بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

العراق الجديد ... ماذا يعني الدخول التركي المتأخر على خطوط
اقتسام الكعكة العراقية..!?

 

 

 

 

شبكة المنصور

فيصل زكي

 

بداية لا بد من التذكير بان تركيا هي القوة الاقليمية الثانية المجاورة للعراق, بعد ايران, فبالاضافة الى الحدود الطويلة مع الشمال العراقي, تبرز على جانبي الحدود مشكلات كثيرة ومعقدة اهمها التداخل العرقي بين اكراد العراق واكراد ايران, وما تعتبره تركيا مسؤولية أدبية وقومية في دعم وحماية تركمان العراق, وما تزعمه تركيا من عائدية منطقة الموصل اليها, ناهيك عن تحكم تركيا في الخزان المائي الذي يغذي نهري دجلة والفرات, وعن الامتيازات التي تحصل عليها من جراء مرور انبوب النفط العراقي الرئيسي عبر أراضيها وصولاً الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط, وعن العلاقات التجارية والاقتصادية الواسعة والمميزة المستمرة مع العراق.. ودون ان ننسى بان هذه القوة الاقليمية عضو فاعل في حلف شمال الاطلسي, وتربطها علاقات ستراتيجية وثيقة مع الولايات المتحدة الامريكية, كما ان لها علاقات وثيقة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية مع الكيان الصهيوني, وعلى مدى اكثر من عقدين من الزمن وهي تثير مسألة علاقة اكراد العراق بحزب العمال الكردستاني التركي, معتبرة هذه العلاقة أحد مصادر تهديد الامن القومي التركي.

ومن المعروف ان حزب العمال الثوري الكردستاني التركي (الفكاكا) تأسس عام 1978 للمطالبة بالحقوق السياسية والمدنية لاكراد تركيا, ولكنه تحول عام 1984 الى العمل العسكري لتحقيق اهدافه السياسية, وقيل بعدها ان عدد مقاتليه زاد عن عشرة الاف مقاتل, إلا انه أعلن في العام 2006 عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد, لكن الحكومة التركية رفضت التعامل معه او الاعتراف به او التفاوض مع قياداته او زعيمه (أوجلان) المعتقل لديها. وتقول المصادر المختلفة ان حكومة اقليم كردستان العراق توفر ملاذات أمنية واسعة لحزب العمال ومقاتليه, على شكل معسكرات ومقرات تتمتع بحرية العمل والحركة, وان هذه الحكومة لجأت الى استخدام ورقة حزب العمال للضغط على تركيا واجبارها على الاعتراف بالكيان الكردي القائم منذ العام ,1991 وعدم التدخل في شؤونه الداخلية سواء لجهة سعيه الى ضم كركوك وغيرها من المناطق العراقية, او لجهة رفضه تبني تركيا لمطالب الاقلية التركمانية التي يعيش معظمها في شمال العراق: ومع ذلك فقد سمحت حكومة اقليم كردستان العراق بعد الاحتلال الامريكي لتركيا باقامة اربع قواعد عسكرية تركية داخل أراضيها تضم أكثر من ألفي جندي تركي.

أما المؤسسة العسكرية التركية فتعتبر من أكثر المؤسسات قوة وتأثيراً ونفوذاً في تركيا منذ عهد أتاتورك وحتى يومنا هذا, وتتحكم هذه المؤسسة وبغض النظر عن الانتماءات الحزبية للحكومات التركية المتعاقبة, بالسياستين الامنية والخارجية من خلال نفوذها في مجلس الأمن القومي التركي وسيطرتها المطلقة على الجيش والحرس الوطني وقوات الشرطة, والجيش التركي يعتبر من اكثر الجيوش تنظيماً وتسليحاً وانضباطاً, ميزانيته السنوية تزيد على عشرين مليار دولار أما عدده فيزيد على المليون مقاتل بين محترف واحتياط وحرس وطني. أما تسليحه فهو اطلسي بالكامل, ويضم اكثر من خمسة الاف دبابة, ومئات الطائرات الحربية من طراز فانتوم 15 و 16 والتي تشرف على تطويرها وتحديثها وصيانتها المؤسسة العسكرية »الاسرائيلية« بموجب عقود بين أنقرة وتل أبيب بهذا الخصوص.

وكثيراً ما تضع المؤسسة العسكرية التركية خطوطاً حمراء امام الحكومات التركية, ولا تتوانى عن اقصاء هذه الحكومة والانقلاب عليها بحجة حماية دستور البلاد العلماني. اما لماذا تعايشت هذه المؤسسة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم وهو حزب اسلامي معتدل من فصيلة جماعة الاخوان المسلمين المعروفة, فلان هذا الحزب وثيق الصلة بالولايات المتحدة الامريكية التي تعتبره واجهة واداة لمكافحة ما تسميه بالتطرف الاسلامي في المنطقة, وهذا ما ينطبق على الحزب الاسلامي العراقي الشريك في العملية السياسية التي تريدها وترعاها الولايات المتحدة داخل العراق.

متغيرات السنوات الخمس الأخيرة

يعتقد البعض ان تركيا عارضت الغزو الامريكي للعراق وذلك عندما رفضت دخول الجيوش الامريكية الى العراق عبر أراضيها مما اضطر الادارة الامريكية الى تغيير خططها العسكرية واستخدام الكويت كقاعدة للعبور باتجاه بغداد, لكن هذا الاعتقاد لا ينفي وجود دور تركي آخر قبل وبعد عملية الغزو والاحتلال, فقاعدة انجيرلك الامريكية في تركيا كانت تنطلق منها طائرات العدوان والحظر الجوي قبل الغزو وبعده, إن كل ما فعلته تركيا في هذا الجانب هو ان لا تورط نفسها بشكل مباشر في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل, وذلك بناء على حسابات داخلية واقليمية ومصلحية مدروسة تتلخص بالآتي:-

أولاً: ان الشارع التركي كان شديد الغليان ومشحوناً بشكل غير مسبوق ضد الحرب وضد الولايات المتحدة بشكل خاص.

ثانياً: ان علاقات العراق مع تركيا وخاصة العلاقات الاقتصادية كانت مميزة وكان الاقتصاد التركي هو المستفيد الاقليمي الاول والاكبر من العراق في مرحلة الحصار.

ثالثاً: التخوف التركي من ان يؤدي التدخل المباشر الى احتكاك او اشتباك او صراع مع القوة الاقليمية الاولى ذات الباع الاطول في العراق وهي ايران, فيما تركيا غير مستعدة ولا مهيأة لهذا النوع من الصراع.

رابعاً: التخوف التركي من ان يؤدي التدخل المباشر الى تداعيات أخطر على الأمن التركي, خاصة اذا ما تمكن الاف المقاتلين من حزب العمال استغلال الفرصة للانتقال الى داخل الاراضي التركية.

خامساً: كان الهم الاول لتركيا في تلك الفترة هو تحسين صورتها استعداداً للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي, حيث لم تجد الضغوط الامريكية على الاتحاد الاوروبي بتجاوز شروط الانضمام المقررة في حينها.

واما بعد احتلال العراق وعلى مدى خمس سنوات مضت, حدثت فيها الكثير من المتغيرات إن في المشهد العراقي او في المشهد الاقليمي, فقد وجدت تركيا نفسها امام وضع جديد يسمح لها استخدام ما لديها من اوراق لتحقيق بعض المصالح أو المكاسب قبل فوات الأوان, فما دامت صورة العراق الجديد قد فتحت شهية من هب ودب في داخل العراق وخارجه, فلماذا لا تفتح تركيا شهيتها على جزء من الكعكة المستباحة?, ولماذا لا تنتهز الفرصة المواتية لتحقيق بعض او كل مصالحها, وعلى الاقل بما يسمح لها به اللاعب الرئيسي, حليفها القوي, الولايات المتحدة? ويبدو ان هذا اللاعب قد سمح لها فعلاً بالدخول الى الملعب تحت عنوان القضاء على حزب العمال الكردي التركي, باعتباره حركة ارهابية, حسب الوصف الامريكي والتركي الرسمي والحكومي العراقي في الوقت نفسه, وربما يسمح لها بدور أكبر وتحت عناوين اخطر اذا ما وجد في ذلك خدمة اكثر لمشروعه التقسيمي ولمخططاته الاقليمية الاوسع.

لقد سمحت امريكا وبشكل رسمي وعلني لتركيا بالتدخل العسكري في شمال العراق وان بشكل مؤقت ومحدود, مع ان امريكا وبصفتها الدولة المحتلة للعراق والمسؤولة عن أمنه الداخلي والخارجي, كان بامكانها ان تقوم بهذه المهمة بذاتها كما تفعل في كل المناطق العراقية وتحت العنوان ذاته( القضاء على الارهاب), وقواتها ليست قاصرة على القيام بذلك في اي وقت والى أي مدى. لكن من الواضح ان امريكا ارادت ان تضع لتركيا موطئ قدم في المشهد العراقي توجه من خلاله اكثر من رسالة لاكثر من طرف عراقي واقليمي, الرسالة المهمة الموجهة الى عملائها من اكراد العراق مفادها ان لا تطمعوا بأكثر مما أنتم فيه, وان الظرف غير مناسب لاعلان الانفصال او الاستقلال او الكلام عن الاحلام بتوحيد الامة الكردية الموزعة الاشلاء بين ايران والعراق وتركيا. اما الرسالة الاهم فهي موجهة الى الشريك الاقليمي الاول في المشهد العراقي وهو ايران, وهي رسالة بنفس المعنى مفادها ان لا تطمعوا باكثر مما حصلتم عليه لان هناك اطرافاً اخرى لها مستحقات ولها حصص, وبين الرسالة الاولى المهمة والرسالة الثانية الاهم, رسائل أخرى متناثرة لكل من يعنيهم الامر من اطراف اللعبة وادواتها مفادها بان يرضوا بالمقسوم لان لكل خدمة ثمن, والاثمان توزع وفق مقاييس امريكية وليس وفق مقاييس كل طرف على حده.

اما تركيا التي سمح لها بهذه العملية المحدودة, فقد نجحت عبر تدخلها العسكري ودبلوماسيتها النشطة في توجيه عدد من الرسائل الطويلة والقصيرة الى من يعنيهم الامر ايضاً داخل العراق وخارجه, الرسالة الاهم كانت موجهة الى ما يسمى بحكومة اقليم كردستان, التي وجدت نفسها بين المطرقة والسنديان, فلا هي تقوى على مواجهة المطرقة العسكرية التركية التي توغلت على الارض بعمق ثلاثين كيلومتراً وقصفت مناطق بعمق خمسين كيلو متراً وثبتت لوجودها في شمال العراق خمس قواعد عسكرية وما يزيد على ثلاثة الاف جندي, ولا هي تستطيع الخروج عن طاعة المحتل الامريكي الذي يدير اللعبة وعلى المكشوف امام بصرها, فما كان منها الا ان تبلع الموس وتشفي غليلها تارة بتحميل المسؤولية الى ما يسمى بالحكومة الاتحادية التي اتهمت بالعجز والقصور في الدفاع عن حدود وسيادة العراق, مع العلم ان ما يسمى بحكومة اقليم كردستان لا تسمح لجندي عراقي واحد من اتباع ما يسمى بالحكومة الاتحادية دخول اقليم كردستان, وتارة اخرى بصب جام غضبها على تركيا التي اتهمتها باستهداف الامن والرخاء والاعمار والاستقرار في شمال العراق..!? وبالعمل على هدم أسس مشروع الكيان الكردي وبنيته التحتية الناشئة. وتارة ثالثة توجه جام غضبها بعيداً عن الحدود مع تركيا باتجاه الموصل وكركوك ومدن أخرى, وذلك عبر الزج بوحدات اضافية من قوات البيشمركة في هذه المناطق وكأنها تريد تعويض احتلال باحتلال, وتهجير بتهجير, وشتان بين الاحتلالين, الاحتلال التركي لجزء من ارض العراق في شماله, والاحتلال الكردي لمدن وقرى عربية او تركمانية الهوية.

ومن المضحك المبكي في هذه اللعبة المثيرة بعض المشاهد الكاريكاتيرية التي رافقتها منذ بداياتها, والى ما بعد نهايتها, المشهد الاول جرى أثناء مرحلة التحضير والحشد العسكري التركي وما أثاره من ضجيج وصخب في مختلف الاوساط, وقد سمعنا خلاله تصريحات نارية حامية من قادة العراق الجديد في كل من أربيل والسليمانية وبغداد, بانهم لن يسمحوا بتهديد (أمنهم وسيادتهم) وسيدافعون عن حدودهم ومواطنيهم بكل قوة, وقد استمر الحشد والتوغل الكردي ولم نسمع عن طلقة واحدة وجهت ضده لا من قوات البيشمركة ولا من غيرها, بل سمعنا عن نزوح مدني وانسحابات لقوات البيشمركة من المناطق الحدودية.

المشهد الثاني جرى عند بدء العمليات العسكرية واعلانها, حيث جرى اتصال من الرئيس التركي (بالرئيس العراقي) وابلغه بالامر فما كان من الثاني الا التمني على الاول بان لا تطول العملية وان لا يتم التعرض للمدنيين الاكراد, وان تحافظ القوات التركية على سيادة العراق!!? مع العلم ان رئيس العراق الجديد ووزير الخارجية ورئيس أركان الجيش هم من اكراد العراق.

المشهد الثالث جرى فيما العمليات العسكرية التركية على أشدها, حين استنفرت قوات ما يسمى بالحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في محافظات الجنوب اكثر من مئة ألف عنصر من قواتها(الضاربة) للدفاع عن كربلاء وحماية زوار الاربعين من (غول القاعدة).

أما المشهد الأخير الذي كشف عن تفاصيله بعد انتهاء العمليات, وجرى التعتيم عليه, فهو موافقة الحكومة الاتحادية على منح تركيا حق اقامة خمس قواعد عسكرية ثابتة بدلاً من اربعة قواعد كانت موجودة بحكم الامر الواقع, ممهوراً بحق الاستمرار في ملاحقة قادة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي داخل الاراضي العراقية.

ان الاخطر في هذه المشاهد, ليس ضعف او عجز او تناقض المواقف داخل الاطراف الحاكمة في العراق الجديد, ولا حتى في اذعانهم لاوامر المحتل الامريكي وصمتهم على جريمة كبيرة بحق وطنهم وشعبهم, وانما هو في قبولهم المشاركة بما هو قادم من جرائم ومؤامرات بحق هذا البلد, بعد ان شاركوا في تدميره واستباحته وتمزيقه على مدى خمس سنوات متواصلة, فهؤلاء العراقيون الجدد يعرفون اكثر من غيرهم ماذا يعني فتح المسالك والابواب امام المزيد من القوى الخارجية الاقليمية والدولية كي تعبث بما تبقى من كرامة العراق وحقوق العراق وسيادة العراق ومستقبل العراق. ان فتح هذه الابواب والمسالك امام تركيا لن يقتصر على مهمة واحدة محددة هي الصراع مع حزب العمال الكردستاني التركي, بل بالتأكيد سيتجاوزها الى مهمات أخرى, متعددة ومتشابكة ومعقدة, منها ما هو سياسي, ومنها ما هو اقتصادي, ومنها ما هو أمني, ومذهبي وعرقي وجغرافي ومناطقي, وكلها تصب في المجرى نفسه, مجرى الفوضى الهدامة التي تفجرت الكثير من قنواتها الداخلية, فاضطر صانعوها الى الاستعانة بالقنوات الخارجية, ولا احد يدري متى يتم ربط القنوات الداخلية والخارجية ببعضها حتى يعم الفيضان المنطقة كلها.

أين العرب من هذا كله..!?

مع احتلال العراق طوت امريكا آخر صفحة مهمة من صفحات الأمن القومي العربي, وألغت ابرز عنوان مركزي ومحوري في النضال العربي الوحدوي والتحرري والنهضوي, وهو القضية الفلسطينية, القضية الفلسطينية أصبحت قضية بين القضايا, وأزمة بين الازمات, وملفاً بين الملفات الكثيرة, بل ان القضية الفلسطينية ذاتها تحولت الى مجموعة قضايا وأزمات وملفات, أغلبها محفوظ في الادراج او موضوع على الرفوف, لان السيد الامريكي مشغول بقضايا أهم وأشمل الاولويات فيها تبدأ في العراق ثم الخليج ثم لبنان, لتصل الى دارفور والصومال وجنوب السودان, اما القضية المركزية فلم تعد في الخضم من القضايا أكثر من قضية أمنية »اسرائيلية« يجب حسمها لكي يعم الاستقرار في المنطقة وعبر تصفية الملف الامني وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية.

العرب في كل هذه القضايا غائبون ومغيبون لانهم وبكل بساطة, بأمنهم ووجودهم وحقوقهم ومصالحهم موضوع الصراع الذي تخوضه قوى دولية واقليمية معروفة, وبادارة امريكية محكمة, يتحرك من خلالها اللاعبون الاقليميون بخطوات محسوبة, »اسرائيل« تتحرك وبقوة تحت المظلة الامريكية وأحياناً فوقها, ايران تتحرك وتوسع نفوذها وتتمدد مستخدمة اوراقها المتعددة, وتركيا تتحرك وفي الاتجاه ذاته سواء من البوابة العراقية او غيرها. ولم نعد نجد مكاناً فعالاً في هذا التحرك لاي ثقل عربي, فأصحاب الاوزان الثقيلة في القرار العربي غادروا مواقعهم وسلموا أمرهم وقدرهم الى اللاعب الاكبر, واللاعب الاكبر يعمل على تمزيق الوطن العربي الى 72 دويلة كما تقول مراكز بحوثه الستراتيجية, وهذا يعني ان المنطقة العربية ستكون مهيأة في السنوات المقبلة للخروج من مرحلة العجز التي يعاني منها نظامها العربي والدخول في مرحلة الانفراط والانفلات الذي يقوض اساسات وجودها لتصبح بلا وجود, (محرقة) غزة, والاصرار على إشعال الفتنة في لبنان, وعلى تمزيق العراق, وغيرها مما يثار هنا وهناك هي مجرد دلالات لما هو مخطط مرسوم وقادم, وما لم تحدث الصحوة المطلوبة ويخرج العرب من مرحلة العجز الى مرحلة التوحد والنهوض فعلى الامة السلام, وعلى الاجيال ان تنتظر عقوداً وربما قروناً حتى تعود الحياة الى الشرايين التي تقطعت والاجنحة التي تكسرت والقلوب التي تجمدت والعقول التي تأسرت, وفقدت بوصلة التفكير تجاه ما هو أخطر وما هو أقسى وأمر.

 

عمان / الاردن  - جريدة " الوحدة "

 

 

 

شبكة المنصور

                                            الثلاثاء /  04  ربيع الاول 1429 هـ   ***   الموافق  11 / أذار / 2008 م