بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

عفوا ... لا نريد منكم اعتذارًا

 

 

 

 

 شبكة المنصور

  الوعي العربي

 

عند كل هجمة يتعرض لها الإسلام يخرج علينا من يقول إنها مجرد تصرفات لبعض المهووسين والمتعصبين دينيا وتثور الشعوب الإسلامية وتغضب وتتظاهر وتستنكر وتشجب وفي كل مرة نطالبهم بالإعتذار عما إقترفوه من إساءات ولكنهم لا يعتذرون تهدأ الثورة ثم تعاد الكرة ومن جديد يهان المسلمون ويسب رسولنا الكريم وسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وتنتهك حرماتنا ومقدساتنا ويداس كتابنا وقرآننا من جديد وهذا ما حدث من قبل ويحدث اليوم وكل يوم فمنذ عامين خرج علينا رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا" بنديكت السادس عشر" الألماني الروماني في أوائل شهر رمضان الكريم بمحاضرة في إحدي الجامعات الألمانية بالتهجم علي الإسلام والرسول الكريم واصفا الإسلام والرسول بأوصاف لا تمت إلي الدين الإسلامي الحنيف بأي صلة ولكن هل فهم المسلمون كلام البابا على غير مقصده كما إدعى ؟ نقول لقد فهم المسلمون كلام البابا على حقيقته ولم يكن أبدا ذله لسان كما أدعي وأسباب ذلك كثيرة .

اولا:البابا ليس بالرجل البسيط هوائي المزاج أو مجرد رسام كاريكاتير أو حتى رجل يسيطر عليه فكره المتشدد فيسبقه لسانه فيخطئ في التعبير مثل بوش وإعتبار ما حدث علي إنه ذلة لسان .

ثانيا :البابا قضى عمره في دراسة علم الأديان المقارنة وكان في عهد سلفه شاغلا لمنصب الكاردينال المسؤل عن العقيدة الكاثوليكية والأديان الأخرى

ثالثا : البابا له تاريخ طويل في التهجم على الإسلام وكان من المتوقع بعد إنتخابه وإعتلائه كرسي الباباويه أن يكون أكثر عقلانيه واقل إندفاعا

رابعا: البابا قام بحذف جميع الإشارات التي كانت في قداسه الإفتتاحي بعد إنتخابه التي تشير إلى الإسلام .

خامسا: البابا من أوائل تصريحاته بعد توليه منصبه أنه لايؤمن بحوار الأديان بالطبع لان الحوار دائما يكون بين ندين وأن الإسلام ليس بند .

سادسا: البابا منذ اليوم الأول له إختار لنفسه اسم بنديكت السادس عشر وهو نفس الأسم الذي يحمله (15بابا )عُرف عنهم التطرف الشديد من قبله .

سابعا: البابا عندما أستشهد بالنص القديم الذي كان يجمع بين الإمبراطور البيزنطي والفارسي المثقف المسلم وجاء على لسان الإمبراطور أن الإسلام لم يأتي إلا بكل ماهو شر وأنه لايخاطب العقل وإنتشر بحد السيف وعند الإستشهاد بنص يكون القصد إما مؤيد على الإطلاق بدون تعليق وهذا ماحدث اويفنده ويرد عليه وهذا مالم يحدث بدليل إغفاله لرد الفارسي المسلم ..

واليوم تثور من جديد أزمة رسوم الكاركتير التي تنشرها الصحف الدنماركية والهولندية وشرائط الفيديو الألمانية والتي تسيء فيها هذه الدول إلي الإسلام والمسلمين والتي تعبر عن قصور في فهم روح الدين الإسلامي الحنيف وهو ناتج عن قصور في الوعي والتعصب الأعمى ويتنافي مع ما يحاول البعض تصويره وإشاعته عن أن الحضارة والثقافة الأوربية والغريبة يغلب عليها إستيعاب الآخر وإحترام الثقافات الأخرى للشعوب فالإسلام اليوم تواجهه تحديات كبيرة وكثيرة وهذه التحديات هي في الأصل ضد المسلمين وليس الإسلام لان الإسلام هوالدين والعقيدة والتشريع السماوي الذي يخاطب العقلاء بالدليل والبرهان والحجة وكل من يقترب من هذا الدين من غير المسلمون أو من أعداء الإسلام يعلم ذلك جيدًا ولكنهم يستكبرون فالمسلمون هم المعنيون بهذه الإساءات وهذا التهجم وهذا الحقد علي هذا الدين العظيم ورسوله الكريم وذلك لما تمر به الأمة والمسلمون من ضعف وهزيمة وإستسلام كما أن بعد المسلمون عن إسلامهم وعن الدفاع عن مقدساتهم ونصرة إخوانهم من المسلمين الذين يقتُلون ويحاصرون وتسُفك دمائهم كل يوم في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان والصومال والشيشان لهو خير دليل علي ما وصل إليه المسلمون من حالة الضعف والإنهزامية ولهذا تتكالب الأمم والجيوش علي أمتنا الإسلامية وعلي بلداننا العربية وسوف يظل هذا الحقد وهذه الإساءات مستمرة ما لم يكن هناك مسلمون حقيقيون قابضين علي دينهم كالقابض علي جمرة من نار و أن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية كالإرهاب والجهاد.
وللحق نقول إننا أمام مرحلة جديدة تطل علينا من خلف دوائر صهيونية وعالمية وتساهم الإدارة الأمريكية الصهيونية والفاشية ومن يدور في فلكها في رسم صورة عن الإسلام والمسلمين مقترنة بالإرهاب وللأسف أن المسلمين قد إستسلموا لهذه الصورة المقيتة التي رسمتها لهم هذه الإدارة من أجل تحقيق مأربها الصهيونية ويجب علي مسلمي العالم الانتباه لهذه الحماقات التي تشجع متطرفي الغرب من المتعصبين والمهووسين في إشعال حروب صليبية علي الدول الإسلامية وإعطاء الشرعية لهؤلاء العنصريين لندخل في حماقة الصراع والإنزلاق إلي الفخ المنصوب لنا لإغرائنا بالدخول في حروب الأديان ولابد من إضاعة الفرصة لهم عما يحاولوه من إستفزاز للمشاعر والإهانات والإساءات لرموزنا الإسلامية ولن نسُتدرج إلي هذا المعترك ولن نرد الاهانة إلا بالإحسان فرموزهم الدينية لها قدسية في الإسلام وأن الإسلام لن يكتمل إلا بالإيمان بكل الأديان والرسل والأنبياء فانتبهوا أيها المسلمون وتوحدوا بكل مذاهبكم وطوائفكم وألوانكم من هذه المؤامرات التي لن تتوقف فإسلامنا واحد ورسولنا واحد وعدونا واحد .وعليه نقول لكل من يسيء إلي الإسلام ونبي الإسلام عفوا لا نريد منكم اعتذارا .

www.alarabi2001.blogspot.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  /  19  صفر 1429 هـ الموافق  26 / شبـــاط / 2008 م