم العمل الطائفي ،فالمالكي
،والطلباني، والبرزاني ،والجعفري،
والجلبي، والعلاوي، والسيستاني،
والربيعي، والبولاني،
والحكيم،والصدر، والعامري، وغيرهم
الكثير من عناوين العمالة
والخيانة لايمكن أن يكونوا جادين
في نزع أسلحة ميلشيات أو تحقيق أي
أمان اومصالحة بين أبناء الشعب
العراقي لان كل منهم له زراعه
العسكري الذي يبطش به من يعارضه
أو ينافسه في سرقة هذا البلد
والإحتلال أيضا غير جاد ومخادع في
تحقيق الأمن لهذا البلد وتخليصه
من هذه الازرع المسلحة لان في
الأصل هذه الميلشيات و الازرع
المسلحة هي صناعة أمريكية وتمويل
إيراني فمن منا يصدق ما يقوله
المالكي والأمريكان عن ملاحقة
المجرمين والخارجين علي القانون
من جيش المهدي والتابعين لمقتدي
الصدر وإعلانه عن عملية عسكرية
باسم" صولة الفرسان" للقضاء علي
العصابات وفرق الموت في محافظة
البصرة والقضاء علي المظاهر
المسلحة في هذه المحافظة ووصف ما
يحدث فيها من عصابات القتل
التابعين لجيش مقتدي بانهم أسوا
من القاعدة كل هذا يحدث من
المالكي العميل الذي كان يرعي هذه
المليشيات بنفسه،ثم يخرج علينا
هذا العميل خالعا علي نفسه رداء
الزعماء والقادة الفاتحين عندما
قاد وأشرف بنفسه علي هذه العملية
العسكرية بصفته القائد الأعلى
للقوات الميلشياوية المسلحة وذلك
تحت غطاء أمريكي وبريطاني عسكري
ولكن كيف والمالكي وأدواته في
صولة الفرسان هي جيش وشرطه من
عناصر ميلشياوية وطائفية ومعظم
عناصرها من فرق تابعة للأحزاب
ومنها المجلس الأعلي الإسلامي
بقيادة عزيز حكيم والدعوة الذي
كان يتزعمه الجعفري واليوم يتزعمه
المالكي بعد إلانقلاب علي الجعفري
،والاتحاد الديمقراطي الكردستاني
، والحزب الديمقراطي الكردستاني
ومن المعروف أن هذه الميلشيات
الرئيسية تابعة لهذه الأحزاب
والمواخير والدكاكين الطائفية إذن
كيف ستنزع خيبة الفرسان العسكرية
أسلحة فرق الموت أو القضاء علي
عصابات الإجرام كما أطلق عليهم
المالكي علي الرغم من أن القائمين
علي هذه الحملة هم ذاتهم من هذه
العصابات المسلحة ومن يصدق
المالكي وأعوانه وهو من ينسق
ويرتب أوضاع المليشيات الطائفية
في هذا البلد وبإمرته و بالتنسيق
مع أصدقائه الأمريكان والإيرانيين
ومن منا يصدق المالكي وهو يعلن عن
صولة الفرسان ووصفها بانها أسوا
من تنظيم القاعدة وهو الذي أصدر
وثيقة عقب تنفيذ خطة أمن بغداد في
2007 بتوقيعه إلي جهات أولها
السفارة الإيرانية في بغداد
ورئاسة المجلس الأعلي للثورة
الإسلامية ومكتب الصدر والتي
يتحدث فيها عن إتصالات بينه وبين
مقتدي الصدر وموفق الربيعي بضرورة
الحفاظ علي ماتم تحقيقه من انجاز
ويشير إلي زملائه في التيار
الصدري لنقل قيادات الصف الثاني
إلي جنوب العراق حيث لا خطة أمنية
هناك ومنهم من قام بإعادتهم إلي
إيران مؤقتا حتي لا يقعوا بأيدي
القوات الأمريكية إذن عن أي عملية
عسكرية يتحدث عنها المالكي
والبولاني مع اختفاء وزير الدفاع
وعن اي عملية عسكرية يتحدث
المالكي عنها و حكومته بها ست
وزراء و30 نائب في البرلمان
العراقي من هؤلاء المجرمين وأن
القائمين علي هذه الصولة من الجيش
والشرطة هم من فيلق بدر وجيش
القدس التابعين للحكيم والعامري
وبيان جبر إذن عن أي خطة عسكرية
يتحدث عنها الإحتلال وأعوانه من
العملاء أليس المالكي وبالتنسيق
مع الحرس الثوري الإيراني هما
المسئولان عن رعاية وتمويل
ميلشيات بدر ومقتدي من حيث
التسليح والتمويل والتخطيط
والتدريب والقيادة والإشراف علي
المنظمات السرية والخيرية كغطاء
لنشاطهم السري لتصفية أبناء الشعب
العراقي من أبطال المقاومة
والشرفاء والعلماء والطيارين
وأبناء حزب البعث العربي
الاشتراكي من البصرة إلي النجف
إلي بغداد إذن المستهدف من هذه
العملية هي تفريغ الجنوب من أبناء
وعشائر البصرة من العرب الاقحاح
الذين يتصدوا للإحتلال الأمريكي
والإيراني من تنفيذ مخططاتهم
التقسيمية وسرقة نفط الجنوب
وتهريبه عبر عصاباتهم إلي ايران .
إلا أن هذه الخطة العسكرية علي
البصرة لها عدة دلالات قوية لدينا
ومنها:ـ
اولا:- من المؤشرات القوية علي
بدء إنهيار المشروع ألاحتلالي
الأمريكي وقرب الانسحاب تحت وطأة
لهيب ضربات المقاومة و أمريكا
ترغب في الإنسحاب من العراق علي
أن تكون حكومتها العميلة قادرة
وقوية بما تسمح لها بالمحافظة علي
ما تحقق من مكاسب سياسية
واتفاقيات أو أن المالكي طلب من
بوش بالا يهرب من العراق إلا بعد
تخليصه من رجاله السابقين الذين
يرتبط معهم بعلاقات إجرامية سابقة
ولا يستطيع في ظل المستجدات
الجديدة أن يتعامل معهم .
ثانيا:-إنفراط عقد التحالف
العسكري الأمريكي وكان أخر هذه
القوات في التحالف هي القوات
البريطانية والتي كانت قد أعلنت
عن سحب حوالي 1500 جندي بريطاني
في ربيع هذا العام وبسحب بريطانيا
قواتها من العراق وهي المنتشرة
حاليا في محيط مطار البصرة تكون
أمريكا قد فقدت أقوي الحلفاء معها
والذي يعطيها دعما دوليا قويا
ومشروعا لاحتلالها البلاد ولذلك
من الممكن أن تكون أمريكا قد عمدت
وسعت إلي إشعال هذه المعركة
العسكرية اوحملة "خيبة الفرسان"
في البصرة وهي معقل التواجد
العسكري البريطاني قبل إنسحابهم
إلي مطار البصرة إستعداداً للرحيل
عن العراق وبذلك تدفع بريطانيا
بالعدول عن فكرة الإنسحاب إثر هذه
التداعيات الأمنية الجديدة وبذلك
يكون هناك مُسوغ لبقاء هذه القوات
في العراق وقد اتضحت هذه الرؤية
واعلان وزير الدفاع البريطاني
عدول بريطانيا عن قرار الإنسحاب
والبقاء إلي أجل غير مسمي بناءاً
علي ما يحدث من تداعيات في البلاد
وبذلك تكون أمريكا قد أخرت عمر
الإحتلال لحين بداية سحب قواتها
فهل نصدق بوش والمالكي في صولة
الفرسان .
http://www.alarabi2001.blogspot.com
|