بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

من كوماسي الشرف إلي دوحة القرف

 

 

 

 

  شبكة المنصور

 سامي الأخرس

 

رغم الدموع بالفرحة والاعتزاز التي ذرفت من أعين كل محبي هذه الأمة عندما أثبت هذا الخلوق محمد أبو تريكة أن رحم هذه الأمة لا ينضب أبدأ ، وأنه دوما ينجب الأحرار الشرفاء ، من لا زالوا يحملون قضاياهم أينما حلوا ، وأينما ولوا ، كما جسدها وفعلها الخلوق الأروع محمد أبو تريكة اللاعب المصري الذي أبي إلا أن يقول للعالم ارفعوا سيوفكم عن رقاب غزة وأهلها .

هذه الدموع ليست دموع حزن كتلك التي تعودنا أن نذرفها دوما ، بل هي دموع الكرامة والاعتزاز ، دموع الحب والفخر التي غرسها هذا الفتي من كوماسي الإفريقية المستقطبة لأنظار محبي كرة القدم في العالم ، ليدون ويسجل صفحة ناصعة من الطهارة والصدق والإخلاص ، صفحة حملت كل معاني الوفاء في زمن اللاوفاء .

إنها الحقيقة والمواجهة مع الذات التي لم أجد ما أفعلة أو أعبر به سوي الدعاء لهذه الأرض التي أنجبت ولا زالت تنجب مثل هذا الفنان خلقيا قبل أن يكون فنان مهاريا ، حتى جازاه الله خيرا ، وكلل نواياه وطهارته بالفوز الرائع الذي تحقق للمنتخب المصري الشقيق الذي اسعد كل العرب بالفوز بالحسنيين الأخلاق والكأس معا ، لتمثل أبلغ رد علي حجب صور هذا القديس الخلوق من محرك جوجل استجابة للضغط الصهيوني الذي حاول طمس الصورة الصادقة ، وقتل الفرح والاعتزاز بنا من خلال ممارساته الدنيئة التي يجاهر بها ولا يخجل منها .

حملت كوماسي (غانا) تاج الشرف الذي كلل به الخلوق محمد أبو تريكة ليجعلنا نعيش لحظات اعتزاز وفخر افتقدناها منذ زمن بعيد .

ولكن وكأن هؤلاء التنابل المتوجه بكروش فارغة وعقول خاوية تأبي إلا أن تفترس الابتسامة مهما كانت بسيطة ، وتسارع لقتلها فينا ، وإعادتنا لحالة الاشمئزاز والقرف منهم ومن أفعالهم ، وممارساتهم ، فكلما حاولنا تناسي مصائبهم يذكرونا بها ، وكلما حاولنا أن نتجاوز كبائرهم يمارسون كبائر أشد كفرا ولعنه .

فهبت علينا عواصف القرف التي حملتها الدوحة القطرية العربية والتي فيما يبدو أن اسمها اقترن بكل ما هو قرف واشمئزاز ، فلم ننسي بعد قاعدة السيلية ودورها في تدمير العراق وحرقة ونهبه واحتلاله ، ونشاطاتها المشبوهة في التآمر على كل ما هو شريف وطاهر ، هذه الدوحة التي لم يروق لها أن نعيش فرحة اللاعب الخلوق محمد أبو تريكة لتفتح ذراعيها محتضنة لاعبة التنس الإسرائيلية "شاهار" ذات السروال القصير ، والافخاد التي يبدو سال لها لعاب منظمي هذه البطولة اللعينة ، وكأنهم يقولون لنا أبدا لن تمر فرحتكم واعتزازكم وفخركم ، فلم يخجلوا وهم يجاهرون بأنهم يوفرون لها كل سبل الأمن والحماية والراحة ، إرضاء العبد لسيده ، فكان الصاع يرد من الدوحة .

لا أجد حقيقة مشاعر أكتب بها عن هذا القرف التي حملته غبار شوارعك وسماءك ، وماءك يا دوحة العرب ، أكثر من ألا لعنه الله عليهم .

كلما اقتحم الفرح قلوبنا أسرعتم بقرفكم ومصائبكم وخيانتكم وركوعكم أيها الزنادقة لتعيدونا للعنكم .

لا أدرك كيف تكافئ دوحة العرب هذه اللاعبة ف الوقت الذي لم تكرم الخلوق ابو تريكة ولو بكلمة شكر واحترام وتقدير ، ولا أدرك كيف يصمت أهل الدوحة علي هذه النجاسة التي تصيب كل ذرة تراب تطأها اقدام هذه الزنديقة ربيبة الزنادقة أرضهم وتأكل من خيراتهم وتتسوق بأسواقهم وتنام بفنادقهم وعلي فراشهم .

" هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "

أخر كلماتي فعلا إنها عواصف القرف أيتها الدوحة تحملينها لنا لتذريها بعيوننا ، وتشمئز لها أنفسنا ، وفعلا إنها نسائم الشرف يا كوماسي تلك التي نشرها الخلوق بمسك الطهارة والصدق والإخلاص .... وخير الكلام ما قل ودل

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  12  صفر 1429 هـ الموافق  19 / شبـــاط / 2008 م