بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حقيقة الخلافات داخل الأئتلاف الشيعي

 

 

 

 

شبكة المنصور

علي الخزاعي

 

قبل اكثر من سنتين كنت مع مجموعة من الأخوة والأصدقاء من مذاهب وقوميات مختلفة وكان حديثنا هو ما ال بالعراق بعد الأحتلال من دمار وقتل ونهب وخراب ومن هم الذين أشتركوا في تدمير هذا البلد العريق بل حتى داخل البيت الواحد فالحديث يدور حول العراق اليوم والعراق أمس... وهذا نتيجة طبيعية لأي مواطن حريص على بلده يتناول مثل هذه المواضيع... وكنت في حينها أستمع الى أخواني وأصدقائي وهم يعبرون عن رأيهم ويحللون الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم ولم أجد مايشير الى الحياة المستقبلية الذي سيكون عليه هذا البلد الجريح... وقلت في حينها أن الواقع السياسي الحالي غير الواقع السياسي الحقيقي وكانت هذه العبارة أشبه بالغموض لبعض الأصدقاء.... نعم قد تجدون في العراق كثرة في هذه الأحزاب والتكتلات السياسية الناتجة عن ضعف الدولة ولعدم وجود قاعدة جماهيرية حقيقية لهذه الاحزاب سيولد خلاف بين الواقع الحالي والحقيقة المستقبلية والمتمثل أن كتلة الأئتلاف الموحد وما يسمى (بالكتلة الشيعية) هي الأن الواقع بعد أن قامت المرجعيات الشيعية في لملمة شتات هؤلاء الأشخاص تحت مسميات وبغطاء ديني لأن هذه الكتلة تنقصها كثير من عوامل النجاح وأنه لم يتكون رحمه من داخل العراق وأنما تكون رحمه من خارج العراق.... ونتيجة لقلة الوعي لدى البعض من أهلنا في محافظات الوسط والجنوب وحتى في بعض من مناطق بغداد بدأالتحزب الديني يتغلغل اليهم لغرض عزل هذه المناطق والمحافظات عن باقي مناطق ومحافظات العراق كخطوة أولى على التقسيم المستقبلي لهذا البلد الجريح.... وقد ساعد على أذكاء هذه الفكرة هما شخصان الذين لم يمثلوا شعبنا الكردي حقيقة بل أنهم كانوا يحكمون هذه المناطق الكردية بميليشياتهم المعروفة والتي تسمى (البيشمركة) والتابعة لجلال ومسعود بعد الأتفاق مع زعماء الكتلة الشيعية المتمثلة بالمجرم عبد العزيز الحكيم لغرض تقسيم العراق الى دويلات مستقلة تحت أسم ومصطلح الفدرالية وكان ضمن هذا الاتفاق هو أن يقوم عبد العزيز الحكيم وكتلته بأهداء كركوك الغنية بالنفط الى هذين العميلين لغرض أعلان دولتهم الكردية والأعتراف من جانب الكتلة الشيعية بالمقابل قيام هذين العميلين بالأعتراف بأستقلال محافظات الوسط والجنوب لصالح كتلة الحكيم لكون هذه المحافظات لها مقومات الدولة الأساسية .... ولكن الحقيقة ستظهر أيها الأخوة والأصدقاء أن كتلة الأئتلاف (الشيعي) والتي سميت بالموحد هي كتلة هشة لاتمت بشيء لأهلنا بالوسط والجنوب لأنهم لم يمثلوا الشيعة العرب في العراق بل مثلوا شيعة ايران المحسوبين على العراق وشعبه وخاصة التبعية من هؤلاء الذين تم تسفيرهم في عهد الرئيس الشهيد صدام حسين (رحمه الله) وكانت هذه العبارة هي حقيقة مايجري في العراق وقلت حينها اطمأنوا أيها الأخوة والأصدقاء وأكدها اليوم أن القتال في العراق لم يكن سني _ شيعي على الأطلاق بل ان القتال الحقيقي سيكون شيعي _ شيعي ويمكن أن يقول أحدكم كيف... ولماذا...؟ وكانت أجابتي هو أن الأئتلاف الشيعي بني على أساس خاطيء وتم تأسيسه لاهداف طائفية معينة ضد العراقيين من العرب السنة والعرب الشيعة وأسمحوا لي أن أعبر عن هذه المصطلحات لأيصالها أليكم.. ولم يكون من بين هذه الكتلة فئة قوية لها ركائزها داخل العراق... وها هو المجلس الأعلى للثورة الأسلامية المتمثلة بقوات بدر العميلة والتي أغلب قيادتها من حرس الثورة الأيراني لم يكن لديهم أي قاعدة جماهيرية بالعراق... وها هو حزب الدعوة بشقيه العام _ والعراق لم يكن لديه ما يؤيد هذا الحزب بعد القضاء عليه في العراق لكونه حزب دموي وكلنا نتذكر ماذا فعل هذا الحزب في الجامعة المستنصرية وماذا كانت مخططاته وهو مدعوم من ايران.... وها هو التيار الصدري الذين يمثلون ثقلا أساسيا في هذه الكتلة ولكن ستقولون من هو التيار الصدري...؟ وقلت في حينها ان هذا التيار عندما كان ينسق عمله مع هيئة علماء المسلمين وأخوانهم السنة لقتال المحتل لم يكون تيارا ناضجا وان الصدريين حقيقتهم ليس هكذا وأرى أنهم سيمزقوا العراق مستقبلا لأن الحركة الصدرية لم تكن حركة صميمية حقيقية لأجل أنقاذ العراق لان هذه الحركة تفتقد الى كثير من من المقومات الأساسية للنجاح فهي لم تشمل الطبقة المثقفة لأهلنا الشيعة ولم يكن عناصرها وقيادتها ناضجين ذهنيا.. وأجتماعيا.. وثقافيا.. ودينيا لكونها تعتمد على العنصر الشبابي الطائش الغير متمرس وتنقصه كثير من الأمور في الحياة اليومية وكذلك أن هذه الحركة مدعومة من جهات خارجية لتحقيق أغراض معينة...... فالخلاف الحقيقي هو مابين المجلس الأعلى للثورة الأسلامية وبين التيار الصدري للسيطرة على العراق وخاصة المحافظات الوسطى والجنوبية والأنفراد بهذه المناطق دون غيرهم من الأحزاب والحركات وكذلك حزب الدعوة. فأذن هي مصالح شخصية وليس مصالح وطنية..... أذن أيها الأخوة والأصدقاء أن القتال والأقتتال سيكون (شيعي عربي _ وشيعي فارسي). ستهب العشائر في الوسط والجنوب بعدما تجد أن هذ الكتلة غير حقيقية وأنما هي كتلة مصلحية مبنية على المصالح الشخصية وأبداء الوعود الوهمية لأهلنا في الوسط والجنوب لأنهم لم يعملوا ولم يقدموا مايمكن أن تقدمه أي كتلة أخرى لأبناء هذا الشعب...... واليوم نجد أن محاولة أغتيال عادل عبد المهدي قد تم تخطيطه من قبل عناصر من داخل الأئتلاف وهو مسؤل كبير هذا ماأثبتته التحقيقات فالصراعات الداخلية موجودة داخل هذه الكتلة لكون أن أرضية الأئتلاف الشيعي هي أرضية هشة لايمكن الأستمرار فيها لأنها غير حقيقية ولاتمثل أهلنا الشيعة العرب من العراقيين وأنما هي من نسج الفرس والعمالة.... وكما نرى هذه الكتلة كيف تكونت من أشخاص هم مجموعة من اللصوص والقتلة وقد أصدرت قوات الأحتلال قائمة ب 61 أسما من أعضاء قائمة الأئتلاف الشيعي والذين مرتبطين بفرق الموت ومتورطين في العنف الحاصل في العراق.... وسنجد غدا أن شاء الله كيف يهزم هؤلاء العملاء المرتبطين بقوى خارجية وكيف سينتصر المجاهدين المؤمنين بالله وبوطنهم.. وكيف ستأخذ عشائرنا العربية في الوسط والجنوب دورهم في طرد هؤلاء العملاء

وحينها يرجع العراق لأهله .. شعب واحد .. وأن غدا لناظره قريب

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الاربعاء /  19  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  26 / أذار / 2008 م