بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

نمر من ورق في سوق الغزل !

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

قبل أن تتناقل وكالات الانباء تصريحات بوش الصغير وتبجحه بوجود ( تحسن في الحالة العراقية..وان هذا التحسن سوف لن يغري أمريكا بسحب قواتها من العراق !) وما قاله جواد البولاني (بأن المعركة الحاسمة في الموصل ستكون سريعة للقضاء على آخر جيوب القاعدة!) حدث انفجارين كبيرين آخرين في بغداد أدى الى سقوط أكثر من 60 قتيل وما يقارب المائة جريح من عامة الناس عدا العديد من التفجيرات المتفرقة والاحداث الاخرى في مناطق مختلفة في المحافظات الاخرى .. 

وهكذا وكما في كل مرة لا تتطابق حسابات بيادر الاحتلال الأمريكي والحكومة العميلة مع حسابات الحقول.. 

فهل ان التحشدات العسكرية الهائلة والدبابات والطائرات التي تتحشد للهجوم على شعبنا في الموصل ستغير وجهتها لتعود الى بغداد للقيام بعملية ستوصف اولا بانها واسعة النطاق في سوق الغزل ببغداد ثم تتحول تدريجيا الى كونها ليست حاسمة! ( للقضاء على القاعدة التي فرت من الموصل عند سماعها بالعملية العسكرية المرتقبة !!) ؟ 

وهل لدى عبود كنبر المرتد قائد عملية فرض القانون والذليل قاسم الموسوي المتحدث بأسمها والبوق الجديد الشيخلي المسؤول عن التصفيق لانجازاتها والجلبي الذي يضع نفسه في الصدارة عند مرور يوم بلا تفجير ويخفي رأسه كالنعامة عند اول سماع لانفجار مفخخة تفسير لمعنى التقدم في عمليتهم ؟..ونسال هؤلاء : 

هل ان خطة فرض القانون ..مبنية على اسس علمية وموضوعية وانسانية ؟ ام هي خطة اعتقالات واعدامات ؟أم هي خطة ( انتظار الاحداث والتصرف بموجبها) .. 

فالهدوء وعدم وجود مفخخات يعني ان هناك تقدم في الخطة! ..والتراجع في عدد الهجمات يعني تحسن في الوضع الأمني ! ..وتكثيف الهجمات (الارهابية ) يعني ان الطريق لازال طويلا !  

اذا هي حرب استنزاف !! ضحيتها الناس الابرياء !.. 

وتصريح بوش الصغير بقوله أمس 31/1/2008 : 

(اننا لن نغامر بالتحسن الذي حصل في العراق ونسحب قواتنا!!!) ..وقوله أيضا : 

( ان الخسارة في حربنا في العراق ستجعل الولايات المتحدة نمرا على ورق!)..يبعث فعلا عن الدهشة والاستغراب من ضحالة تفكير قادة أقوى دولة في العالم ..قادة لايفهمون معنى النصر ووضوح مميزات الخسارة ..والابتعاد الكامل عن ذكر الحقائق ودفن الرؤوس في التراب وعدم الرجوع الى منطق العقل ..او على القل منطق الوقائع والاحداث..

وأين كان النمر الحقيقي وقت تفجير سوق الغزل؟..بعد ان اختفى وقت تنقيذ تفجير الزنجيلي ؟.. 

ويبدوا ان كل هؤلاء (الصغار ) قليلوا الخبرة ومولعون بعدم اختيار التوقيت الملائم للتصريح وطبيعته..وهم بعيدين عن المنطق .. 

ان بوش الصغير  يقصد بالتحسن الامني في العراق ان عدد القتلى الامريكان في شهر كانون الثاني 2008 هو 38 جندي امريكي بالمقارنة مع العام الماضي !! 

فماهو مقياس التحسن هنا ؟ 

لقد شهد شهر كانون اول 2007 مقتل جندي امريكي كل يوم عدا الخميس والجمعة !!! وفي كانون ثاني 2008 قتل جندي امريكي يوميا عدا يوم الخميس من كل اسبوع فقد قتل فيه ثلاث جنود.. اذا الوضع قد ساء في شهر كانون ثاني عنه في كانون أول!!..فعن أي تحسن يتحدثون؟ 

والظاهر هم يقصدون ان التحسن الواضح بأداء القوات الامريكية وحسن ادارة بيتريوس وكروكر وأحمد أبو ريشة قد قللت الى حد كبير من عدد القتلى الامريكان في الشهرالماضي  بمعدل قتيل واحد يوميا وثلاث قتلى أمريكان كل يوم خميس !..وهذا تحسن كبير ! لأنه وصل القتل في الامريكان في السنة الماضية شهريا بمعدل ثلاث قتلى امريكان يوميا وأربع قتلىفي كل يوم خميس من كل اسبوع!!! 

ومنطق وكالات الاستخبارات الامريكية والقيادة العسكرية وطاقم السفارة الامريكية في بغداد والتي صنفت بأنها اكبر سفارة امريكية في العالم من حيث المساحة وعدد الموظفين ان يعتمدوا في التحليل على مقياس متغير يختلف حسب حاجتهم ..فاذا كانت الخسائر الامريكية هذا الشهر أكثر من خسائرهم في نفس الشهر من العام الماضي ولكنه أقل من الشهر الماضي ..يقولون بكل وقاحة بان الحالة الآن أفضل لأن عدد القتلى بدأ ينخفض مقارنة بالشهر الماضي ..واذا كان عدد قتلاهم هذا الشهر أكثر من الشهر الماضي ولكنه أقل من قتلاهم في نفس الشهر من العام الماضي ..يقولون بوقاحة أيضا بان الوضع الحالي أفضل بالمقارنة مع العام الماضي .. 

أي ان الولايات المتحدة في كل الاحوال منتصرة وسوف لن يأتي اليوم الذي توصف فيه بأنها نمر من ورق!!! 

وعلى ضوء مقاييس ولي أمرهم ..يصرح مسؤولي الحكومة العراقية بان الوضع الامني في تحسن فقد تراجعت حدة العنف الى درجة ان الجثث مجهولة الهوية والمقطوعة الرأس التي يتم العثور عليها انخفض ليصل الى معدل من 6 الى 10 عشر جثث يوميا ّّ!!!! في حين بلغ العام الماضي 40 الى 50 جثة !!!.. 

فهل هو تحسن ام تغيير في التكتيك؟؟ 

وعلى الحكومة العراقية وأركانها من الحكيم والربيعي والمالكي والعامري وكل الذين ساهموا باحتلال العراق  أو صفقوا له أن يجعلوا من الولايات المتحدة نمرا حقيقيا ..يفترس العراقيين اينما يشاء وفي أي مكان ..وان يصبحوا أمامه أقزاما أو قططا ..وخلاف ذلك فسوف لن يبقى للعنجهية الامريكية  مكان للتبجح والغرور لتتبوأ قيادة العالم ! 

ويظل كل طرف من هؤلاء المجرمين يغني في واديه وعلى ليلاه..والعراق يزداد اشتعالا في نار وقودها الشعب العراقي الذي اغتيلت قيادته الشرعية ونظامه الوطني وفقد هيبته وقوته ومكانته وسمعته وتاريخه وارثه الحضاري وتجاوزوا على مقدساته وحرماته ومبادئه وثوابته وسرقت هوياته وثرواته وهو يرزح اليوم تحت وطاة الفقر والحرمان والتشريد والملاحقة وجحيم الاحتلال وقواته المدججة بأحدث الاسلحة وحكومته الذليلة وميليشياتها ومغاويرها وجيشها الوثني وتنظيم القاعدة ( الغريبة الامداد والتمويل ..والتخطيط الذي يلفه الغموض!) وعصابات الصحوة التي اغتنت من الدولارات الامريكية وميليشيات بهائم البرزاني والطلباني.. 

لك المجد يا عراق .. 

وبالاحداق ورموش العين وفي مجرى الدم .. 

نحمل معك الهم.. 

ونحول كل لحظة الى رصاصة..وعلى كل رصاصة كتبنا اسم .. 

 فنحن افترشنا الارض وتلحفنا بالسماء ..منذ ان دنسوا بلدي .. 

وبنادقنا لا تفارقنا .. 

وقسما بالبعث ..وبالجيش .. 

سنعيد البسمة الى كل النخيل والوديان والجبال والسهول .. 

وما هي الا صولة واحدة أخيرة .. 

وتشرق الشمس على العراق من جديد..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  / 24 محـــــرم 1429 هـ الموافق  02 / شبـــاط / 2008 م