بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الكيل بأكثر من مكيالين

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 عراق المطيري

 

عجيب أمر هؤلاء الناس لا يعجبهم العجب يكيلون بمكيالين وأحيانا أكثر ويزنون الأمور بميزانين يفسرون الأشياء بما يريدون وينظرونها بعين نتمنى أن تصاب بالعمى وإذن تصاب بالصمم ليريحوا خلق الله من شرهم وبلواهم , ينهبون آليات حفر آبار النفط وينقلونها الى إيران , ثم يقولون لا قابلية ولا إمكانية لدى شركات نفط العراق باستخراج النفط لعدم توفر الآليات , فمنذ أن أمم العراق عملياته النفطية الى الغزو الهمجي الامريكي – الصهيوني – الفارسي , طيلة ثلاثون عام وأكثر والعراق يستخرج ويكرر ويصدر نفطه بخبرات وأيادي عراقية وهذه الفترة الطويلة قد هيأت وطورت الخبرات العراقي , ثم يعودوا بعدها ليشرعوا قانون جديد للنفط العراقي يمنح الأجانب حصة فيما ينجزه أبناء القطر بل والأكثر من ذلك يغضون طرفهم عن الزحف الإيراني الى حقول مجنون والسيطرة على آبارها التي رواها جندنا البواسل بدمائهم الطاهرة وعجز الفرس طيلة الفترة الماضية أن يدنسوها والتمدد الكويتي على آبار نفط الرميلة الجنوبية وكذلك حال عصابات البيشمركة التي لا تشبع من سرقة نفط العراق فتسابقوا مع هؤلاء لتشريع قانون خاص بهم بالطريقة التي تناسب نهمهم وشراهتهم في النهب ومن ثم يدعون الوطنية والإخلاص للعراق وحفظ ثرواته .

عجيب أمر هؤلاء الناس يتباهون بقوة غير بلادهم إذا كانوا فعلا عراقيين , يتبخترون فرحا إن الفرس يملكون جيش قوي ويصنعون الصواريخ البعيدة المدى وتهدر الأموال الطائلة على الصناعات العسكرية والعبوات الناسفة والسلاح الذي يقتلون به أبناء العراق في الوقت الذي تطايروا غيضا إن الحكم الوطني الشرعي في العراق دحر الاعتداء الفارسي على القطر ولأنه جبهة دائمة ومفتوحة ضد العدوان الفارسي من جهة والصهيونية العالمية من جهة ثانية ولذلك عمد على تطوير صواريخه التي صنعها فدك بها لأول مرة في التاريخ المعاصر معاقل اليهود في تل أبيب واقض مضاجعهم وامتلك من العلم ناصيته فبدأت الصناعات العراقية تنافس نظيراتها من الصناعات العالمية جعلت القطر صامدا لثلاثة عشر عام وأكثر أمام حصار لو تعرض إليه أي شعب في العالم لانهار في اقل من تلك الفترة بكثير , فإذا كان الاحتلال الامريكي – الصهيوني – الفارسي قد أنهى القوة العسكرية الرسمية العراقية ولا يوجد عدو حقيقي يهدد المصالح الفارسية فلماذا يصرفون تلك الأموال الضخمة من قوت الشعوب الإيرانية على مثل تلك الصناعات في الوقت الذي يتضور جوعا أبناء إيران من مختلف القوميات خصوصا وان نفطهم ناضب بشكل نهائي خلال اقل من عقدين .

عجيب أمر هؤلاء الناس حد الاستغراب يدعون لوحدة غيرهم وهم يقضمون ارض العراق والعرب ويهدونها الى غير بلدهم إذا كانوا فعلا عراقيين عرب فولاية خميني الفقيه التي يؤمنون بها توحد المسلمين تحت الهيمنة الفارسية في الوقت الذي يدعون الى تقسيم العراق الى أقاليم وفدراليات حسب الطوائف التي رسخوها ويدعون لها او حسب القوميات ليسهل ابتلاعها في الوقت الذي لا يحق لغير الفارسي أن يتكلم بلغته ويعاقب عليها القانون الفارسي كجريمة مخلة بأمن البلد فإيران يجب أن توحد بعرف حكام العراق الجدد وخلافه لتتفتت كل بلدان العالم وبعد ذلك على الدنيا السلام .

والله ليعجب المرء اشد العجب إذ يجد قسم من الناس ينساقون مقابل حفنة دنانير وراء ادعاءات تقول بان الولايات المتحدة الامريكية ستدخل في حرب مع الفرس فينخرطون بعد إن ماتت ضمائرهم في معسكرات تدريب فارسية في العراق لفنون القتال بأنواعه لضرب امريكا من العراق في حالة وقوع تلك الحرب المزعومة ليثبتوا للعالم إن الشعب العراقي يتعاطف مع الفرس ولا يقبل الاعتداء على إيران ويتناسون إن الجيش الامريكي بمقدوره إزالتها بمن فيها عن الوجود لو شاء في الوقت الذي رحبوا وهللوا لدخول الاحتلال الامريكي للبلد فأي مقياس هذا الذي يوزنون به الوطنية , ترى امثل هؤلاء يهمهم امن إيران ولا يهمهم أمر العراق , يدافعون عن الوجود الفارسي ضد امريكا في الوقت الذي يرحبون فيه لاحتلال بلدهم العراق .

يتكلمون عن السيادة والكرامة وحرمة أراضي الوطن والقوات الامريكية تعيث فيه فسادا تعتقل من تشاء وتقتل من تشاء من الأطفال والنساء والشيوخ او من إتباعهم ساسة العراق الجدد مهما كان موقعه في حكومة الاحتلال , لا بل الأدهى والأمر تعبث تركيا في شمال القطر أرضا وسماءا أمام أنظار العالم وبموافقة ومباركة الحاكم بأمر أسياده الأمريكان وكأنهم وحدهم من يقدر الأمور ومن غيرهم فلا , فأين سيادة البلاد وأين القوات التي تدربت على يد الفرس وأين الجيش الذي يتفاخر بان دربته امريكا وانكلترا وباقي دول تحالف الشر وأين البيشمركة التي دربتها إسرائيل وأين الصحوات وأين المليشيات وأين أين وأين ؟ علما إن مسؤولية حماية حدود العراق هي من واجبات قوات الاحتلال وفق قوانين الأمم المتحدة .

إن العراق له أهله وله رجاله الذين دافعوا عن ارض العراق وارض العروبة على مر التاريخ , وإذ كبا الفارس العراقي فلا يعني انه انهار وانتهى , فها هي قوات الاحتلال تتهاوى تحت ضربات فرسان المقاومة العراقية البطلة فهم من يحررون القطر من الاحتلال الامريكي – الصهيوني – الفارسي ويردون كل اعتداء على ارض العراق وارض العرب في أي مكان .

عاش العراق والأمة العربية والله اكبر

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  16  صفر 1429 هـ الموافق  23 / شبـــاط / 2008 م