بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

لا لن ننسى اسرانا

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  علي الهادي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ارسل لكم مقالة مع صور باللغة الفرنسية ماخوذة من كتاب عن صحفي اجنبي ترجمت لكم المقالة وارفق معها الصور لتروي جريمة ارتكبت من قبل البشمركة في عام 1991 بحق جنود عراقيين عددهم 125 جنديا

اتمنى نشرها ليرى العالم من يحكم العراق الان وليعلم المجرمين انه لن تخفى جرائمهم.

ان الجنود الذين اعدموا هم اخوتنا واكتب اليكم وانا اتخيل صرخاتهم وتوسلاتهم لذئاب بشرية لا تعرف الرحمة اذا عادت اليوم البشمركة لتقتل في كركوك والموصل من جديد لكن هيهات ان يضيع حق هؤلاء سنفضحهم في الدنيا فربما ياتي يوم تشكل لمسعود البرزاني وجلال الطلباني محكمة عراقية شريفة تحاكمهم على جرائمهم هذه وليس ذلك على الله ببعيد

اخوكم علي هادي

 

لقد ظل الأكراد متجاهلين لصرخات الرحمة التي أطلقها الأسرى العراقيين ومتجاهلين لآنيين ألآلامهم بعد الإعدام وتركوهم دون إغاثة حتى موتهم

 Kurt Schork

(كان هذا تعليق الصحفي على الجريمة التي ارتكبت امامة من قبل قوات البشمركة الكردية بحق جنود عراقيين عزل والآن تتبجح الأحزاب الكردية بادعائها انها ترعى حقوق الانسان مع العلم انها منذ استلامها لحكم اقليم كردستان فان كل الإحصائيات الرسمية الدولية تؤكد ان عدد الاكراد المهاجرين من هذا الاقليم باتجاه دول الاتحاد الاوربي وامريكا وكندا هو اكثر مما كان عليه في ظل الحكومة المركزية في بغداد) المترجم

ارجع للتفصيل الى : كردستان العراق من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

 

الى الإخوة القراء إليكم رؤايه الصحفي كما شاهدا وصورها بكامرته الخاصة ونشرها في الكتاب  Orentlicher, Diane, War crimes, Torino, éditions autrement, p.227-228.

للصحفي Kurt Schork

 

خارج المعركة

في تشرين الأول عام 1991، كانت أفواج من الجيش العراقي والبشمركة الكردية،بحالة قتال عدة ايام في معركة شرسة في مدينة السليمانية وفي ضواحيها. وبعد ظهر اليوم الثالث كانت أفواج الجيش العراقي محاصرة في مجموعة بنايات وتحديدا في جنوب غرب مدينة السليمانية. عدة مئات من الاكراد غير نظاميين تجمعوا لأجل الهجوم النهائي (يروي الصحفي انه كان حاضرا وشاهدا على ذلك)

وبعد استمرار تبادل النيران، وإطلاق قاذفات صواريخ ومدفعية من جانب الكورد أصبحت القوات الكردية على بعد عدة مئات من البنايات التي تتحص بها القوات العراقية فسيطرت على اول خط من البنايات.

ثم تسوروا باتجاه نهاية المساكن، وكانت القوات الكردية تتقدم بسهولة للاستيلاء على آخر المواقع التي يتواجد فيها جنود عراقيين، والذين كان بعضهم جريح وآخرون قد ماتوا وبقية الجنود العراقيين على مقربة منهم وقد اظهروا بوضوح حالة الاستسلام من خلال وضعهم لأسلحتهم على الأرض وقد كانوا جاثمين على ركبهم وواضعين أيديهم خلف رؤؤسهم وكان الخوف باديا عليهم ويصيحون (الله اكبر).

وطالبين من القوات الكردية ان لا يطلقوا النار حيث لم يعد هنا أي إطلاق للنار من البنايات الرئيسية التي كانت القوات العراقية تتحصن بها.

 

واخيرا توقف إطلاق النار باستسلام أخر الجنود العراقيين لتنتهي بذلك المعركة بين الطرفين.

وبذلك أصبح وضع الجنود العراقيين خارج المعركة، وكانوا متمتعين بحق الحماية بعدم الاعتداء عليهم او معاملتهم معاملة وحشية كما تنص على ذلك الاتفاقيات الدولية.

فالمادة الثالثة من اتفاقية جنيف عام 1949، والتي تتعلق بالنزاع المسلح نصت على

(في حالة قيام نزاع مسلح ليس له طابع دولي في أراضي أحد الأطراف السامية المتعاقدة، يلتزم كل طرف في النزاع بأن يطبق كحد أدنى الأحكام التالية :

1) الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في الأعمال العدائية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، والأشخاص العاجزون عن القتل بسبب المرض أو الجرح أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر، يعاملون في جميع الأحوال معاملة إنسانية، دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون، أو الدين أو المعتقد، أو الجنس، أو المولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر.

ولهذا الغرض، تحظر الأفعال التالية فيما يتعلق بالأشخاص المذكورين أعلاه، وتبقى محظورة في جميع الأوقات والأماكن :

(أ) الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب،

(ب‌) أخذ الرهائن،

(ج) الاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة،

(د) إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيلاً قانونياً، وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة في نظر الشعوب المتمدنة.

2) يجمع الجرحى والمرضى ويعتني بهم.

ويجوز لهيئة إنسانية غير متحيزة، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن تعرض خدماتها على أطراف النزاع.

وعلى أطراف النزاع أن تعمل فوق ذلك، عن طريق اتفاقات خاصة، على تنفيذ كل الأحكام الأخرى من هذه الاتفاقية أو بعضها.

وليس في تطبيق الأحكام المتقدمة ما يؤثر على الوضع القانوني لأطراف النزاع.

وعدم احترام هذه المبادئ يعتبر خرق خطير.)

وبالعود لوضع الجنود العراقيين الذين استسلموا للأكراد فان وضعهم القانوني يتوافق مع المادة السابقة.

حيث أنهم كانوا خارج المعركة التي دارت بينهم وبين الأكراد في محافظة السليمانية وحواليها فهؤلاء الأشخاص كانون غير مسلحين وكانت أيديهم للأعلى، إلا انه ورغم ذلك تم إعدامهم والحديث للصحفي على بعد أمتار منه.

اذ يروي انه شاهد سبعة سجناء عراقيين كانوا يتوسلون لأنهم عرفوا أن مصيرهم المحتوم كان الإعدام. وبعد لحظات كان الأكراد يقتادون الجنود العراقيين في أعداد صغيرة متتالية ويتم إعدامها خارج المبنى الأساسي الذي كانوا فيه وبذلك انتهت حياتهم بنفس الأسلوب رغم انه لم يكن لديهم أسلحة ولم يبدوا أي محاولة للمقاومة أو حتى الهرب.

ويروي الصحفي انه دخل إلى المبنى الرئيسي فوجد أكثر من 75 جنديا كانون موضوعين في غرفة كبيرة، ولم يكن مع احد منهم سلاح ولم يبدي أحدا منهم أي نوع من المقاومة، وكثيرا منهم كان جريحا في أثناء المعركة التي دارت وقد تم إعدامهم لاحقا.

وكان السلاح المستخدم من قبل الكورد هو الكلاشنكوف حيث انهم كانوا يفرغون أخزنة أسلحتهم مرة بعد الأخرى على هذه المجموعة، وبعد لحظات من وجود الصحفي كان الجنود العراقيين مجموعة ركام من الجثث المخضبة بالدماء. 

وهنا يروي الصحفي أمرا أكثر رعبا:

يقول بعد ذلك تجمع عدد من الأكراد حول الجثث وكسروا أمامه جماجم الجنود العراقيين الذين ما زالوا على قيد الحياة بعد إعدامهم فكانوا يضربون من يجدونه يلفظ أنفاسه ببلوك من الاسمنت.

وبعد 30 دقيقة كان الجنود العراقيين جميعا وعددهم تقريبا 125 جنديا قد ماتوا.

ويطرح الصحفي تساؤلا عن هذه الجريمة حيث إن موت هؤلاء الأشخاص بهذه الطريقة يعتبر جريمة حرب لأنهم كانوا تحت سلطة عدو لهم وكانوا جرحى ولهذا كان لهم الحق وفقا للقانون الدولي بالتمتع بالحماية لا إعدامهم بهذه الطريقة.

 

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس  /  14  صفر 1429 هـ الموافق  21 / شبـــاط / 2008 م