بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أرق الخوف الدائم

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

رغم تحذيرات المقاومة الوطنية العراقية .. ورغما عن ارادة ورغبة الشعب العراقي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ..أًصر المالكي على رفع العلم الجديد بعد ان رفع منه النجمات الثلاث نزولا عند رغبة ايران والبرزاني .. انها العقدة الايرانية وعقدة العصابات الكردية التآمرية على العراق وعلى شعبه ..انه الخوف من عودة الماضي .. الماضي الذي يخيم عليهم في كل مكان رغم كل ما عملوه ..  

الخوف الدائم الذي يقض مضاجعهم هو مبعث هذه النظرة الانفصالية والشوفينية والعنصرية التي ينتهجها البرزاني والطالباني والتي يتهمون حزب البعث والنظام الوطني السابق بها عندما أصر البرزاني على عدم رفع علم العراق الوطني بسواري مدن الشمال وقامت زمر الامن والبشمركة الكردية بمنع السيارات الشخصية وسيارات النقل التي تحمل علم العراق على أبدانها من دخول ( الأقليم ) في وقت يتمختر أصدقائهم الامريكان وهم يحملون العلم الامريكي وحلفائهم اليهود بالنجمة والطاقية في اسواق اربيل ودهوك ومصايف الشمال العزيز ..في وقت ضحى تحت هذا العلم آلاف الشهداء لحماية مدن اربيل ودهوك وأقضيتها ونواحيها وقراها من الهجمة الطالبانية الايرانية عام 1996..فاذا كان العلم هو العقدة فلماذا وبعد كل هذه السنوات من  ( التحرير ) والتطبيع وقيادة ( العراق الجديد ) والمشاركة في كل مفاصل الدولة والجيش لازال الحديث باللغة العربية يكاد يكون محضورا في مدن شمال العراق ؟ ولماذا يصر رئيس وزراء مايسمى بالاقليم يرفض الحديث باللغة العربية وبشكل مطلق؟ 

وقد نجح البرزاني بتحريك الزمرة المتحكمة في المنطقة الخضراء والاحزاب الدينية والطائفية التي تتستر بالدين والطائفة لتمرير مخططها التآمري وفق النهج الايراني لتبني وجهة نظره بتغيير العلم بالاشارة الى القادسية وكيف ان هذا العلم كسر شوكة ايران ومرغ جيشها وترسانتها العسكرية بالتراب في نفس الوقت الذي كان فيه هؤلاء الاذلاء الذين يحكمون العراق اليوم يلبسون الملابس العسكرية الايرانية ويخدمون في صفوف الحرس الثوري او الجيش الايراني باعتبارهم ( مواطنين ايرانيين !) ويقاتلون الجيش العراقي ويعذبون أسراه حتى الموت كما حدث للحكيم وأبنه وأخيه ..فتكاتف الطرفان واتفقا ( رغم اختلافهما على كثير من القضايا ) على تغيير العلم العراقي ..واتفق كل المسيرين على اعطاء سنة واحدة  لعلم رفعت منه نجماته الثلاث ..وأفرغوا جسدا من القلب كرها بالنجمة شكلا ومضمونا .. 

وسياتي اليوم الذي يغيرون فيه شكل النجمة التي يحملها الضباط على أكتافهم ..لتكون سداسية اوسباعية أو ثمانية !! ..خوفا من هذه النجمة.. التي كان يحملها الضباط بقرار ومرسوم جمهوري من رئيس جمهورية العراق الشرعي .. هؤلاء الضباط الذين ألحقوا بهم العار والهزيمة.. ومرتزقتهم الذين كانوا يقاتلون ضباطنا الاشاوس في القادسية وهم في خندق العدو يحملون اليوم نفس النجمة والنسر فكيف يحملون رمزا هم قاتلوا ضده..وسترون ذلك لاحقا وعن قريب ..  

وسوف يستمر مسلسل الخوف من الماضي الذي يقض مضاجعهم ومضجع ولي نعمتهم بوش الصغير ..والقيادة الايرانية السياسية والعسكرية والدينية..بدأوا بالتماثيل والنصب ..وكان ينتابهم الصرع من صورة السيد الرئيس على العملة العراقية السابقة..ويسكتون ..ولا يعلقون بكلمة عندما يرونها لازالت معلقة على جدران قاعات الاجتماعات التي يديرها الامريكان في القصور الرئاسية ..وكان تفسيرهم الغبي ان الامريكان يراهنون على اعادة النظام السابق ويهددونهم بذلك ..لذلك فعليهم ان لا يقولوا غير كلمة ( نعم) ! 

وشكلوا اللجان الكثيرة لاعادة النظر بكل القوانين الصادرة من رئاسة الجمهورية ومجلس قيادة الثورة ..واتخذوا قرارا بأن لايعملوا باي قرار عدا تلك القرارات التي يوافق على ابقائها الايرانيون ومنها قرار اتفاقية الجزائر !.. 

وحمى تسميات الشوارع والازقة والاحياء لازالت تؤرقهم رغم اننا سندخل السنة السادسة من الاحتلال.. وما يشاع عن ( الحياة الطبيعية والأمن والاستقرار بعد التحرير !) الذي تروج له قناة حبيب الصدر العراقية ماهو الا فاصل من مسلسل الكذب والتزوير للواقع المأساوي الذي يعيشه شعب العراق الذي يعيش في وادي الحرمان والقهر والقتل والتشريد والنهب في وقت يعيش جلادوه وحكامه من المتسلطين على ارادته وسيادته وثروته في وادي آخر ..وادي (الطرشان والعميان الخرسان) ..لكي لا يسمعوا ولايروا أي شيء يذكرهم بالبعث والنظام السابق من رموز وتسميات و يذكرهم بصدام حسين وقراراته وتوجيهاته ومآثره وبطولاته ومواقفه وصلابته وصبره وتضحياته .. 

ولكي لا يضطروا الى الحديث ..قطعوا ألسنتهم ورموها للكلاب الامريكية المسؤولة عن حراستهم .. 

وهذا هو حال العراق اليوم ..مسيرة منتصرة وواثقة ظافرة.. ونصر عزوم قادم .. 

وخوف دائم من أمر واقع لامحالة ..ونباح للكلاب الامريكية بألسنة شتى!..

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد  /  10  صفر 1429 هـ الموافق  17 / شبـــاط / 2008 م