بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الهرم المقلوب

 

 

 

 

شبكة المنصور

أبو علي / الاعظمية

 

من الطبيعي في كل مجتمع هناك حق وباطل ، خير وشر ، صادق وكاذب ، سارق وأمين ، وإرادة الله وتعالى جعل قاعدة الفضائل عريضة من اجل إن تدوم الحياة وتستطيع الشعوب من ان تستمر وتتطور وتزدهر ، وإذ مثل بالهرم الهندسي فقاعدته هي الحق والخير والصدق وقمته تمثل الشر والباطل والكذب وهذه سنة الحياة والشكل الطبيعي والصحيح لأراد الخالق سبحانه وتعالى ولكن اذا ما انقلب الهرم فتصور ما الذي يحث وهذا ما حصل في العراق بعد الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي الرجعي حيث أصبح الباطل حق والشر خير والسارق أمين والكاذب صادق انقلبت كافة القوانين والموازين فمن يصدق ان المجرمين الحقيقيون طليقين يمارسون القتل والنهب على علم ومرأى من ابسط الناس وما يسمى بالحكومة عاجزة متفرجة لإبل داعمة ومشاركة في هذا العمل بواسطة عملائها الذين تنفذوا في مؤسسات الدولة الأمنية من شرطة وحرس لتعطيهم الصفة الرسمية والشرعية .

إذن هل يصح ان يكون الشخص المجرم والقاضي في نفس الوقت ، هذا ما رأيناه عندما احرقوا وزارة النفط والبنك المركزي وخطفوا حوالي 150 موظف من دائرة البعثات والسرقات المتكررة للمصارف والتحقيق لم تظهر نتائجه لحد الان ؟ لان من فكر وخطط هم الحكومة ومن نفذ هم عملائهم ومجرميهم .. فعندما كنا نتحدث قبل الاحتلال البغيض عن الفساد الإداري والمالي للسرقات وجرائم القتل كانت مفردات وقليلة هنا وهناك وألان في عراق اليوم أصبح السارق سراق والقاتل قتله والمجرم مجرمين والفرد مجموعة والموظف مديرا و والوزير حكومة والعصابة مليشيا والحزب أحزابا ، الله اكبر هل قربت ساعة يوم القيامة اللهم ألطف بنا وارحمنا وثبتنا على الأيمان واخذ بيد عبادك المؤمنين الصابرين واعنهم على تثبيت حقك الذين تجاوزوا عليه البعض من فاقدي الشرف والدين والضمير والعقل .

قال الله تعالى في كتابه الكريم

(  ومن المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا  )
صدق الله العظيم

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                             الاحد  /  09  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  16 / أذار / 2008 م