بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أسود وأرانب !

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

بعد أن هدد وتوعد كل الاطراف بما فيها حلفاءه في الحكومة العراقية سكت مسعود البرزاني وساد صمت الموتى في عاصمة الاقليم وفي السليمانية ودهوك عندما دخلت القوات التركية شمال العراق واجتازت حدود ( الاقليم الذي تحتضنه امريكا وينام فيه الخبراء الصهاينة بهدوء واطمئنان!) .. 

لاعلينا بالمقاييس الدولية والديبلوماسية واحترام سيادة البلدان المتجاورة ومانصت عليه المواثيق والاعراف الدولية ..ولكن بالمقاييس العسكرية والميدانية ..كيف يعقل ان ( العراق الذي تحتله الولايات المتحدة يتعرض لهجوم عسكري واسع النطاق من قبل دولة مجاورة له والقوات الامريكية واقفة تتفرج ! وهي التي تتحكم بتحريك أي سرية من سرايا جيشه المشكل من قبلها ؟!)  

وحيث ان البرزاني ونيجيرفان آثرا عدم الظهور في البداية لحين انجلاء الموقف ..فقد قام الطالباني بالتوجه ( فورا!) الى السليمانية واجراء اتصال مع الرئيس التركي ليطلب منه التدخل لمنع الاستمرار بهذه العملية والتوسل اليه باسم حلفائهم ان يحترم حدود العراق .. 

ولكي لا يظل الصمت سائدا في الوسط والمجتمع العراقي والكردي تكلم المسؤولان الكرديان البرزانيان ..ومن التعابير التي سيظل الشعب الكردي يعاني منها لقرون والتي تمثل اهانة لهذا الشعب  تأريخيا وأخلاقيا هي تلك التي استخدمها مسعود البرزاني في رسالته التي يتوسل فيها الى بوش والتي قال فيها مخاطبا سيده بوش : ( سيدي ان المعارك تجري على أرض لم تشهد سقوط أي جندي أمريكي واحد!!)..في حين اتهم نيجيرفان الحكومة العراقية واصفا موقفها (بالموقف الهزيل!) 

ومن جهته ظهر المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ليعلن ان ( دولة رئيس الوزراء قد اتصل مع رئيس الوزراء التركي وطلب منه حل هذا الموضوع!).. 

وتزامن هذا الحدث الخطير بظهور وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي على شاشة العربية وهو يتحدث بلغة الطاووس وكأنه هو وجيشه الوثني وأركانه الانتهازيين هم الذين غزوا تركيا لحماية امن العراق!!..وكيف انه يكرر لمرات عديدة من انه ( وزير دفاع العراق والذي يعتبر نفسه مستشار لدولة رئيس وزراء العراق ..القائد العام ) وان العراق يحتاج الى مبالغ طائلة لاعادة بناء قدرته العسكرية ليكون مؤهلا للدفاع عن حدوده !! 

ونسأل هذا الوزير: 

-       هل كانت تركيا تجرأ على الاقتراب من حدود العراق في زمن النظام الوطني قبل ان تجعل الولايات المتحدة لها خطوط عرض آمنة للتحرك في أرض العراق وبوجود هذه العصابات المتمردة التي تحولت الى ( دولة الاقليم ؟!)؟ 

-       ونسألك ..اذا لم تكن لدينا القدرة على بناء جيش قوي لحماية العراق من مثل هكذا تهديدات ..فلمن نحتاج المال ؟..واين ذهبت مئات المليارات من الدولارات من خزينة الدولة العراقية بحيث انك تستكثر على العراق اليوم شراء سرب من الطائرات الاعتراضية لحماية سماء العراق ؟..واذا كنت لا تعرف الحساب فالمقصود بسعر السرب هو سعر الشراء وليس سعره مع الاضافات التي يضعها ممثليكم وممثلي الاحزاب في لجان المشتريات ..وهل من الوارد في حديث وزير الدفاع ان يستكثر على العراق مبلغ (مليار دولار ) لتامين طائرات دفاع جوي تعترض الحاقدين والمتربصين ..ام انكم أعطيتم وعدا بان يبقى العراق أضعف من الكويت خلال زياراتكم المكوكية اليهم؟

-       وتقول ان ( بناء قوة الجيش العراقي من جديد تحتاج الى زمن لان هذه القوة التي كان يهابها الاعدء قد دمرت!)..ونسأل من الذي دمرها؟.. ولماذا؟ ..واذا كنتم جادين في بناء هذه القدرة فما هي ملامحها خلال هذه السنوات الخمسة من عمركم في السلطة والسيطرة على مقدرات العراق ؟

-       وكيف نفهم ان (رئيس الاقليم يحاضر في الكويت عن عدم دستورية وقانونية وزير نفط العراق!!) و(وزير الدفاع يحاضر في الامارات عن ان العراق غير قادر على حماية نفسه!) و (نصف الوزارة يزورون عوائلهم خارج العراق في الاجازة الشهرية!!) ..ويتوسل هوشيار الزيباري بالامريكان ليعلنوا (انهم بان وجودهم في العراق دائمي لحماية العراق!) وتقوم القوات التركية باجتياح العراق من الشمال الى الجنوب ..وقوات الاحتلال الامريكي والجيش الوثني بكل مالديه من آليات واسلحة وكل قوات الداخلية وقوات البيشمركة المنخرطة في تشكيلات الجيش النظامية وتلك التي ترتبط بوزارة البيشمركة الكردية في ( الاقليم ) كلها تشن هجوما على الموصل من الجنوب الى الشمال !!! فلماذا لاتتوجه هذه القوات لمحاربة الغزو التركي الخارجي ؟

-       ونذكر وزير الدفاع بتصريحاته هو وقيادات قواته وهو يتبجح بحجم القوة المدرعة والآلية والمشاة والمغاوير والطائرات الامريكية و(طائرات التدريب الخفيفة العراقية !) التي ستكرس (في أوسع حملة هجومية!) تستهدف تنظيم القاعدة و(الارهاب!) ..وكيف يظهر القادة والضباط والافراد وهم يتبخترون ( بالتدريع والخوذ والنظارات والمسدسات الامريكية!) وهم يتفقدون قطعاتهم المتحشدة التي تستعد (لأقتحام الموصل !)..فهل هذا التبجح ( واذا أضفنا اليه طاووسية وعنجهية وتفاخر وتحدي البرزاني ونيجيرفان ووزير البيشمركة وامكانية رئيس اركان الجيش بابكر زيباري واستخباراته) غير قادر على الوقوف بوجه التغلغل التركي..أم ان هذه العنجهية مسلطة على رقاب الشعب فقط ومخصصة لقمعه..واذا أضفنا حقيقة أن العراق بلد محتل من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومن واجب هذه الدولة المحتلة ان تحمي حدود العراق فهل لوزير الدفاع تبرير لعدم تدخل القوة الامريكية لردع هذا العدوان ؟

-       وهل يستطيع وزير الدفاع العراقي ان يتخيل رد الفعل الحكومي العراقي والامريكي لو افترضنا لاسمح الله ان ( سوريا ) قد قامت باجتياح الحدود العراقية لمطاردة المتمردين الاكراد الذين بداوا يتسللون من والى سوريا عن طريق منطقة سنجار وغيرها من المناطق التي بدأ الاكراد يزداد تواجدهم فيها بشكل ملفت للنظر؟..هل ستكتفي قيادة القوات الامريكية الوسطى بارسال طائرات التجسس والمراقبة الامريكية ام ستزج بمقاتلاتها الاف -16 لقصف القوات المتسللة وتتحرك قوات الجيش الوثني ( للدفاع عن العراق!). 

اننا ننصح المسؤولين العراقيين بالتزام الصمت المطبق والاهتمام فقط بما يكونوا قادرين عليه ( بما يتم اقتسامه من غنائم ومكتسبات !) وان لايزجو انفسهم بامور ( أكبر من حجمهم ودورهم ومسؤولياتهم ) فهم غير مسؤولين عن التفكير بحماية العراق والسعي لاكتساب القدرة والقوة اللازمة لردع أي عدوان خارجي ! لأن هذا الموضوع من اختصاص أسيادهم ..وهم الذين يحددوا متى يتدخلون ومتى يسكتون ..متى يؤججون الدنيا ودول العالم ضد ( المعتدي !) ومتى يتسامحون معه!..لأنهم وحدهم الذين يعرفون الأهداف الحقيقية لهذا (العدوان) او ذاك..ومثلما تنصلوا من مسؤولية كونهم دولة محتلة للعراق من خلال  ( ايهامهم للعالم بانهم سلموا السيادة للعراقيين!!) لكي يوهموا العالم بأن كل طلقة تنطلق من ارض العراق ضدهم وضد عملائهم ماهي الا نتيجة تصويب ارهابي ! ليتسنى لهم ولأدلائهم وأدواتهم المضي في مخطط قمع الارادة الوطنية العراقية.. 

 ان الذي يحدث الآن في العراق أن: (القادة وضباط الركن والمستشارين وقواتنا البرية والمدرعة والقوات الخاصة والمغاوير بالملابس ذات التدريع السميك والنظارات الخاصة ومسدسات الكاوبوي الامريكية ..والعجلات  والطيران والبيشمركة الاشداء جدا على الفقراء والمساكين !) أسودا ضارية على العراقيين من شيوخ واطفال ونساء ..وأرانب أمام أي تهديد خارجي!!

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  /  19  صفر 1429 هـ الموافق  26 / شبـــاط / 2008 م