الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

اتفاق الأشرار

 

 

شبكة المنصور

ابو علي / الاعظمية

 

يستذكر العراقيون واقع الحال الذي نتج عنه يوم 9/4/2003 وما تحمله ذاكرة المواطن العراقي من المرارة والحزن والأسف على الوطن الذي دمر ونهب التراث وما ناله الشعب من قتل وتعذيب ورعب ما يجعلنا نستعرض مسلسل التآمر اللئيم الذي خطط له في دهاليز الاعداء المظلمة ، حيث سجلت ذاكرة التاريخ كيف حاولت القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية جاهدة وخصوصاً بعد ان أنجزت ثورة 17- 30 تموز العظيمة الاستقلال السياسي والاقتصادي والرفاه الاجتماعي للشعب العراقي ووقفت بكل قوتها الى جانب القضايا القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتجاوزت الخط الأحمر الذي خطته الامبريالية الأمريكية لدول المنطقة والعالم الثالث .

ومن هنا بدأت المحاولات التآمرية الواحدة تلو الأخرى من اجل الإجهاز او على الأقل عرقلة مسيرة الحزب والثورة في البناء والتقدم ، وهذا ما حصل في دعمهم للتمرد في شمال العراق في عام 1974 ثم إشعال الحرب الايرانية العراقية ولمدة ثمانية سنوات وبعد قضية الكويت والعدوان الثلاثيني الغادر الذي طال كل المنجزات الاقتصادية والعمرانية والبنى التحتية وحتى الآثار ومؤسسات المجتمع المدني واستهداف المواطن البسيط في تهديم دورهم ، واستمرار الاستهداف حتى بعد خروج القوات العراقية من الكويت بأشكالها المعروفة من أسلحة دمار شامل ومسألة حقوق الانسان والديمقراطية وغيرها من الحجج والأكاذيب ، وحين تيقنوا بان كل هذا ذهب هراء بفعل صمود شعب العراق العريق وقيادته الشجاعة ، قرروا ان ينزلوا بأنفسهم الى الساحة ، وبدءوا بشراء بعض الصعاليك ممن أسموهم بالمعارضة وصرفت لهم الأموال وقدموا الغطاء السياسي والإعلامي وعقدوا لهم المؤتمرات لمساعدتهم لتحريك أتباعهم في الداخل وفرضوا الحظر الجوي لخطوط العرض والطول للحد من أداء الدولة بمطاردة الخونة والعملاء وتسهيل تحركهم عبر الحدود الشرقية للقطر وكما شددوا الحصار الظالم طيلة ثلاثة عشرة سنة التي افرغت الوطن من كل خزين ستراتيجي ومنعوا كافة الدول من التعامل مع العراق حتى في المجال الانساني حيث راح ضحية الحصار ما يقارب من مليون شهيد بريء ، وجعلوا من الأقاويل والأكاذيب لخونتهم أساس للهجوم والتشهير بالعراق وقيادته واتوا بكل آفاك وضلالي ليدلو بدلوه وصوروا للعالم بأن المعارضة هي النخبة التي يسعى اليها الشعب العراقي في حين التاريخ الاسود لكل واحد منهم معروف لدى الشعب العراقي وشرفاء العالم .

فتم العقد بين أمريكا ومجموعة الصعاليك من خونة الوطن وقسموا الأدوار والمسؤوليات فيما بينهم ورسموا مستقبل البلد من حيث الجغرافية والثروة والطوائف وكل واحد منهم أصبح ملك زمانه وتصورت أمريكا ان هؤلاء سوف يكونوا قادة العراق ويسيروا تحت أشارتها ووصايتها وما عليها إلا ان تقوم باجتياح عسكري وإسقاط سلطته ، وعند اذن يصبح العراق ضيعة من ضيعات أمريكا وحكومته تكون أداة فعالة تسخر لتأديب كل من يخرج عن طوعها في المنطقة اذا ما حاول احد منهم ، وان كل ما تدفعه أمريكا من خسارة هو بعض الملايين من الدولارات التي سترد من خلال السيطرة على نفط العراق وان جنودها سوف يكونوا في نزهة وان الشعب العراقي سيستقبلهم بالورود والزغاريد لأنهم محرريه وكذلك تفتح امامهم كل الأبواب في المنطقة وإنهم أصبحوا جيران لدول المنطقة لردع من يقف ضد مشروعها وحماية أصدقاؤها من عرب الجنسية وضمان حماية وبقاء ( اسرائيل ) بعد تصفية القضية الفلسطينية .

هذه الاحلام الوردية لم يهنأ بها المحتلون وصعاليكهم فقد افشل الشعب العراقي البطل ومقاومته الباسلة المشروع الأمريكي الصهيوني من خلال الضربات المتتالية والمواجهات العنيدة لجنود الاحتلال وأعوانه ، فصار يتخبط ويستنجد بالبعيد والقريب والقوي والضعيف من اجل إخراجه من المأزق الذي وضعه فيه الشعب والمقاومة ، وبانت هشاشة عملائهم الذين اعتمدوا عليهم في قيادة البلد والشعب بعد الاحتلال ، وانقلب السحر على الساحر ، فها هي المقاومة تتصاعد وتهوي على رؤوس العملاء الواحد تلو الآخر ، ويتهم كل واحد منهم الآخر بالفشل والخداع .. وان الأيام القادمة سوف تحمل في طياتها مفاجآت كبيرة وكبيرة جدا لتراجع صف العدوان والخونة .. والنصر دائما حليف الشعوب المكافحة .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

                                         الثلاثاء  /  09  ربيع الثاني 1429 هـ   ***   الموافق  15 / نيســـــــان / 2008 م