بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

دجالوا مملكة العار

 

 

شبكة المنصور

المقاتل الدكتور محمود عزام

 

ليس من الغريب أن يفهم المواطن العراقي دوافع ظهور اتجاه لدى الحركات والاحزاب السياسية والدينية المشاركة في العملية السياسية في العراق اليوم يدعو الى تحريم الحديث عن الدعوة لخروج المحتل حتى ولو بجدولة للانسحاب او حتى بالطلب من الولايات المتحدة الامريكية للاعلان فقط عن نيتها للانسحاب من العراق..فالجميع يعرف جيدا ان حكومة المالكي وقبلها حكومة الجعفري ترتكز على حقيقة وجود واستمرار قوات الاحتلال على الارض العراقية في قوتها التسلطية على الشعب وخصوصا قواه الوطنية وتتستر على حملاتها الانتقامية وعمليات الاغتيالات المنظمة التي طالت وتحاول الوصول الى قيادات حزب البعث العربي الاشتراكي وكوادر الدولة الشرعية السابقة والضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية والاعلامية..وبالنسبة الى حكومة اياد علاوي لم تكن تملك الوقت الكافي للتعبير عن نفسها ولا للحديث مع الامريكان حول مسألة الانسحاب ..سيما وان اياد علاوي لم يستغل حصوله على افضل جائزة ذهبية عند تعيينه اول رئيس وزراء للعراق بعد صدام حسين..فضاعت عليه الفرصة الى الابد.. اما قادة الاحزاب الكردية أدلاء الاجنبي بالثمن البخس وسارقي تأريخ وثروة الشعب الكردي فهم يشبهون الذي يمتهن وظيفة التقاط الثمرات المتناهية في النضج من الارض بعد سقوطها ومادام المحتل جاثم على صدر العراق فستظل ثمرات اشجاره تتساقط الناضجة منها والتي لم تنضج بعد ليتسنى للقادة الاكراد اختيار ما يشتهون.

ولكن الغريب للمواطن العادي فهم ان من كان يتستر خلف هرجه ومرجه ودجله ومواقفه المتذبذبة بشعار وجوب اخراج المحتل أصبح اليوم يتحدث عن أهمية بقاء هذه القوات لحين انهاء عملية تدريب وتاهيل قوات الامن والجيش العراقي بحيث أصبح هذا الموقف مثار تندر وسخرية من أعضاء الائتلاف العراقي والقادة الاكراد عندما يتحدثون عن موضوع جدولة الانسحاب الامريكي عندما يريدون ان يهاجموا حلفاء الامس واليوم .

وعلى حين غرة وبغفلة من هذا المواطن العراقي البسيط يظهر على سطح الاحداث توجيه من مقتدى الصدر بوقف عمليات جيش المهدي العسكرية ويشمل ذلك عدم التعرض الى القوات الامريكية أيضا بعد أن عاثت ميليشياته وجيشه الفساد والقتل والتدمير في مدن العراق ونواحيه ونهب ممتلكات الناس الآمنين واختطاف المواطنين وقتلهم ورمي جثثهم على قارعة الطريق بعد أخذ الفدية من عوائلهم وخاصة في بغداد بدعم واسناد مباشر وواضح من قبل قوات مغاوير الشرطة والجيش اللاوطني الطائفي وبتوجيه مباشر من ايران وتحت اشراف مجموعة من مرتزقة المخابرات الايرانية ..

ومرة أخرى لايستطيع هذا المواطن العراقي البسيط أن يفهم دوافع هذا الأمر وخاصة عدم التعرض للقوات الامريكية وفي وقت يكون للقوات الامريكية وقوات فيلق بدر بقيادة المجرم هادي العامري الذي يستلم توجيهاته المباشرة من الحكيم الحق بملاحقة وتصفية قادة هذا التيار ومنتسبي جيش المهدي ..وعلى الرغم من ادعاءات ممثلي التيار وخصوصا المقيمين في بيروت تحت رعاية حزب الله من ان المقاومة الوطنية الوحيدة التي تحارب الامريكان هي جيش المهدي!..فهل هي الهدنة بين الامريكان ومقاومة جيش المهدي ..ومتى تم الأتفاق عليها .. وهل هذه الهدنة الغريبة تنص على وقف اطلاق النار غير المشروط من قبل جيش المهدي فقط ..وضمن المنطق العسكري الا يعتبر ذلك وثيقة استسلام عندما ترمى بنادق طرف واحد من القتال في معركة في الميدان ..ام ان هذا القرار جاء نتيجة نصيحة أخوية من أحد الاطراف لتي دخلت على الخط لتهدئة اللعبة ..

اما تحليل المواطن العراقي الصحيح هو ان جيش المهدي الذي قاتل الامريكان بالامس في النجف والذي ألقى سلاحه مقابل مبلغ مجزي لكل قطعة والشاهد على ذلك وكيل وزارة الامن القومي في ذلك الوقت عقيل الصفار الذي كان من جماعة أياد علاوي وانقلب عليه كما انقلبت اغلب قيادته عليه والصفار هو الذي سلم المبالغ لكل شخص ولا نعلم هل سلم كامل المبلغ أم أخذ جزء منه في حينه!..المهم ان الذي باع كل سلاحه للعدو لايمكن ان يقاتله مرة اخرى ولذلك انقلب من قتال الامريكان الى قتال الوطنيين من العراقيين ولون وأصبغ هجوماته ونهبه وسرقاته وخطفه للناس وطلب الفدية لقاء اطلاق سراحهم وفي أغلب الاحيان يقتلون بعد استلام الفدية والاستيلاء على ممتلكاتهم وبيوتهم وقتل شبابهم ورجالهم بغطاء الطائفية المقيتة والنداء بها علنا وجهرا..هذه الشعارات التي طرحتها هذه الزمرة المجرمة ..زمرة العار والشنار في لحظة اغتيال شهيد العراق الكبير ..شهيد الامة العربية والاسلامية والانسانية ..الشهيد الخالد صدام حسين ..هذه الشعارات التي تصلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وتمجد بمقتدى الصدر بحضرة الامريكان الذين يقاتلهم ليسلموا له غايته بيده لكي نشكر الله وسيدنا محمد ومقتدى الصدر على تحقيق الامريكان لفداء صبيحة عيد الاضحى لآل البيت كما ذكر الحكيم في خطبة العيد نصا ..ولكن يكفينا عزاءا انهم يحللون اليوم الزنا بالمحارم ويصلون عراة ليهيؤا العالم للانغماس بالمعاصي لكي يأتي الخلاص !! وهذا جزء مما فعلوه في جريمتهم النكراء يشاركهم ويضحك عليهم الامريكان في صبيحة عيد الاضحى المبارك ..ارتكبوا جريمتهم الشنعاء ليزدادوا اثما ومعصية وكفر ..فهل هذه الزندقة والاجرام والكفر وهذه المجاميع من المرتزقة والسراق هي التي ستقوم بتحرير العراق ومحاربة الامريكان؟!.

ويتذكر االمواطن العراقي ان قرار مقتدى الصدر جاء بعد ان هاجم المالكي هذا التيار واتهمه بانه يحوي البعثيين والصداميين وهم الذين يقومون بهذه الاعمال التخريبية وعلى التيار الصدري ان يفرز هؤلاء من وسطه لكي يبقى نظيفا ووطنيا!!..فبادر الصدر الى هذا الأمر وقام بطانته بتفسير الاجراء من ان التيار بريء من كل اعمال القتل والتدمير والنهب ومن سيقوم بها بعد هذا القرارليس من التيار الصدري وانما من البعثيين والصداميين ..وكانت النتيجة بعد هذا القرار ان كل عمليات القتل والنهب والاختطاف للمدنيين توقفت!!!أي ان هذا التيار كان هو نفسه من يقوم بهذه الاعمال وليس البعثيين والصداميين كما برهن مقتدى على ذلك! ..لذلك ظهر المتحدث باسم الحكومة العراقية وخطة فرض القانون ليهلل ويقول ان نسبة عمليات القتل للمدنيين تراجعت بنسبة 75% فرد عليهم من رد بالهجوم الانتحاري الوحشي في يوم 1/1/2008 في زيونة ببغداد .

ومرة اخرى لا يفهم المواطن العراق البسيط لماذا لم يعلق احد على توقف عمليات القتل وتراجعها وتحسن الحالة الامنية بعد قرار مقتدى بايقاف عمليات جيش المهدي لفترة زمنية محددة ؟

ومن جهة اخرى يستغرب المواطن العراقي البسيط لمواقف التيار الصدري من قوى وطنية تحارب الامريكان مثل حزب البعث ومناضليه الذين يقاومون الامريكان الذين يحاربون حزب البعث ويعتبرونه عدوهم الأول وفي نفس الوقت يديمون ضغطهم على جيش المهدي!فكيف يمكن ان اعتبرعدو عدوي.. عدوي أيضا! تماما مثل استغرابهم من تصرفات من حضر مشهد اغتيال الرئيس الشرعي للعراق وما قاموا به من هتافات وهوسات بعيدة عن تقاليد واعراف ديننا الحنيف وآل البيت الأطهار ! مشهد يمثل حقيقة مملكة العار كما وصفها شهيد الحج الأكبر ..المملكة التي يديرها الدجالون والمنافقون والزنادقة والملحدون.

سلسلة من التساؤلات والاستغرابات ..والاستنتاج الوحيد لدينا يكمن في احتمالين :

- الأول..وهو أن هذا الكره للبعث ناتج من ان حزب البعث صديق للامريكان ..الامريكان الذين هدموا دولة البعث واغتالوا امينه العام وعدد من قادته ويعتقلون بقية القيادة ويلاحقون المتبقي منهم ..الامريكان الذين ساعدوهم ليسلموا العراق الى حليفتهم ايران التي قاتلوا معها الشعب العراقي وجيشه الباسل طيلة ثماني سنوات ومارسوا اقسى الوان التعذيب بحق الاسرى العراقيين من قبل التوابين الذين يحكمون العراق اليوم ..فاذا كان البعث صديقا للامريكان فان هذه القوى ومنها القاعدة وجيش المهدي والقوى والميليشيات الموجودة على الساحة العراقية والمرتبطة بايران والتي تحارب الأمريكان تعتبره عدوا لها انطلاقا من حقيقة ان صديق عدوي ..هو عدوي أيضا..وهذا الأحتمال غير وارد اطلاقا ولسبب بسيط أن كل قيادة حزب البعث مطلوبة من قبل الأمريكان.. منهم من نال شرف الشهادة وعلى رأسهم الشهيد الأمين العام للحزب ومنهم من ينتظر الشهادة او السجن مدى الحياة ومنهم من هو مطلوب ومتابع وملاحق ..اضافة الى ان كل كوادر حزب البعث ملاحقة ومطلوبة وقسم كبير منها في ميدان القتال ويقودون فصائل الجهاد ضد الوجود الأمريكي وعلى رأسهم أمين عام الحزب وعدد من أعضاء القيادة..ويعرف العراقيون أن سبب غزو العراق هو نهج الحزب وتوجهه القومي وموقفه من الصراع العربي الاسرائيلي وعدم خضوع قيادته للابتزاز والتهديد الأمريكي..مع حقيقة ان المتضرر الأول والخاسر الوحيد من نتائج الغزو والأحتلال الأمريكي هو الحزب والشعب العراقي ..والولايت المتحدة حاملة راية الامبريالية واستغلال الشعوب والداعية لنظرية القطب الواحد ومن ليس معنا فهو ضدنا ..هذه الدولة التي استخدمت كل ماتملك من ترسانة أسلحة تقليدية من طائرات وصواريخ جوالة ودروع واسلحة معاملة باليورانيوم المخصب في غزو العراق وتدميره مع استعدادها الكامل في وقت تنفيذ العدوان لاستخدام الاسلحة غير التقليدية ومنها القنابل الذرية التي كانت مهيئة مع طائراتها وعلى اهبة الاستعداد لضرب بغداد بها عند الحاجة واشتداد حدة المعارك والمقاومة ..هذه الدولة التي غامرت بكل تأريخها لاحتلال العراق وتقويض السلطة الوطنية المستمدة قوتها من الشعب وفكر حزب البعث العربي الاشتراكي .. وحيث ان كل هذا التدمير المادي والمعنوي والانساني استهدف الانسان العراقي وتمزيق الوحدة الوطنية واشاعة النعرات الطائفية والعنصرية فانه من المستحيل ان يكون الشعب العراقي صديق للأمريكان الذين دمروا بلادهم واباحوا محرماته فلا يمكن أن يكون البعث صديق للامريكان.

- والاحتمال الثاني وهو متروك لتحليل المواطن العراقي البسيط!

زمني ..زمن النضال ..والقتال ..والشهادة ..

منذ ان كنا صغارا ..في الحزب ..

علمونا ..ان العقيدة لا نصلها ..لا بالصعود للمشانق ..

هم لم يقولوا ان عظيمكم سيصعدها ..

لأننا كنا صغارا.. لم نكن نفهمها..

وعندما اعتلاها فارسا كالجبل ..ونجما ككبر القمر ..

عرفنا ..صدق ما علمونا..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء / 24 ذو الحجة 1428 هـ الموافق 02 / كانون الثاني / 2008 م