بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

حوار الطرشان ... في العلاقة مع ايرن

الحلقة الثانية

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 كاظم عبد الحسين عباس  /  اكاديمي عراقي

 

( تنويه مهم وردت سهوا كلمة ( كل ) ضمن عبارة كل أهل الوسط والجنوب في الجزء الاول والمقصود (العديد أو الكثير) من أهل الوسط والجنوب ولذا وجب التنويه والاعتذار. ويجب ان نشير ايضا الى ان المقصود بالشيعة المعنيين بالجانب السلبي من هذا المقال هم الشيعة الصفويين والموالين لايران الفارسية الصفوية وليس الشيعة العرب الجعفرية وكاتب المقال واحد منهم )

لا أحد اكثر منا نحن ابناء الرافدين يعي بعمق حقائق التاريخ والجغرافيه. لان لا احد من بلدان امتنا العربيه قد تعرض كما العراق الى تأثيرات هذين العاملين من جيراننا عبر التاريخ. والجارين المتميزين بامتياز في التأثير, وخاصة السلبي منه, هما ايران وتركيا. لذلك فنحن لسنا بحاجة الى من يذكرنا بهذه الحقائق. ونحن ابناء التأريخ الممتد لآلاف السنين حضارة وحضورا" لا نحتاج أن نمتد باعناقنا طمعا" بأحد لاننا أغنياء بفضل الله. والانسانية كلها تعرف وتعلم علم اليقين أن الشعب الغني لا يعتدى أبدا" على جيرانه. المنطق كلّه وحقائق الارض والسماء تدعم موقفنا بأننا لم نعتد على أي من جيراننا يوما. وان قادسية صدام المجيدة لا يمكن الاّ أن تقع ضمن وصف الدفاع عن النفس ولا شيء غير ذلك بدليل اننا قبلنا وقف اطلاق النار بعد ايام من بدء المعارك الاّ ان ايران رفضت وظلت ترفض لثمان سنوات.

ملايين العراقيين مقتنعة بهذا قناعة كاملة ومطلقه ولولا هذه القناعة لما استطاع العراق مواجهة العدوان الفارسي ثمان سنوات. وسحقا" لكل آثم يعتقد أو يصرح بغير هذا لان من ينتصر في الحروب هو الشعوب وحق الشعوب وليس الدعم المالي أو المخابراتي الذي يمكن أن يقدم من هذا الطرف أو ذاك.

  لا اعتقد بوجود عراقي واحد يحمل عداءا" لايران ولأي سبب كان على الاطلاق. وان أراد أحد ان يقول ان البعض ضد ايران الشيعية فانني لن أجادله في ذلك وكل ما سأجهد نفسي في الاشارة اليه هو: وماذا كانت ايران الشاهنشاهيه؟

لماذا يعادي العراقي ايران؟ هل العراق أقل غنى" في كل مناحي وانواع الثروة المادية والبشرية والحضارية لكي نتطلع لاحتلالها أو اختراق حصونها الأمنية طمعا" بثرواتها وحيث ان الثروات المختلفة هي مسببات العدوان والاحتلال والتقاطع؟ الجواب قطعا" كلاّ. اذن ما الذي يجعل عراقيا" كائن من يكون يعادي ايران؟

 أوَ ليس للعراق عمقا" جغرافيا" أغنى بكثير في حضارته وثرواته البشرية والاقتصادية هو عمقه العربي الذي ظلّ يتطلع دونما انقطاع للوحدة معه ليهب منه ما ينقصه وليعطيه مما يملك؟ الجواب قطعا" نعم. لماذا اذن نعادي ايران من جانبنا؟ أنا انتظر ان يجيبني من يمتلك القدرة على ذلك كائن من يكون من رواد الدعوة للحوار مع ايران.

والآن أوَ ليس من المنطق أن نحاكم الواقع القائم ونبني على أساسه قبل أن نتعكز على اي ارث سابق؟

الواقع القائم يتحدث بالارقام والمعطيات المؤيَدة بشهادة ملايين العراقيين وأحزاب وقوى سياسية عراقية وعربية ودولية ان ايران موجودة في كل شبر من ارض العراق عموما" وفى الوسط والجنوب خاصة". وان تواجدها في الجنوب هو بصيغ لا يمكن لاي سياسي ان يصفه غير انه احتلال. وانه في المحصلة النهائية تنفيذ لارادة التوسع والعدوان التي جُبل عليها ابناء فارس الصفوية. والتي حاولوا عبر الازمنة توفير أرضيتها الطائفية والاجتماعية كما اشرنا في جزء هذا المقال الاول.

  من يقول لي ان من حق ايران ان تتواجد للدفاع عن نفسها فأنا لن أتعارض معه أو أشاكسه لبعض الوقت وليس قبل أن اخوض في هذه الجزئية قليلا":

    ان الوجود الايراني في العراق ممثلا" بملايين الايرانيين الذين دخلوا العراق بعد الاحتلال المجرم وبمختلف صفاتهم ومهنهم وواجباتهم قد دخلوا واميركا محتلة للعراق اي برضاها وبموافقة ضمنية ان لم تكن علنية معها، لقد دخلوا بصيغة فيلق بدر اوقفت القوات الامريكية اسلحته الثقيلة وسمحت بالمتوسطة والخفيفة !! ودخلوا بصيغة أحزاب ومنظمات وقوى سياسية كانت تعمل مع الامريكان لتحقيق الاحتلال وتغيير النظام الوطني في العراق ولم يكن دخولهم خلسة أو بالتهريب ولا بالقوة ايا" كان نوعها. والمسفريين الذين تضاعفت اعدادهم من بضعة آلاف الى عدة ملايين قد دخلوا ايضا" بموافقة المحتل وعلى أساس ان عودتهم للعراق هي مفتاح من مفاتيح الديمقراطية، ورفع الحيف والظلم الذي لحق بهم من النظام الوطني العراقي السابق (لنراجع ماذا فعلت اوربا واميركا بالطابور الخامس في حالات الحروب والازمات). ان الايرانيين الذين سُفروا يبلغ عددهم الحقيقي بضع عشرات من الآلاف تم توطين قسم منهم فقط في ايران وتم توطين المتبقين في بلدان مختلفة منها سوريا وبعض دول الخليج وعدد من الدول الاوربية ولم يدخل العراق بعد الاحتلال سوى الجزء الذي وطن في ايران وان اي نسبة نمو مهما كانت مرتفعة فانها لن توصل عدد الفرس الذين دخلوا العراق الى ربع العدد الذي دخل فعلا" أو أقل من هذا بكثير. ان ملايين الايرانيين هؤلاء قد عينوا في الشرطة التي استولى عليها فيلق بدر وميليشيات بدر في مختلف محافظات الوسط والجنوب وفي ميلشيات الاحزاب الايرانية الاخرى كالدعوة والفضيلة والمهدي وثأر الله ومنظمة العمل الاسلامي وغيرها الكثير. واشتغلوا في مدارس جديدة لتحفيظ القرآن وتدريس أصول اللطميات على الصدور وأصول جَلد الظهور بالزنجيل الحديد وفن تطبير الرؤوس بالسيوف وطرق التوافق بين الرادود وبين اللطامه (انا في منتهى الجد والجدية واياكم ان تظنوا بأنى ساخر) وآخرون قاموا بافتتاح مكاتب لفساد المتعة وعصابات بيع المخدرات والاتجار بالنساء الفارسيات في مجاميع معروفة في فنادق كربلاء والنجف والكاظمية ومجاميع تسهيل ممارسة البغاء في داخل اضرحة الائمة ومجاميع ادارة المراقد وجمع الاموال من هذه المراقد والتي تحولت الان الى ميليشيا ادارة المراقد وحمايتها ويديرها السستاني ووكلاءه ووصلت الى حد امكانية الدفاع عن نفسها حتى لو ارادت امريكا وعملاءها مقاتلتها وهي التي تواجه عصابات مقتده وتقاتلهم، ومنعتهم مرارا من السيطرة على مرقد الامام الحسين واخيه العباس عليهم السلام للسيطرة على الاموال ..... وما خفي كان اعظم.

لا يمكن لايران ان تتواجد بطريقة تواجدها الراهنة في الوسط والجنوب العراقي الاّ من خلال اتفاق من نوع ما مع البلد المحتل وان هذا التواجد لا يمكنه ابدا" ان يكون من باب التداخل الجراحي الذي يستهدف حماية فيزيائية كما يريد البعض تسويغه وتسويقه اعلاميا"،  لان التواجد المخابراتي والاستخباري الموجود تحسبا" كمجس لاحتمالات اذى متوقع أو محتمل ضد ايران أمر شرعي الاّ انه ليس كذلك بمنتهى البساطة بل هو احتلال داخل الاحتلال هدفه الاساس تقديم اسناد لوجستي لامريكا في اخماد روح الرفض والمقاومة العراقية الشريفة واسناد عملاء الاحتلال وايران المشتركين (الاحزاب الشيعية الفارسية) في تحجيم وتصفية عناصر المقاومة والرفض في منطقة تمثل قرابة ثلاثة أرباع جغرافية العراق. بمعنى انه اسناد للاحتلال الذي حاول أن يكرس جهده ووجوده العسكري في مناطق وسط وغرب وشمال غرب العراق أو ما أطلق عليه بالمثلث السني وهي تسمية مبتكرة ومقصودة لاظهار ان الاحتلال لايؤذي الشيعة وان مناطقهم تغفوا على وسائد السلام والأمان بعد أن قام العم سام وجنده برفع الظلم والمظلومية عنهم. أن حقيقة الحال إن اميركا قد عهدت الى ايران وأحزابها وعملاءها بتولي السيطرة على هذا الجزء وفقا" لارادة ايرانية إن لم نَقُل حلم ايراني سعت لتحقيقه منذ الفتح الاسلامي وتصاعد بشكل لافت حتى وصل الى صيغ التصدير بالقوة في زمن خميني بل وحتى قبله في زمن الشاه. والكل يعلم ان أهل الفرات الاوسط والجنوب لا عاشوا رغدا" ولا نعموا بسلام ولا كسبوا نفعا" من ادعاء رفع المظلومية بل ان ما جنوه هو السحق والاذلال وفقدان الأمن والأمان وذبح عشرات الآلاف من ابناءهم لانهم كانوا وزراء ومدراء ومسؤولين وضباط وطيارين واساتذة وعلماء ومهندسين واطباء وتجار ومقاولين ومزارعين الخ الخ ... في زمن مظلومية الشيعة وتم إحلال (السادة والعائدين من بلاد فارس والفرس محلهم في مختلف وظائفهم واعمالهم) (إجردوا رؤوساء الاقسام وومعاوني العمداء والعمداء ورؤساء الجامعات التي أسست في زمن مظلومية الشيعة وستجدون ان جلهم يلقب بالسيد كما في جامعات البصره وذي قار وواسط وبابل والكوفه وكربلاء والمثنى والمعاهد المنتشرة في كل ارجاء المنطقة اضافة الى الكليات التقنية وإجردوا أعداد الاساتذة من ابناء المنطقة من حملة الشهادات العليا التي حصلوا عليها في زمن مظلومية الشيعة من اميركا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الشرق والغرب ومن العراق بعد ان أطبق الحصار الظالم في التسعينات باجنحته الظالمة ليسد على العراق منافذ العلم والتقدم واسألوا عمن استشهد منهم ومن طُرد محروما" من كل حقوقه كمواطن خدم البلد سنوات طويلة ومن مكّنه الله من الهرب خارج البلد ليبحث عن هواء يتنفس ولقمة خبز يأكل هو وعياله وتلكم هي مكرمة اميركا لشيعة ايران جزاء عونهم في دعمها في التهيئة والتنفيذ لمراحل ما قبل ومراحل ما بعد الاحتلال )

    هل يستطيع اي عربي مسلم منصف أن يعطينا وصفا" لهذه المحميات الفارسية سوى كونها مظاهر احتلال مدني صرف مسنود بتواجد سري وحتى علني من فيلق القدس الايراني واطلاعات ومجاميع اخرى من الحرس الثوري.

وهل يستطيع اي فيلسوف في التأريخ والصحافة والادارة ونظم المعلومات والعلوم الصرفة وأمور المخابرات والاستخبارات أن يقنعنا إن اميركا لا تعرف وغير راضية عن هذا التواجد العسكري والمدني الفارسي في العراق الواقع تحت احتلالها المباشر؟

ان قناعتنا راسخة ونهائية ان التعاون الايراني الامريكي الصهيوني في التهيئة لاسقاط الدولة العراقية وهي ليست قناعة مجردة وليست نظرية بل وليدة واقع عراقي معاش لا تراه اي من أجهزة الاعلام على الاطلاق لان من غير المسموح لها ان تراه. وان التواجد الايراني بصيغه التى اشرنا اليها هو أمر متفق عليه سلفا" بين الطرفين وان هنالك المئات من الحيثيات التي تؤيد وجود هذا الاتفاق وتؤيد ايضا" ان المد والجزر في العداء (الاعلامي) بين اميركا وايران لا ينسجم مطلقا" مع معطيات واقع أبسط مظاهر تسليم الحكم الى الاحزاب الايرانية والكردية المتحالفة معها ودعم هذا الحكم بكل الوسائل من قبل قوات وادارة الاحتلال. ان مصطلح الاحزاب الشيعية يعني علنا" وضمنا" (الاحزاب الايرانية).

   نقطة اخرى جديرة بالاهتمام على ما نظن, وهي ان ايران الآن تشكل عكازة لبقاء الاحتلال وعدم رحيله ذلك لان من هم في السلطة الآن في العراق تحت أمرة اميركا المحتلة يتناولون عشاءهم  في طهران ويفطرون في بغداد ليعلنوا ان لقمة الخبز لا تمر من بلاعيمهم خوفا على العراق من ان تحتله دول الجوار في حالة انسحاب امريكا!!!!!. ونحن أبناء الامة العربية المسلمة نعرف من يريد أن يتذاكى علينا وهو يعتقد انه أشطر منا لكنه محض مغفل. هذه محطة اخرى من محطات زواج الفسق الفارسي – الامريكي ووجه آخر من أوجه اللعبة الشائنة. لكي تعطى أميركا وعملاءها المسوغات وتسوقها على عقولنا البسيطة ان بقاءها هو لحماية العراق من إجتياح محتمل ومن احتمالات ابادة..... سبحان الله ... وهل يمكن ان تحصل ابادة اكبر من تلك التي حصلت وتحصل في العراق؟؟؟؟ تحت مظلة الامريكان وتحت نواظرهم ونظارات الاشعة تحت الحمراء التي يلبسونها ليلا"؟ ويمكن للعبة أن تأخذ كامل مداها عندما تبدأ تنفيذ خطة البقاء الى الأبد في العراق تحت حجة وذريعة حمايته من دول الجوار!!!!! لماذا لم تتمكن اميركا وهي في أوج احتلالها للعراق من حمايته من تدخلات دول الجوار؟ فالمؤكد اذن ان التواجد الايراني بصيغة احتلال للعراق مخطط له بعناية ليكون شريكا للاحتلال الامريكي وان تتم لعبة تبادل الأدوار بما يحقق أهداف وغايات الطرفين في:

1- إنهاء عروبة العراق وتذويبها وطحنها بين فكي الرحا الكردية الشوفينية والصفوية الشيعية الفارسية.

2- إنهاء الدور العربي والأقليمي للعراق الذي أخذ كامل مدياته في حقبة الحكم الوطني القومي بين 1968و2003.

3- تفتيت المنطقة الى دويلات مسخ يلتحق الجزء الجنوبي من العراق بكامله الى جغرافية الدولة الصفوية التي ستضم لاحقا" الكويت والبحرين كمرحلة أولى من مراحل المخطط وتمتد عبثية التقسيم الى كل منطقة المشرق العربي في لبنان وسوريا والاردن ليتفسخ الطوق العربي من حوالي دولة بني صهيون ويتحقق امنها الابدي.

4- القضاء الابدي على اي حلم عربي في التوحد والانعتاق وتحقيق الذات والقضاء نهائيا" على اي مد أو فكر قومي انساني كان قد أجهد الامبريالية والصهيونية أكثر بكثير مما أجهدها الصراع الساخن والبارد مع المنظومة الاشتراكية قبل ان تنقض عليها وتلغي وجودها بشكل يكاد يكون شبه نهائي عبر الجهد الاعلامي المركز فحسب.

5- السيطرة النهائية سياسيا" واقتصاديا" على كل ثروات ومقدرات المنطقة.

    لماذا يسمح لايران بالتحول من مجرد جرذ مهان بعد خروجها المذل خاسرة من الحرب العدوانية التي خاضتها ضد العراق العربي المسلم, ذي النظام القومي العقائدي الذي يعمل ويؤسس لتحرير فلسطين ويدعم علنا" وبكل الوسائل وبدون قيد أو شرط جهاد ابناءها من اجل التحرير عبر ثلاثين عاما" أدت به للتقاطع والعداء والعدوان مع كل الجوقة الصهيونية والامبريالية وزوافيف مهرجانات ذبحها للامة وابناءها الشرفاء, الى قوة اقليمية تحسب لها اميركا الحساب وتطلب غزلها في لعبة مسخرة التفاوض من اجل استتباب الأمن في العراق الواقع تحت الاحتلال الامريكي؟ أوَ لم يطرش آذان شعبنا العربي هؤلاء المتأمركون من ان  اميركا غول لا يقف في وجهه أحد وان علينا جميعا" ان نصير جرذانا" أمامها أو حتى ربما فئرانا" وفي نفس الوقت يسوغون لها طلب عون من ايران المتعملقة تساعد به الغول الامريكي لإعادة الأمن والإستقرار الى العراق؟ انكَ إن صدّقت هذا فانك يمكن ان تصدق كل مايقال لك !!!!!!! 

    ثَمة نقطة اخرى لا يمكن لاي باحث أو محلل أو سارد للاحداث الاّ ان يقف ازاءها ويفكر بعمق: هل جاءت اميركا الى العراق لتقيم حكما" للملالي يضاف الى حكم الملالي في طهران الذي ما فتئت ماكنة اعلامها تشتمه كل يوم؟ يبدو انها جاءت فعلا" من اجل هذا الهدف ونفذته على الارض. لعل اميركا ترى في معممي العراق نموذجا" سياسيا" مختلفا" عن معممي ايران لانها جاهلة. ونقول جاهلة لكي نسامح ونختلق الأعذار للدولة العملاقة التي (حررت العراق). إلاّ اننا نسأل أي ذي بصر ويعرف معنى التبعية الحوزوية والمرجعية ان يقدم البراهين لامريكا الجاهلة ان عبد العزيز الحكيم وهو رئيس كتلة الائتلاف والذي يمكن اعتباره أول معمم (من السادة) دخل البيت الابيض على مرأى ومسمع كل العالم ولأكثر من مرة هو مقلد وتابع لمرجعية خامنئي هذا إن غضضنا الطرف عن اصوله الأعجمية الفارسية. كما ان السيستاني وهو المدير الحقيقي لأمور العراق كلها بعد الاحتلال، ووصفه بريمر بانه أهم رجل في العراق هو رجل يسكن العراق ويمارس اعماله الحوزوية في النجف العراقية لكنه رجل فارسي قولا" وفعلا" وقانونا". لكن بريمر وسيده بوش وزعيمة دبلوماسيتهم رايس لا يقيمون وزنا" لجنسية من يحكم ويدير شؤون البلد الذي يحتلونه مادام فارسيا" .... لا ان اعتبارات الجنسيه ستقف حجر عثرة لقادة العولمة لو اقترحنا عليهم الان ان يأتونا بزعيم الجامعة العربية عمرو موسى أو برئيس وزراء لبنان الاستاذ السنيوره أو ملك البحرين ليكون المدير والمرجع والاستشاري في حكم العراق حتى تحت الاحتلال. لماذا؟ هل لأن هؤلاء الزعماء لا يجيدون إدارة العراق كما يجيدها الأخ السيستانى؟ أم ان للسيد السيستانى سلطة (السيد) على عبيد العراق المساكين لكونه مرجع ديني؟ والجميع يعرف طبعا" ان السؤال الافتراضي _ الأخير هو الصحيح ... وعليه فإن اميركا متحالفة مع ايران لاحتلال العراق وإدارته بعد الاحتلال وتسخير المرجعية الفارسية في النجف لتطبيع الاوضاع في الفرات الاوسط والجنوب أي لمنع قرابة نصف سكان العراق من مقاومة الاحتلال والقبول به تحت ضغط المرجعية وجندها من رجال العائلة الحكيمية وأتباعها وحزب الدعوة ومشتقاته وبقية التيارات الشيعية الفارسية الصفوية. ان التوافق بين اميركا وايران اساسه هو تغييب الشيعة العرب الشرفاء القوميون والوطنيون واللبراليون وهم بالملايين تحت غطاء الموت والتهجير والاعتقال والخوف من الخروج حتى الى أبواب بيوتهم في كل مدن الفرات والجنوب لأن بنادق جيش المهدي وبدر والدعوه وثأر الله ومنظمة مدرسي كلها موجهة ليل نهار الى صدورهم والى بيوتهم وعوائلهم. لكن الظلم لا يمكن أن يدوم والقهر كلما تصاعد صار وعدا" للثورة ومحركا" لجيوبها وخلاياها النائمة حتى يأذن الله خير الحاكمين وإنّ غدا" لناظره لقريب.

 أَلا ترون ان اللعبة مفضوحة وفيها من الثغرات ما يضحك ويبكي في آن معا" ؟

ان على الامة وابناءها, على الأقل النجباء منهم وهم سوادها الأعظم, أن يعوا حقيقة مطلقة واحدة .... إننا نتمنى ان تتغير جارتنا من معتدية متربصة بنا الى صديق صدوق وان تتحول من داعية وعاملة من اجل دين جديد على حساب دماءنا واستقرار حياتنا الى جارة مسلمة تمد يد الجيرة المغمسة بالمحبة والصدق والاخلاص، وعند ذاك سيجدنا الاستاذ هيكل وبعض رفاقنا في العروبة والاسلام أول مَن يعانق ايران الجارة المسلمة، لكن وعيَنا العروبي الاسلامي المتحرر وفهمنا الجدي والعميق لحقيقة ايران يجعلنا نضع هذا التمني في ماكنة فرم ونطعمه لدجاج العرب لأنه محض وهم أن تغادر الدولة الخمينيه حلم تصدير الثورة. أمّا بعد ما خبرناه من دمار لحق بنا وبهم ومئات آلاف الشهداء عمّدنا بها أسوار بوابة الامة الشرقية وحمينا بها الارض والعرض، وبعد ثمان سنوات من الحرب الضروس التي جنحنا للسلم فيها منذ اسبوعها الأول ولكنهم أصروا على خوض غمارها طمعا" بتحقيق امانيهم المريضة حتى تجرعوا السم الزُعاف بعد ثمان سنوات من أنهار الدم من الطرفين وخراب لا يعلم الاّ الله مدياته. وبعد الحرب عرفناهم خبثاء يتربصون بنا الفرص ويرسلون لنا الموت في أعمال تخريب وسلب ونهب واغتيالات وتفجيرات على يد أزلامهم من فيلق الغدر وخنازير الدعوة وأزلام ثار الله (فيلق القدس) حتى أن تمت محاصرة شعبنا من قبل اميركا دارت عجلات غدرهم فحولوا جنوبنا ووسطنا الى ساحات للغدر المممتد والمتواصل (لاحظوا ان دولة العراق الوطنية رغم كل اعمال الإرهاب التي شهدناها مما نوهنا عنه الان الاّ انها لم تطلق يوما كلمة إرهاب ولا تسمية العمليات الخسيسة التي أداروها تحت حماية الطيران الامريكي جنوب خط العرض الأسود بانها عمليات ارهابيه ولم تُطلق اي من هذه التسميات على افعال الكرد العملاء الانفصاليين شمال خط العرض الاسود!!!! بل كانت تسميها اعمال تخريب). لقد كانت ايران شريكا" فعالا" في إضعاف العراق أبّان فترة الحصار وشريكا" في الاعتداءات العسكرية والتخريبية التي حصلت منذ عام 1991 وحتى تأريخ دخول الجيوش المحتلة الى بغداد الحبيبة الجريحة. وبالتالي فهي شريك فعّال في احتلال العراق وبالاتفاق مع اميركا. وان فترة الحصار الجائر التي قتلت مئات الآلاف من اطفال العراق ونساءه وشيوخه وأجبرت ما يزيد على مليون ونصف مليون عراقي على مغادرة البلد بحثا عن لقمة العيش ومن ثم حسبت كل هؤلاء الذين خرجوا بكامل رغبتهم وكانوا يعودون الى البلد متى شاءوا على انهم لاجئين سياسيين ومشردين من ظلم النظام؟؟؟ ألا سحقا لبهتان القوم الظالمين المفترين.

 هل يحق لناطق بلغة الضاد أن يدعونا الى نبذ طروحاتنا ضد ايران؟ بعد ان أوردنا قطرة من محيط الغدر والسياسات العدوانية والاعتداءات العسكرية والاجتماعية والدينيه ضد بلدنا وامتنا !! بل أوَ ليس الأجدر بالامة ان تتوحد الآن في موقفها .... عفوا" أقصد تتوحد .. ضد البحرين والامارات وان تدعوهم الى كف تخرصاتهم بالجارة المسلمة ... وضد العرب الذين يستخدمون ظلما" وعدوانا" تسمية الخليج العربي وان عليهم ان يركنوا الى العقلانية والتقية ويجدوا لانفسهم شغلا شاغلا في صالات الحلاقة الحديثة وصالونات الالبسة وطرحاتها الباهرة ومحطات الجنس الفضائية ومجلات الخلاعة ومكاتب بيع السيارات ومواقع المحادثة على الانترنيت ومطاعم كنتاكى ومكدونالدز... أفضل من أن يسيئوا الى الجارة التي تجند رجالها ونساءها وتتحدى العالم لامتلاك التقنية النووية كحق طبيعي (لكنه جريمة حين يحاول العراقيون امتلاكها) وتبني أسس هدم بلداننا اجتماعيا" وطائفيا" لتتمدد على حسابنا ... أوَ ليس الأجدر بالعرب أن ينظموا تظاهرات يومية تؤيد حق جارتنا المسالمة في أبو موسى والطنبَين الصغرى والكبرى والأحواز ووسط وجنوب العراق وفي صعده اليمنية وجنوب لبنان، ولا اعرف بالضبط اين تنمو وتشتغل الصفوية الآن في مصر والجزائر وتونس والمغرب وفي السعودية والسودان طبعا" تحت غطاء دعم الشيعة؟

 وختاما" لابد أن نقول لكل العرب سيئهم قبل خيّرهم أن لا عراقي على الاطلاق يمتلك اي رغبة في معاداة ايران بما في ذلك صدام حسين رحمه الله .. ولكننا متيقنون تماما" امام الله والاسلام ان العرب لو أدركوا وتفهموا ما تمارسه ايران ضدهم، فاننا لا نشك ابدا" بان ينتفض فيهم مليون صدام حسين و يجيش لهم عشرون جيشا" للقادسية ... والله اكبر وما النصر الاّ من عند الله .

عاش العراق الواحد الموحد ارضا" وشعبا"

عاشت الامة العربية حاملة لواء الاسلام

عاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر

النصر للمقاومة العراقية البطلة

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  16  صفر 1429 هـ الموافق  23 / شبـــاط / 2008 م