بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

وداعا ( مادلين ) مع نصائحك المجرثمة

 

 

 

 

شبكة المنصور

جاسم الرصيف /  كاتب عراقي مقيم في أمريكا

 

العجوز (مادلين اولبرايت)، وزيرة خارجية امريكا السابقة، التي تجاوزت سن الموت بقليل، اذ تعدت السبعين، لا طال عمرها، رسمت وهي تضع قدميها في القبر كتابا ضم ) نصائحها) المجرثمة بأحقادها المرَضية على عرب العراق للرئيس القادم، سواء أكان جمهوريا ام ديمقراطيا، ضم خلاصة تجاربها الوبائية، نشر قبل ايام، وعساه خاتمة لجراثيمها.

)مذكرة الى الرئيس المنتخب) هو عنوان كتاب (مادلين) الذي سيوضع على منضدة الرئيس الأمريكي القادم، سنة (2009)، ليجد فيه وتحت بند (تحسين صورة) الولايات المتحدة في العالم الاسلامي، ومنه العالم العربي طبعا، ان صورة امريكا عصيّة على التحسين من جراء حرب امريكية شنّت على العراق من دون مسوّغ شرعي ومن دون سند اخلاقي، وقتلت مليونا في اقل من خمس سنوات او ما معدله (1/ 27)، وشرّدت خمسة ملايين انسان او ما معدله (20%)، من عرب العراق حسب تعداد الأمم المتحدة وغيرها بفضل تحالف (البيش المركة) الكردية في الشمال وحاضنة (الحكيم) في الجنوب. وهؤلاء الضحايا وأسر الشهداء لا يمكن لأي رئيس امريكي ان يمسح مأساتهم بضربة حظ حتى لو استخدم البند السابع من قوانين الأمم المتحدة للمرة الألف بعد المليون من اجل صورة افضل حالا من صورة امريكا اليوم في اذهان ما لا يقل عن نصف الشعب العراقي كضحايا وما لا يقل عن (90%) من المسلمين والعرب الذين شاء لهم الله ان يولدوا مسلمين عربا. وتبدو العجوز عقلانية بنصيحتها في: (عدم المجازفة بضربة عسكرية لايران)، ليس حبا بالايرانيين ولا رقّة من امرأة تكاد ورقتها ان تسقط من شجرة الحياة، بل لخوفها من حقيقة اعلنها (محمود احمدي نجاد) تقول ان القوات الأمريكية في العراق هي (رهينة) بيد الايرانيين الذين يحكمون عراق اليوم من تحت المظلّة الأمريكية، المضطرّة لتمثيل دور الزوج المخدوع في السياسة الاقليمية والدولية، او بلاع الشفرة عن غفلة العاجز عن ابتلاعها او التخلّص منها في مغاسل المراعي الخضراء. ومع العجوز التي تفانت في خدمة السياسة الأمريكية تصف بوش الابن بأنه: (أسوأ الرؤساء في التأريخ الأمريكي) واكثرهم مرضا (ايديولوجيا)، على معنى ايمانه بالربّانيات التي تمهد لظهور المسيح الأمريكي تزامنا مع ظهور المهدي ، من خلال قتل وتشريد اكبر عدد ممكن من العرب، فقد علّقت هي الأخرى مشجب خرفها على تنظيم (القاعدة)، كما علّقت ادارة بوش الابن وحكومته الصنيعة في بغداد، مشاجب فشلها على ان كل عمل مقاومة عربية عراقية هو عمل (ارهابي) خلفيته تنظيم (القاعدة)، وكأن عرب العراق السنة كلهم قاعدة للقاعدة او مشاريع (ارهاب) معاد للاحتلال، ومن ثم فهي تنصح الرئيس القادم بأن يستمر في حروبه تحت هذا الغطاء ضد كل ما هو عربي. وكدليل على خرف هذه المرأة الباحثة عن (سمعة حسنة) لأمريكا في مسرح الجريمة، فهي لا تتذكر ولا تذكّر الرئيس الأمريكي القادم ان جيوشه قد القت في جنوب العراق من اليورانيوم المنضب ما يكفي لقتل وتشويه البشر هناك مدة (4.5 - 5.5) مليارات سنة، ولا تنصحه بكيفية معالجة جراثيم التفرقة العنصرية التي نشرتها امريكا في العراق عموما، كما لا تنصحه بمعالجة (هولكوست) صفقت له (مادلين) ، تمثل في مقتل مليون وتشريد خمسة ملايين عربي عراقي، ولكنها تفترض فيه مسيحا منتظرا قد يمسح عن امريكا وجهها القبيح بلمسة واحدة. بل توصي الرئيس القادم بكتابها المجرثم هذا ــ ولاحظوا مدى حقدها وخبثها ــ بأن يقوم بتقسيم العراق بشكل (غير علني)، وكإعلان خرف شيخوخة من عجوز تعرف اين سيكون قبرها، تقول في كتاب حقدها : (إن الطريقة الوحيدة لإبقاء العراق دولة واحدة قد تكون في تقسيمه، ليس رسميا او علنا، بل بما امكن كي يتسنى للشيعة العيش في الجنوب والأكراد في الشمال والسنة بينهما)، وكأنها الناطق الرسمي بلسانات تجار الحروب وعملاء المراعي الخضراء (جلال الطالباني) و(مسعود البرزاني) و(طارق الهاشمي) والمرجعية الأعلى (للحكيم) و(حزب الدعوة) الايرانيين. يبدو ان قدر امريكا ان يورّث الأسوأ، مثل (مادلين)، الأسوأ من تجاربه لخلفه القادم. وفاتت (مادلين) حقيقة من حقائق الشعوب العربية في عالم اليوم تفيد أنه لا عربي، ولا مسلم، ولا مسيحي، شريف في الشرق الأوسط ينتظر معجزة إنسانية تخدمهم بصدق من اي رئيس امريكي قادم خلال عقود قادمة مادام يكيل بمكيالين للإنسانية، ويرى العالم من خلال نافذة مجرثمة تتتعامل مع شعوب المنطقة كما يعامل السيّد خدمه الأقل قيمة منه . (مادلين) انت وجراثيمك الأيديولوجية العنصرية الى.. الجحيم.

 

 

 

 

شبكة المنصور

                                           الاربعاء /  05  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  12 / أذار / 2008 م