بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لنستحضر الانجاز فرحا وفخرا ، وليتعض الأعداء ، ففي الذكرى العبر
هـذا هـو عطاؤنــا ، وهـذا هـو غلهـم وغدرهم

 

 

 

  شبكة المنصور

  غفران نجيب

 

لأشقائنا المصريين من الأحاديث ما هو بسيط وشعبي ولكنه غالبا ما يكون ذا تأثير واضح وله دلالاته . وبذات الوقت جميل وعلى طريقتهم.، منها على سبيل المثال : الكبيـر.. كبيـر، والصغيـر. صغيـر، والـنص.. نـص .

المغزى من ذلك بتقديري المتواضع واضح وأن حدث خلاف فيه يكون بجهـة التوظيف، ومن وجهة نظر شخصية أجد أن الكبير هو ليس ذو الحجم الضخـم، أو كبير العدة والمال و العدد أو غيرها إنما الكبير هو
أولا: فطرة إلهية ، غيـر مكتسبة على الأغلب. وثانيا : أنـه الكبير بأيمانه وبمعانيـه و الكبير بتفانيـه في سـبيل الآخرين والتضحية لأجل العـام وغيرها من حميد الصفات . وخلافـه ، أكيـد الصغير المعروف بخسته و دناءته ودونيته ولهاثـه في سبيل مصالحـه الشخصيـة بصرف النظـر عـن حجـم ما يقدمه من أثمان تنتزع منه كرامته وآدميته. لذا فالتبايـن صارخ بينهمـا وأن جمعهمـا معـا يستحيل أن يستقيـم و بأيـة درجة كانت.

لنـلقي نظـرة بسيطة لمـا نحـن فيه فمـاذا نحن واجدون ( عراقيا، عربيا ودوليـا):

عراقنا الشامخ مهـد الحضارات ومنـارة الفكر والعلم وغيرهـا من الأوصاف الخيّرة التي يتفرد بها ، معروفة للقاصي والداني ولا نريد أن نطيل عندها الوقوف .

هذا الأشم العراق ابتلى على مر التاريخ بمن يناصبه العـداء ويكيد له المكيدة تلو الأخـرى سواء أكان من الداخل بفعل حجم ضيافته لأقوام أقامت للعمل فيه أو للعلم ، وسماحته المبالـغ فيها على ما يبدو، أومن جار طامع فيه، أو من قوة إقليمية أو دولية ناشئة تهدف إلى توسيع سطوتها وسيطرتـها ، ولا يتـم لها ذلك إلا من خلال احتلال العراق وقهره واسـتعباده، وفي تاريخنا من هذا الكثير، وكي لا نغـور في التاريخ عميقا لنقف عند أعتاب احتـلال المغول لبغداد، ومنها نستذكر الأحداث:

في العام 1258 تم إكمال احتلال بغـداد على يد المغول اثر توطئة أصحاب الحقد الأسـود فيها وتحريضهم على هـذا الاحتلال لاعتبارات تدخل فيها جميـع العوامل السالفة، وبقيـت بغـداد تحت الاحتلال الأجنبي المتعدد المراحل والوجـوه لحين قيام النظام الجمهوري عقب الإطاحة بالملكية بفعل ثـورة 14 تموز 1958 المباركـة ،والبعض يراه لحين قيام ما يسمى بالحكم الوطني في العراق عـام1921.( يعتقـد كثيرون إن حقيقته ليس إلا نظاما مسيرا و موجها من دولة الاحتـلال حيـن ذاك بريطانيا استمرت وظيفته كواجهة عراقيـة للاحتلال ولغاية القضاء عليه ). وخـلال هذه القرون من الاحتلال عرفت بغـداد انهارا مـن الـدم، وضـرب عليها ستار التخلف والجهل المقيت بعـد أن كانت قـد توجت درّة دون منـازع وقبلـة للدنيـا وبفضلها تحدث العالم لغتها العربية . ومـن بين تلك الأوصاف التي أطلقت على تلك الفترة من تاريخ العراق (( الفترة المظلمة )).

وحين حبا الله عـز وجـل العراق قيادة فذة شجاعة مؤمنة تمثلت بحزب عظيم هو حزب البعث العربي الاشتراكي وقائدا كبيرا عملاقا هو الرئيس صدام حسين ، أعانه في تحمل المسؤولية حشد من كبار العراق العظيم ، لم يكن لهم همّا سوى كيفية النهوض بهذا الوطن وانتشاله من حالة التخلف الـذي يعيش وإعادتـه لزهـو مكانته (التي هو أهل لها ) وعظمتها عـلى كافة الصعد . ولان القيـادة أمينة وصادقـه في منهجها وسلوكها ، نجد أن شعبنا العراقي العظيم لم يبخل بالتفاعل معها وأعطى لها وللعراق من خلالها الكثير الكثير . وخلال سنوات قصـيرة لا تحسب بعمـر الزمن تمكنـت مـن وضع القـدم الثابت على الطريق الصحيح الموصل إلى المجد.

وقبل أن استرسل اسمحوا لي أن اسأل :

_ الم يطلـق على ثورة 17 تموز 1968 المجيـدة بالثـورة البيضاء لخلوهـا من إراقـة نقط دم واحدة .

_ الم تبادر قيادة الثورة بالإجراءات والقرارات التي من شأنها إعادة اللحمة بين العراقيين لتجـاوز خلافـات الماضي و البدء معا لبناء عراق يليق بالإنسان العراقي ومنها على سبيل المثال :

* الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين ومن كافة الجهات بلا استثناء

* إعادة المفصولين منهم لإغراض سياسية إلى وظائفهم وإعادة كافة حقوقهم وفق القانون و فتح فرص العمل أمام العاطل منهم .

_ الم ينادي ويسعى حزب البعث العربي الاشتراكي والذي لوحده حقق انجاز الثورة واستلام مسؤولية الحكم لبقية الأحزاب السياسة بالعمل على إقامة الجبهة الوطنية لحكم العراق.

_ الم يكن النجاح بتأميم النفط والذي هو حلم كل العراقيين مناسبة ثمينة لتجاوز كل مخلفات الماضي وحساسياته والعمل على بناء عراق مزدهر حرا في خياراته لمصلحة المواطن والوطن .

ـ الم تفرض النجاحات الكبيرة التي حققتها الثورة ضرورة إعادة تقييم حقيقية نابعة من المصلحة الوطنية لإعادة رسم التحالفات والمشاركة في البناء التي بانت نتائجه، وبعد أن أضيف إلى مسميات الخير لبغداد اسما غير مألوف على المستوى العالمي انه بلد الخطة الانفجارية .. وما أدراك ما لخطة الانفجارية وما أحدثته من تغيير في البناء المادي والسياسي والاجتماعي و الاقتصادي للعراق ووضعت المنطقة على أعتاب مرحلة استقلال جديدة.

لا أريد أن أجيب على هذه الأسئلة لان الإجابة حاضرة في ضمير وعقل وقلب كل وطني منصف شريف .ولكن أرجو ممن لم يعيش هذه الفترة من عمر العراق أن لا يكتفي بإجابات شهودها بل ليرجع إلى جريدة الوقائع العراقية وليتطلع على الحقائق موثقه وان يبحث بطريقته للوصول إلى اليقين .

نعود فنقول: ما الذي حدث ؟

بعد سلسلة النجاحات الهامة والإستراتيجية عاد أصحاب الأحقاد السوداء للعبث مرة أخرى بحاضر العراق ومستقبله بالاستعانة بالقوى الخارجية التي هم ينتمون لها ، ونشطت الخفافيش في سراديبها المقيتة العفنة، وفي ظل مناخ كالذي نتج عن إعادة صياغة نظام الحكم في طهران من قبل الولايات المتحدة الامريكيه ومجيء الآيات على رأس السلطة فيه تمهد السبيل إلى استثمار هذه المتغيرات بما لا يصب بمصلحة العراق والعراقيين فبدأت مساعي تهيئة الأحداث للتدخل المباشر أو غبر المباشر من قبل النظام الجديد في الشأن العراقي وراح أصحاب الأحقاد السوداء يعملون تحريضا لهذا النظام ضد العراق وأهله( والذي هو أساسا ليس بحاجة لهذا التحريض ) وتزيين طريق الحرب له حيث وصل الأمر أن أبلغوا خميني إن الأطلاقة الإيرانية الأولى باتجاه الأراضي ألعراقيه من داخل إيران ستلهب الشارع العراقي ثورة تطيح بنظام البعث وسيخرج عموم الشعب العراقي باستقبال المحررين ( خسئوا والله )

إذن : فعلوها مرة أخرى ، هاهم أصحاب الأحقاد السوداء عادوا ليدخلوا البلاد في حرب ضروس استمرت أكثر من ثمان سنوات راح ضحيتها ألاف الشهداء والمفقودين وأزيلت خلالها عوائل كاملة وقرى ومدن وقصبات ويّتم بسببها من ّيتم وترملت من ترملت . وبعد أن كانوا سببا في تدمير بغداد وإسقاط الدولة العباسية أرادوها كذلك أيضا لكن الله أخزاهم .

هنا لنا عودة لكلام أشقائنا المصريين. فالكبير كبير. ولان العراق كبير، وشعبه كبير وقائده كبير .. تصدى للعدوان بكل بسالة وكبرياء رغم الفرق الشاسع بالإمكانات ، وتحقق حلم آخر للعراقيين بالانتصار على غطرسة حكام فارس . بعد أن كانت قيادتهم الشجاعة قد حققت لهم حلمهم وحلم الإنسانية بالانتصار من شركات النفط الاحتكارية .

وزاد الصغير صغرا وذلا وسحب أذيال الهزيمة والخزي ليستقر في فنادق المتعة والسحت الحرام في بقاع الغربة والرذيلة .

وكبر العراق وعلا نجمه بالحق ساطعا متفردا في زمن الذل والعبودية .. وانتحس من عظم انجازاته من انتحس وحسد من حسد. ولكن هناك أيضا من سعى تآمرا مستثمرا كل الرؤوس العفنة ، ممن تلاشت وهي ترى العراق يتعاظم .

اسمحوا لي مرة أخرى أن اقطع وأسأل :

لماذا قبل الخميني تجرع كاس السم بعد سنوات ثمان رفض خلالها كل نداءات السلام التي وجهها الرئيس خالد الذكر صدام حسين ، عانى فيها هو ونظامه وجيشه من الهزائم الشيء الكبير . و ماهو الدور الأمريكي والصهيوني في إسداء النصيحة لتقبل كاس السم هذه والموافقة على قبول وقف إطلاق النار .وليتذكر المتابع والمطلع الكريم كيف أن قطعاتنا الباسلة الشجاعة أشعلت حينها خطوط المواجهة بحمم من النار لا راد لها وتمكنت من التوغل في اغلب محاور القتال بعمق الأراضي الأيرانيه ، وان مجاهدي خلق قد تمكنوا أيضا من تحقيق اختراقات في عمق الأراضي الايرانيه مهمة وإستراتيجية وفرت لهم من الفرص الشيء الكثير للتحرك لإنهاء نظام الملالي ، وبات احتمال مجيء حكم وطني إيراني بدلا عن النظام الذي صاغته الولايات المتحدة الامريكيه خدمة لمصالحها الكونية قاب قوسين أو أدنى .

وهنا أيضا يأتلف كل صغير ..

فمن كان العراق سنده وحاميا له رضي أن يكون شوكة غدر وان يكون أداة غل وهدم بيد الولايات المتحدة الامريكيه ، واجتمع حول الكويت كل من لم يجد له حجما أمام المارد العملاق العراق . و... عذرا هنا الكويت لا تمثل كيانا عربيا مستقلا له الأهلية في اللعب مع الكبار وحشد الحشود ، بل لم يكن أكثر من مجموعة سراق تجزئة يحركهم اللص الأكبر، متمثلا بالولايات المتحدة الأمريكية . وهذا ليس بسر وهم أيضا غير خجولين منه . فقد رضي هؤلاء الإمعات جهارا نهارا وتحت تسميات أرادوها أن تغطي على ضعفهم وعمالتهم الصارخة الخنوع الكامل طائعين للاشتراطات الامريكيه في تدمير العراق وبدراية وتصميم نادرين لا لشيء إلا لعظمتك يا عراق ... الله اكبر . وقد يسال البسيط من الناس إذ كان هؤلاء على هذا القدر من الأهمية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، فلم إذن لم يوظف هذا التأثير لصالح العرب في صراعهم مع العدو الصهيوني ولم فرط بفلسطين أصلا إن كان لنا هذا المستوى من التأثير ممثلا بهؤلاء .

تجمع الصغار والجبناء بعدتهم وعتادهم الذي لم يحشد في التاريخ مثله أمام دولة منفردة ، للتهيؤ احتفالا بذبح العراق وشارك في الحفل، العالم المتحضر كما يدعون . وفجأة اكتشفنا أن حكوماتنا العربية وزعاماتها التي تنزل عليها اللعنة يوميا في صحف الغرب لتخلفها ، أنها حكومات متحضرة .. يا للعجب ويا للسخرية من هؤلاء القوم .

مقابل هذه القوة الجبارة المتغطرسة ، وهذا الحجم الهائل من العملاء والكذابين كبارا وصغارا وهذا الحشد الإعلامي والسياسي والعسكري غير المسبوق أمام دولة نامية لم تتجاوز عتبات مثيلاتها بعد بالجانب المادي ومنذ سنتين فقط كانت قد خرجت من حرب ضروس أتت على الكثير من إمكاناتها بكافة الصعد . هذه الدولة الصغيرة التي لا ذنب لها إلا أنها أرادت العيش بكرامه وحرية واستقلال ، وإنها عملت على تخطي الحلم إلى بناء واقع جميل يليق بالإنسان العراقي . هذه الدولة الصغيرة برقعتها الجغرافية وعدد سكانها وحتى بإمكاناتها ، كانت تمتلك الشيء الأعظم الذي عجز كثيرون عن امتلاكه ممن يسمون بالدول العظمى والكبرى وغيرها من الحجوم التي تتقافز رقصا في حلبات الطغاة . أنها امتلكت قرارها وشخصيتها وكرامتها ، وامتلكت عزة النفس والشهامة . وقبل ذاك امتلكت التاريخ والانجازات الحضارية العظيمة والشواخص الرائعة التي ما زالت قائمة إلى يومنا هذا . انه العراق ماضي البشر ومستقبله إنشاء الله شاء من شاء وأبا من أبا .

إزاء كل ذلك ما هي مقومات التصرف العراقي وخياراته ؟

واضح جليا إن المخطط الخبيث لجأ إلى التصعيد الحاسم والمتسارع لأجل هدف واحد هو النيل من العراق إما بهزيمة عسكريه ماحقة أو بهزيمة معنوية كاسحة .. أي بفرض الخيارات وترك العراق أسير لهذه الخيارات ، والحالة هذه ليس أمام العراق إلا الدخول بمواجهة غير متكافئة ، وهو ما يسعى إليه الحشد أو الانحناء وإضاعة كل المنجزات الرصينة التي تحققت وأصبح العراق بموجبها مثلا إنسانيا يحتذى به . وان يعد العراق ( حاشاه) راقصا رخيصا مع مجموعة الراقصين في حلبات رذيلة الطغاة ( ما نشهده اليوم من أمر من وظفهم المحتل بإدارة شؤون البلد خير دليل.. ويا أسفاه ) وهل لمثل العراق بإرثه وحاضره ورجاله أن لا يختار غير الدفاع عن القيم التي يحملها ، والتضحية في سبيلها .

صمد العراق بكل بسالة ولكن حجم التباين كبير وتحت ضغط الحالة الإنسانية التي ألمت بشعب العراق حين تجاهلت الولايات المتحدة كل القوانين ،واستهدفت من المدن والتجمعات المدنية أكثر مما استهدفت فيه قطعاننا المسلحة . وافق العراق على قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بوقف إطلاق النار بعد أن كان المجرم بوش الأب قد أعلن وقفا لإطلاق النار من جانب واحد جراء ما تعرضت له قاطعاته في القاطع الجنوبي من خسائر جسيمه .

صمد العراق وقاتل بكل بسالة والحق بالقطعات المعادية هزائم موثقة يمكن لمن يريد التيقن منها العودة إلى سجل المعارك الحربية الأمريكية وما سجلته أقلام قادة الجيش الأمريكي في مذكراتهم .وظل العراق شامخا أبيا لم تحنى هامته لغير الله سبحانه أمينا على كل ما وعد فيه شعبه وأمته والانسانيه .

ومرة أخرى يظهر أصحاب الأحقاد السوداء في الداخل وبمعيتهم يظهر حجم الحقد الموجه ضد كل صفات الخير التي يزخر بها السلوك العربي والإسلامي.

وهنا لنا وقفه استفسار واستذكار أيضا .

ليس في نواميس الأمم المتحضرة أو المتخلفة وقوانينها ، أو بأعراف القبائل والعشائر كبيرها وصغيرها على مستوى المعمورة ، أن لا يقف الإنسان الصالح مع أهله وقفة عز وشرف في الظروف الاستثنائية وظروف الأزمات ، هذه في الظروف الأعتـياديه ، فما بالك وظرف الحرب والتصدي لعدوان خارجي يستهدف الأرض والعرض وحاضر ومستقبل العراق ، وان المنازلة هي مع عنوان الشر في العالم وان الكثير ممن أعلن موقفه المعارض للقيادة في العراق انطلق على أساس تصديه للمشروع الأمريكي في المنطقة متهما قيادة العراق أنها جزء من هذا المشروع معمدا موقفه بأسس سياسيه ودينيه ،وان الولايات المتحدة ليس هي إلا الشيطان الأكبر التي تجب مقاتلته .

ـ ألا يفترض بالحالة المبدئية والتي أساسها هذا الموقف أن تتقدم لمؤازرة القيادة العراقية لتشكيل حشد يدعم من إمكانات إلحاق الأذى بالعدو المشترك إن جاز التعبير .

ـ أليس هي فرصة ذهبية للتعبير عن المشتركات أمام شعب العراق وشعوب العالم والانطلاق منها لبناء مستقبل العلاقات بين القوى الرافضة للهيمنة الأجنبية.( هنا الافتراض لما يدعوه هم ).

ـ ألم تفرض الشريعة ( وهم بأغلبهم أحزاب دينية ) أن يقاتلـوا دفاعـا عن أرض المسلمين متى ما استبيحت.

ما لذي حصل حينها إذن ؟:

قامت عناصر الغوغاء باستباحة شاملة للبنى التحتية للدولة ومؤسساتها بدعم وإسناد مباشر من حكومة التخلف في إيران ، وعبر استخباراتها التي توغلت عناصرها داخل الأراضي العراقية للمشاركة وتوجيه العمليات ، وهاجمت أيضا التجمعات المدنية والسكانية بحالة لم تشابهها غير حالة دخول المغول بغداد واحتلالها ، واستبيح كل شيء أينما وطأت أقدامهم ، ولم يكن هناك أي استثناء لأية جهة أو شريحة من شرائح المجتمع العراقي ، قتل فيها الطفل ، الرجل ، المرأة والشيخ ، واستهدف العراقي لعراقيته بصرف النظر عن دينه أو قوميته أو مذهبه . وهنا أيضا اسمحوا لي أن اسأل ، لماذا هذا الحقد والتقتيل بالمجان لأناس أبرياء .؟ وان كان الهدف من هذا الإجرام والتقتيل ما أسميتموه بالانتفاضة ، فالمعروف في تاريخ الشعوب وحركات التحرر ، أن قوى الثورة والتحرير تسموا في خلقها وأدائها وتصرفها لكسب المنفعة المادية والمعنوية لمن ثارت من اجلهم ، وحتى أعدائها يصيبهم من رحمتها وعفّوها الشيء اللافت إن حققت الانتصار ، أما أن يتم الانتقام بهذه الصورة الفجة من أداة الثورة والمظلومين حسب ادعائهم ، وان يدمر البلد حسدا وحقدا ، فليس تفسيره غير ما فسره هم بأنفسهم ، أنها العمالة للأجنبي وليس غيرها ، وان الهدف بمحصلته لا أخلاقيا حتما وردود فعل لتاريخ من الهزائم مني به من ارتضوا الارتماء بين يديه . ورغم أنهم أرادوها وبتوجيه أمريكي فعلا طائفيا توطئة لتفتيت العراق . فقـد فوّت عليهم الأبطال العراقيين الفرصة وردّوهم إلى نحورهم خائبين بفعل وطني حقيقي عراقي أصيل شارك فيه الجميع دون استثناء ممن يؤمن بوحدة هذا الشعب وتطلعه الدائم للنور . وعلى الرغم مما لحق بقطعاننا من غدر أمريكي عند انسحابها باتجاه البصرة وتعرضها لهجمات شرسة وحاقدة في ظل سريان وقف إطلاق النار الذي خرقه دعاة الإنسانية وحقوق الإنسان أدت إلى تضحيات عزيزة فاقت بحجمها تلك التي منيت بها قطعاننا أثناء المجابهة العسكرية مع العدو الأمريكي وحلفاءه ، وما تعرضت له أيضا على يدي زمر الغدر والخيانة ، كان لزاما أن تستنفر كامل الإمكانيات ، وأن يتقدم ( الاحتياط المضموم ) كما كان يطلق عليه القائد المجاهد . إنهم الأبطال المجاهدين من الحرس الخاص وقطعات من الحرس الجمهوري ومنتسبوا الأجهزة الأمنية بكافة تشكيلاتها، ومن التحق معهم من قطعات الجيش العراقي الباسل ممن تمكنت من إعادة تنظيم نفسها بسرعة قياسيه ، وبمعية مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي و عشائرنا الأصيلة من عرب وكرد وتركمان وغيرها ، والشرفاء من أبناء العراق ، وبأشراف مباشر من عز وفخر العراق والانسانيه القائد المجاهد صدام حسين ، تمكن أبناء العراق وبجهد عال وزمن قياسي ، من إحباط كل المكر والكيد الذي تمنوا به النفس لإسقاط النظام الوطني في العراق ، وخرج العراق منها مرفوع الرأس أمام البشرية ، ومرة أخرى طأطأت رؤوس الأقـزام وهرعت الخفافيش إلى سراديبها خائـرة هلعـة ، وارتفعت سارية العراق ترفع راية الله اكبر لتعانق بها السماء .

إنها أم المعارك الخالدة التي أرادها الله والخيرين من أبناء العراق والأمة منازلة مستمرة لحين تحقيق النصر على الطغاة ، وإذ مكن الله أبناء العراق من الحفاظ على بلدهم وأمنه ووحدته ، فأن المنازلة استمرت لتأخذ أبعادا أخرى في جانبها السياسي والعسكري والاقتصادي ، وليصعد العدو فيها أيما تصعيد ولتفتضح كل الوجوه النكرة التي أدارت ظهرها للدين والأمة إرضاء لعدو غاصب على حساب المبادئ وقيم السماء ، وليستمر أوار المعركة ، معركة أم المعارك متقدا غضبا وعنفوانا وكبر ياءا ، لحين النصر الناجز بأذن الله تعالى .وبهمة المجاهدين من أبناء العراق والأمة العربية والإنسانية . هي معركة الحق ضد الباطل ، وما الهزائم التي تمنى بها الإدارة الأمريكية وقواتها المحتلة في العراق إلا مقدمات نصر كبير إنشاء الله .

النصر لحملة مشاعل الإيمان والحرية والعدالة، والخذلان للطاغوت ومن والاه من أهل الردة والنفاق آكلي ثديّ أمهاتهم.

العزة والمجد والنصر لجيش العراق الباسل ، وللمجاهدين من أبطال المقاومة الوطنية العراق ، وإخوانهم من المجاهدين ضد المتغطرس الأمريكي .

المجد والخلود لشهداء العراق والأمة العربية والإسلامية والإنسانية اللذين قضوا بفعل الظلم والجور الأمريكي وعلى رأسهم بطل العراق والإنسانية ، شهيد الحج الأعظم ، إمام المجاهدين ، سادس الخلفاء الراشدين ، صدام حسين المجيد ، والخزي والعار لمن رضي الانبطاح ذلا تحت رغبات الاحتلال .

الحرية لأسرى الحرية في سجون ومعتقلات دعاة الحرية وحقوق الإنسان. وما النصر إلا من الله الجبار القوي العزيز. 

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة  /  01 صفر 1429 هـ الموافق  08 / شبـــاط / 2008 م