بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

شهداء مجزرة الطائرة العراقية (727 ) في رقبة عماد
 مغنية ومن وراءه من المجرمين

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  علي حسن هادي

 

عام 1986 علم مدير الحركة ببرج ألمراقبه في مطار صدام الدولي من الإخوة السعوديين في برج المراقبة بمطار ( عرعر ) السعودي وهي مدينة قريبة من الحدود الجنوبية الغربية العراقية  ، وكذلك من برج المراقبة بمطار عمان الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية بأن  الطائرة العراقية المتجهة من بغداد إلى عمان عن طريق خط الملاحة الجوي المار بمدينة عرعر السعودية قد وجهت نداء استغاثة ( فهم ) منه المسؤولين في هذين المطارين إن الطائرة العراقية البوينغ (727 ) قد اختطفت وانقطع الاتصال معها .

وتبين بعد ذلك أن معركة داخل الطائرة وهي في الجو قد وقعت بين رجال الحماية وبين الخاطفين وعددهم اثنان طالبوا بصوت عال ، وهم يحملون بأيديهم رمانات يدوية ( قنبلة ) ، التوجه إلى مطار طهران أو إلى مطار عبادان وبلهجة لبنانية .

ونتيجة  للمعركة التي حدثت داخل الطائرة وهي في الجو وإطلاق النار عليهم من قبل رجال الحماية التي رافقها أيضا اشتباك بالأيدي تمكن رجال الحماية العراقيين من السيطرة على الخاطفين وطرحهم على ارض الطائرة ، كان طاقم الطائرة من الطيار ومساعده يستعد بالانحدار نحو الأرض للهبوط الاضطراري في  مطار عرعر السعودي انفلتت من أيد احد الخاطفين رمانة يدوية ، انفجرت في منطقة تقع تحتها أجهزة التحكم بالهبوط ودفة عصا القيادة مما أدى ذلك عدم تمكن الطيار من السيطرة عليها وخروجها عن خط الهبوط على المدرج وارتطامها بالكثبان الرملية الممتدة على جانب مهبط النزول وتبعثرت أجزاء الطائرة هنا وهناك ، إلا أن مقصورة القيادة انفصلت عن بدن الطائرة بمن فيها ولم تنشب السنة النيران فيها ، كما شبت في جميع أجزاء الطائرة المنكوبة ، وسقطت مقصورة القيادة على قمة احد الكثبان الرملية البعيدة عن مكان سقوط جسم الطائرة بمسافة 150 مترا تقريبا .

نجا من هذه الكارثة البشعة والعملية الإجرامية المدبرة طاقم الطائرة ورجال الحماية وكذلك الخاطفين ، ونجا معهم كذلك أيضا وزير الداخلية الأردني السابق سليمان عرار الذي هب هو الأخر ليساعد رجال الحماية ومنع الخاطفين من الوصول إلى قمرة  قيادة الطائرة .

أستشهد جميع ركاب الطائرة عدا الذين كانوا في قمرة قيادة الطائرة أو الذين كانوا قريبين جدأ منها من جراء تحطم الطائرة واحتراقها على الأرض وعددهم ( 59 )  مسافرا اغلبهم من الإخوة المصريين العاملين في العراق والعائدين إلى بلدهم وكذلك عدد من الإخوة السودانيين الذين أكملوا في بغداد دورة تدريبية على كيفية أدارة وتشغيل وصيانة المصافي النفطية ، كما استشهد عدد أخر من المسافرين العراقيين وكان من بينهم إحدى المضيفات .

كانت حاجيات الركاب وهداياهم لذويهم ومن بينها لعب الأطفال ومن بينهم عدد من جثث الأطفال مبعثرة هنا وهناك على  اتجاه سقوط  أجزاء الطائرة الممتدة والمشتعلة فيها النيران ،والجثث الممزقة والمحترقة بالكامل تدل على وحشية هذه الجريمة فلم يكن احد منهم يعلم  هذا المصير المجهول الذي كان ينتظره فتحولت لحظات الابتسامة والأمل إلى حالة من الفزع والرعب والمصير المشؤوم الذي كان في انتظارهم على يد إرهابيين مأجورين وسفاكي دماء الأبرياء بامتياز ممن يدعون الإسلام .

قام الإخوة السعوديين بتقديم كافة أنواع المساعدة في علاج الذين أصيبوا بجروح من الناجين وجمع جثث الضحايا الأبرياء وإيصالها بطائرة خاصة لنقل الموتى إلى بغداد .

كما قام الإخوة السعوديين وبتوجيه من الراحل المرحوم بأذن الله الملك فهد ووزير الداخلية ووزير الدفاع سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آنذاك بتسليم الخاطفين الذين نجوا من الموت بسبب قربهم من  قمرة القيادة لحظة سقوط الطائرة المنكوبة ( كان احدهم في حالة إغماء من جراء سقوط الطائرة والأخر مصاب باطلاقة في قدمه )إلى السلطات العراقية وطلب الإخوة السعوديين من السلطات العراقية بعدم الإعلان عن تسليمهم منعا للإحراج ، وقد وافق العراق على ذلك ، والتزم العراق بما وعد ،وأوصل الإخوة السعوديين الخاطفين بطائرة خاصة إلى بغداد .

تبين أن المجرمين اللذين حاولا اختطاف الطائرة العراقية وتسببا في سقوطها يحملون الجنسية اللبنانية وأنهما تدربا على كيفية خطف الطائرات واستخدام مختلف الأسلحة في الأراضي اللبنانية وفي سهل البقاع بالذات وهما من أعضاء  ( حزب الله ) وقام بتدربهما وتوجيهما وتجهيزهم لهذه العملية  اللبناني ( عماد مغنية ).

دخلا إلى مطار صدام الدولي  قادمين من مطار بيروت كراكبي ترانزيت مخفين رمانة يدوية بلاستيكية لدى كل منهم في المنطقة المنفرجة ما بين الساقين وبعد ذلك ارتدوا فوقها ( كورسيه نسائية ) لشدها على جسمهما وعد م كشفها عند تفتيشهم في المطارات.

وحادث اختطاف الطائرة العراقية ( 727 ) المنكوبة علي يد الإرهابي  ( عماد مغنية ) يذكرنا بحادث اختطاف الطائرة الكويتية ( الجابرية ) على يد نفس الإرهابي والتي نجم عنها إزهاق روح اثنان من الإخوة الكويتيين الأبرياء بقتلهم من قبل الخاطفين .

رحم الله أرواح الركاب الأبرياء جميعا وأسكنهم الباري عز وجل فسيح جناته

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  16  صفر 1429 هـ الموافق  23 / شبـــاط / 2008 م