بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

الـ ( لا ) الشجاعه والـ ( نعم ) الجبانه والتأريخ هو الحكم

 

 

  شبكة المنصور

  ابو مصطفى العنزي

 

بكلام بسيط وواضح لم تتمكن الولايات المتحده الامريكيه بكل ما تمتلك من قوه عسكريه وتكنولوجيه وما لديها من عملاء وجواسيس وخونه ومرتزقه وما تدعيه من اجهزة مخابرات هددت بها العالم لسنين طويله وما تضمره من خبرة في الكذب والخداع ان تهزم العراق او ان تفرض ستراتيجيتها التي خططت لها عقود من الزمن وراحت تضيف عليها وتشطب منها وتشذب منها الثغرات دون جدوى بعد ان تورطت بما املاه عليها عملاء مأجورين تنقلوا بين مختلف اجهزة المخابرات المعاديه للعراق وأخيرا وليس آخرا حطوا رحالهم في احضان المخابرات الامريكيه شأنهم شأن المومس الرخيصه التي تتنقل بين دور الدعارة والبغاء الى ان يمتد بها العمر فترمي بنفسها في اقذر دار وابخسها لأنها تعلم ان هذه الدار هي مصب البائرين ومجمع المنبوذين ، وهكذا يدلل الواقع ان الاداره الامريكيه رغم ما تدعيه من قوة وعنجهيه نجدها غاية من العقم والهبوط في التعامل مع قضايا ومعطيات مصيريه بالنسبه الى سمعتها وشرفها وموقعها الانساني بين الامم ، ويكفي انها اعترفت بأن احمد الجلبي (وهو افضل عملائها ) قد كذب عليها وورطها بمعلومات مضلله في عملية احتلال العراق وهذا دليل على مدى عدم ادراكها لمعنى العلاقات الانسانيه ان كانت وفق قوانين السماء او قوانين الارض ولكونها لا تعترف بقوانين السماء فهي لا تكترث لقوانين الارض وبالتالي فهي بعيده عن القوه وبعيده عن الاحترام وبعيده عن مواصفات الدوله التي تمتلك الاخلاق بكل مواصفاتها .

من يقول ان امريكا احتلت العراق دون استراتيجيه مسبقه ومحدده ودون ان تحسب حساباتها لما بعد الاحتلال فهو عقيم مثلها لأنها وضعت لكل شيء حساباته ودرست كل شيء خطوه اثر خطوه برؤيتها وتصوراتها واعتقادها الذي يجعلنا نقول مره اخرى بانها دولة عقيمة وضيقة المدارك لانها تناست واهملت اهم فقرة من فقرات مواصفات الشعوب الحرة الكريمة التي تتمسك بالحرية والكرامة اكثر من تمسكها بالحياة، وهكذا اعتقدت ويا لبؤس الاعتقاد انها ستحتل العراق وتسلط عليه هذه الثلة الباغية التي جلبتها معها ثم تتسلط هي على الجميع وتسير الامور كأن شيئاً لم يكن واذا بها تفاجأ بارتطامها بجدار صلب لم تكن وضعته في حساباتها وتصطدم بالمقاومة العراقية التي اجهضت مخططها وكشفت ستر استراتيجيتها التي لم تكن يوما مستورة .

ان اعتقاد امريكا بسيادتها على العالم وهيمنتها عليه هو بالاساس اعتقاد خائب وزائف وغير اخلاقي وبقدر ما يحقق هذا الاعتقاد من ضرر وخطوره على الاخرين فانه يحقق ضرر وخطر اكبر عليها لانها لم تقرأ التاريخ ولذلك فهي لم تتعلم من تجاربه ولم تطلع على الامبراطوريات والممالك والتي سقطت من القمم الى المنحدرات بسبب اعتقاداتها الزائفة وتطلعاتها في استعباد الامم والشعوب والاخرى.

تعودت امريكا ان تأمر وتنفذ اوامرها دون قيد او شرط او استفسار او تساؤل من المنفذين وخرج الموضوع عن طابع الاوامر العسكرية المجردة التي تستند على نظم اخلاقية وتعداه الى الاوامر الاستعبادية الاستعلائية التي تستند على الاستهتار والتعالي المنطلق من شريعة الغاب التي لا تعرف سوى مبدأ القوة المتوحشة. وللاسف نرى الكثير من الحكومات والانظمة وبالخصوص الانظمة العربية التي تعاملت مع هذه الوحشية بفزع وخوف شديدين فركعت واستسلمت وسلمت امورها وصار كل نظام يبحث عن اية فرصة لتحسين صورته امام هذا الوحش ليحظى برضاه ويكسب وده ولذلك فان امريكا ومن منطلق استصغارها واحتقارها لهذه الانظمة راحت تحملها اعباء ومسوؤليات كل منغصات الرفاهية الامريكية .... فالارهاب من العرب والمسلمين والتطرف من العرب والمسلمين والتعنصر من العرب والمسلمين ونرى الانظمة المسكينة دائبة بتصديق كل ما تقولهة امريكا عليها فراح البعض يختلقون عمليات ارهابية في بلدانهم ويضربونها بقوة وعنف ليضهروا امام امريكا بالوجه الابيض والبعض الاخر يزرع العداء والفتنة بين ابناء شعبه متهما اياهم بالطائفية والتطرف لكي يحظى ببركة امريكا وهكذا تحولت الانتهازية من اشخاص يتصفون بالنفاق وضمور العقل السياسي الى انظمة وحكومات تحولت الى مجاميع من الجبناء والمتاجرين بدماء ابنائهم من اجل زيادة التصاقهم بدواوين الحكم.

اردت بما تقدم ان اقول لبعض الاخوة العرب الذين ابدوا اسفهم لما حدث ويحدث في العراق ثم حاولوا عكس الموضوع واسبابه الى النظام الوطني متمنين لو انه قبل بالعرض الامريكي او الاقتراح العربي او النصائح الدولية ووافق على الشروط وتخلى عن المواقف الصلبة واعطى واخذ الخ .... نقول لكل الاخوة ان امريكا التي امامكم الان هي نفسها لم تكن لتتغير لو كان العراق قد وافق على شروطهم وانكم كنتم قد رأيتم اسوأ مما حدث ويحدث لو وافق العراق على الشروط وبصم على المطالب لان ما تريدهة امريكا والصهيونية هو الحال الذي امامكم الان وما سيلحقه من سوء حال اكثر وان رفض العراق للشروط الامريكية قد ابعد عنكم الحال المماثل فترة من الزمن مع ان الخضوع تحت اقدام االامريكان والصهيونية لدى الكثير من الانظمة العربية هو اشد وطأة مما يحدث الان في العراق لان العراق يعيش الان حالة جهادية مشرفة ومقاومة شرسة وصامدة تقوم باهانة الامريكان يومياً اما في غير العراق فالامريكان يعيشون امنين مطمئنين ولذلك فان الـ(لا) العراقية الشجاعة هي اشرف بكثير من الـ(نعم) الجبانة التي يعيش على فتاتها الكثير والتاريخ هو الذي سيحكم والقادم من الاحداث سيثبت ويدلل على ذلك.

 

 

 

 

شبكة المنصور

الخميس  /  30 محـــــرم 1429 هـ الموافق  07 / شبـــاط / 2008 م