بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

وزارة مصغرة أم كرة مدورة

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

 على الرغم من اعلان أغلب الكتل السياسية بانها لم تستلم رسالة من المالكي معنونة إلى هيئة الرئاسة وقادة الكتل الأسبوع الماضي، والتي قال انه طلب فيها منها توضيح موقفها من مشروع إعلان حكومة جديدة حدد فيها الأسس والمبادئ التي ينوي اعتمادها في تشكيلها، أبرزها عدم الاعتماد على المحاصصة السياسية على ان لا يتجاوز عدد الوزارات 22 وزارة..الا ان الانباء تتوالى عن رفض هذه الكتل  هذا الاقتراح بتشكيل «حكومة جديدة مصغرة» والاكتفاء بتعديل أو «ترميم» في التشكيلة الوزارية الحالية والذي فسر بانه بداية لازمة سياسية جديدة ..

مع ذلك فان هذه الكتل ستتفق فيما بينها على حل وسط فيما بينها ومع المالكي لسبب بسيط وهو ان أساس وجوهر اعتراضاتها وانتقاداتها لا علاقة له بمصلحة الشعب او بتطوير الخدمات التي يجب تأمينها للمدن والاحياء والقرى ..

ولان أسس الأعتراض على التشكيلة الوزارية لا ينتقد اسلوب الحكومة وسياستها في عدم السعي الجدي لايقاف مسلسل الاغتيالات والقتل والتشريد والتهجير والاعتقال والاختطاف التي تقوم بها ميليشيات الدولة والاحزاب المتنفذة ..وان اعتراض الكتل اتلسياسية الحالية لاينصب على تقوية الدور الشعبي والحكومي بالسعي لارغام المحتل على سحب قواته من العراق وعدم الموافقة على تأسيس شراكة دائمة مع الامريكان لتقاسم الثروة والارض العراقية ..

وحيث ان كل النقاط التي يختلف عليها المجتمعون لا تمس جوهر الازمة العراقية في وجود الاحتلال والاستئثار بالسلطة غير الشرعية وتفشي البطالة والفساد الاداري والمالي المستشري ولا علاقة له باعتراف الائتلاف العراقي الموحد بعدم قدرة وزراء وزارة المالكي على اداء مهماتهم لعدم كفائتهم وابتعادهم عن منهج وغاية وجودهم في هذه المسؤولية ..ومثال على ذلك ما عرضه مستشار ( دولة رئيس الوزراء ) سامي العسكري بتصريحه لراديو سوا وانتقاده لباقر جبر صولاغ  وزير المالية الحالي وقوله بأنه: (غير مناسب لتولي هذه الوزارة وهو لم يقم بزيارة وزارته لحد الآن!) وكذلك هجومه على  هوشيار زيباري وزير الخارجية واتهامه بانه ( حول وزارة الخارجية الى أفشل الوزارات واكثرها فسادا!!) وكيف ان القادة المصريين شكوا من ( الليالي الحمراء التي يحضرها السيد الوزير خلال زياراته الرسمية !!) والغريب ان العسكري قال ان ( القادة الاكراد يشاركونه الرأي بذلك!!) ..والأغرب من كل ذلك ان الحكومة العراقية الكاذبة والمراوغة أصدرت تصريحا من مكتب رئيسها تقول فيه ان سامي العسكري ليس مستشارا لرئيس الوزراء وان تصريحاته الاخيرة تمثل وجهة نظره!!

على الرغم من كل ذلك ومما قيل وسيقال سيبقى هوشيارزيباري وزيرا للخارجية ( لأن الاكراد متمسكون بحقيبة الخارجية !) حسب تصريح محمود عثمان  وسيبقى صولاغ وسيطال التغيير وزراء التوافق الذين سيعودون للوزارة!! والمناصب الوزارية للكتل التي انشقت عن الائتلاف! أو التي تنتقد أداء الحكومة !.. أما انتقادات سامي العسكري ( فله فيها أهدافا أخرى!) ..فالأئتلاف كان يعرف سابقا أداء هوشيار زيباري في الخارجية وكيف انه حول وزارته وسفارات العراق الى مرتع لأصدقاءه وحزبي الأئتلاف الكردي ومنع هذه السفارات من رفع العلم العراقي استنادا الى اوامر مسعود البرزاني وحالات الفساد والفشل التي تعم كل مفصل فيها ..وكيف ان العراقيون والعرب والاجانب يعانون من عدم قدرتهم على التعامل مع الديبلوماسيين العراقيين الحاليين الذين لا يجيدون التحدث والمخاطبة باللغة العربية والانكليزية ويعرفون فقط اللغة الكردية ..والبعض يصر على الحديث باللغة الكردية.. والأئتلاف كان لا يتوانى في كل مناسبة من ذكر رغبته بالسيطرة على وزارة الخارجية ويجابه برفض الاكراد الذي يصل أحيانا للتلويح بعصا الانسحاب من التآلف الكردي الائتلافي ( الدعوة – المجلس الأعلى) ثم ينتهي الخلاف بموافقة الحكيم على مطلب الاكراد ( وبالأخص زوج اخته  البرزاني!) باستلام هوشيار للخارجية !..وانتقاد سامي العسكري لصولاغ يتركز لا على مبدا ( عدم الكفاءة ) ولكن على ( عدم تطابق الاختصاص!)..وفي كلا حالتي الانتقاد فهو رد للعسكري على ( عدم الموافقة على تنصيبه كوزير في الوزارة الجديدة !)..

وستشكل الوزارة الجديدة برئاسة المالكي أيضا ..وسواءا نصب سامي العسكري وزيرا او عين عباس البياتي بديلا عنه فالعملة واحدة بوجهان مختلفان وسواء كانت الوزارة مكبرة او مصغرة في ( عراقنا الجديد!) وبوجود المحتل الأمريكي الذي يتدخل في كل شيء بما فيها مناهج طلاب الدراسة الابتدائية.. فهي مدورة ..تشبه كرة القدم ..أينما تقف بعد ان تدور فهي تعطي نفس النتائج..

وهكذا فليس من المهم مناقشة الحالة المأساوية للعراقيين في داخل العراق وخارجه ..وليس من أولويات الحكومة معرفة منهج الاحتلال وتخطيطه وطبيعة العلاقة معه وكيف سيطبق رغبة العراقيين بمغادرة العراق ..كيف ستعيد الدولة بناء الوزارات والدوائر التي يعبث بها الجهلة والمزورون..وكيف ستعيد الدولة الهزيلة خدمات العراق الى خدمات ماقبل العدوان وأين صرفت مئات المليارات من الدولارات التي يقال انه خصصت لاعمار العراق ..وكيف ستعالج الحكومة الفساد الاداري والمالي والحكومي في مختلف مفاصلها ..وكيف ستضع الحلول لمشكلة البطالة والعوز والحرمان ..وكيف سنؤمن امن المواطن العراقي ونصون حريته وكرامته ..وماذا عن المهجرين من دورهم ومناطقهم وكيف نعمق مبدا التسامح والتعايش والتعاون ..كيف سنبني العراق المهدم والمحطم والمفكك والمباح..

ان كل ما ذكر سابقا ليس في منهج الدولة الحالية من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب ودوائرهم ..

لأن أساس منهجهم انهم يروجون ان كل ما حدث في العراق اليوم ويحدث غدا من مآسي وقتل ونهب وتدمير هو بسبب ( النظام السابق!) ..ويقول سارق قوت الشعب الخائن لتربة العراق حيدر العبادي (أن أكداس العتاد الايرانية التي وجدتها القوات الامريكية بحوزة الميليشيات قبل اسبوع هي أكداس عتاد النظام السابق!)

واذا تعثر الفريق العراقي لكرة القدم في تصفيات كأس العالم فان ذلك بسبب ( النظام السابق !)..الا فوز العراق ببطولة أمم آسيا بكرة القدم ..فهي من صنع المالكي !

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس  /  14  صفر 1429 هـ الموافق  21 / شبـــاط / 2008 م