بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أصابنا البؤس وقادة الأمة نائمون

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  عراق المطيري

 

من الأمور المسلم بها إننا امة واحدة امتدت أطرافها من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي من أبناء يعرب لنا ما نشترك فيه ونلتقي على أساسه نسمى بالأمة العربية , وهذا لا يلغي إن ينظم إلينا من غير العرب ممن يتمسكون بولائهم للوطن والعروبة , وبطبيعة الحال لنا روابط مع غيرنا من شعوب الارض كالدين مثلا , ولعل من أهم عوامل ارتباطنا بغيرنا إن من أرضنا انطلقت الدعوات الدينية السماوية وفيها مولد أنبياء الله العزيز , وهذا تكريمه عز شأنه لهذه الارض الطيبة فجعلها قبلة لعباده على مختلف الأديان , ولم تعرف الحضارة يوما إن العرب يوما ما كانوا عنصريين بل منفتحين لكل البشر , لذلك فنحن كأمة حملت رايات ديانات الله على أرضه لكل عباده التي ختمها بالإسلام الحنيف , ومع انطلاقاته الأولى كان هدفا لباقي الأديان لأنه جب ما قبله وله في ذلك وجهات نظر سماوية فسرتها مجموعة معتمدة عندنا من المذاهب الإسلامية , ولكي لا ننحى جانب عن صلب الموضوع فان العرب وضمن صراع الأديان الذي اختلط بصراع الحضارات كانوا هدفا لغيرهم ولن نبحر لذلك في أعماق التاريخ لان بما نعاصر اليوم كثير من الأدلة على ذلك .

بطبيعة الحال إن للعرب والإسلام ترابط وثيق يكاد يدلل احدهما على الآخر فما إن تحدث المستمع الغربي بالتحديد على اعتبار تسيده للقرار العالمي اليوم عن العرب إلا وتبادر الى ذهنه على الفور الإسلام , ويترابط معه دون جدال مفهوم جديد يدلل على الإرهاب , فهذا الثلاثي متلازم مرعب للغرب , فهل هذا يعني إننا إرهابيون وانتحاريون كارهون لحياتنا وحياة غيرنا نعمل للقضاء على أي فكر يخالفنا حتى وان كان دينا سماويا كانت انطلاقته من أرضنا .

وإذا تركنا الحكام جانبا وتحدثنا على أساس مما بيننا كعرب ومسلمين ولكوني عراقيا أعيش الحالة المأساوية في العراق وأعاني مثل غيري من أبناء شعبي من ويلاتها أكثر من غيره فسأبدأ من هنا , فاليوم تغتصب الفتاة العراقية من قبل الجندي الامريكي وهو لا يخضع للمسائلة القانونية يشاركه في جريمته الشاذ المنتمي الى عصابات المليشيات التي لا تظم بينها إلا غير العرب او ممن باعوا أنفسهم رخيصة للأجنبي من أرباب الجرائم فلا يكتفي بالاعتداء على العرض بل يزيد عليه قتل ضحيته وحتى عائلتها , وفي بلدي لم نعتد ما عمدت إليه العصابات من القتل دون تردد على الهوية , وسادت أعمال النهب والسرقة للقطاع العام وباعوها في إيران ومن يخالف ذلك او يعترض فانه سيكون هدف للسلطة والمليشيات على حد سواء وتسود فيه شريعة الغاب تحت ذريعة المظلومية او حماية المذهب والطائفة وليس من حقك إن تنادي بالوطنية لأنك فاقد الانتماء للوطن بنظرهم ويجب إن يكون انتمائك المذهبي فوق أي اعتبار آخر وبتلك الذريعة تمارس يوميا عمليات قتل وتهجير ووضعت الحواجز بين الأحياء في داخل المدينة الواحدة على أساس الطائفة او الدين, كل ذلك وأكثر يحصل في بلادي .

ولو ابتعدنا أكثر الى لبنان مثلا لوجدنا الحالة لا تختلف كثيرا إلا في السيناريوهات او أدوات التنفيذ حيث كان اغتيال رفيق الحريري كارثة حلت بلبنان وذريعة لتدخل بوصاية الأمم غير المتحدة وشكلت محكمة وقامت الدنيا فشملت الاغتيالات الكثير من الشخصيات ولم تقعد وبات الوضع يهدد بكارثة حقيقية قد تعيد لبنان الى الحرب الأهلية وباتت البلاد لا تستطيع انتخاب رأس لهرم الدولة منذ عدة أشهر , والمتخاصمون كل منهم يلقي بتهمة التعطيل والفوضى على هذا الطرف او ذاك ويختلق لاتهامه الحجج والذرائع والمبررات وبالعمالة للأجنبي وتنفيذ مصالحه , حد التهديد بشن الحرب وقبلها كان الكيان الصهيوني قد أمطر السماء اللبنانية بأطنان من المتفجرات دمرت وهجرت وشردت وقتلت وجرحت الأبرياء الذين لا ناقة لهم في ذلك ولا جمل سوى الانتماء الى الإسلام والعروبة وبتدقيق بسيط نجد إن هذا من اجل صالح غير العرب ولا الإسلام والولاء لمن يدفع أكثر, وبجوار لبنان تقع كارثة العرب والمسلمين القضية المركزية فلسطين السليبة فكلنا نتباكى على الفلسطينيين وفينا من يجتهد بالقول لمساعدتهم خلافا للفعل وحكوماتنا راحت تشكل فصائل من الفلسطينيين وتدعمهم ولا ضير إن تتقاتل تلك الفصائل فيما بينها كما يحصل اليوم حتى أصبح الدم الفلسطيني ارخص من الماء في البحر دون إن يتحرك ضمير احد, انتهاكات أعراض وقتل وطرد وجدران وصواريخ وطائرات وأطفال تقتل ونساء سبايا في سجون اليهود وحصار عربي قبل إن يكون أجنبي , فما سر الهوان في دمائنا , هل سأل احد نفسه لماذا شنت حرب صيف 2006 على لبنان وكم هي خسائر العرب فيها ؟ الم يكن السبب فيها جنديان يهوديان وأسير لدى الفلسطينيين ؟ هل يعقل إن تكون كارثتنا في خسائرنا دون نتيجة سوى إن يتبجح هذا ويصرخ ويزمجر ويوعد ويقول أنا انتصرت لأنني سالم...!!!

كذلك حال الصومال حيث إن ذنبه الأكبر كان عربيا ويدين بدين الإسلام وان أرضه تشرف الى حد ما على البحر الأحمر الذي يشكل حلقة وصل مهمة بين عالمين وان من ذنبه إن في أرضه كميات من النفط حتى لم تستثمر بشكل يخدم أبنائه , فأصبح لا يغطي جسم الإنسان من أهله سوى الجلد وتنشر وسائل الإعلام عن مجاعات هناك يندى لها جبين الإنسانية وبجوارهم أبناء السودان لا يفرق عنهم وربما أكثر حدة واقتتال واحتراب يطول كل أبناء المنطقة لا يبقي ولا يذر , وتطول القائمة العربية في ظلم الغرب للعرب فلا تتوقف عند اليمن او الجزائر او الصحراء الغربية او غيرها من أقطارنا العزيزة بينما يتوقح من جوارنا من يقضم في أرضنا وشعبنا, يحدث كل ذلك وأكثر في الوقت الذي نجد فيه من أصابته التخمة باللوثة العقلية حتى أصبح منشغلا بتخمته عما يحيطه فاسترخص حتى عرضه وكرامته وراح يساوم على حياة أخيه ويستقبل الجلاد والظالم في بيته فترفه فقط ما يعنيه ليس أكثر .

إن البطولة أروع ما يسجله التاريخ عن الشعوب وحين يصل الإنسان الى هذه الدرجة ينفلت من ملك نفسه لذاته فيصبح ملك بلده وأمته , ومن حق الناس التحدث عنه والتفاخر به وبفعله البطولي الذي قدمه الى مجتمعه وانتمائه , والبطولة ليست بالضرورة ما ينتج عن استخدام السيف او البندقية , فضروبها كثيرة وتأخذ أشكالا متعددة .

والآن ماذا قدم أبطال اليوم باختلاف مواقعهم لشعبنا العربي او لديننا الإسلامي وهم يتربعون على المركز الاول في إصدار القرار حتى ينبري من يدافع عنهم حد شتيمة من يذكرهم بسوء في الوقت الذي يشتم فيه سيد الخلق الرسول محمد ( ص ) وهم ساكتون , من يرسخ الفرقة في أمته ولا ينتفض غيرة لعرضه وعرض أخيه ومن تستباح دماء العرب وهو ساكت لا ينهض لنجدته ومن يرى ظلم أخيه ويغمض عينيه ومن ولائه لغير العرب والمسلمين , فهو شيطان اخرس لا يستحق إن يمجد وموقعه في مزبلة التاريخ مهما كان فتصفحوا في وجوه من يدعون تمثيل المذاهب ويؤثرون في القرار العربي والإسلامي اليوم , من منهم يستحق إن نكرمه وفعله لا ينم إلا عن دفاعه عن نفسه فقط .

كان الرسول الكريم (ص) يتقدم المقاتلين واقتدى به خلفائه وكذلك أبطال الإسلام والعروبة يتقدمون جندهم في صولات الجهاد فاستحقوا إن يخلدوا أبطالا مكرمين فأين منهم حثالات اليوم ؟ وامتنا العربية ولادة مباركة لم ولن تعقر وشعبنا العربي قادر على صنع القادة العظام إذا توحد وذلك اضعف الإيمان .


Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  12  صفر 1429 هـ الموافق  19 / شبـــاط / 2008 م