بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

اغتيال عميل

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  إيمان السعدون

 

سبق لي إن كتبت رسالة  إلي أعضاء لائحة القومية العربي  حول  الموقف من اغتيال  مغنية و إطلاق صفة الشهيد والمقاوم عليه,   واليوم أجد انه من المناسب أن أعيد نشرها  لكن  هذه  المرة أوجهها لكل  العرب  المترددين من اتخاذ موقف حاسم من إيران ومن عملاء إيران .

أولا بالنسبة لموقفنا كعراقيين  مقاومين ومناصرين للمقاومة من مقتل العميل مغنية لم يأتي  رادا  على مواقف حزب الله وحسن نصر الله  وأنصاره من استشهاد الرئيس القائد صدام حسين  ،  فالمقارنة  بين الرئيس الشهيد وهذا العميل الإيراني الصغير غير واردة وغير  مقبولة وغير منطقية  أصلا هذا  أولاً، 

 وثانيا إن أخلاقنا وقيمنا ولاسيما تلك التي تعلمناها من الرئيس الشهيد رضوان الله عليه لا تسمح لنا بان نشمت بموت الاخرين وان كانوا أعداء ، فالرئيس الشهيد لم  يكن يذكر اسم الخميني في أحاديثه   على الرغم مما ألحقه هذا الشخص بشعب العراق من دمار إلا وترحم عليه ، وهذا الموقف  مثبت في خطاباته في المحكمة المهزلة قبل استشهاده. وفي كل الأحوال فنحن غير معنيين بموقف حسن نصر الله وأنصاره من الشهيد ومن قضايانا الأساسية  فهذا لم ولن ينتقص من مكانة  الشهيد الرئيس صدام حسين رضي الله عنه،  فقد كرمه الله بشهادة  لا تليق إلا به وبأمثاله من شهداء الآمة العربية أمثال عمر المختار.

 فالأمر ليس منافسة بين أنصار قضيتين يحاول كل منهما التشهير والشماته بالاخر.. و القضية ليست قضية أنصار مقاومتين ومواقفهما بل المسألة الأساس هي صحة المواقف .  فموقف المقاومة العراقية وكتابها وأنصارها من المقاومة اللبنانية موقفا مبدئيا ثابتا ومعروفا مبني على ثوابت وقومية راسخة. وخير دليل على ذلك هو موقف الكتاب القومين ومنهم الكتاب البعثيين الداعم والثابت من حزب الله والمقاومة اللبنانية في حرب تموز 2006 ضد العدو الصهيوني..في الوقت الذي لم يصدر أي موقف من حلفاء حسن نصر الله وأقربائه  في العراق كعبد العزيز الحكيم والتيار الصدري.

 و هذه المواقف  مثبتة وستجدونها  منشورة على  موقع البصرة  المجاهد في  المقالات والبيانات التي  رافقت حرب تموز على الشقيق لبنان العربي  وهي تؤكد على موقف  العراقيين  والعرب مقاومة وكتاب وأحزاب  الداعم للمقاومة الوطنية اللبنانية عندما  كانت تقاوم العدو الصهيوني. والمؤكد إن المقاومة العراقية وكتابها لم ولا  ننتظر مواقف مشابهه من حزب الله بل اتخذنا تلك المواقف انطلاقا من مواقف وطنية  وقومية راسخة ومستمرة.  

 نعود لموضوع عماد مغنية... فاذا أراد البعض أن يهبوا نفسهم حق منح لقب الشهيد لم هب ودب فهذا شان خاص بهم لكن للشهادة شروطها ومقوماتها. عماد مغنية خدم المشروع التوسعي القومي الإيراني في المنطقة. هذه حقيقة اعترف بها الإيرانيون واللبنانيون وكان أداة من أدوات التي استخدمتها قم وطهران لتصفية حساباتها مع واشنطن..واذا كان البعض يكبر فيه وينسب له عملية تفجير السفارة الأمريكية في بيروت .. فإننا لن ننسى بأنه المسئول  أيضا عن تفجير السفارة العراقية في بيروت وقتل المئات من الابرياء في ذلك الحادث الاجرامي... كما إننا  لن ننسى أيضا حقيقة كونه حارب مع العدو العنصري الفارسي ضد شعب العراق وساهم بشكل دؤوب على  مساعدة القوات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني في تحقيق حلم احتلال ارض العراق.. كما انه ساهم بعد احتلال العراق في تدمير شعبنا من خلال تدريب العناصر الاجرامية المرتبطة بالعدو الإيراني على عمليات تفخيخ العربات وتدمير المنشئات.. هذه حقائق ومسلمات وسجل اجرامي لم ننساه ولن يغير موقفنا من هذا العميل الإيراني المفذ الصغير موقف هذا الشخص او ذاك. هنالك حقيقة اخرى لابد من إن نقف امامها ونعترف بها و هي إن الارتباط بأي جهة أجنبية (وإيران تبقى جهة أجنبية ) لا يمكن التعامل معه او وصفه الا بالعمالة. ومن هذا المنطلق فان عماد مغنية يبقى عميلا لدولة أجنبية لديها  مشروع توسعي واحتلالي مضاد لأمة العربية ومصالحها، وهو بذلك لايختلف عن نوري المالكي وعبد العزيز الحكيم والجعفري والصغير وهمام حمودي باقر صولاغ وكريم شهبوري وغيرهم من عملاء إيران او أبنائها البررة. 

المصيبة ليس الاعتراف بعمالة عمادمغنية وغيره  ولكن المصيبة الاكبر إن تصبح  العمالة  أمراً مقبولا وان نقدم عملاء صغار كشهداء للأمة العربية بحجه أنهم فجروا ذلك الموقع او أنهم مطلوبين من تلك الجهة .

 أخيرا  وللدلالة على عمق انتماء مغنية إلى إيران واعتزازالايرانيين واتباعهم  به وخطورة مشروعهم على مصالح الآمة العربية وهويتها القومية ، فخلال ما اطلق عليه تشيع مغنية  في بيروت كان الهتاف السائد  بين الجمهور"الله واحد خميني قائد"...  ومن يقبل إن تردد هكذا هتافات في بيروت العربية سيكون بدون شك أداة للتغلغل العسكري الإيراني المستقبلي في الأرض العربية ،وسيكون هينا عليه رؤية  الجيش الإيراني  مسيطرا على شوارع بيروت  وسيكون سعيدا في رفع العلم الإيراني وإنزال علم لبنان .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة  /  15  صفر 1429 هـ الموافق  22 / شبـــاط / 2008 م