|
بغداد ..
انا أعرف ان لك الحق .. وكل الحق
.. وانه عتاب وليس حاجة..هل
تنتظري ان يأتيك اولاد العم
والأقارب قبل ان يتبسم الفجر ..
ليقفوا معك .. ويتزاحموا للدفاع
عنك .. وينتخوا لنصرك .. هل
تنتظري غبرة الركب القادم من
بعيد.. تراب الخيل المسروجة التي
تسابق الريح لتضرب جناحهم كما فعل
القعقاع يوم سابقت السيوف حوافر
الخيل المسرعة ..
ولكن بالله عليك لا تعاتبي..ولا
تنتظري ..ولاتتألمي..
وياعيون بغداد الحبيبة ..لا
تدمعي..
أرجوك..تقبلي أعذارهم..وطأطأة
رؤوسهم ..وحيرتهم من امرهم
..وحياءهم ..
لقد جعلتهم الحياة اليوم اسرى بلا
ارادات..تطوقهم البنادق والهراوات
والاقفاص والقضبان.. وتلهب ظهورهم
السياط ..وانت تعرفي ان قلوبهم
وضمائرهم معك.. ويذكرون ولا ينسون
كيف وقفت معهم ..يوم كانت الشمس
لا تسطع الا عليك ..فقادتهم
وملوكهم لا يسالوهم ..ولا يستفتون
فيهم درجات المحبة والشوق والعشق
والوفاء ..
ألا يكفيك منهم ضميرا حيا وقلبا
مفعما بالحب وحنجرة متقرحة..ولسان
يسيل منه الدم من الهتاف والزهو
بصبرك وصمودك ومقاومتك ..فهم لا
يفهمون الا ان تكون بغداد منصورة
دوما وهي ام العز والرفعة
والشموخ..الا يكفيك منهم يدا
تعطلت من كثرة التصفيق والتلويح
والمؤازرة..الا يكفيك ماكتبت
كراريسهم في المدارس ..اغنية
لأطفالهم تنساب كالنسيم تسافر عبر
الحدود الوهمية ..لايمنعها ضباط
الحدود ولا الكمارك ولا الجوازات
لتطل وتسلم علينا وتنقل لنا فيض
القلوب والحناجر والعيون ونحن
نفترش الارض ونتلحف بالسماء
ونحتضن البندقية وننام بعين واحدة
لنحرس ونقاتل ونقوم ونحرر العراق
نيابة عنهم ..
بالله عليك لا تعاتبي ..وتأملي
..
الا يكفيك اننا معك ليل نهار
..الا تسمعين مع الفجر وقبل وبعد
كل أذان للصلاة هتافاتنا من فوهات
البنادق التي نحرق بها قلوب
اعدائك..الا يخبرك دجلة اننا نسهر
له يوميا نغني له اغنيات الابطال
العظام ونتسلل بهدوء بعد ان ينام
ونحن نغطيه من برد الليالي
ببدلاتنا العسكرية وغترنا وقلوبنا
التي لاتنام ..ألم تخبرك الساحات
كيف يفر اعدائك منا عند المنازلات
..ألم تخبرك الشوارع عن هوية
هؤلاء الاسود التي تحرس الازقة
..ألم يحدثك القمر عن ليوث العراق
التي لاتهاب الموت وتتعصب بالمنية
وتتصدى بالصدور لطلقات
الاعداء..ألم نكن نحن من خبرناها
يوم دافعنا وانتصرنا نيابة عن
الامة ..ألسنا لها اليوم وكل يوم
نقدم الروح رخيصة من أجل هذه
الامة ..ومن اجل العراق..
بغداد..
لا عليك .. جحافلنا .. جحافل
الأيمان .. التي لها اول وليس لها
آخر تستحق ان يكون لها الشرف بان
تقاتل وحدها كل هذا الجمع
الكافر.. وستنتصر ..لان لا طريق
للأيمان الا النصر على الكفر..
منصورة يا بغداد .. رغما عن
الزمان والغربان..
mah.azam@yahoo.com
|
