بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تمديد هدنة أم مهادنة أم خنوع

 

 

 

 

 شبكة المنصور

  عراق المطيري

 

للتاريخ والأمانة ولتوثيق الحقيقة يجب إن لا ننسى إن هؤلاء القوم الذين جاؤوا على ظهور دبابات الأمريكان مرتدين عمامة الرسول العربي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه هم خريجي مدرسة خميني التي تسعى الى تطبيق ولاية الفقيه أي التبعية المطلقة لقائدها الفارسي بمعنى إن تتبع جميع القوميات غير الفارسية الى الفقيه الولي وهذا بطبيعة الحال التفات على الدين الإسلامي باستخدام منهج الدين الإسلامي وفي ظاهره مبدأ التشيع الى آل البت عليهم السلام وفي باطنه إطباق مطلق على كل غير الفرس بسلاح الدين الإسلامي الحنيف يصل حد تكفيرهم والسعي لتصفيتهم على أساس أنهم نواصب , أي مناصبين العداء لآل البت (ع), ولتطبيق تلك النظرية جند الفرس أعداد مهولة من الناطقين بالعربية وسلحتهم إضافة الى البندقية والعبوات الناسفة والدولارات , سلحتهم بفكر متشدد ومتطرف في التشيع والانقياد الأعمى أعطاهم صفة الثورية والتمرد على كل من يتبنى فكرة لا تتفق مع مبدأ ولاية الفقيه الفارسي , وخريجي هذه المدرسة ( مدرسة الحوزة العلمية الفارسية ) لهم من القدرة العالية على الإقناع من خلال الحيلة والمكر والتغرير او بتصفية عباد الله غير المتبحرين في الدين , واغلبهم متكلمون بارعون في صناعة الكلام لذلك يجب التعامل معم بحذر .

نقول دخلت قوات الغزو المغولية الهمجية العراق فاستقطبت كل القوى غير النزيهة وغير الوطنية وغير الشريفة بعد أن أملت عليهم شروطها وسخرت من لم يكن مسخر لتنفيذ برنامجها ومنهم آل الحكيم الطباطبائي وبعد مفاوضات وخنوع للشروط الامريكية جرت على الحدود العراقية الفارسية , دخلوا هؤلاء الحثالة الفرس صاغرين الى العراق باتجاه مدينة النجف الاشرف وكل العراقيين من أبناء الجنوب لاحظوا معارضة الشرفاء لدخول هؤلاء وكيف قابلوهم بالرفض والشتم خصوصا الذين كانوا أسرى لدى الفرس حيث تعرضوا الى أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي على يد هؤلاء الأنجاس وأتباعهم وتلقوا من الكلام البذيء ما يتطهر ويترفع أي لسان كريم عن ذكرها او تذكرها ولا ولن يحصل مثلها في التاريخ الإنساني إلا في السجون التي أسسها المتسول باقر جبر صولاغ عندما كان وزير داخلية حكومة الاحتلال , ويستطيع أي جندي عراقي كان أسير أن يحدثكم عن ممارسات هؤلاء المتخلفين مع العراقيين في أقفاص الأسر لها بداية وليس لها نهاية .

بعد إن دخلوا الى القطر ومعهم أتباعهم من حزب الدعوة غير الإسلامية الفارسي ومجلس الفرس اللا إسلامي في العراق واجتهدوا وأبدعوا في تنفيذ سياسة الاحتلالين الامريكي الصهيوني والفارسي في إثارة الفتنة الطائفية وتشكيل عصابات القتل والإرهاب وعمليات التهجير ألقسري وغيرها الكثير استطاعوا إن يكسبوا ثقة الأمريكان وبشهادات مزورة أما صادرة من مدارس قم وطهران او جرى تزويرها في سوق مريدي استطاعوا التغلغل على المراكز القيادية في دوائر الدولة حتى إن قسم منهم شغل درجة وزير بعد إن جرى تصفية كوادرها جسديا وفق مبدأ قانون إجتثاث البعث الذي شمل كل الوطنيين والمخلصين حتى وان لم يكونوا منتمين الى حزب البعث العربي الاشتراكي وبطبيعة الحال ولانعدام خبرة هؤلاء الإدارية ساد دوائر الدولة العراقية الخراب والدمار وانتشر الفساد الإداري والرشوة والسرقة العلنيين وأصبحت المساومات على كل شيء في وضح النهار فأصبح بفضل هؤلاء العراق الدولة الأولى عالميا في الفساد الإداري حسب إحصائيات الأمم المتحدة وقد شمل هذا الفساد حتى لجنة النزاهة التي لم تكن نزيهة ومع ذلك لاختلاف المصالح كشفتهم وسعى غير العزيز حكيم طباطبائي وشلته الرعاع عن طريق مليشياتهم الفارسية وعناصر المخابرات الفارسية وفيلق القدس وفيلق بدر الى فرض سيطرة شبه مطلقة على مراكز المدن الجنوبية في الوقت الذي يلقى معارضة قوية واضحة لدى العشائر العراقية باستثناء من استطاعوا شراء ذممهم ممن يعتبرون مناصريه .

هذا من جانب آل حكيم طباطبائي , أما مقتدى الصدر فقد استغل من كان يؤمن بمرجعية أبيه في الحوزة العلمية في النجف الاشرف حيث كان قد تلقى دعم كبيرا من قيادة العراق السياسية الوطنية للنهوض بالحوزة باتجاه تهذيبها من الوجود الفارسي وتخليصها منه ومن العوالق الخبيثة التي لصقها بها المنظرين الفرس مما دفعهم الى اغتياله مع اثنين من أولاده , فأصبح له تيار كبير من المؤيدين العرب من العشائر العراقية التي تناهض التغلغل الفارسي , نقول هذا التيار وبعد الاحتلال ولفراغ الساحة العراقية وعلى اعتبار إن مقتدى سيتبنى منهج أبيه المعادي للأمريكان حتى قبل الغزو الامريكي للعراق التف حوله أملا في تشكيل خط مقاوم داعم للجهد الوطني وفعلا تشكل جناح عسكري في البدء تعاون مع الكتل الأخرى في مقاومة الاحتلال مما أغاض حكومة الاحتلال ونفذت ثاني هجوم لها على المدن العراقية وحصلت معركة النجف التي هرب منها السيستاني الى أسياده الانكليز تحت ذريعة العلاج ليمنحهم الفرصة في ذبح اكبر عدد ممكن من الوطنيين وخصوصا شيعة الجنوب الذين تآزروا مع مقتدى والتي كان من الممكن إن تكون شرارة انطلاقة حقيقية لثورة عارمة تعم كل مدن الجنوب العراقية يتم من خلالها تصفية الوجود الفارسي والأمريكي في العراق على حد سواء .

ولظروف معروفة للجميع وبتعاون مليشيات الفرس المذكورة آنفا تمكنت حكومة الاحتلال آنذاك من إبادة جماعية لآلاف العراقيين الوطنيين المقاومين للاحتلالين الامريكي الصهيوني – والفارسي وبحركة مكشوفة عقدت عدت لقاءات بين عزيز طباطبائي وبين مقتدى انتهت بالتفاف الفرس حول تيار الصدر وشراء ذمم قادته والانحراف بها لخدمة المشروع الفارسي مما أدى الى انفراط عقده عنه وتشتت أتباعه وبالتالي الى استضعافه واستهدافه خصوصا بعد انتهاء الانتخابات غير الديمقراطية وتسلم حزب الدعوة قيادة حكومة الاحتلال تحت زعامة ائتلاف عزيز طباطبائي وابنه التافه عمار زعيم عصابات السرقة والفساد والاعتداء على أعراض الناس .

إن انخراط أتباع مقتدى في مليشيات طائفية مارست عمليات التصفية الجسدية وانشغلت بها ساعدت الى حد كبير في سيطرت حزب الدعوة الفارسي ومجلس عزيز محسن حكيم على مراكز الدولة القيادية وحتى بعد إن سلموا قسم من الوزارات الى التيار الصدري تم تجنيدها لخدمة مشاريع التصفية الطائفية الجسدية مما زاد من سعة هوة الخلاف بين الصدريين والقوى العراقية المقاومة للاحتلال من جهة وباقي نسيج الشعب العراقي الأخرى من جهة ثانية في الوقت الذي وضع هذه الكتلة تحت مطاردة القانون غير الموجود أصلا في العراق إلا بالقدر الذي يحمي عناصر المخابرات الفارسية , لإنهاء قوة مقتدى ثم ملاحقة أتباعه واغتيالهم او اعتقالهم وكذلك نشر صورهم وأسمائهم وعناوينهم كما حدث في محافظات كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والقادسية والمثنى وذي قار والبصرة بالإضافة الى بغداد وواسط وميسان وهذا ما لم يعد خافيا على احد.

إن احتواء مقتدى من قبل الفرس أدى الى اتساع هوة خلافه مع أتباعه من العرب الوطنيين غير المتورطين بدماء أبناء العراق الغيارى مما أدى الى تقاربهم على شكل تجمعات وتحت واجهات وعناوين مختلفة منهم ما أطلق عليهم جند السماء ومجموعة اليماني وغيرها وهي مجموعات عربية إسلامية مقاومة للاحتلال وحكوماته الازدواجية العمالة عملت الأحزاب المشاركة في التسلط على اتهامها بما لم تتبناه لتشويه صورتها لدى الشارع العراقي ولإعطاء تبريرات للتصفيات التي حصلت لهم إضافة الى من تم تسليمه الى الحكومة الفارسية ممن اسروا منهم للتحقيق معهم وتصفيتهم خارج الحدود حيث أقيمت مقابر جماعية دفنوا فيها وهم أحياء بينما تم تهديم منازل عوائلهم على ساكنيها بنفس اسلوب الصهاينة اليهود في غزة .

وبعد إن وجد مقتدى الصدر نفسه منقادا الى الفرس دون إرادته او حتى بها وقد أصبح لا حول له ولا قوة بينما أصبح من تمسك به من أتباعه هدفا سهلا لحكومة الاحتلال وعصاباتها التي انخرطت في سلك الشرطة والحرس اللا وطني لتأخذ الصفة الشرعية في مداهمة منازل أتباع مقتدى وإحراقها وتهديمها كما حصل في كربلاء المقدسة أثناء زيارة الإمام الحسين بن علي ( ع ) في شعبان الماضي او كما حدث في منطقة الزركة في محافظة النجف الاشرف في العام الماضي او ما حصل في الناصرية في محافظة ذي قار قبل فترة وما يحصل منذ أكثر من ثلاث سنوات مستمرة في محافظة القادسية في الديوانية حيث تم حرق وتهديم أربعة منازل على ساكنيها قبل يومين بينما تنفذ جهات مرتبطة بالفرس عملياتها التي تستهدف قياديين من أتباع أولاد طباطبائي ممن يخالفونها الرأي او يتمردون عليها او لأسباب سياسية أخرى بينما ينسب اغتيالهم الى الصدريين من اجل تنفيذ المزيد من الإبادة بحق الصدريين .

بعد هذا كله ما جدوى استمرار الهدنة بين العملاء او عدمها وأسيادهم الأمريكان والصهاينة والفرس يستخدمون الأسلوبين في آن واحد العصا والجزرة , يقدمون الدعم المادي والعسكري في نفس الوقت الذي يصفون فيه أتباعهم , فجميعهم أقزام خنازير في حظيرة الاحتلال النتنة لا حول لهم ولا قوة يرتبط وجودهم بوجود الاحتلال الذي سيزول لا محالة بإرادة أبناء العراق أبطال المقاومة البواسل .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين  /  18  صفر 1429 هـ الموافق  25 / شبـــاط / 2008 م