بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

الموصل : أين ستصل

 

 

 شبكة المنصور

  سامر ستو

 

كل متتبع للأوضاع السياسية والأمنية الراهنة في العراق عندما يسمع كلام المسؤولين العراقيين عن الهجوم المرتقب الذي قارب نقطة الصفر على محافظة الموصل الحدباء ( أم الربيعين ) ثالث كبريات المدن العراقية بعد بغداد والبصرة ابتداءا ً من رئيس الحكومة الموالية للاحتلال إلى اصغر عسكري سيشارك في الهجوم سيلاحظ إن هؤلاء وهم يتكلمون عن الهجوم كأنهم يتحدثون عن مدينة سقطت بيد محتل وإنهم من سيخلصونها منه ومن ظلمه وطغيانه      .

كل هذا الهرج والمرج والعزف على الطبول وعقد كل هذه المؤتمرات الصحفية واستعراض لعضلات هي بالأساس مضمورة , كل هذا لتمشيط المدينة وتخليصها من الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة فيها .....

أو ليست القاعدة موجودة في كل أرجاء العراق ..... فلماذا الموصل بالذات هي التي حشدت لها كل هذه القوات وهي التي ستمشط ,  هذا إذا قضوا على الإرهاب فعلا ً    .

قبل مدة ليست بالبعيدة نظمت عملية كبيرة ضد الإرهاب في محافظة ديالى ولكن  لم يعلن عنها بهذا الشكل الذي اعلن عنه في حملة الموصل المرتقبة ...!  ولكن ماذا حدث ..؟ كان من أفضل نتائجها هو العثور قبل عدة أيام على العشرات من الجثث في منطقة المقدادية قسم منها مقطوعة الرأس    .

والطريف في حملة الموصل المرتقبة إن المتحدثين يتكلمون بثقة عالية وكأنهم أعادوا الأمن والأمان إلى كافة مناطق العراق ولم يتبقى إلا مدينة الموصل وهم سائرون في نفس الطريق الذي ساروا فيه في باقي مدن العراق   .

والأطرف ما جاء على لسان المدعو محمد العسكري من إن هذه العملية مضمونة النتائج وبنسبة (100 % )  وإنها الأخيرة في المحافظة والتي ستقضي على آخر عنصر مسلح من تنظيم القاعدة وان القوات التي ستهاجم المدينة هي قوات عراقية كاملة وبدون أي دور مساند للقوات المحتلة     .

فلا يسعنا إلا أن نقول للمدعو محمد العسكري وقبل أن يعطي كل هذه الضمانات عليك أن تضمن الأمن في عموم العراق وبعدها تحدث عن الموصل لا أن تدلي بتصريحات هي بعيدة كل البعد عن ما تتمناه الحكومة والدليل ما هز بغداد من انفجارات قبل يومين راح ضحيتها تسعة وتسعون شخصا ً حسب تصريحاتهم وعشرات الجرحى , طبعا هذا الرقم غير صحيح ,  والدليل الآخر هو العثور على الجثث المقوعة الرأس في محافظة ديالى التي قالوا إنها طهرت من الإرهاب قبل فترة ناهيك عن ما يحدث في البصرة والنجف وكربلاء وباقي مدن العراق    .

أيها العسكري الذي يريده العراقيين هو الأمن والأمن ثم الامن وأفعال لا أقوال وصدق التصريحات وان يمشط كل العراق من الإرهاب فعليا ً لا اسميا ً وبمشاركة قوات عراقية فقط وليس بمساعدة احد , وان حملة الموصل تسير في اتجاه صحيح وبمسار محدد لا تحيد عنه خصوصا ً بعد أن ستشترك قوات البيشمركة الكردية فيها وما تحمله هذه المشاركة من انعكاسات على هوية المدينة العربية الأصيلة  ..... وكل لبيب بالإشارة يفهم  ......

 

Samir_sitto@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين  /  27 محـــــرم 1429 هـ الموافق  04 / شبـــاط / 2008 م