بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الساكتون عن الحق

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

سيدخل العراق بعد عدة أسابيع السنة السادسة من احتلال مقيت يصاحبه تتابع لزمر ذليلة تضع مصلحتها الخاصة فوق كل اعتبار وشعار ترفعه كذبا ورياءا للكسب والخداع سواء كان هذا الشعار يخص الشعب او الطائفة أو القومية.. 

وبعد كل ما لمسه القاصي والداني من ايغال بسفك الدماء الزكية واغتيال العلماء والمفكرين وكوادر الدولة وتهجير الناس وسرقة بيوتهم وملاحقة الوطنيين والشرفاء وهدم وتفتيت وحدة العراق وتقسيمه الى شيع وطوائف وقوميات واقاليم ومناطق وعشائر وقبائل وما تعرض له من شراهة في سرقة ونهب خيراته وثرواته وممتلكاته التي تعدت لتشمل ممتلكات ومقتنيات الناس العامة ..وما صاحب ذلك من قوانين وقرارات تعسفية بحق كل من ساهم ببناء العراق او دافع عنه بالبندقية او بالكلمة أو أعلن صراحة او بشكل غير مباشر عن موقف وطني شريف ومتابعتهم واعتقالهم واغتيالهم  ومحاربة عوائلهم  في لقمة العيش وتشريدهم وتهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ..وتنصيب الجهلة والمزورين في المناصب الحكومية المقسمة وفقا للمحاصصة الطائفية والعرقية بعد عزل واغتيال وتهميش خيرة كوادر العراق ومختصيه في شتى الميادين.. 

ورغم مالحق بالوطنية العراقية من جراء الاحتلال واعوانه من مساس جوهري في المبدا واليقين حتى غدا الجاسوس (مناضلا) وغدا الوطني الذي يحب العراق (خائنا)..لازال البعض ممن يدعي الوطنية ويجاهر بمواقفه القومية والعربية ويدافع عن نظريات الامن القومي العربي ويرى في المشاريع القطرية والدينية تفتيت للمجتمع العربي والعراقي ..لازال هذا البعض لحد الآن ورغم الحقائق التي ذكرناها والتي يؤمن بها يتهرب من الاعلان جهارا عن صحة منهج القيادة السياسية الوطنية وحزب البعث في قيادة العراق ودور السيد الرئيس القائد صدام حسين في بناء العراق وقيادته للمواجهة المحتومة وموقفه الذي لم يقبل المساومة في مواجهة العدوان ..ويخاف هذا البعض من ذكر هذه الحقيقة حتى بعد الملحمة البطولية التأريخية التي هزت ضمير الانسانية والعالم يوم صعد الشهيد الخالد الى منصة الاغتيال وهو أقوى وأصلب واكثر عزيمة من جلاديه وكيف انه أعطى درسا بليغا للتأريخ والانسانية والامة الاسلامية والعربية وللعراق بأن الشهادة لا تليق الا بمثل هؤلاء الفرسان .. 

ورغم هذه المآثر وهذه الحقائق  فلازالت الكثير من مؤسسات الاعلام العربية والعراقية وخصوصا المواقع الالكتونية الاخبارية والسياسية التي تصف نفسها بالوطنية تحاول ان تحجب نور الشمس بغربال الخوف عندما تغازل كل من المحتل وأذنابه وأدلائه ومروجي بضاعته من الذين نصبهم الاحتلال لحكم العراق..وتتغاضى عن عمد للاشادة بهذه النخبة التي ضحت بنفسها من أجل العراق ..ونحن هنا لا نهتم لتلك المواقع الالكتونية التي تتبنى موقف المحتل والسلطة الحاكمة الذليلة التي نصبها على رقاب الشعب للقتل والسلب والنهب والانتقام  وتلك التي تمثل الاحزاب الطائفية التي تكرس نشاطاتها لاختلاق القصص الكاذبة والاقاويل المزورة بغية تمجيد المحتل وتلميع صور من جاء معه والسعي لتزوير حقائق التفاف الشعب حول مقاومته الباسلة والبطلة.. 

ان بعض المواقع الالكترونية السياسية التي تدعي الوطنية لازالت تتردد ( بعد ان كانت تخاف ) من ذكر اسم الشهيد الخالد صدام حسين او الحديث عن ذكرى استشهاده وعن صلابته وصبره وصموده ومبدأيته وعدم مساومته ..تتغاضى متعمدة عن ذكر ارتباط اسمه برمز التحرير للعراق لا لعدم قناعة منها بذلك بل خوفا من نفسها أولا لكي لا تضطر لأن تعلن صراحة انها كانت على خطأ في يوم ما عندما ظلت صامتة كل هذه السنين.. وخوفا من الجهة الداعمة لها ثانيا ..سواء كانت هذه الجهة سياسية او مادية التي تحتضنها.. وتحاشيا من ( الايمان !) ببرنامج البعث والذي يؤدي الى ( حتمية تصديق ان البعث هو صاحب الشرعية وان لاشرعية في قيادة العراق الا لمن ضحى بنفسه من اجل العراق غير آبه بالخسارة الشخصية وغير نادم على هذه التضحية)..عندها سيتوجب التساؤل ..هل من منافس او من مبارز اكثر استحقاقا؟؟..وبذلك تسقط حينئذ كل الشعارات والاهداف وتنتهي الاحزاب والكتل و التجمعات.. 

بمعنى آخر لازال هذا الموقع الالكتروني السياسي أو ذاك..شيطان اخرس.. 

هذه المواقع الاخبارية التي تستمر بالسكوت عن الحق وعلى الرغم من انها تتحدث عن تحرير العراق الا انها تتعمد عدم ذكر اسم  المقاومة الوطنية العراقية ..وتهرب بقوة من اسم ( حزب البعث العربي الاشتراكي ) ولا تفكر بشكل مطلق بنشر بياناته وتوضيحات وتصريحات الناطق الرسمي للحزب ووصل الامر بها ان تتحاشي أي موضوع يذكر فيه اسم الاحتلال الامريكي وتعبير المقاومة العراقية .. 

هذه المواقع التي تتندر بكثرة زائريها وتسمي نفسها وتحت عناوين ( من نحن ) و (رسالتنا ) من انها منبر حر يسعى لنشر الكلمة الصادقة ..والخ من شعارات تهدف لتحرير العراق وتدعو لوحدته وأمنه واستقراره..ويدعي القائمون عليها بانهم وطنيون ويخالفون منطق الدولة والحكومة في سياساتها ويعملون من اجل العراق ..تقلل من تأثير ضربات المقاومة العراقية وتتحاشى حقيقة ان البعث هو ضمير هذه المقاومة ..فعن أي تحرير اذا يتحدثون؟؟ 

كما ان الصفة الطائفية المقيتة التي تتحدث بها بعض المواقع وبغض النظر عن طبيعة الطائفة التي تدافع عنها ما هو الا توجه يسيء للعراق ولمعركته الوطنية التأريخية التي لا يمكن لنا ان نجد طريق النصر فيها بدون وحدة العراقيين ..ويعرف العراقيون جيدا ان ما من تيار وطني حقيقي عراقي على مر التأريخ الا وفيه وحدة الطوائف والاديان التي تتخندق في مواجهة الظلم والاستعباد والنضال من اجل الحرية.. 

أما الصفة العنصرية والشوفينية ..التي تتحدث عن قومية واحدة وماضيها بدون ان تذكر دور القوميات مجتمعة وتأثيرها الايجابي في استمرار قوة العراق وقدرته على التصدي للمؤامرات ومقاومة الاحتلال فهذا اجحاف بحق كل العراق ومحاولة لتفتيته وتمزيق وحدته.. 

سياتي عن قريب اليوم الذي لن ينفع فيه الندم لمن تعاون مع الاحتلال ومن روج لتجارته الخاسرة ..وسيعض البعض على أصابعه ندما على مواقفه وتصريحاته أو تلميحاته وحتى تغاضيه وخوفه ومحاولاته التي أراد بها عن قصد او بدون قصد ان يكسر ارادة العراقيين ومقاومتهم الوطنية المقاتلة وضميرها الحي حزب البعث العربي الاشتراكي .. 

وسوف لن ننتقم من هؤلاء ..وسيتكفل بهم الزمن الذي سيطويهم بالنسيان ..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  12  صفر 1429 هـ الموافق  19 / شبـــاط / 2008 م