بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

هل توجه امريكا ضربة لإيران

 

 

  شبكة المنصور

  عراق المطيري

 

إن منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة ومنطقتنا العربية بشكل خاص تعيش مجموعة من التناقضات لا يستطيع الإنسان البسيط إن يؤمن بها او يدركها إلا بعد فهمه لمجموعة من الحقائق , فمن البديهي والذي يجب إن لا يكون غبار عليه إن الحركة الخمينية التي تتبناها الدولة الإيرانية بأهدافها المعلنة كدولة إسلامية تتبنى الفكر الشيعي وتدعي أنها ترعاه وتعمل على نشره ليس بين الشعوب الإسلامية فحسب بل تتعدى ذلك الى غير المسلمين في كل أرجاء المعمورة , دولة كهذه يجب إن تكون على تقاطع تام مع الشيطان الأكبر في العالم , الولايات المتحدة الامريكية , وربيبتها الكيان المغتصب للأراضي العربية والمضطهد لشعبنا الفلسطيني وتحت القوة وتهديد السلاح احتلت القدس الشريف , وبناءا على ما تقدم فان هذين المنهجين لا يمكن إن يلتقيا أبدا بحكم الأيديولوجية الفكرية التي يحملها كل منهما وهذا ما يظهر للعيان .

وبتتبع بسيط للأحداث في المنطقة وإذا كان الهدف المعلن هو تحرير فلسطين السليبة وعلى الأقل القدس الشريف من دنس الصهاينة , فبعد إن فازت حماس بانتخابات حرة ونزيهة لا تشوبها شائبة " وبالمناسبة لم تكن حماس لتفوز مهما كلف الأمر ومهما كانت شعبيتها واتساع قاعدتها عريضة ومبدئيتها ثابتة " لولا إن تسمح بذلك إسرائيل لغاية لها وهي دفعها الى السلطة ثم العمل على تسقيطها لتفقد شعبيتها وتجريدها وإفراغها من حواضنها الشعبية لشدة معاناتها نتيجة هذا الاختيار , نقول بعد إن فازت حماس بالانتخابات تعرضت ومعها شعبنا العربي الفلسطيني الى جور الحصار وظلمه والى استهداف لقياداته بعد إن انكشفت بحكم الممارسات القيادية رغم اليقين المطلق بوطنيتها وتخلي جميع العرب عنها لأسباب ندركها جميعا لم تجد من يمدها بأسباب الاستمرار غير الملالي الفرس رغم اختلاف المعتقد المذهبي للمؤسستين "حماس – وإيران " التي قدمت العون لا حبا بحماس والشعب الفلسطيني ولكن لإعطاء المبرر الكافي لإسرائيل لاستمرار حصارها لغزة ولمزيد من الاعتداءات عليها وإنهاكها كآخر معقل فلسطيني مقاوم للاحتلال بعد إن ابتلعت الطعم الفارسي ناهيك عن تشتت وتشرذم القيادات الفلسطينية وشق عصا وحدتها وما رافق ذلك من انتهاك لحرمة الدم الفلسطيني بأيادي فلسطينية وتصفيات جسدية طالت كل الإطراف الفلسطينية المتنازعة ومن جهات مختلفة .

أما على صعيد لبنان ووفق المنهج الشيعي الذي يتبناه حزب الله تسانده حركة أمل واغلب جنوب لبنان في ولاية الفقيه فان ارتباطه المذهبي تابع فيه الى الفقيه الولي الإيراني والذي نتج عنه التزامات متبادلة من الطرفين اتجاه بعضهما من بينها تقديم الدعم العسكري لحزب الله في ظل قيادة ينقصها الحكمة والرزانة الأمر الذي دفعه الى الاصطدام مع إسرائيل التي تعتبر ترسانة الآلة العسكرية الامريكية الحديثة والمتطورة , وكان من نتيجة هذا الاصطدام تدمير الجنوب اللبناني بشكل شبه تام وتحطيم اقتصاده الذي بدء بالكاد يستعيد عافيته ناهيك عن الشهداء والجرحى في صفوف اللبنانيين والمشردين الذين هجروا كنتيجة للعمليات الحربية والاهم في النتائج هو ما حققه الكيان الصهيوني من انتشار لقوات الأمم المتحدة على طول الحدود أللبناية الفلسطينية داخل الأراضي اللبنانية كضمان لأمن إسرائيل من أي اعتداء يقع عليها مصدره الأراضي اللبنانية , أما على الصعيد اللبناني فان وقوف اللبنانيين مع بعضهم أثناء الحرب لإنهائها بأقل خسائر جعل السيد حسن نصر الله يطالب بأكثر من المتعارف عليه قانونا في لبنان أدى بالنتيجة الى تعطيل آلاف أللبنانين عن العمل تحت حجة المطالبة بالثلث الضامن وشل حركة اقتصاد الدولة الذي هو بالأصل منهك نتيجة الحرب ومن ثم جعل الدولة اللبنانية بلا رأس لهرمها السياسي ناهيك عن الاغتيالات المتلاحقة لقادة وأعضاء الكتل لمنح مزيد من الفرص الإضافية للمزيد من التدخل الدولي في الشأن اللبناني .

أما في الشأن الخليجي وبعد التصريحات النارية لهذا الإرهابي احمدي نجاد رئيس الفرس وما يلوح به قادته وأتباعه الملالي وما رافق ذلك من تهويل لأمر الفرس على لسان القزم الامريكي بوش فان جميع الأمور أوحت للسذج بان الخليج العربي الذي يشكل عصبا مهما في ألاقتصاد العالمي للنسبة العالية في مساهمته الكبيرة في إنتاج النفط المستهلك عالميا سينفجر بين لحظة وأخرى الأمر الذي آل بالمنتجة الى استضافة هذا النكرة الى اجتماع قمة الخليج العربي الثامنة والعشرين الأخيرة في الدوحة كسابقة خطيرة واسترضائه في محاولة لدرء الخطر القادم من بلاده من جانب, ومن جانب آخر تقديم المزيد من التنازلات الى الولايات المتحدة الامريكية لتأمين اكبر قدر من الحماية لمشايخ الخليج العربي مقابل استنزاف عائدات النفط الخليجية على الأسلحة التي لا تجد من يستعملها من الخليجيين وما من احد لم يشاهد شيوخ إمارات الخليج يستقبلون بوش الساقط بالأحضان يراقصونه حد السمسرة على أعراضهم التي احتضنته " وما خفي كان أعظم والله اعلم " رغم إن شعبا العربي في الخليج عبر عن رفضه لتلك الزيارة المشبوهة , ومن جانب آخر بدأت أجراس تغلغل الخطر الفرنسي تدق في المنطقة بعد تغيير السياسات الخارجية الفرنسية وتوقيع إنشاء أول قاعدة عسكرية فرنسية حديثة في الخليج العربي .

ومن باب التذكير فقط نشير الى الدعم الذي يقدمه الفرس للحوثيين في اليمن وجنوب السودان والصومال تحت ذريعة المساعدات الإنسانية ونشر التشيع وما يرافق ذلك من انتشار العصابات المسلحة والاغتيالات في حالة من التمرد وضياع القانون والنظام والأمن .

أما في العراق حيث الطامة الكبرى فان تقسيم الأدوار لم يعد أمرا سريا او يناقش تحت واجهات او تسميات تخفي النوايا الحقيقية , فإذا كانت امريكا توفر الحماية والغطاء العسكري لضرب معاقل المقاومة المسلحة الباسلة فان إيران أخذت على عاتقها مسؤولية مطاردة العناصر الوطنية الرافضة للاحتلال وتصفية الكوادر العلمية وأساتذة الجامعات ونهب معامل العراق وتخريب اقتصاده وتبنت فصائل المخابرات الفارسية التي دخلت بمسميات وذرائع مختلفة عمليات التهجير الطائفي تمهيدا لتقسيم القطر يساعدها في ذلك حكومات العمالة المزدوجة التي يتم تنصيبها بما يخدم تنفيذ برامج وسياسات الاحتلال من الأحزاب العميلة التي لا تدين أبدا بأي ولاء للعراق .

إن القيادة السياسية في العراق ومنذ إن استولى الملالي على السلطة في بلاد فارس منذ إن بدؤوا حربهم العدوانية على العراق والتي استمرت أكثر من ثماني سنوات كانت تعي طبيعة التحالف القذر بين الفرس والأمريكان لتنفيذ المخططات الصهيونية, في الوقت الذي يعرف فيه هذا التحالف الدور الذي يمكن إن يقوم به العراق الذي يتبنى اكبر مشروع قومي نهضوي حضاري عربي في منع وتفويت الفرصة عليهم في تنفيذ مخططاتهم , لذلك كان المستهدف الاول وقد عملت الدوائر الصهيونية والأمريكية بكل إمكانياتها لتوفير الغطاء الدولي لغزوه وتعطيل دوره الحضاري وعزله عن امتداده الطبيعي وبعده القومي العربي كسابقة لم يحدث لها مثيل في التاريخ الإنساني .

لقد تبنت فصائل المقاومة العراقية البطلة في الجهاد والتحرير مسؤولية إفشال كل مشاريع تحالف الاحتلال الامريكي – الصهيوني – الفارسي , وها هي امريكا تبحث عن مخرج لها من الوحل الذي أصابها في العراق يحفظ لها كرامتها التي سقطت في الحضيض وها هي علامات انهيارها كدولة متفردة ومنفردة بالقرار العالمي وما كانت لتسمح بإنشاء قاعدة عسكرية فرنسية في الخليج العربي لولا إدراكها الأكيد لأفول شمسها .

لقد أخذت تصريحات بوش ورموز إدارته تتراجع في حدتها تجاه الفرس في الوقت الذي يلوحون بإمكانية عقد اتفاقيات طويلة الأمد معهم , فهل بعد هذا ثمة من يقدم خدمات أكثر من الفرس للأمريكان والصهيونية العالمية في ضرب وتهديم وشرذمة الأمة العربية والإسلامية وهل ثمة من ينكر التحالف الصهيوني – الامريكي – الفارسي وهل من يتوقع احتلال أمريكي لبلاد فارس إلا في خيال بائس ومريض  .

Iraq_almutery@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس  /  30 محـــــرم 1429 هـ الموافق  07 / شبـــاط / 2008 م