بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

حـــِسْ ... يآ صَنَمْ ..

 

 

 شبكة المنصور

 عُبَيْـْد حُسَيْن سَعِيْـد

 

تغصُّ ألمعتقلات في العراق ألجديد بآلاف من ألأبرياءِ, يقضون فترات مظلومياتهم بلا اجل مسمى أوأمل يلوح في الأفق في سجون ,وأقبية ومنحدرات, وكهوف- تحت ألمراقد والمزارات (المقدسة)– لا يسمع أنينهم سوى ألمسؤولون المباشرون عن هذه المعتقلات – ليسوا من أبناء الوطن بل غرباء الوجه واللسان والهوية- يخضعون بصورة غير مباشرة كغرباء تحت غطاء عراقي كتيار برلماني يدعون انه يمثل شريحة واسعة من المجتمع العراقي زوراً وبهتاناً وإثماً- ليس لهؤلاء السجناء ثمة ذنب يؤاخذون عليه – اللهم إلاّ إصرارهم المحافظة على هويتهم العراقية وجذورهم العربية الأصيلة – وهل ثمة إلغاء وإقصاء أدْعى وأمرُّ من ذلك؟..ومتى كان الناس يدفعون حياتهم ثمناً لانتسابهم عوضاً عن انتماءاتهم التي لا يمكن لا شرعاً ولا قانوناً ولا دستور للمساءلة عنها والمحاسبة لها...إن ما يجري تحت أنظار ومسامع الاحتلال والحكومة والبرلمان – لم تشهده النازية ولا القرقوشية أو حتى محاكم التفتيش – وليس أدل من رجل بارزٍ في الدولة الحاضرة كان سجين أو هرِّبَ من سجنهِ – وجاء بالاحتلال – لم يشنقهُ أو يجزرهُ احد...مع ذلك يظل تحررياً ديمقراطياً- ودونه اليباب...! إن جزء من معاناة السجناء النفسية وأهاليهم...وشايات (وآرتكابات) باطلة أبطالها تُجـّـــار يتاجرون بمصائرِ الناس وأحاسيسهم وآخرين غيرهم يشاركونهم المعاناة جريرتهم أنهم رفضوا أن يكونوا عبيداً للعبيد (هيهات منا الذلة) وفي تراثنا الإنساني, الكثير من هذهِ القصص أبطالها,متزلفون ليس لهم سوى نقل الأخبار والوشايات وتضييع الناس في زحمة لهو وانشغال الحكام والسلاطين, من اجل عرض أو غرض..فقد دخل رجل على المهدي العباسي فقال له:يا أمير ألمؤمنين إن هذا الأعمى قد هجاك؛فقال :بأي شيء؟ فقال بما لا ينطق به لساني ولا يتوهمه فكري, قال:بحقي عليك إلاّ أخبرتني فقال:لو خيرتني بين إخبارك وبين دق عنقي لاخترت دق عنقي فإنّ لِساني عاجزٌ عن أن أُطوِّعهُ لِِمثل ذلك... ! فاقسم عليه المهدي أن يخبره فقال: أمّا أن أقوله لك لفظاً فلا ولكني اكتب ذلك فكتبه ودفعه إليه؛ فاشتاط غضباً وتركهُ وانحدر إلى البصرة لتفقد أحوالها فلما بلغَ إحدى نواحي البصرة سمع آذاناً في وقت ضحى النهار فتوقف فقال لمن معهُ: ما هذا الآذان فأرسل احدهم لتقصي الأمر وذهب باتجاه الصوت وإذا بالرجل الذي هجاه هو من كان يؤذن وهو سكران فجاء للخليفة وقص له ما رأى من أمر الرجل وكان بين الرجل والسكران جفاء وأمر لا يعلمه ولير الأمر وتحينها فرصة للإيقاع بالرجل بقوة السلطان والحظ العاثر الذي أوقعه فقال للمهدي يا مولاي هذا الزنديق... فقال:عجبت أن يكون هذا غيرك أتلهو بالآذان يا زنديق؟ فدعا احد حراسه وأمره بضربهِ بالسوطِ فضربه بين يديه سبعين سوطاً, فكان إذا أوجعهُ السوط يقول: حـِــسْ- وهي كلمة تقال عند الإحساس بالوجع- فقال له بعضهم : ويلك ألا تقول بسم الله ؛ فقال: ويلك اهو طعام اسمي عليه :أفلا قلت الحمد لله قال:الرجل أهي نعمة حتى احمد الله عليها ..فلما ضربه سبعين سوطاً بان عليه الموت فالقي في سقيفة حتى مات ..فحمله أهله ودفن بالبصرة ... فالناس في كل مكان وزمان يظهر من بينهم ما يسيء للخَلق والخالق فسبحان الله !!أهذه هي حقوق الإنسان يا من تحكمون العراق؟؟...ألا يحرككم زفير ألشيوخ وعذابات الأمهات وشوق الأبناء للآباء فقد تكلم الجذع وحنّ لفراق النبي ...متى تحــــس أيها الصنم ؟ فالظلم وصل إلى حد أن تقطّع أوصال البشر وتنشر بأيديكم أو بعلمكم ...اعلموا إن عاقبة الظالم لابد من نهاية لها. وخير من تدعون أتباعه أمير المؤمنين علي عليه السلام يصف الظلم:-

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً         فالظلم مرتعهُ يُفْضِي إلى الندمِ
تنام عينك والمظلوم منتبهٌ          يدعو عليك وعين الله لم تـــنمِ


obeadhs@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  / 24 محـــــرم 1429 هـ الموافق  02 / شبـــاط / 2008 م