بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

وحدة المقاومة العراقية.. مشروع وطني مقدس

 

 

 

 

  شبكة المنصور

  الدكتور أحمد عبدالسلام

 

انطلقت المقاومة العراقية منذ الأيام الأولى لبدء العدوان واحتلال العراق في عام  2003 حيث مثلت مشروعا جهادياً وطنيا بالدرجة الأساس هادف إلى تحرير العراق من الاحتلال قبل كل شيء ، وضمت في صفوفها كل أبناء العراق بمختلف اتجاهاتهم وميولهم ولم تكن قاصرة على فئة دون غيرها، كما حاول المحتلون وأذنابهم إظهارها لتفريق الصفوف وخلق التكتلات والمحاور،وخلال ما يقارب الخمس سنوات من الجهاد البطولي أثبتت المقاومة وجودها كقوة قتالية متصاعدة،وقد علمت المقاومة العراقية بمختلف فصائلها المسلحة الباسلة ،الدنيا كيفية قتال المحتل وإفشال مخططاته، إذ اعتمدت وسائل وأساليب قتالية لم تكن مستخدمة من قبل.ويكفي المقاومة العراقية فخرا إنها مرغت انف أقوى جيش في العالم  عدة وتقنية عالية، في وحل الهزيمة الذي بات يمهد لإيجاد مخرج له من تلك الورطة، فتارة يعترف بان هناك أخطاء رافقت احتلال العراق وتارة أخرى يُّقر بان النصر لم يعد ممكنا في العراق وهذا كله كان بفضل الله سبحانه وتعالى وكما جاء بكتابه العزيز (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) . 

وأدركت بعض فصائل المقاومة العراقية المنتشرة بمختلف محافظات العراق أهمية الانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة مع العدو الأمريكي وحلفائه بعد أن تصدعت صفوفه وانفرط عقد التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لاحتلال العراق بانسحاب عدة دول من ذلك التحالف بسبب الضربات القوية الموجهة لها، فتوحدت مجموعة من تلك الفصائل المسلحة فيما بينها خلال عام 2007 وشكلت عدة جبهات، وكانت تلك المرحلة تحولا نوعيا في عملها على مستوى السّوق العسكري للمقاومة ، فهي خطوة نحو تشكيل خندق واحد متراص متين في مواجهة الاحتلال، هادف إلى تنسيق وتوحيد الجهد القتالي والسياسي ويُمثل ردا معنويا مؤثرا في ظل مؤشرات حالة التردي والانكسار في صفوف القوات الأمريكية وازدياد حالات الانتحار بين جنودها. إلا إن هذه الخطوة ومالها من ايجابيات جمة جسدت المنهج الصحيح الذي يستوجب الظرف إتباعه وعبرت عن جزء من طموح الشارع العراقي وليس الطموح كله، لأنها لم تكتمل ببعدها الاستراتيجي الشامل فهناك بعض الفصائل وجبهات المقاومة ما تزال تقف بمنأى عن تلك الخطوة الحيوية المهمة لأسباب غير واضحة بعد. 

ومهما كانت تلك الأسباب ،ينبغي أن يسمو هدف تحرير العراق فوق كل خلاف بالرأي أو خصومة أو وازع شخصي أو تخطيط لمغنم سياسي ويستوجب أن تسعى كل جبهة جهادية للقاء الجبهة أو الفصيل المقاوم الآخر مادام العدو المقابل هو نفسه لكل الأطراف وسوف لن يفرق بينها إذا سنحت له الفرصة- لا قدر الله- للانقضاض عليها، ولان مصلحة الوطن العليا وتحريره تقتضي أن يضع كل فصيل من فصائل المقاومة العراقية الشريفة الباسلة يده بيد الفصيل الأخر ضمن مشروع وحدة البندقية، وحدة المواجهة ،وحدة المصير وان يُخلص البعض النية في التفكير والعمل لإنجاح مشروع وحدة المقاومة الشاملة . 

إن متطلبات المرحلة الراهنة تستلزم انبثاق مشروع وطني شامل لوحدة الفصائل المجاهدة في العراق كافة،التي لم تهادن الاحتلال الأمريكي وحكومته الألعوبة لتنسيق فعلها العسكري الجهادي المقاوم بشكل مشترك لضمان إلحاق أكبر الخسائر بالعدو المحتل وتشكيل مجلس وطني موحد يضم ممثلين عن كل جبهات وفصائل المقاومة العراقية الوطنية والقومية والإسلامية ليكون الممثل الشرعي الوحيد للمقاومة الشريفة وللشعب العراقي، يتولى هذا المجلس وضع الأسس لصياغة برنامج وطني موحد للتحرير الكامل وثوابته وصياغة البرنامج السياسي لإدارة شؤون الدولة بعد دحر الاحتلال،وينبثق عن المجلس جناح سياسي يمثل المقاومة العراقية بكل فصائلها ويعمل على تنفيذ برنامجها الشامل للتحرير في المحافل الدولية وإدارة علاقاتها الخارجية وتوحيد خطابها السياسي والإعلامي ، بعد أن ازداد أدعياء الصالونات السياسة الطامعين بالحديث زورا نيابة عن المقاومة وفصائلها الذين ليس لهم صلة بها من قريب أو بعيد. 

النقطة الجوهرية في الدعوة لوحدة فصائل المقاومة العراقية هي أن المحتل سيكون المستفيد من بقاء جهد المقاومة العراقية غير موحد وسيعمل على استغلال الحالة لصالحه إذا ما سنحت له الفرصة لإثارة المشاكل والخلافات بين فصائل المقاومة لإضعافها. وكذلك بعض دول الجوار الإقليمي الساعية لتحقيق أهدافها في خلق توازن بين فصائل المقاومة هذه أو تلك على أسس واعتبارات طائفية، المقاومة العراقية الشريفة هي أسمى منها. وان شاء الله ستكون من حصة العراق وحده.

 

 

 

 

شبكة المنصور

السبت  /  09  صفر 1429 هـ الموافق  16 / شبـــاط / 2008 م