بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الى قائد القوة الجوية الحالي ومعاونيه وضباط الركن

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

لو أن الشعب غفر في يوم من الأيام للبعض من المرتدين الذين وضعوا أيديهم بيد الاجنبي فهل سيشمل هذا العفو اولائك العسكرييين الذين خانوا شرف العسكرية وارتموا بكل ثقلهم باحضان القوات الامريكية والبريطانية ووكالة المخابرات المركزية والاستخبارات العسكرية الامريكية .. 

وسيأتي اليوم الذي يسأل الشعب فيه هؤلاء الخونة عن سبب سكوتهم على ماجرى في العراق عندما برروا لانفسهم وللناس أسبابا واهية عن مشاركتهم في الجيش والشرطة وقوى الامن وسوف يستمع الشعب باصغاء تام لما يقولونه وكيف انهم بوجودهم ساهموا بدفع الاذى عن الكثيرين !! في وقت توزع الضباط الطيارين العراقيين بعد الاحتلال بين الشهادة والالتحاق بمقاومة المحتل وخنوع البعض القليل منهم لارادة الاجنبي وأدلائه ومروجي منهجه.. 

وسيسال الشعب قائد القوة الجوية العراقية الحالي ومعاونيه والقادة من الطيارين وضباط الركن حاليا الاسئلة التالية وعليهم ان يتحضروا لها منذ الآن : 

تقوم الطائرات الامريكية المقاتلة والقاذفة بقصف مكثف للاهداف المدنية الموثقة لدينا بالاعداد  مما أسفر عن هدم آلاف المنازل الآمنة على ساكنيها وقتل من فيها من نساء وشيوخ وأطفال في مهمات توصف بانها تحتاج الى دقة عالية عند قصف الاهداف باستخدام الصواريخ الموجهة بالليزر او بقصفها بقنابل ذات وزن كبير جدا ..فماهو تقييمكم للضرورة التعبوية لاستخدام مثل هذه الصواريخ والقنابل التي وجهت للمدنيين ومساكنهم ..وكيف تسكتون كل هذه الفترة على هذه الجرائم؟..

وماهي أسباب سكوتكم عن قيام الطائرات الامريكية من طراز ب-52 بقصف الأحياء السكنية في مدينة الخالص في ديالى يوم 16/2/2008 ؟ وهل تستدعي ظروف وامكانات ( عدوكم الارهابي!) في قرى الخالص استخدام مثل هذه الطائرات والقاذفات الستراتيجية العملاقة لضرب مدينة آهلة بالسكان المدنيين والاطفال والنساء والشيوخ؟ 

وماهو تفسيركم للضرورات التعبوية  لهذه الجريمة التي وقعت في هذا اليوم كمثال على جرائم القوات الجوية الامريكية ..هل هو تعبير عن حالة ( الحب ) الذي عاشته القواعد الامريكية بوجودكم في الليلة التي سبقت هذا القصف ونقصد بذلك الاحتفال بعيد الحب ( الفالنتاين يوم 14/2) بحيث قضيتم يوم 15/2 تعدون العدة معهم وانتم في نشوة الحفل الطويل لأبادة العوائل العراقية التي لم تسمع بهذا العيد ولم تحيي طقوسه ..أم انكم سمعتم بهذه الجريمة من الناس بعدما عاشت ويلاتها عوائلكم ونساؤكم وأطفالكم من شعب العراق؟ 

ولماذا يخاف ( الضابط الطيار العراقي ) اليوم من التبختر والتباهي والمسير في بغداد وهو يحمل جناح الطيران على صدره كما كان يحلو له ان يفعل في الماضي ؟ الم يسال قائد القوة الجوية العراقية الحالي نفسه هذا السؤال هو ومعاونيه وضباط ركنه؟..هل هو الخوف من الشعب ام هو الشعور بالذنب ؟.. 

واذا كان جواب البعض انه خوفا من عصابات فيلق بدر الغادرة ! فهل تكون مجابهتهم بالتخفي منهم والسعي لتنفيذ منهجهم في قواعدكم؟ 

وهذا الضابط الطيار الذي يحمل شارةالركن وقد حمل الجناح والشارة والنجمات والنسر والسيوف بمرسوم جمهوري بتوقيع رئيس جمهورية العراق الشرعي الرئيس الشهيد الخالد صدام حسين..اليس عيبا عليه اليوم ( وبعد خمس سنوات من التحرير!) ان يمشي متخفيا بين الجدران وهو بملابس مدنية ليذهب الى عمله وهو يحمل كيسا يحوي على ملابسه العسكرية وهذه الرموز داخلها ليفاجأ بجندي امريكي وهو يجلس على كرسي واضعا ساقا على ساق وينتظر لحين السماح له بالدخول الى القاعدة او الدائرة العسكرية يقوم بتفتيشه ثم يحين بعدها دور ( كلب التفتيش الامريكي المتخصص) ليذهب الى مكان عمله وهو لا يعرف ما يجري حوله!!..  

واذا كانت كل العمليات الجوية التي تقوم بها القوات الجوية الامريكية يتم التخطيط لها وتنفيذها بموجب اوامر من قيادة المنطقة الوسطى وقيادة القوات الامريكية في العراق..فهل تتم هذه العمليات  بمعرفة او استشارة ( دولة رئيس الوزراء والقائد العام ! ).. 

وعندما قامت الطائرات الستراتيجية من طراز ب-52 بتدمير أحياء بكاملها في الخالص في قصف همجي وهائل لايميز بين ( الارهابي ) وبين ( المبتلى بهذا الارهابي!)..قصف استعراضي حاقد وغير انساني وغير مبرر عملياتيا.. فأن من حق الشعب ان يتسائل ..هل ان هذه العملية وغيرها من العمليات الجوية المشابهة حدثت بعلم ( دولة رئيس الوزراء والقائد العام! ) وباستشارة أو على الاقل بعلم ( قائد القوة الجوية العراقية ومعاون العمليات وضباط الركن )؟؟ فاذا كان هؤلاء المسؤولين العراقيين يعلمون بهذه العملية كما علموا بغيرها فلينتظروا مصيرا مشابه لمصير كل خائن خان شعبه ووطنه.. 

واذا كانوا لايعلمون ..وسمعوا بها من الاعلام فلا نلتفت الى ( القائد العام او رئيس اركانه!) لأننا نعرفهم ونعرف منهجهم ..ولكن نقول لقائد القوة الجوية ومعاونيه وضباطه : 

أنها ليست أخلاق الضابط الطيار العراقي الجسور والصقر الفدائي والمقاتل المضحي البطل..الصقر الذي قهر العنجهية الايرانية المعتدية وحطم قدراتها وصال وجال في عمق اراضيها محققا النصر تلو النصر .. 

الصقر الذي قاتل اسرائيل في عقر دارها وحطم اسطروة تفوقها .. 

المقاتل الذي تفوق على التفوق التكنولوجي الامريكي بالارادة والتضحية والايمان..وأسقط بالقتال الجوي والاعتراضي عشرات الطائرات الامريكية المتطورة على حدود العراق قبل ان تدنس ارضنا المقدسة وسماءنا الغالية .. 

الصقر الذي لم تنام عينه طوال الليل والنهار حارسا لسماءنا ومتصديا للغربان.. 

وأنتم من في قيادة القوة الجوية الآن.. 

لقد عرفنا اليوم لماذا تختفون بين جدران المنازل بملابسكم المدنية وانتم تحملون ملابسكم العسكرية وهي تحمل شارات الركن وأجنحة الطيران والنجمات والنسور والسيوف بأكياس النايلون المتهرئة وانتم متوجهين تحت جنح الظلام الى قواعد الامريكان !!

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين /  11  صفر 1429 هـ الموافق  18 / شبـــاط / 2008 م