بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

فلتكن ثورة الجنوب .. هي بداية الإنفراج

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  الوعي العربي

 

يقف العراق اليوم في مفترق الطرق تتقاذفه رياح الأطماع من اللصوص والغزاة والأطراف المعادية لكل ماهو عراقي وعربي تتجاذبه الكوارث الإنسانية بفضل الحرية والديمقراطية التي أعلنتها إدارة الشر الأمريكي والتي قررت تحرير العراق من شعبه وأهله بمسلسل القتل والتدمير اليومي لكل أشكال ومقومات الحياة في هذا البلد الجريح من أجل تفكيك وتفتيت البلاد الذي يسعي إليه صناع القرار في البيت الأسود الأمريكي هذا التقسيم والتفكيك الذي يأتي متناغما مع إتجاهات الدولة الصهيونية وأمنيات الدولة الصفوية وليبقي هذا خيارًا مشتركا يلبي أهداف الأعداء الثلاثة في إنهاء عروبة العراق وسيادة ومستقبل البوابة الشرقية للأمة العربية والتي إلتقت أمانيهم مع أهدافهم كل ذلك يمر من خلال صمت عربي ودولي في ظل إنحسار أي دور لأي جهة فالكل يشارك في هذه المؤامرة التي تخدم المخطط الصهيوني إما خوفا من السيد الأمريكي أو إمعانا في التبعية الأمريكية ،وفي الوقت الذي كانت فيه العراق هي صمام الأمان للبوابة الشرقية لامتنا العربية أصبحت اليوم تتهددها الطائفية والتعددية المذهبية وتقسيم أراضيها وتضييق الخناق عليها من قبل جهات إقليمية مجاورة أو من قبل جهات غازية محتلة تمسك اليوم بخيوط اللعبة علي مسرح الأحداث في جنوب العراق العربي المعروف بأصالته وعروبته وقوميته والتي حولتهُ هذه الأطراف إلي ساحة حرب أخري يتصارع عليها الأعداء ،هذه الحرب التي تضاف إلي سجل الحروب اليومية التي تشهدها البلاد من الذين عبروا البحار من أجل تدمير هذا البلد والقضاء علي عروبته وإسلامه ولا ينافس هذا الغازي المحتل في رغبته للقضاء علي عروبة العراق سوي أقرانه من الذين يملئأهم حقدهم علي العروبة من الصفو يون والفرس هذه الحرب اليومية التي تجري علي أرض الجنوب بصفة يومية في صمت وبطريقة منظمة عن طريق جهات مخابراتية دولية ،فالجنوب العراقي المعروف بعروبتة وإسلامه الحقيقي والذي عرف عنه بأنه نقطة إنطلاق العروبة اصبح ألان يشهد مزيجا غريبا بين الأجناس والقوميات الفارسية والإيرانية التي دخلت مع الإحتلال الأمريكي وساهمت في تقطيع أوصال وأركان الدولة العراقية التي عاشت منذ عشرات السنين لا تعرف إلا عراقاً واحداً وشعباً واحدًا فاليوم أصبح هناك ملوك وأمراء للحرب والطوائف ممن ينادي بإقامة إقليم شيعي في محافظات العراق الجنوبية والوسط أسوة بما حصل عليه الإقليم الكردي وبذلك لا يجد من أسموهم بالعرب السنة إلا قبول الحل وتجرع العلقم والموافقة علي التقسيم والفيدرالية الطائفية ،لقد أصبح الجنوب يشكل قنبلة موقوتة ينُتظر إنفجارها في أي وقت وأي لحظة بفضل الصراعات اليومية بين الطامعين والطامحين من الفرق وعصابات الموت التي إنتشرت بكثرة في الجنوب العراقي والتي جاءت بدعم أمريكي وإيراني من أتباع عزيز الطبطبائي وقواته من فيلق الغدر وأتباع آية الله أتاري من جيش اوعصابات المهدي فكل منهم له أطماعه علي خيرات وثروات الجنوب من النفط العراقي ولذا يسعي كل منهم إلي الفوز بهذه الغنيمة من أجل السيطرة ونيل الرضا من آيات الله الموجودة في إيران و أطماع من يسمون بجند السماء وجند الأرض الكل يحاول الحصول علي نصيبه من هذه الكعكة التي أوجدها واشرف علي صناعتها المحتل الأمريكي الغازي لكي يتصارع الجميع من أجل أن ينشغل الجميع عن مخططاته ولكي يقضي كل منهم علي الآخر وإن ما نسمع عنه اليوم و نشاهده من إقتتال أبناء العراق وقطع الرؤؤس وإلقاء الجثث في الطرقات لهو أصعب علينا من الإحتلال الأمريكي نفسه نعم الإحتلال هو من تسبب في ذلك ولكن أن ينجح هذا العدو في زرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب العراقي الواحد هو قمة المأساة ،لقد تعلمنا من تاريخنا أن الجنوب العراقي معروفا بولائه العشائري والعربي وأن جميع العشائر العربية الموجودة في العراق إنطلقت من الجزيرة العربية إلي جنوب العراق لتستقر فيه وذلك بعد موقعة القادسية التي دحر فيها العرب الفرس والتي كانت نقطة إنطلاق إلي وسطه وشماله وغربه إلي الجنوب التركي والغرب والجنوب الإيراني في عربستان العربية فالأمل بات معقوداً علي أبناء العراق وعشائر الجنوب من العرب الأقحاح ودورهم في إفشال المخططات الصهيونية والفارسية وسابقا وقديما كان لدور العشائر العربية الأصيلة التي تركزت في الجنوب هي السمة الأبرز في العراق الحديث علي مر العصور و مختلف الأحداث الكبرى التي مر بها العراق ابتداءاً من مقاومة الإحتلال البريطاني مروراً إلي ثورة العشرين انتهاءاً إلي الدولة العراقية الحديثة ولذا تسعي الولايات المتحدة الأمريكية متناغمة مع التدخل الفارسي في تطهير الجنوب العراقي من عروبته التي تشكل حائطاً وسداً منيعا أمام المخطط الصهيوني والفارسي ولذا فتحت أمريكا الباب علي مصراعيه أمام من لديهم أطماع قديمة وحديثة لكي ينفذوا برامجهم التتطهيرية للدم العربي الموجود فلذا تسعي إلي تأجيج نيران الفتنه التي تشعلها بين أبناء الشعب الواحد وأوجدت عفوا ً ما نسمع عنه اليوم صراعاً شيعياً سنياً وشيعياً شيعياً وسنياً سنياً في ظاهرة لم يكن لها وجوداًً من قبل فقامت بتهجير الكثير من العرب السنة عن مناطق البصرة، والعمارة، والناصرية ،تحت ذريعة المذهب وقامت بتهجير الكثير من الشيعة المقيمين في محافظات ومدن وصفت بانها سنية وذلك حتي يخلو لمن لديه أطماع في فرض سيطرته علي المنطقة الغنية بالثروات ولهذا أصبح الصراع مشتعلاً بين كل من له نفوذ مدعوما من قبل أطراف عميلة موجودة في الحكومة وخارجها من المراجع المذهبية وتحت عباءة هذه المراجع يتم خداع كثير من الأطراف المنحرفة التي تساهم في خلق كثير من أجواء التطهير العرقي تحت المسميات والصبغات الدينية والمذهبية التي يطلقها هؤلاء المراجع والتي وصل عددها في العراق إلي العشرات ويصعب حصرها وإن كان هذا ليس عيبا فالإسلام ليس حكراً علي أحد ولا يوجد كهنوت في الإسلام وإنما هذه الظاهرة أوجدها الإحتلالين الأمريكي والفارسي وتهدف في النهاية إلي فرض وخلط الأمور وتمرير مواقف وأجندات ذو أطماع طائفية ومن يتابع اليوم ما يجري علي أرض الرافدين وبالتحديد في الجنوب العراقي من إستهداف لإبناء ووجهاء وكبار العشائر وقتلهم وتصفيتهم علي أيدي شيطانية بإيعاز من أطراف خارجية تسعي إلي القضاء علي أبطال الجنوب العراقي الذين جرعوا السم لهم في الحرب الإيرانية العراقية وكل هذه الأمور تسير ووفق خطط ممنهجة ومنظمة وبرعاية من أوجدهم الإحتلال الأمريكي علي رأس الحكومة العميلة من بولاني، وصولاغي، وطالباني، وبرزاني، ومالكي، وجلبي، وجعفري، وربيعي، وغيرهم كثير وكثير إذن لابد من وقفة عراقية أولاً وعربية خالصة من منطلق المسؤولية تجاه العراق وشعب العراق ووقف التغلغل والنفوذ الفارسي الذي بدأ ينخر في معاقل المجتمع العربي وتحويله إلي طوائف ومذاهب عنصرية والتي تصب في النهاية لخدمة المصالح الأمريكية والمؤامرة الصهيونية والدوائر اليهودية في العالم وعلي إيران أن تعلم أن الإحتلال الأمريكي يفكر كل يوم في سحب جرذانه من لهيب ونيران أبناء المقاومة العراقية النشامي ولن تبقي إلا مصلحة العراق وجيرانها في مواجهة الإستعمار الجديد الذي لن يبُقي علي أحد إذا ما نجح في مشروعه فلتكن ثورة الجنوب هي بداية الانفراج .

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة  /  15  صفر 1429 هـ الموافق  22 / شبـــاط / 2008 م