بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم لأ خوف عليهم ولا هم يحزنون  صدق الله العظيم
 
 

 

الكلمة التي ألقاها الأستاذ المناضل علي الريح الشيخ السنهوري

عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وأمين سر قيادة قطر السودان

في المهرجان الخطابي الذي أقامته اللجنة الوطنية السودانية

 للأحتفال بالذكري الأولي لأستشهاد الأمين العام للحزب صدام حسين رحمه الله

 

 

 شبكة المنصور

 

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

قال القائد المؤسس أحمد مشيل عفلق أن صدام هو ( هدية البعث للعراق وهدية العراق للأمة العربية . وإذا جازت الاضافة فاننا نقول وهو ( هدية الأمة العربية للإنسانية جمعاء ) .

منذ زمن طويل سُطرت الكتب والبحوث والرسائل والقصائد حول القائد الشهيد ومآثره وتزايدت بعد صموده الذي توجه باستشهاده وهي عملية مستمرة ، أكثر من ساهموا فيها كانوا من غير البعثيين ، وبعضهم من غير العرب ... فإن القائد الشهيد قد شغل العرب والدنيا كلها جراء قيادته التاريخية الفذة للمشروع النهضوي القومي العربي الذي تمتد تأثيراته وتفاعلاته خارج الوطن العربي وتصتدم بشكل مباشر مع المشاريع الأمبريالية والصهيونية ومشاريع القوي الاقليمية الطامعة .

وطالما أن المشروع النهضوي العربي المسنود بقوي منظمة ، إنبثقت من بين أبناء الوطن العربي ، وفي قلبها حزب البعث العربي الاشتراكي يواصل فعله الثوري ، فإن الجدل حول القائد الشهيد سوف يستمر لأجيال متعاقبة ، لأنه صار الأكثر تميزاً بين رواد النهضة العربية الحديثة .

إن كثير من الناس يأخذ حب القائد صدام حسين بمجامع قلوبهم ، ويفتنون بسجاياه الكريمة ، وبمواقفه البطولية ، التي توجها باستشهاده ، أشد الإفتنان دون أن تتوفر الفرصة لبعضهم ، ودون أن يكلف بعضهم الآخر أنفسهم بالنفاذ إلي حقيقته والتعرف إليه عن قرب ، من خلال التعرف علي المبادئ التي آمن بها والظروف التي أحاطت بحياته النضالية ، فأعادت صياغة شخصيته وقادته إلي إتخاذ ما إتخذ من مواقف . بل إن البعض يبلغ به الحب والاعتزاز بالقائد الشهيد إلي درجة تمجيده ، وكأنه شخصية بطولية متعالية علي سياقها التاريخي ، وليس ذلك خطاً تماماً ، فالبطولة حد الاستشهاد في سبيل المبادئ السامية هي محل إعتزاز وتمجيد في الوسط الانساني كقيمة مجردة ومطلقة . فما بالكم برجل طبعت البطولة مواقفه في مراحل حياته المختلفة ، منذ أن كان فتي صغيراً : ما بالكم برجل كانت أمامه فرص وخيارات كثيرة ، لأن يستمر في العيش متمتعاً بالسلطان ومحاطاً بأبهة السلطة ورغدها دون أن يستطع أحد أن يزايد عليه ، ولكنه إختار الطريق الذي يرضي الله ويرضي ضميره ، ويعز رفاقه وشعبه وأمته .

أيها الأخوة والأخوات والرفاق :

إن القائد الشهيد هو إبن البعث ، والتلميذ النجيب للقائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق عليه رحمة الله ورضوانه ، وإرتبط بالحزب في صباه منذ أن كان طالباً بالثانوية ، وتدرج في صفوفه حتي أنتخب في عام 1992م أميناً عاماً للحزب ، نهل من فكر البعث فتجزرت المبادئ في وجدانه وإنطبعت أهداف الأمة في كل خلية من خلايا جسده . وكان يعلم أن جسده فان ٍ وأن عمره مهما طال فهو قصير ، وأن طريق البعث طويل وشاق ، لذا أفني حياته في سبيل المبادئ والوطن . عهداً قطعه بالتضحية بالنفس والولد والعشير في سبيل الوطن ، ووفقه الله للوفاء بوعده ، لذا فإن إستشهاده وإستشهاد ولديه عدي وقصي وحفيده المصطفي بن قصي ، قد جري بتصميم مسبق علي النضال حد الاستشهاد وهم يتمثلون قول شاعر البعث :


عندما عقدنا العزم كنا نعلم           أن المشانق للعقيدة سلم

لم يتزحزح إيمان القائد بمبادئ وأهدأف البعث في التحرر وتحرير فلسطين والأمة العربية وفي الوحدة والأشتراكية ، وبل ظل ثابتاً عليه مؤكداً له وداعياً اليه ، حتي آخر لحظات حياته قبل أن ينطق الشهادتين .

لذا جدير بالقائد الشهيد أن يحتل مكانه بين الصحابة والقادة الافذاذ والابطال من أبناء هذه الأمة المجيدة .. وجدير بنا جيل بعد جيل أن نقرض أحلي أبيات القصيد ، وأن ننظم أجمل الكلم ، وأن نصدح بأقوي الأناشيد ، تغنياً بسيرته وتمجيدأ لمواقفه .. ولكن هذا ليس كافياً .. وليس هذا ما يرجوه منا صدام حسين وطه يس رمضان ورفاقهم من الشهداء ، فإنهم لم يكونوا طلاب مجد وأفتخار ، ولكنهم أفنوا ذواتهم في سبيل بعث هذه الأمة كيما تنهض برسالتها الخالدة خاتمة الرسالات .

لذلك فحري بالمحبين لصدام وبالمعتزين به أن يعرفوه معرفة حقيقية من خلال معرفة المبادئ والأفكار التي أسهمت في تكوينه وقادته إلي هذا المصير الرائع ، لأن المعركة التي استشهد في خضمها لا تزال محتدمة ، تمهرها الطلائع في العراق وفلسطين بدمائها الطاهرة . وعلينا في ساحات الوطن الوطن العربي الأخري أن نكون عمقاً وأمتداداً ثورياً لهم .

في الجانب الأخر يقف المرجفون الذين يعتمدون علي التعتيم الأعلامي المفروض علي البعث وعلي تشويه البعث واجتثاثه حزباً ومبادئ ، تجربة وأهدافاً ، بل واجتثاثه من الذاكرة العربية ، والترويج لقوي أخري بعضها مشبوه والبعض الآخر يعتبرونه مشاغباً أو مؤذياً ، ولكنه لايملك مشروعاً جزرياً أو جدياً في التأثير علي النتائج النهائية للصراع . كما أن هناك بعض المتأثرين بالحملة الدعاية الأمريكية وبالإعلام العربي المتأمرك ، كانوا وقسم منهم لا يزال يردد دون علم أو معرفة أو عن قصد وتعمد ، مفرداته هذه الحملة حول العراق الصامد وحزب البعث والقائد الشهيد . بالرغم من إنكشاف وبطلان أكاذيب وإفتراءات هذه الحملة الدعائية والأعلامية ، التي لا تزيد الخوض في تفاصيلها في هذه السانحة .

إن شيخ المجاهدين في العراق الرفيق عزة ابراهيم الدوري ، الذي إنتخبته القيادة القومية أميناً عاماً للحزب خلفاً للقائد الشهيد ، قد رد علي القائمين بأمر هذه الحملة من عرب اللسان بأن الحزب لايدعي بأن تجربته في العراق معصومة من الخطأ ، لأن في هذا مخالفة للسنن ، ولكن هل كان العدوان المستمر علي العراق وإحتلال أرضه بسبب أخطاء سلطة البعث ؟ أم لأن هذه السلطة الوطنية والقومية التقدمية كانت تشكل العقبة الكئود أمام تحقيق أهداف أعداء الأمة ، الرامية الي تكريس واقع التجزئة والتبعية والتخلف وإجهاض مشروعها الحضاري والرسالي والسيطرة علي مقدراتها وتأمين الكيان الصهيوني .

أيها الإخوة والإخوات :

لو كانت الدعاية المعادية للعراق والبعث والقائد الشهيد ، تمثل الحقيقة ولو بنسبة معقولة لاستقبلهم شعب العراق بالترحاب ، أو علي الأقل باللأمبالاة . ولكنه إستقبلهم منذ يوم إحتلالهم الأول بنيران الموت والغضب ، فإنطلق شباب البعث وجيش العراق ،

ضحي يلز عرض المدي في زحفه اللجب مقاوماً ومضحياً وسط ذهول المعتدين وأعجاب الأحرار والوطنيين علي إمتداد المعمورة ، وما تزال المقاومة الوطنية العراقية الباسلة تتجزر وتتسع قاعدتها بينما تهاوت عروش من شاركوا المجرم جورج بوش في عدوانه ، وتساقط من حوله أعوانه ، وتورطت أمريكا في مأزق حار دهاقنتها من جمهوريين وديمقراطيين في كيفية الخروج منه ، ، ولعل من سخرية القدر أن كل ما نسجته أجهزة الدعاية الامريكية والمخيله الهوليودية من صورة بشعة ألصقتها بالقائد الشهيد وبتجربتة البعث في العراق ، قد أصبح مشهداً باهتاً أمام المشاهد البشعة لممارسات قواتها وقوات المرتزقة والمليشيات الطائفية المرتبطة بإيران .. هذه المشاهد والممارسات التي لا مثيل لها علي أمتداد التاريخ البشري . بما في ذلك ما تختزنه الذاكرة العربية عن الحملات التتارية .

أما علي الصعيد الفكري فقد عمد المرجون والأبواق علي تسفيه العقيدة البعثية وإتهام البعثيين بالخروج من الدين وبالعنصرية .. الي آخر الأفتراءات ... سايرهم في ذلك بعض الذين لم يطلعوا علي فكر البعث ولم يتابعوا تجاربه ، وظنوا أنهم يحسنون عملاً . علي أن الظن لايغني عن الحق شيئا ، والصحيح أن حزب البعث لم يتاجر بالدين ، فالدين أقدس وأسمي من أن يتحول إلي سلعة في سوق السياسة والدعاية الحزبية ، وصحيح أيضا أن حزب البعث لم يتحول الي حزب طائفي ديني ، ليضيف فرقة جديدة إلي فرق التشرزم العربي الأسلامي ، وأنه جابه قوي الرجعية العربية ، التي رأي أنها لن تستطيع تمثل الأسلام ولا فهمه وسوف تحوله الي تقليد وإنتفاع وتشوهه وتنفر الشباب منه ، لأن الأسلام في حقيقته ثورة لا يفهمه ويرتقي إلي معانيه السامية ، بالمعاناة النضالية والتضحية والجهاد إلا الثوريون .

أن البعث ، شعارات ومبادئ وممارسة ، هو حزب الايمان الذي أنكر الإلحاد وأعتبره موقفاً زائفاً من الحياة .. موقفاً باطلاً وضاراً وكاذباً . البعث هو حزب العروبة والأسلام .. هو حزب الرسالة الخالدة ، خاتمة الرسالات . وقد أكد علي ذلك منذ بواكير نشاته في الثلاثينات من القرن الماضي وطوال مسيرته . نقرأ للقائد المؤسس لفكر وحركة البعث أحمد ميشيل عفلق عليه رحمة الله ورضوانه ، وهو الرجل الذي لأحقه الامريكان ميتاً ، فجرفوا قبره ومقامه في بغداد بعد الأحتلال ، نقرأ للقائد المؤسس في عدة مواضع يقول {{ إن نظرتنا كانت عميقة إلي النفس الأنسانية ،إلي التاريخ البشري ، ونظرة أصيلة إلي تاريخنا نحن وإلي تكوين أمتنا ، فحركتنا قامت بشيئين في هذا المجال : أعطت الدين بصورة عامة دوره المشروع في حياة البشر وتاريخهم وتطورهم ، وأعطت الأسلام ، الدين العربي ، الدين الإنساني ، أعتطه المكانة الأساسية في تكوين قوميتنا ، ليس فقط بالنسبة إلي الماضي وأنما بالنسبة إلي كل وقت ، فما دأمت الأمة العربية علي هذه البسيطة فالأسلام هو التراث الروحي وهو المحرك لها ، هو ملهمها هو مرجعها الروحي }}

ويستطرد بالقول {{ أن الإسلام هو تاريخنا .. وهو لغتنا .. وفلسفتنا ونظرتنا إلي الكون ...كان هناك عند ظهور حزبنا مفهوم سائد للعلمانية إعتبرناه مفهوماُ سطحياً غير متجاوب مع روح الأمة وطموحها الحضاري .. العلمانية في إدعائهم تعني التحرر من الدين ، الإهمال لكل ما له علاقة بالدين والتراث .. نحن إنطلقنا من تصور حي لواقع الأمة ، الأمة العربية لها ماضي ، لها تراث ضخم هو أثمن شي في حياتها ، وهو داخل في حاضرها ، مؤثر إذاً في تربيتها .. في تكوين شخصيتها .. في عواطفها وأفكارها .. آمالها وتطلعاتها ، وعندما ونقول للعربي تجرد من كل ذلك كأنما حكمنا عليه بالموت .. فماذا يبقي من العربي عندما يتجرد من تراثه .. إن جماهير شعبنا لها عواطف نحو هذا التراث الذي كما قلت هو شي حي في حياتها وليس تاريخاً تقرأه وأنما تمارسه وتحياه .. عقيدتها الدينية هي هذا التراث الضخم .. عندما نقول : (( أمة عربية وأحدة ذات رسالة خالدة ))


أي رسالة هي ؟؟

ماذا أعطي العرب أعظم من هذه الرسالة ؟؟

ماذا يقدمون عندما تتباري الأمم ؟؟

فالعلمانية التي تعني شطب والغاء كل هذا مرفوضة ، وهي سطحية وأحيانا مشبوهة. }}

ايها الحضور الكريم :

فإذاً لم يكن ممكنا لنظرة كنظرة البعث أن تؤخذ بخرافة العلمانية وسطحيتها وإن كنا نجادل في الحدود والتطبيقات القانونية والدستورية لما يفهم من العلمانية (( أي تساوي المواطنين أمام الدستور والقانون بلا تميز ))

.. إن الاعجاب بالتراث وتقديسه لا يأتي من مجرد الوقفة المنبهرة أمام عظمته ، وإنما من إستيعاب روحيته والعمل بوحي منها . فالنضال ودفع ضريبة النضال لتثوير المجتمع البالي وبناء المجتمع الجديد هي الفهم الحقيقي وبالتالي هي الأقتراب الصادق من روح الأسلام الذي هو عقيدة وجهاد في سبيل العقيدة .

وعلي شاكلة التهمة الأولي ( الخروج من الدين ) تأتي تهمة البعث بالعنصرية . بينما هو الحزب الوحيد علي الساحة السودانية ، الذي يرفض إستخدام مصطلح التعددية العرقية و يستخدم عوضاً عنها مصطلح التعددية الثقافية أو التنوع الثقافي ، إذ إضافة إلي رفض البعث والقوميين للمنطق العنصري ، فإن البعث يؤمن بما أثبته العلم من بطلان دعوة النقاء العنصري . وأن أساس التمايز بين الأمم والشعوب يقوم علي التمايز الحضاري والجغرافي والمصير الواحد .

ولأن حركة الحوار والتدامج الحضاري مستمرة علي الصعيد الإنساني منذ آلالاف السنين ، جراء الهجرات والتجارة والمصاهرة والحروب ومختلف ضروب التواصل الإنساني .. وهذا الاتهام كسابقه يدل علي تعمد التشويه أو الجهل المريع لفكر البعث وبحقيقة الأمة العربية .

فالأمة العربية لم تتكون علي أساس عرقي .. فالعرب قبل الرسالة الخاتمة التي وحدتهم وأنضجت شخصيتهم القومية كانوا قبائل متفرقة تنقسم الي قسمين رئيسين ، العرب العاربة وهم القحطانيون والعرب المستعربة وهم العدنانيون ومنهم قبيلة قريش ، وكانوا عاربة ومستعربة ، يعتزون بعروبتهم دون تمييز عنصري . وبعد أن حمل العرب رسالة الأسلام إلي الشعوب المجاورة لم يقوموا بإبادتها ليحلوا محلها ولم يشكلوا أكثرية بين سكانها بل كانوا أقلية تفاعلوا معها ، فسادت حضارتهم وثقافتهم ولغتهم فأسلم من أسلم وأستعرب من أستعرب ، حتي وان لم يدخلوا جميعاً في دين الأسلام كالاقباط في مصر ، وتكونت بذلك الأمة العربية ضمن حدودها الراهنة وإلي ذلك يقول القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق (( الشعب واسع رحب لا تكتنفه العقد .. منذ مئات السنين دخلت إليه عناصر مختلفة إمتزجت به وأصبحت جزءأً منه فهو إنساني بعقيدته وبتكوينه أيضا، وبامتداد رقعة وطنه ..فقد تكونت الأمة العربية بالأضافة الي الشعب العربي من شعوب كانت في السابق قريبة من العرب ولكنها ليست عربية ، مهيأة لأن تتعرف فإنصهرت في بوتقة حضارية وروحية واحدة هذه من أبرز المزايا التي في يدنا كأمة عربية الاتساع . الإنفتاح ، الإنسانية ، فالأمة العربية تدو كمصغر للانسانية )) وأري أن مقولة القائد المؤسس هذه تنطبق علي شعبنا في السودان أكثر من أي قطر عربي آخر .

هذا وتنص المادة العاشرة من دستور حزب البعث الاشتراكي الذي أقره المؤتمر التأسيسي للحزب في عام 1947م علي أن

(( العربي هو من كانت لغته العربية ، وعاش في الأرض العربية ، أو تطلع إلي الحياة فيها ، وآمن بانتسابه إلي الأمة العربية ))

فأين النزوع العنصري في هذه المفاهيم البعثية التي توسعت أدبيات الحزب في شرحها وتفصيلها . هل إخترع حزب البعث هذه المفاهيم ليزين بها الحقيقة القومية للأمة العربية و ليغري الأقوام بالأنتساب إليها؟

كلا فقد إستمد البعث هذه المفاهيم من إستقرائه لحقيقة الأمة ومن تراثها العظيم .

فإن الرسول العربي الكريم عليه الصلاة والسلام أتي المسجد ثم نودي أن الصلاة جامعة وقال (( يا أيها الناس إن الرب واحد والاب واحد ، وليس العربية بأحدكم من أب ولا أم وإنما هي اللسان ، فمن تكلم بالعربية فهو عربي ))

وقال الجاحظ (( وقد جعل إسماعيل عليه السلام وهو إبن أعجميين عربياً ، لأن الله فتق لهاته بالعربية المبينه ثم حباه الله من طبائعهم ومنحه من أخلاقهم وطبعه من كرمهم وأنفتهم ))

وقال إبن تيمية : (( .. ما ذكرنا من حكم اللسان العربي وأخلاق العرب يثبت لمن كان كذلك وإن كان أصله فارسياً وينتفي عمن لم يكن كذلك ولو كان أصله هاشمياً ))

ويقول عبدالرحمن بن باديس : (( ليس تكوين الامة يتوقف علي أتحاد قلوبها وأرواحها وعقولها إتحاد يظهر في وحدة اللسان وآدابه وأشتراك الالآم والآمال )) .

وإذ نلاحظ الإنسجام في هذه التعريفات قديمها وحديثها فإننا لا نلاحظ أي أثر للنزعة العنصرية بل هناك دحض ونفي لها .

وعلي النقيض من هذه الاتهامات وغيرها فإن أصالة فكر البعث بأبعاده الإيمانية والإنسانية ونظرته المعاصرة للتقدمية وصدقه في تطبيق مبادئه وإخلاصه لشعبه وأمته هي التي حركت كل قوي البغي والعدوان مسنودة بقوي التخلف والعمالة العربية والأقليمية في عدوانها علي العراق وحملتها الخائبة لأجتثاث البعث ..

وأننا نعاهدكم أيها الرفاق وأيها الجمهور الكريم عهد البعث بأن نكون أوفياء للمبادئ التي إستشهد في سبيلها القائد صدام حسين ورفاقه و ألا نحيد عن درب النضال في سبيل تحقيقها .. فحركة البعث لا تموت بموت مؤسسها أو أغتيال قائدها ولا تزيدها الصعاب إلا منعة وقوه .. وأن نكون من الذين (( قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم أيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) صدق الله العظيم

نعاهدكم بألا نطاطئ رؤوسنا إلا لله سبحانه وتعالي وأن نثابر علي النضال ونصمد في خط المقاومة حتي الشهادة أو النصر .

نشيد باللجنة الوطنية السودانية لاحياء الذكري الأولي وبرابطة خرجي الجامعات والمعاهد العراقية وبكل من أسهم في قيام وأنجاح الفعاليات .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 23 محـــــرم 1429 هـ الموافق  01 / شبـــاط / 2008 م