بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

أسرانا .. الصقور الأحرار

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

انكم تعيشون في وجداننا منذ ان كنا معا نقاتل ..وكانت تلك الأيام تحمل لنا أعداءا وتحديات ومهام كبيرة رغم قلة تجربتنا وحداثة ولعنا بتأدية مهامنا باتقان عال يفوق الوصف ..وكنتم تحيروا القادة والآمرين المحنكين يوم التقييم وتشهد التقارير السرية السنوية بذلك ..فاذا وضعوا لكم ( جيد)  فذلك قليل بحقكم..واذا وضعو لكم (جيد جدا ) فماذا سيضعون لكم عندما تصبحوا قادة وامراء! .. لم يكن في تجاربنا في تلك الأيام شيء اسمه تجاوز الحد الأعلى والسمو فوق الدرجات.. 

وأصبحتم قادة وأمراء ..وخضتم غمار كل معارك العراق من فلسطين والجولان والاردن وسيناء ولبنان والقادسية وام المعارك ووقفتم بوجه أعظم وأقوى دول العالم في التسليح والقدرات في العدوان الثلاثيني وعند غزو العراق ..وصمدتم بقتال ملحمي اسطوري فزع منه التأريخ..وبعد الاحتلال انتقلتم لمقاومة المحتل الغازي الطامع بكل تلك الدقة والاخلاص والتفاني والابداع..وكان القادة المعلمين القدماء على حق ..فماذا سيضعون لكم اليوم من درجات !!.. 

وشاءت الاقدار ان لايعطيكم الله ما تمنيتموه طوال خدمتكم وهي الشهادة ووقع الصقور في شباك الغدر والحيلة والخيانة وأصبحتم اليوم أسرى.. ولم يخطر لنا في بال انه سياتي يوم يمتحن الثعالب فيه الرجال ..اسود المعارك والمواقف.. 

وللامريكان والانكليز بشكل خاص ( سلم خاص بهم للتقييم) ولهم ( محرارهم الخاص )..وللمدرسة العسكرية الانكليزية ودوائرها الاستخبارية والتحقيقية ضوابطها المعروفة في تقييم وتشخيص قدرات الضباط والاشخاص ..فهل وجدوا في ( محرارهم ) و( سلم التقييم الخاص بهم ) و( في تسلسل درجات تشخيصهم ) ما يستحقه أسرانا الابطال من ضباط الجيش العراقي والحرس الجمهوري والدوائر الامنية ومناضلي الحزب الذين يقبعون في ظلام السجون الامريكية تحت وطأة التعذيب والترغيب والاستجواب والضغوط التي لا يتحملها حتى الذي  وضع صيغتها؟.. 

 هل يستطيع ( انسان ) من مسؤولي هذه الاجهزة الاستخبارية والقمعية والعسكرية والسياسية في بريطانيا والولايات المتحدة أن يتماشى ولو للحظة من الزمن مع (ضميره الانساني) ويعطي تقييما موضوعيا وعلميا لظاهرة صمود وصلابة مقاتلينا ومناضلينا في أقفاص الاسر الامريكية ..مالذي يقف وراء صمود وصلابة وصبر وايمان هؤلاء الرجال؟  

وهل تستطيع أية لجنة تحقيقية امريكية او بريطانية ان تعلن نتائج تحقيقها مع هؤلاء الابطال ليرى العالم أي معادن هم هؤلاء ..ومرة أخرى ..كان القادة المعلمين القدماء على حق ..فماذا سيضعون لكم اليوم من درجات !!.. 

ان مايجري اليوم في العراق جعل السجان أسيرا وأسرانا هم الاحرار ..  

هل سمعتم في حياتكم ان السجان يتعلم من المسجون ؟..وهل سمعتم ان المسجون يبعث الامل في روح سجانه؟..ويرفض الضباط والجنود السجانين اوامر نقلهم ليبقوا قريبين من أسرانا!! . 

فبأي أسرى أنت تحيط أيها العرين...وبأي عرين تأوي اليه هذه الاسود.. وأي صبر تحيط به أيها القفص..أي امتحان وضعوك فيه أيها الحديد..هؤلاء الذين تراهم كل يوم.. نجوما ولا كل النجوم ..وسيوفا ولا كل السيوف.. هم الذين علموا الدنيا كيف يكون الصبر والجلد والصمود ..هم الذين ركعوا كل العتاة والطغاة والمعتدين ..هم الذين حموا سياج العراق وحرائره وكانوا في كل قتال وملحمة يلفون انفسهم بعلم العراق..لايريدون ان يستشهدوا بدونه مضرجا بدمائهم ..كانوا في كل نزال يحملون الفرحة والبسمة لعيون أطفال العراق ..كانوا لاينامون الليالي لينام الآخرين ..كانوا هم الساتر الذي يتلقى قصف الحاقدين الحاسدين الطامعين ..والعين التي تراقب حركات وهمسات أعداء الانسانية والحرية..أعداء العراق .. 

هم اليوم ان بقوا في اقفاصهم فهم أحرار لدينا ..وسيبقون ضمير الشعب المكافح والمجاهد والمقاوم .. 

أيها المحتلون.. 

انكم منذ ان دخلتم وسرقتم العراق ..وكلتم الغربان لحكم بلادي ..وجمعتم الصقور الحرة في أقفاصكم ..وسمعنا انكم ستسلمون الصقور بيد الغربان.. لا عليكم بالتفاسير والمقاصد والعبر ..انكم لن تفهموها ..تريدون ان تسلموا الاحرار للعبيد!.. ولكنكم ستشيدون بهذا العمل سجنا كبيرا لغربانكم وادلائكم وسيصبح صقورنا وابطالنا حراسا عليهم ليوم الحساب القريب..  

وهل يحتاج الحر للمسافات لكي يطير ؟   

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس  /  30 محـــــرم 1429 هـ الموافق  07 / شبـــاط / 2008 م