بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

ملاحظات حول خطاب الأرعن المهزوم بوش

 

 

  شبكة المنصور

 ميمونة بنت الرافدين

 

كما هو الحال في كل ظهور له وفي كل خطاباته ،منذ بدء حملته الجائرة القذرة لغزو العراق وحتى اخر خطاب له ،كذب ،دجل ،خداع ،قلب للحقائق وتزييفها.خطابه هذه المرة وبكل ما يتضمنه ،ما هو الا ترقيع لاستيراتيجيته الفاشلة ،لإظهارها بصورة الاستيراتيجية التي أنجزت أهدافها العسكرية والسياسية.وبكل تأكيد فان المأزق الذي يعيشه المجرم بوش والورطة التي زج بها جيشه المهزوم تدفعانه إلى ذلك.

"ان القوات الأمريكية تنتقل من قيادة العمليات إلى مشاركة القوات العراقية.....اليوم ،بسبب التقدم نحن نطبق سياسة "عودة على النجاح" والقوات التي أرسلناها إلى العراق ستبدأ بالرجوع إلى الوطن.....الاستيراتيجية الأمريكية والعراقية أنجزت نتائج......"

"American troops are shifting from leading operation to partnering with Iraqi forces…..Today ,because of the progress ,we are implementing a policy of "returning on success" & the surge forces we sent to Iraq are beginning to com home…..the American & Iraqi surges have achieved results…...."


جاء خطاب المجرم بوش بعد اقرار ما يسمى بقانون المسالة والعدالة !!! الذي اقره مجلس النواب العميل.فالتصويت على هذا القانون الجائر ،كان وليد للضغوطات التي مارستها أدارة بوش الحمقاء على حكومة نوري المالكي العميلة،خاصة بعد انتهاء عام كامل على بدء إستراتيجيتهم ،ولم يتم انجاز الا هدفان من 18 هدف سياسي حددها الكونغرس الأمريكي والمجرم بوش ،كان في مقدمتها قانون النفط ،اجتثاث البعث ،تعديل الدستور ،والانتخابات الإقليمية...الخ.فجاء قانون المسالة والعدالة !!! الذي لا يمكن تعريفه الا ان يكن حملة إقصاء أخرى بحق البعث ورجاله لتلميع استيراتيجية البيت الأسود سياسيا وانتشالها من غرقها.فأين النجاح السياسي الذي حققه عدو الإنسانية بوش ؟! وأين نجاح حكومة نوري المالكي العميل المتناحرة المتنافرة و(الحراك السياسي) الذي يصرح به بمناسبة وبدون مناسبة وعلى الأغلب ،فانه لا يفهم معناه؟! أم هو مجرد استعراض امام الكاميرات ولاقطات الصوت ؟! وأين مردود النجاح السياسي على العراق وشعبه؟!

أما الجانب العسكري وباعتراف كبار جنرالات أمريكيا ،فان عام 2007 عام "خطة الاندفاع الأمريكية" هو اشد فتكا وأكثر دموية حتى من عام 2004 الذي شهد مقتل 849 قتيل أمريكي في معارك الفلوجة الباسلة.وأخر التقارير الأمريكية تشير إلى تزايد اعداد القتلى في شهر كانون الثاني من عام 2008 .اما تبجح بوش وتفاخره بالنجاح والتقدم الذي حققهما بمساعدة صنيعته البائسة او ما تسمى بمجالس الصحوة وقضائها على الإرهاب! ،فهذه هي إحدى مكابراته ،فبوش نفسه وجيشه المهزوم غير أمنين ولا مطمئنين لصنيعتهم هذه. وفيما يخص انسحاب قوات الاحتلال الإضافية ورجوعها إلى الولايات المتحدة ،فلا يعني هذا ان الاستيراتيجية الأمريكية قد نجحت وحققت أهدافها.بل على العكس ،فبعد أكثر من أربع سنوات ونصف وبعد عام من بدء خطة الاندفاع الأمريكية ،فان أسباب الانسحاب كثيرة والمجرم بوش مجبر على هذه الخطوة.فقد حذر الكثير من القادة العسكريين الأمريكيين من خطة الاندفاع الأمريكية ،من ضمنهم رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي جورج كايسي "المطلب الحالي لقواتنا يتجاوز التجهيز المستمر... وقد امتص الاندفاع كل المرونة خارج النظام".

"The current demand for our forces exceeds the sustainable supply…the surge has sucked all the flexibility out of the system".


إضافة إلى ما أشار إليه بترايوس حول طلب وزارة الحرب الأمريكية لعودة القوات لتخفيف الإجهاد عنها.


"The pentagon wants to bring troops home quickly to reduce the strain on the armed services".

فهل جاء طلب وزارة الحرب الأمريكية بناء على نجاح استيراتيجية بوش ؟ام لأسباب أخرى لطالما حاولت إخفاؤها والتعتيم عليها ،سواء ما كان يخص تزايد حالات الانتحار والهروب بين صفوف جيش الاحتلال او ارتفاع اعداد قتلاهم ،مضاف إلى ما تقدم ،أسلحة المقاومة العراقية الباسلة (العبوات الناسفة ) وأثرها في قهر وتحطيم نفسية الجندي الأمريكي وما ينتج عنها من إصابات بليغة .إضافة إلى ما يعانيه جرحاهم من إصابات عقلية واجتماعية ،والتي تعني زيادة الإنفاق والكلف المالية التي باتت موضع جدل ونزاع،والتي لا تقتصر على الجانب العسكري فقط فهناك الكثير من المتعلقات التي أرهقت تمويل السنة المالية لعام 2007 منها خدمات المحاربين والعناية الطبية وتعويض العاجزين،فقد أشار تقرير لمنظمة طبية أمريكية أن إجمالي تكلفة علاج الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في حرب العراق بعد عودتهم سوف تفوق قيمة الإنفاق على العمليات الحربية في العراق.

ان عجز حكومة المالكي الطائفية وقواتها الأمنية على تحمل المسؤولية الأمنية بسبب فسادها وطائفيتها يشكل عبا اضافي أرهق جيش الاحتلال ،وفي الوقت نفسه فان هذه الحقيقة تفند مزاعم بوش بان قوات الاحتلال انسحبت من قيادة العمليات إلى مشاركة القوات العراقية.فكيف نجحت الاستيراتيجية الأمريكية بتحقيق أهدافها ؟! وكيف يمكن لقوات الحكومة العميلة إرساء قواعد الأمن بفسادها وطائفيتها وبدون مساعدة قوات الاحتلال؟! فحتى قوات الاحتلال نفسها لم تعد قادرة على حماية نفسها من ضربات المقاومة العراقية الباسلة ،ونقلا عن صحيفة ال يو .اس .اي تودي ،فان قوات الاحتلال وخلال احدى هجماتها التي شنتها للبحث عن (المتمردين)ابطال المقاومة العراقية الباسلة في محافظة صلاح الدين ،اشتبكت مع عدد منهم لا يتجاوز 10 مقاومين ،وبرغم الارتال العسكرية بعددها وعدتها ،وبرغم محاصرة البواسل داخل البناية ،فلم يتمكنوا من تخليص أنفسهم من اشتباك دام 3 ساعات ،نتج عنه 3 قتلى من جند الاحتلال ،الا بتدخل الطائرات الأمريكية التي قصفت البناية التي كان الابطال يحتمون بها ،ولم تكن هنالك أي خسائر بشرية لابطال المقاومة الباسلة.الاستيراتيجية الأمريكية فشلت وأخفقت في تحقيق كل أهدافها ،وما كانت الا محاولة لشراء الوقت ،عسى ان يتمكن مجنون البيت الأسود من تمرير وتحقيق أهدافه.

هذا هو دور المقاومة العراقية الباسلة التي أثبتت وجودها وعلى مدى السنوات المنصرمة التي خاضتها بتحدي وصمود .المقاومة العراقية الباسلة هي من افشل كل مخططات ادارة الشر الأمريكية ،وهي التي سترغم بوش لسحب كل قواته .

فمن يضحك على من ؟ومن يخادع من ؟ولا بأس فمستر هوش اعتاد ان يكذب ويصدق نفسه ،والأجدر به ان يجلس امام مرآته ويستمر بالضحك ،كيفما يشاء والى أي وقت يريد.

عاشت المقاومة العراقية الباسلة التي حطمت أسطورة جيش الاحتلال الأمريكي وطرحت هيبتهم الأرض. ونصر من الله وفتح قريب

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين  /  27 محـــــرم 1429 هـ الموافق  04 / شبـــاط / 2008 م