بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أحمدي نجاد في بغداد
بين الشيعة العجم والصهاينة الأكراد

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 محمد العماري

 

زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى العراق, بدعوة من رئيس المنطقة الخضراء العميل جلال الطلباني, والتي تنتظرها حكومة بغداد الطائفية على أحرّ من الجمر, تأتي تأكيدا لحقيقة أن إيران, وخلافا لأمريكا التي خسرت ألاف الجنود بين قتيل وجريح وملايين الدولارات وسمعتها العالمية, هي الرابح الأكبر للغزو البربري الأمريكي للعراق دون أن تخسر دولارا أو تومانا واحدا. وحققت إيران, بسبب جهالة وقصرنظرالادارة الأمريكية وسوء حساباتها في جميع المجالات, ماعجزت عن تحقيقه حتى في الأحلام. الى درجة أن أمريكا, رغم الزعيق والصياح والتهديد والوعيد ضد جمهورية الملالي في طهران, أصبحت بأمس الحاجة الى أي شيطان يستطيع دفع مخاطر وتبعات هزيمتهاالنكراء في العراق خصوصا وإن المقاومة العراقية الباسلة لم تترك لبوش الصغير وإدارته الحاقدة خيارا آخرغيرالارتماء في أحضان أصحاب العمائم الصفوية.

غيرأن المفارقة العجيبة هي إن الرئيس الايراني, والذي تتهمه أمريكا بالتدخل في شؤون العراق ودعم الميليشيات المتطرفة كما تصفها, يأتي الى العراق في زيارة "رسمية" وبدعوة من جلال الطلباني "رئيس" العراق الجديد بينما الرئيس جورج بوش, الذي يعتبره  ساسة المنطقة الخضراء محررا وبطلا, يقوم بزياراته المفاجئة والسريعة جدا الى العراق بشكل تام السرية ويدخل ويخرج من بغداد تحت جنح الظلام كأنه  لصّ مذعور.  كما أن زيارة أحمدي نجاد, الغيرمرحّب بها والمدانة بشدّة من قبل جميع العراقيين, هي محاولة بائسة ومفضوحة يقوم بها"حكام" العراق الجديد لخداع الناس بأنهم يتمتعون بكامل الحرية في إتخاذ القرارات الصائبة ولديهم استقلالية في الحركة والمناورة وبامكانهم دعوة من يشاؤون من الرؤساء والقادة, بمن فيهم أحمدي نجاد الذي تعتبره أمريكا - ظاهريا- عدوّها الأول.

لكن صفاقة وانحطاط وعمالة حكام المنطقة الخضراء جعلتهم يضيفون الى سجلّهم الأسودالملطّخ بالمخازي, صفحة عار جديدة وذلك بدعوتهم أحمدي نجاد رئيس الدولة التي لم تحمل يوما  للعراق والعراقيين غيرالأحقاد والضغائن والدسائس. ولا يُستبعد أن يكون هدف الرئيس الايراني الغير معلن هو الاطلاع والتأكّد بأن جميع شروطه ومطالبه,التي أوكل حكومة نوري المالكي الطائفية بنتفيذها, قد أنجزت على أكمل وجه. خصوصا الفقرة المتعلّقة باغتيال وتصفية خيرة رجالات العراق وأولهم ضباط الجيش العراقي الباسل الذين أرغموا قادة إيران, وعلى رأسهم الخميني الدجّال, على تجرّع السمّ الزعاف في حرب الثمانية أعوام.

سيكون الرئيس الايراني بلا شك ضيف شرف وسط نخبة ممتازة من الأكراد الصهاينة, كجلال الطلباني وهوشيار زبباري وبرهم صالح, وشيعة عجم حاقدين حتى على إسم العراق, كنوري المالكي وعبد العزيزالاحكيم وأمثاله.  وسيقدّم جميع هؤلاء الى ضيفهم الغيرمحترم نسخة مصدّقة ومختومة من قبل آية الله علي السيستاني, بالنسبة للقادة الشيعة والسفيرالأمريكي بالنسبة للقادة الأكراد, عن مجمل"الانجازات" التي حقّقوها في العراق الجديد, من قتل وإغتيالات وتشريد وتهجير للعراقيين العرب, شيعة وسنّة. مضافا اليها السرقات السرية والعلنية للنفط العراقي.  وبالتأكيد إن هذه الانجازات ستجعل المجوسي أحمدي نجاد يرقص ويتمايل فرحا في حضيرة المنطقة الخضراء مع ثورالعراق الأول جلال الطلباني تحت سمع وبصرشركاء الاحتلال, مارينز جورج بوش الصغير.

mkhalaf@alice.it

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  /  26  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  04 / أذار / 2008 م