بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

أم الربيعين .. ومعركة ربيع النصر

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

تنتظر الموصل المجاهدة حملة (النهاية الحاسمة !) التي عبر عنها المجرمون الذين يحكمون العراق اليوم ولا هم لهم الا الانتقام من الرموز الوطنية العراقية من مدن ونصب تذكارية وتماثيل وشواهد ومسميات بأنها النهاية ( لكل عمليات التفجير والتفخيخ والاغتيال واستهداف القوات الامريكية والحكومية من مغاوير الداخلية والجيش الجديد والميليشيات! ) من كل العراق لينتهي بذلك (عصر سيادة الارهاب ..ليحل محله عصر سيادة الدولة!) ..ويعود العراق (معافى وسليم وآمن! ).. وتتبع الزمرة الباطلة والمتنفذة لتحقيق ( الاستقرار!) من خلال تنفيذ سياسة التهجير والقتل والتدمير للمنازل والاحياء كما حدث في السيدية عندما وصف موفق الربيعي هذه المنطقة بعد ان زارها برفقة وزير الدفاع بدون ان يظهر أي مواطن في الشوارع..حيث ( رجا !) من الوزارات الخدمية تقديم الخدمات الى أهالي السيدية حيث باتت ( تنعم بالهدوء والاستقرار!) بعد تطهيرها!.. 

وسيشارك في العملية المرتقبة تحالف سياسي وعسكري كبير تقوده الولايات المتحدة الامريكية بقواتها المدرعة والآلية والمشاة المتحشدة هناك وطائراتها المقاتلة والسمتية والمارينز.. وبمشاركة الحكومة العراقية بقوات الداخلية من مغاوير وأفواج تعرض والجيش اللاوطني.. وحكومة اقليم كردستان من خلال ميليشيات بهائم البيشمركة الكردية.. والاحزاب الدينية الطائفية المتنفذة بميليشياتها وفيلق بدر وفرق الموت الخاصة باستهداف الابرياء والعزل ونهب أموالهم ومقتنياتهم.. وسيكون للجمهورية الايرانية الاسلامية دور اساسي من خلال فيلق القدس الايراني..وستقوم بريطانيا بمساعدة الاجهزة الاستخبارية والمخابرات العراقية بمعلومات عن تحرك (الجهات المعادية ) ليتم تحديد مكاناتها واستهدافها. 

ومثل هذا التحشد يفسره البعض من قليلي الخبرة والمغرر بهم والذين استهدفوا سابقا من قبل القاعدة من ان هذه العملية ستكون ( نهاية القاعدة التي رفضتها كل المحافظات!) ولم يسأل هذا الشخص نفسه ( ولماذا تحتضن الموصل ما رفضته بقية المحافظات ؟ وهي الاكثر وعيا ومعرفة بأخطاء ممارسات القاعدة !) .. 

ان كل الدلائل تشير الى ان هذه العملية سوف لن تستهدف القاعدة بل موجهة اساسا ضد ارادة أهل الموصل وتدمير مدينتهم وكسر شوكتهم التي تعارض وتقاوم الاحتلال والانتهاك الكردي للمناطق العربية تحت ذريعة شعار ( المعركة الحاسمة مع القاعدة!) منذ اليوم الاول لاحتلال العراق .. 

والموصل كما الانبار وديالى وصلاح الدين وغيرها من محافظات العراق انما تمثل واحدة من رموز الوطنية العراقية ..هذه المدينة التي انجبت القادة العروبيين الذين كان لاسهاماتهم ودورهم التأريخي في قيادة العراق ومؤسساته الدستورية والعسكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية  ابلغ الأثر في صقل الشخصية العراقية وتقويتها..ولان أحدى اهم أهداف الاحتلال والزمرة الذليلة الحاكمة التي تأتمر باوامره هو استهداف كل القيم والمباديء والمفاهيم والرموز الوطنية العراقية بهدف اذلال الشعب العراقي البطل الذي يرفض الخنوع والذل والاستعباد..لذلك فان قيامهم بهذه الحملة انما يمثل صفحة من صفحات هذه الجريمة التاريخية بحق العراق. 

ونسأل القادة العسكريين البريطانيين (باعتبارهم آباء العسكرية!) والقادة والجنرالات الامريكان ووزير الدفاع و( رئيس أركان الجيش العراقي الحالي المسلوب الارادة  !) وضباط الركن و(الفريق اول الركن كنبر!) وآخرهم محمد العسكري (الصغير ) : 

لو عدنا الى الوراء ثمان سنوات وجلستم على حدة في وزارة الدفاع العراقية وانتم تراقبون  مؤتمر خاص بحضور (وزير دفاعنا البطل الفريق اول الركن سلطان هاشم ورئيس اركان جيشنا البطل الفريق اول الركن ابراهيم عبد الستار وقائد الحرس الجمهوري البطل ومعاونو رئيس اركان الجيش وقائد القوة الجوية العراقية وقائد الدفاع الجوي وقائد القوة البحرية وقادة الفيالق والفرق في الجيش والحرس الجمهوري الابطال (وبدون العبقرية البريطانية والامريكية ) ) لتناقشو حالة في العراق تشبه حالة ( وجود تنظيم القاعدة اليوم ) وعرض عليكم ضابط الركن المختص عن العمليات  خطة القيادة العسكرية للهجوم على هذا التنظيم  ..فهل تتصورون ان الخطة ستحوي صفحة الهجوم الجوي بالقاذفات والمقاتلات على الاحياء السكنية وتدميرها وابادتها بالكامل.. وهل كانت القيادة تسمح لهذا التنظيم ان ينتقل من القائم الى الرمادي ثم الى الفلوجة ثم الى ابو غريب ويدخل في كل ضواحي بغداد  وبعدها التاجي وصلاح الدين ثم ديالى من خان بني سعد الى المنصورية والخالص ثم يصعد الى كركوك ثم يتجمع في الموصل وفي معركة دامت لحد الآن اربع سنوات ونصف ؟؟؟..ثم نسمح لوزارة الدفاع ان تناقشنا بعد خمس سنوات عن خطة لتدمير كل الموصل وهدمها على الناس الابرياء لانقاذ العراق من تنظيم القاعدة ؟؟!! 

ام هي نظرية الفوضى الخلاقة التي تعني خلق الفوضى الشاملة بدون البحث في النتائج؟! 

وستعجزون على الاجابة وأتحداكم .. 

والظاهر ان الصفحة الجديدة من مسلسل الفوضى الخلاقة هي هذه الحملة .. 

وستكون من مميزات هذه المعركة الحاسمة بالتأكيد استخدام كل الاسلحة المتيسرة من قنابل ثقيلة وصواريخ موجهة بالليزر وبالاقمار الصناعية ورمي مدفعي واسلحة محرمة ..وهم يخططون لأبادة الحي الذي تنطلق منه رصاصة ( لان معركتهم حاسمة ومحسومة لهم بالنصر!)..وسوف لن تفرق حملتهم الطائشة بين شاب وشيخ وامراة وطفل وستهدم آلاف الاحياء كحي الزنجيلي ..وهذا هو شعار الحكومة العميلة في بغداد وهو( هدم وتدمير من لا يهجر ويرحل) ..وهذه المعادلة سبق ان تم استخدامها على مستوى البيوت في بغداد ..وفي الموصل ستطبق على مستوى الاحياء والمدن ..ويوم امس قصفت الطائرات الامريكية المقاتلة أهدافا لها داخل المناطق السكنية في حي سومر جنوب غرب الموصل ..وقيل ان قصف هذه الاهداف جاء بعد معلومات عن تواجد ( عناصر ارهابية فيها) ..كما عادت المقاتلات الامريكية في ( مهماتها التدريبية الروتينية لتأهيل الطيارين القتلة الجدد!) بقصف سيارة في حي نابلس في الموصل الجديدة وقتلت جميع من كان فيها في مهمة تشابه مهمات (زملائهم ) الاسرائيلين في قصف المجاهدين الفلسطينين والناس العزل ..ثم بدات المقاتلات الامريكية مهمتها التمشيطية ( لتقديم الدعم للقوات العراقية لاداء مهامها!) من خلال البدء بعملية تدمير ابراج الاتصالات للهواتف النقالة تمهيدا لقطع الاتصال عن المدينة لتطويقها وعزلها بالكامل لتركيعها بعد ان تم فرض حضر التجول في عدد من أحياءها واغلاق العديد من محلات الخدمة العامة فيها.. 

كل هذا يجري أمام أنظار مجلس النواب المنتخب ( من الشعب ) و ( ممثلي الموصل البطلة في المجلس وفي الدولة !) و( جبهة التوافق ) اللاهثة وراء الرغبة باستعادة حقائبها الوزارية وغير آبهة بما سيجري للموصل وكذلك امام انظار (شيوخ الانبار وصلاح الدين ) الذين بدات (مظاهر الترف تبدو واضحة على سحنات الوجوه والمظهر والماكل والمشرب والتنقل والحديث !) و( الحزب الاسلامي العراقي ) الذي أوصلته الموصل بمدنها وقراها وقصباتها الى مجلس النواب ..وأمام انظار ومباركة طارق الهاشمي الذي انتخت له الموصل يوم مرر الدستور بخبث ودهاء ووفق صفقة سياسية معروفة  بحجة اعادة النظر بمواده المتخالف عليها فور اقراره وبمدة لا تتجاوز الشهرين ..ولولا الموصل ( حسب احصاءاتهم ) لما تشكلت هذه الحكومة ولما اصبح الهاشمي نائبا لرئيس الجمهورية ولا المالكي رئيسا للوزراء ..وهذا ما أدركته بقية المحافظات المعترضة على الدستور فهي تعرف كيف تحتال الثعالب وماهي أخلاقها ..وكيف تتصرف الذئاب عندما تنفرد بفريستها .. 

لن نناشد الطالباني والبرزاني ليوقف هجوم المالكي ؟ ولن نطلب من قوات الاحتلال لتضغط على الحكومة لكي تفك أسر الموصل ؟  

وستكون آخر هزائمهم قبل عار الفرار ..وسيتحضر للمنازلة المحسومة لنا بالنصر كل الموصل شبابها وشيوخها ..أطفالها ونساءها ..ترابها وماءها.. سهولها وجبالها..وسيكون الله الى جانبنا يمدنا بالمدد والقوة والبأس والصبر .. 

..وستجد القاعدة التي تدعمها القوات المتحالفة ( للبدء بالحملة !) وتخطط لعملياتها منفذ معد لها سلفا للهرب ..لكي تبقى المعركة لنا.. وستكون معركة المقاومة الوطنية العراقية واهل الموصل ضد الاحتلال واعوانه.. وسيزدهر لأم الربيعين ربيع آخر بطراز جديد..انه ربيع النصر .. 

انها معركة مشابهة لمعارك العراق الكبيرة والعظيمة ..يوم تكالبت علينا كل غربان الكون لتكسر عزيمتنا وتفك من عضدنا .. 

صحيح انهم كسبوا معركة ..ولكن هيهات ان يكسبوا الحرب..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاثنين  /  04  صفر 1429 هـ الموافق  11 / شبـــاط / 2008 م