بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

بعد شيوخ الصحوات .. شيوخ الأقاليم !

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

عندما بدأ الهجوم الامريكي الجوي والصاروخي والمدفعي على العراق في آذار 2003 منطلقا من البر والبحر والمحيط والجزر النائية البعيدة في قصف أعمى وشامل لايفرق بين مستشفى ومدرسة ومعسكر ومصنع ودور الناس الآمنين.. كانت أكثر (القوارض والفئران) التي تسللت الى العراق لتساعد المحتل الغازي الغاشم وتمهد له وترمي الاقراص الخاصة لدلالة أجهزة التحسس في الطائرات الامريكية التي تقصف العراق قد دخلوا خلسة من ايران ومن الاردن والكويت ..وكان نصيب محافظة الانبار أنها ( ويالعيب وعار بعض الشيوخ والعكل والتفك والتاريخ !) التي طالما هتفت لصدام حسين وتغنت بمقدمه ورعايته واحترامه ومآثره .. قد احتضنت البعض من هؤلاء الاراذل أدلاء الاجنبي وناكري حليب الامهات (ان كن عراقيات!) ويعرف هؤلاء البعض الذين لعبوا دور (المضيف الكريم من شيوخ الانبار أنفسهم جيدا!).. 

 وكان من أغرب ما في هذا الموضوع وياللأسف أن هؤلاء البعض ( كانوا من أعرق وأقدم الشيوخ واكبرهم!!!) ..وليسوا من شباب القبيلة المتهور والمتسرع او الباحث عن الشهرة.. 

وكان ناتج هذا ( الكرم الحاتمي والنضالي لهؤلاء اللقطاء والافاعي !) معركتي تدمير الفلوجة حيث شن ( الاصدقاء والضيوف !) بأمر من الامريكان أبشع حملة ابادة وقتل وتصفية وتدمير وتشريد شهدتها مدينة عراقية بعد بغداد على يد المحتل وميليشيات الاحزاب الحاقدة على عروبة وتضحية وايثار وكرم ونبل أخلاق اهل الانبار.. 

وتصدى جند الحق والبعث والمقاومة لهذه الحملة وألحقوا بها وبالقائمين والمخططين والمنفذين لها الهزيمة النكراء والعار الابدي الذي لايزال يطاردهم لحد الآن.. 

ومثلما خسر (الضيوف !) خسر هذا البعض من الشيوخ( المضيفين!) انفسهم وشعبهم وعشيرتهم ..لذلك عليهم ان لايكثروا اليوم من البكاء والعويل والحسرة على (أيام زمان !)  يوم كان لهم خط مباشر مع مرافق السيد الرئيس القائد المجاهد الشهيد الخالد صدام حسين وكانت طلباتهم تنفذ قبل ان يغلقوا جهاز الهاتف..حيث كانوا معززين مكرمين لدى القيادة وبين أهاليهم وفي محافظتهم وفي كل العراق.. 

بينما اليوم يتطاول عليهم صغارهم.. قبل كبار الغير! 

لقد كانت هذه هي بداية الانهيار الاخلاقي لهذا البعض الذين أصبحوا مثلا سيئا للآخرين ..وآخر ما تردد على المسامع هي نية شيخ من شيوخ عشيرة الجميلة في ناحية الكرمة بتشكيل اقليم الكرمة والانفصال ليس فقط عن العراق بل عن محافظة الانبار!!.. 

تماما مثل مقترح سفاح براثا جلال الصغير الذي يريد ان يجعل من المنطقة الخضراء عاصمة للعراق وان تقسم بغداد الى أقاليم ..لكي يلغي الرصافة والكرخ ويعبث بدجلة ويوزع الجسور والشوارع ليقطع أوصال بغداد.. 

ولا عتب على هذا الشيخ الذي يسمع مشورة  مدير الناحية الأمي ( الذي اختص بمقاولات المجاري وأثرى منها !) والذي  ارتمى باحضان الامريكان في بداية الاحتلال وساهم كجاسوس  مع  الامريكان في معركتي الفلوجه وزودهم بالمعلومات التفصيلية عن كل الوطنييين والمقاومة العراقية التي لن يفلت من عقابها.. 

وهكذا سيحول أحد عملاء الاحتلال ناحية الكرمة الى دبي!.. حسب قوله وهو يتحدث للناس البسطاء الذين لم يعودوا يميزوا بين وعود الامريكان وحكومة المالكي وعمار الحكيم وشيوخ الصحوة وشيوخهم..والظاهر ان هذا الشيخ لا تهمه محافظة الأنبار ولا العراق..حيث سيقوم غيره من الطامعين والمختلسين بمهمة اقتطاع الاجزاء الباقية وتحويلها الى أقاليم !..وستكون هذه البدعة  هي آخر ما جادت به عقول شيوخ الاحتلال الباحثة وراء المال والجاه الزائل والسلطة  واللاهثة هي و( عبيها!) وراء القائد الامريكي في الانبار .. 

وسوف لن يأتي اليوم الذي تنفصل فيه الكرمة عن الانبار وعن العراق .. 

مثلما لن تنفصل عنه كل النواحي.. وان أقاليم شياطين الأحلام والسراب والتيه لن تتشكل ولن ترى افكارهم النور.. 

وسيحلم مدير هذه الناحية ان يكون ممثل هذا الأقليم في الامم المتحدة على (أمل !) ان تتحول هذه المنظمة من كيان دولي يصدر القرارات الجائرة ضد العراق الى منظمة تعمل لقيادة العالم من اجل العراق!.. 

لأنه سوف لن ياتي اليوم هذه المنظمة الدولية والذي سيكون ثلاثة أرباع أعضائها سفراء أقاليم(نواحي!) العراق الجديد (الفيدرالي التعددي الديمقراطي الموحد!) حسب وصف الطالباني..ليتمكنوا من السيطرة على العالم !.. 

وسوف لن يفيق هؤلاء الجهلة من هذه الكوابيس الا على أصوات طلقات التحرير..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة  /  15  صفر 1429 هـ الموافق  22 / شبـــاط / 2008 م