بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

الذي ينعق مع عرس الطبالين

 

 

 شبكة المنصور

 المقاتل الدكتور محمود عزام

 

الظاهر ان المرجعيات وممثليها والحوزة وآيات الله وحجج الله في الارض والمنظرين والباحثين والاساتذة والضالعين بمجال الفقه والتفسير وحتى السياسيين في العراق الذين وظفوا الدين وشعائر الطوائف..واستغلوا الايمان المجرد والعواطف الانسانية  للوصول الى كراس السلطة للانتفاع المادي والسياسي عبر الانتخابات المزيفة وتحت غطاء انصاف المظلومين ..نقول ان كل هؤلاء سيعملوا جاهدين للاشتراك في مناظرات تلفزيونية ونقاشات فكرية لتفنيد ادعاءات جماعة احمد الحسن اليماني الذي ادعى انه الامام الخامس من سلالة المهدي وان تقليد المرجعية بدعة والتي انطلقت في العاشر من محرم هذا العام والتي فجرت قنبلة مؤجلة في هذه المناسبة.

وفي الوقت الذي كانت فيه مغاوير الداخلية وبعض افواج الحرس الوثني وميليشيات الحكيم والدعوة وغيرها من عصابات القتل والاجرام المرتبطة بالحكومة وباسناد جوي من القوات الامريكية تمارس أشرس وأعنف عملية قمع واسكات وقتل واعتقال لجماعة اليماني في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء والكوت وغيرها من مدن الجنوب والفرات الاوسط واصفة أياهم بالكفرة والزمر الضالة ..استبق صغير معتقل ومسلخ وغرف اعدام براثا الاحداث بنعيقه : 

 ( ان جماعة اليماني هم من رجال النظام السابق الذين قاموا بتدريبهم قبل الاحتلال !!)..

وخرج ناعق آخر من اساتذة الحوزة وهو فرحان الساعدي الذي تحدث لقناة الحرة (!) وبدلا من أن يقول ( على الأقل ) ان ردنا الفكري والشرعي والتأريخي والتفسيري والفقهي هو كذا.. وان مرجعيتنا تقول كذا وكذا واننا سنرد على هذه الادعاءات التكفيرية والتحريضية والتي تشق صف المسلمين في هذا الظرف الذي يتطلب منا توحيد الكلمة والصف والجهد لحل مشاكل العراق واخراجه من محنته ( وهذا ما يجب ان يكون عليه رجل الدين على الأقل ولو بعيدا عن ذكر الاحتلال ومصائبه وبعيدا عن ذكر الاسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا التطرف !!)..

 ولكنه بدلا من ذلك وهو ليس فقط رجل دين وانما الأدهى من ذلك كونه استاذ اصول الدين والفقه والحوزة..قال ان هذه الدعوة ( وليدة النظام السابق الذي صنعها !!) وبرر ذلك بقوله: 

 ( ان النظام السابق كان يمنع نشر الثقافة ويمنع تشكيل جمعيات للثقافة والفنون وان جريمة الانسان في ذلك الوقت تكون بالسعي وراء الثقافة!!! فكيف نشات هذه الجماعة وتكونت في ظل ارهاب النظام ! اذا لم يكن هو من اسسها!).. 

وسوف لن نرد على هذا الشخص ولا غيره من الدجالين الذين لولا النظام السابق لكانوا خدما في بيوت الايرانيين !!! 

وسارع المسؤولين الحكومين في بغداد بطلب ارسال ( المتورطين ) في هذه الاحداث  في البصرة فورا الى بغداد حسب قول مدير شرطة البصرة حيث ارسل (130) شخص بعد ان تأكد ( قضاة التحقيق!) من مشاركنهم في الاحداث ليتم (برمجة الاعترافات بشكل جيد!) وبما يتلائم وتوجيهات الحكيم والمالكي .. 

كل هذا يجري ولازالت مياه سيارات الاطفاء التي ساهمت باطفاء البنك المركزي العراقي تسحب معها آلاف الفايلات المتفحمة ( والمحروقة باتقان!) والتي تخص سرقة وتحويلات أموال المسؤولين في الحكومة وعوائلهم الى الخارج وأوليات صفقات اختلاس مسؤولي وزارة التجارة  والنفط والمالية والداخلية والدفاع ..ويجري ذلك بدون أي اهتمام من الحكومة التي أمرت بالتحقيق الفوري بحريق غرفة في وزارة العمل الذي تزامن مع حريق البنك .. 

وهكذا قبل ان ينشغل العراقيون الذين يعانون من بؤس المعيشة في أصغر تفاصيلها من البطالة والفقر والتشريد والتهجير والقتل على الهوية ..بلا ماء او كهرباء او نفط او غاز..وبلا مواد تموينية ..في الندوات والمناظرات القادمة وبدون ان يتعرف هؤلاء الجهلة على وجهة نظر من سيحاورونه ويناظرونه ويتناقشون معه فقهيا وعقائديا وفكريا ..وقبل ان يخرجوا بنتيجة من هذه المناظرات التي لم يبقى احد الا  وأيدها ونسب من يحضر اليها وبدأ بالتهيؤ لها ..بدأت تصدر الاحكام جزافا كعادتهم ..واول التهم ان هذه الجماعة مرتبطة بالنظام السابق !!! 

فما هي الفائدة اذا من هذه المناظرات.. وماهي الغاية منها برأي ( السيد الحكيم ) وموفق الربيعي وهادي العامري والصغير والمالكي ؟؟.. 

وسيزداد نعيق الناعقين..وسيكون عرسا للطبالين ..وسنسمع نعيقا في عرسهم يفوق صوت الطبال الذي يجهد نفسه في عرس ابنه!.. 

 وسوف يترك كل الناس هذه المناظرات الفكرية اذا اعتمد اولائك الذين يحضرون لوائح الاتهام لهذه الجماعة في دفوعاتهم الهجومية اذا اتخذوا من هذه المناظرات مناسبة للحديث عن ( المقابر الجماعية للنظام السابق ! ودور ايران في استقرار العراق وضرورة تعويضهم عن حرب القادسية واهمية دعم الامريكان للمالكي والتأكيد على ان لا مصالحة مع البعث والمقاومة الوطنية العراقية !!) ويتركوا صلب الموضوع ..فكريا وعقائديا ومنهجيا ودينيا ومرجعيا وسياسيا واجتماعيا .. 

ولعل من أطرف التعليقات التي سمعتها هو ما جاء في هجوم أحد رجال الدين على جماعة احمد الحسن اليماني وهو يرد على تصريحات المتحدث الرسمي باسم هذه الجماعة من على قناة الشرقية الفضائية بقوله : 

( ان هذا الشخص واضح من خلال حديثه انه جاهل.. لأنه لا يتكلم العربية بطلاقة وهو يرفع وينصب على هواه بدون قواعد نحوية !!)  

وضحكت.. لأن شر البلية ما يضحك .. 

لذلك ننصحهم وهم يعدوا العدة للرد في المناظرات ان لا يزجوا بهذه المناظرات من ينعق بغير علم ويوجه الموضوع الى ( عرس لأبن الطبال ) ..ويزج بكل نار حقده التي لم تنطفيء لحد الآن وكذبه وتزييفه من خلال زج النظام الوطني السابق وحزب البعث العظيم في أي من جوانب هذا الصراع المعروفة اسبابه ..وأن لايزجوا  بشخصيات ايرانية أومن الذين لايجيدون قواعد اللغة العربية.. حسب تقييمكم !.. 

وقبل ان نتكلم عن اسباب ظهور هذه التيارات في مقال آخر ..نسأل : 

ونحن نرى عنف الرد وقساوته وجبروت الطغاة فيه ..ترى مالذي كان سيحدث وما هو رد فعل الدولة الحالية وأجهزتها من جيش ومغاوير وميليشيات وقوات المارينز والطائرات المقاتلة الامريكية.. لو ان جند السماء أو جماعة أحمد اليماني او تنظيم أحباب الله قد تصدوا ( لموكب ) الحكيم او المالكي !!!..  

وللحديث بقية..

 

mah.azam@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 23 محـــــرم 1429 هـ الموافق  01 / شبـــاط / 2008 م