بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

صراع أعداء ام خصام احباب !

 

 

  شبكة المنصور

  المقاتل الدكتور محمود عزام

 

تستمر ايران بتدخلها السافر في الشان العراقي باعتبارها اللاعب الكبير الثاني في طرفي اللعبة مع الولايات المتحدة ..واليوم تزج ايران بموضوع النفط العراقي في حقول الجنوب في خضم الصراع ( الذي يتميز بالمغازلة والملاطفة !) ولم يرتقي بعد لحد اليوم من ( خصام الاحباب ) الى ( صراع الاعداء) وتشير الانباء الواردة من البصرة والعمارة ان ايران استولت على عدد من آبار النفط العراقية وتستخدم المتفجرات داخلها لسرقة النفط العراقي امام انظار (السلطات المحلية في المحافظات ) بل وباشراف منهم !.. 

وقد بعثت وزارة الخارجية العراقية ( من منطلق عتب الاحباب ) رسالة الى وزارة الخارجية الايرانية عبر السفارة الايرانية في بغداد ( باعتبار ان السفير الايراني هو عضو في اللجنة العليا للامن الوطني العراقي..ويحضر اجتماعاتها الدورية !) تبلغها باعتراضها الشديد واستغرابها واستنكارها من قيام السلطات الايرانية بالاستيلاء على 15 بئر نفطي عراقي في محافظة ميسان ومباشرتها باستخراج النفط منه بدون وجه حق وبدون علم السلطات العراقية .. والمهم في الرسالة ان (الحكومة العراقية سترسل وفدا لبحث هذا الموضوع الى طهران !)..وتقول الخارجية العراقية انها تلقت اشعارا رسميا من وزارة النفط بهذا التجاوز ..  

وزير النفط العراقي ( الذي كان يعرف بالموضوع من زمن وظل ساكتا الى ان تفجرت الفضيحة!) وخبراء النفط العراقيين والمهندسين والفنيين الميدانيين اكدوا قيام ايران بهذا العمل ونقابة عمال النفط على علم تفصيلي بهذا التجاوز ..وعمار الحكيم المشرف على هذه السرقة والميليشيات المتواجدة في الجنوب العراقي والمستفيدة من هذه العملية بشكل مباشر على علم تام بتفاصيل هذا الاحتيال ..  

والوحدات العسكرية الامريكية ودوريات الحدود تؤكد قيام ( الجارة المسلمة والصديقة )ايران بهذا العمل.. 

واستنكر هذه السرقة نواب من مجلس النواب العراقي ( من باب المجاملة الوطنية ) ..والعديد من مسؤولي الدولة الحاليين!..واكدت العديد من التقارير الرسمية المقدمة الى مجلس النواب على قيام ايران باستخدام اسلوب الحفر المائل للتجاوز على الآبار العراقية في المناطق الحدودية ..وحتى تجاوز الحدود العراقية لهذا الغرض .. 

وعندما نفت ايران قيامها بسرقة النفط العراقي سارع مستشار الامن (القومي!) العراقي موفق الربيعي بالقول بعد اجتماعه مع المرجع الديني علي السيستاني يوم 5/2/2008 انه ( لا توجد اثباتات على قيام ايران باستغلال آبار النفط العراقية !).. 

ومعروفة الغاية من ذكر هذا التصريح بعد زيارته للسيستاني وربطه بالموضوع ..حيث كان يمكنه اطلاق آلاف التصريحات الرنانة من مكتبه قرب السفارة الامريكية وحتى من داخلها.. ويعرف العديد من الناس المطلعين على مكامن الامور أسباب سكوت ممثلي السيستاني على مثل هذه التصريحات والتلميحات !

وسارع علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية ( المنتخبة من قبل كل الشعب العراقي  بانتخابات ديمقراطية ! ) بشكل غير مفهوم بتفنيد ماأكده مجلس النواب ووزارتي النفط والخارجية ( في الحكومة العراقية!) بقوله : ( ان مثل هذه المشاكل تحدث عادة في الحقول الحدودية المشتركة وسيعمل الوفد الذي سيذهب الى ايران على حل جميع المشاكل العالقة !)  

ولو تابعنا تصريحات الربيعي نراها متطابقة تماما في كل الميادين مع تصريحات ووجهات نظر الحكيم والمالكي والطالباني وهادي العامري ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:  

-         ( ليس هنالك مايثبت قيام ايران بدعم الميليشيات في العراق !)

-         ( ليس هنالك اثبات على تورط ايران بأعمال الشغب والفوضى التي حدثت في البصرة!)

-         (ليس هنالك مايثبت من ان ايران تدرب عناصر جيش المهدي !)

-         ( ليس هنالك اثبات على وجود الصدر وقيادات جيش المهدي التي هربت من الامريكان في ايران!)

-         ( ليس هنالك مايثبت بوجود تأثير ايراني على السلطة والحكومة وقراراتها!)

-         ) ليس هنالك اثبات على الوجود الايراني المؤثر في جنوب العراق!)

-         ( لايوجد اثبات على التدخل الايراني في الشان العراقي !)

-         ( لايوجد اثبات بدعم ايران للارهاب في العراق!)

-         ( الحديث عن وجود صلة بين القاعدة والحرس الثوري الايراني يحتاج الى دليل!)

-         ( التدخل الايراني في الشؤون الداخلية العراقية غير وارد والغاية منه الاساءة الى العلاقات الاستثنائية بين العراق والجارة ايران!)

-         وقول المالكي المشهور يوم زار ايران في 8/8/2007 : ( انا لا أفهم ماذا يعني يوم 8/8 لترافقه مثل هذه الضجة!)    

فايران من وجهة نظر حكام العراق اليوم ..جارة وصديق حميم وحليف ستراتيجي مهم ..وايران وقفت مع ( المحررين ) و( المناضلين ) الذين (اسقطوا النظام السابق ) وقدموا لهم الدعم والرعاية لهم خلال فترة ( نضالهم!) ..وعندما (قاموا !!!) بتحرير العراق..وحرروه (بمساعدة الامريكان حلفائهم! وأعداء ايران !)من  ( الديكتاتورية والشوفينية والفردية ومن حكم البعث الفاشي!!!).. كانت ايران اولى الدول التي أيدتهم وساندتهم ووقفت معهم بعد ( التحرير) عندما دخلوا العراق عبر حدودها في ( المحافظة على استتباب الامن) و (تثبيت السلطة ومؤسساتها) من خلال ممثليها ورجالها وعناصرها التي دخلت مع الحكيم واتباعه في فيلق بدر الى العراق قبل وبعد الاحتلال والتي ساهمت بمساعدة الامريكان كأدلاء خيانة للقطعات وأكداس العتاد والمقاومة والثكنات والاسلحة والمعدات والمنشآت ..وساعدتهم (بملاحقة واغتيال الضباط والطيارين وقادة الحزب والدولة والرموز الوطنية والقومية ) من خلال تزويدهم بقوائم مفصلة باسمائهم وعناوينهم ومناطق سكنهم بالتنسيق مع ذراعهم العسكري في العراق فيلق بدر ..وفي كثير من الاحيان ساهمت عناصر مخابراتهم وفيلق القدس التابع لهم بعمليات الاغتيال بنفسها من خلال تواجدها على ارض العراق بمسميات كثيرة ومختلفة ..دينية وانسانية وجمعيات وزوار وعائدين ممن اسقطت عنهم الجنسية العراقية .. 

والمخابرات الحالية ومسؤولي الاجهزة الامنية التي شكلت في زمن اياد علاوي يعرفون الارقام المخيفة للاعداد التي دخلت الى العراق وحصلت على هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية والبطاقة التموينية ..وكيف مارس هؤلاء القتلة عمليات التصفية التي استهدفت كل هرم الدولة والحزب وخاصة في محافظات الجنوب والفرات الاوسط وبعض مناطق بغداد ..واليوم هم المتحكمون بادارة وامن وخدمات المحافظات في الجنوب والفرات الاوسط..حيث أصبح صك الغفران لهؤلاء الخونة وميزة ( مناضلي اليوم في العراق !) هو ( الأصل الايراني ومدة التواجد في ايران  ودرجة التنسيق مع المخابرات الايرانية ! ).. 

واذا كانت ايران هي الملجأ لمن تبحث عنه القوات الامريكية ..فمن حق الانسان البسيط ان يتسائل..اذا كانت امريكا تطارد شخصا ما وهي على اطلاع تام بنشاطاته ومقره وتحركاته وتستمع الى خطبه وتحريضه فلماذا تسمح له بالهرب الى ايران؟ وهي  تطلق التصريحات بالبحث عنه من قبل السفير الامريكي وقائد القوات الامريكية في العراق والبنتاغون ثم بقدرة قادر يعود هذا الشخص فجأة ليمارس نفس الدور السابق وعلى مرأى ومسمع منهم !!.. أم هي أدوار يتم رسمها وتنفيذها وما على الآخرين الا الطاعة العمياء!  

كانت المصلحة الامريكية في ( اسقاط النظام العراقي ) متطابقة تماما مع الارادة الايرانية ..وجرى العمل على تحقيق هذا الهدف ولنقل (بشكل غير مباشر) كل ضمن أجندته وآلياته ..وعندما تحقق الهدف فمن غير المعقول ان ينفرد طرف واحد ( بالكعكة العراقية )!!.. 

ومرة أخرى يتيقن المتحالفون في العلن أو في الخفاء ضد العراق بان كيد الله اكبر من كيدهم ..والمقاومة الوطنية العراقية البطلة وضميرها الحي النابض حزب البعث العربي الاشتراكي يدركون جيدا خيوط هذا التآمر ويتعاملون معه  بحكمة ودقة ناجحة ومؤثرة وهم يعرفون جيدا انه اذا كان من صديق للطغمة الجاهلة الحاكمة في بغداد  فهي ايران !.. 

وهؤلاء الأميين حملة الشهادات المزورة الذين يحكمون العراق اليوم فهم على قدر فهمهم يتعاملون بوهم على ان ( صداقة الامريكان اليوم  واجبة ..لأنهم راحلون غدا!..أما ايران فباقية في العراق الى الأبد !).. 

تماما مثلما توهموا ان ثورة الخميني سوف لن يقف أمامها بحر.. أو جبل!!..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس  /  30 محـــــرم 1429 هـ الموافق  07 / شبـــاط / 2008 م