بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لعبة القط والفأر

 

 

 

 

  شبكة المنصور

 د. الحارث

 

حال الكتل والاحزاب السياسية في العراق بكل صنوفها وتوجهها المذهبي والعرقي والقومي ، تتسابق للحصول على المغانم التي اصبحت بعد احتلال العراق فرصة ثمينة لها ولصنيعتها امريكا لاقتسام الكعكة فيما بينهم ، وبما انه من المعروف دائماً ان يكون المحتل هو الرابح الاساسي في هذه العملية على كافة الاصعدة ولايترك عادة للعملاء سوى الفتات ، بعد ان زرع في العقول والنفوس المريضة ان هذه الصفقة التي يقدمها المحتل للعميل لاتاتي منه بسهولة ويسر .. ولكن بعد ان تجيد هذه الجوقة من الاحزاب ادوارها في خلق الفوضى والاحتراب والقتل والتشريد وتخريب المؤسسات والبنى التحتية وقتل وتشريد العقول العلمية وتقسيم الشعب واخضاعه للمساومة ، من خلال ما يسمى ( البرلمان ) الذي يفترض به ان يدافع عن الارض والعرض والمواطن نرى في هذا ( السيرك ) ان البرلمانيون يطبلون ويزمرون للقرارت الجائرة التي يريدها المحتل عبر ما يسموها ( الديمقراطية ) و ( العملية السياسية ) .

ومن خلال المساومات و ( الخاوات ) تبدأ هذه ( الجوقة ) من الاحزاب عملية الصفقات وتطبخها في مطبخ البرلمان حيث يوهمون أنفسهم والناس بأنهم هم ممثلو الشعب ولا يسمحوا بتقسيم العراق وعدم الأضرار بمصالحه الوطنية وعدم الأضرار بالمواطن ، وسوف يقدم هذا ( البرلمان ) ما يسعد المواطن من خدمات ومشاريع كفيلة حسب ما يدعون ان ترفع شأن المواطن الى ( فوق ) ومن هنا تبدأ لعبة العدو الغازي المتربص كقط وحشي يريد ان ينقض على فريسته وبين الفأر المذعور ( العميل ) الذي يخاف اولاً من ( القط الوحشي ) الذي في عينه ( اسد ) وبين الخوف من ضياع الفرصة وان يسبقوه الآخرين بأكل الكعكة ، ولهذا نجد النواب في هذه الفترة الوجيزة يحاولوا إرضاء أسيادهم بعمل المستحيل ﻹصدار قرارات تدعم وجود المحتل في ارض العراق ، هم يلعبون هذه اللعبة الخبيثة قبل ان ينتهي الفصل التشريعي ويتسابقون فيما بينهم من خلال المناورات ان يسرعوا في عقد الاتفاقيات والقوانين الجائرة والتي تكبل البلد بمعاهدات طويلة الامد .

ولغرض إرضاء سيدهم المحتل وبين التسابق للحصول على مغانم شخصية وحزبية رخيصة حتى إذا وصل بهم الحال ان يبيعوا الوطن وحتى اذا اقتضى الأمر باعوا الشرف ، المهم ان يرضى المحتل الغازي والذي هو من خلال هذه الحفنة المأجورة احتلوا العراق وقسموا البلاد وسبوا العباد ، وكل هذا يجري من خلال ما تسمى ( لعبة القط والفأر ) ومعادلة الترهيب والترغيب والتخويف في سحب البساط من تحت اقدام الأحزاب ( العميلة ) التي هي ان تأخرت عن تنفيذ هذه المشاريع سوف تدفع الثمن غالي .

وألا بماذا نفسر دور الكتل السياسية من خلال المراوغة بالقرارات والانسحابات من الجلسات ، ترضخ هذه الكتل الى القرارات المطلوبة من قبل امريكا بشكل سريع وبأعصاب باردة و ( بحزمة ) واحدة الا وهو قانون الميزانية العامة وقانون الاقاليم وقانون العفو العام وكل هذه القوانين هي في حقيقة الامر قنابل موقوتة سرعان ما تنفجر ويكون الضحية فيها هو الشعب ..من هنا تبدأ لعبة القط والفأر ومن هنا تبدأ المساومة حيث كل كتلة او حزب سياسي بدأ يلعب ( ع المكشوف ) لهذه القوانين الثلاثة ويساوم علناً ولسان حاله يقول ( اعطني هذه الغنيمة .. وانا اتنازل لك عن الغنيمة الاخرى ) وكأن العراق ضيعة بأيديهم بعد ان نفذوا مخطط المحتل الامريكي والمخطط الصفوي الفارسي بأشعال نار الفتنة الطائفية ليمزقوا النسيج الوطني لهذا الشعب ، ولكن هذه اللعبة القذرة لا تنطلي على الشعب العراقي العظيم وسوف يرفض هؤلاء الاقزام الذين باعوا ثروة العراق ، حيث تراهم عند كل موقف محرج في تغيير وزاري او اتخاذ قرار ما يكون تحركهم بأتجاه ( المرجعية ) التي هي الاخرى لا يهمها الا ان تتشبث بالطائفية وتشجيع القتل والتشريد حيث اصبح هذا هو القانون الشرعي في مفهوم هذه المرجعيات التي سرعان ما يتباكون الساسة ورؤساء الكتل في انتظار قرار المرجعية التي تنصفهم وتعطيهم الضوء الاخضر وهذا يجري اثناء كل صفقة يراد تمريرها على الشعب حيث نرى رئيس الجمهورية ورئيس النواب ورؤساء الكتل السياسية وكل المطبلين يقوموا بزيارة ( المرجعية ) حتى يكون اتخاذ القرار بتدمير العراق مباركاً من قبل السيد .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء /  12  صفر 1429 هـ الموافق  19 / شبـــاط / 2008 م