بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

الموصل حلقه خطيره من حلقات المخطط والمؤامره

 

 

 شبكة المنصور

 ابو مصطفى العنزي

 

متى يصدق الأنسان في انتمائه الديني او انتمائه القومي او انتمائه الوطني لكي يثبت على هويته الانسانية الحقيقية ويبقى جزءا منها ويدافع عنها ويضحي من اجلها، من يكون صادقا في انتمائه الديني لا بد ان يعزز كل ما يأمره به هذا الدين من ابراز مكمن القوة ومحاربة مكامن الضعف ... ومكامن القوة بلا شك هي السير وفق منهج الله وشريعته وسنن رسله، اما مكامن الضعف فهي كل ما يدعو الى ايجاد التفرقة بين ابناء الدين الواحد واشد انواع التفرقة فتكا بالدين هي الطائفية والمذهبية التي وصلت الى حد تقسيم الدين الواحد الى عدة اديان والايحاء وكأن لكل طائفة الهها الخاص ونبيها المعتمد، اما الصادق في انتمائه القومي فهو واضح وهو الذي يعتبر قوميته التي ينتمي اليها عبارة عن مجتمع واحد ليس بين ابنائه اية عوامل تدعو للفرقة والتباعد او عوامل العداء وتضارب المصالح انما مجتمع يلتقي بعوامل مشتركة واصيلة واساسية تجعل منه امة متماسكة متعاضدة لا يهتز تماسكها وتعاضدها تحت اي ظرف من الظروف .... اما الانتماء الوطني الصادق الشريف فليس اختراعا ان نقول عنه بان ابسط مواصفاته هي حب الوطن والاخلاص له والتضحية في سبيله والمحافظة على وحدته وعزته وكرامته.

عراقنا الجريح المحتل الملتهب يمر اليوم في اصعب امتحان على صعد الانتماء الديني والقومي والوطني وهذا الامتحان سيقرر مصير العراق وحالته التي اصبحت مسألة حياة او موت وليست الحياة الا ان يعي العراقيون والعرب قوة وحجم وخطورة المؤامرة التي تتقدم بخطواتها يوما بعد يوم وليس الممات الا ان يبقى العراقيون والعرب يتفرجون على ما حدث ويحدث وهم صم بكم عمي، والامر والاوجع من ذلك ان القلة المنحرفة الساقطة البعيدة عن الانتماءات الصادقة تبارك ما يحدث وتعاضده وتقف جنبا الى جنب مع من خطط المؤامرة وينفذها.

ما يحدث في محافظة نينوى (الموصل) اليوم ليس كما حدث من مجازر الشيوعيون عام 1959 عندما كانوا يحملون الحبال ويهتفون " ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة " ويربطون الرجال والنساء ويسحلونهم بالسيارات حتى تتناثر اجسادهم ولا يتبقى الا الهياكل العظمية .... ما يحدث اليوم اكبر بكثير مما حدث لان الحالة الحاضرة تتعلق بمصير ومستقبل الموصل المسلم العربي الوطني ومن يضع المسألة في باب ما يسمعه من الاعلام الحكومي العميل او الاعلام العربي التبعي او الاعلام العالمي المتآمر المزيف فهو عقيم وبعيد كل البعد عن واقع المؤامرة واهدا فها ... فاذا كانت الفلوجة قد هدمت على رؤوس النساء والاطفال والشيوخ ثم جرى تعويض ما تبقى من اهلها عن قيمة الطابوق والحديد والاسمنت الذي سقط على رؤوس ذويهم فأن حلقة الموصل تختلف لان هذه المدينة العظيمة العريقة سوف لن تعوض ولن ترى النور لانها ستبتلع وتستقر في احشاء الافعى وعندها لا ينفع الندم لان الندم لم يساهم يوما في اعادة عقال بعير فقده العرب مع ان العقال الان قد تحول من رأس البعير الى رأس الحمير.

تنظيف الموصل من القاعده نكته سخيفه وقديمه قدم العملاء واذنابهم وحقيره كحقارتهم واذا كانت القاعده بديلا لأكذوبة اسلحة الدمار الشامل فهي اليوم بديلا لتغيير هوية الموصل وطمس عروبتها ونرى السباع والضباع والكلاب قد كشرت انيابها لنهشها وابتلاعها .

المخادعون والكاذبون بأنتمائهم الديني فتحوا ابواب الطائفيه على مصاريعها وراحوا من خلالها ينهبون الدين ويشوهون حقيقته مقابل سيل السرقات والنهب وملذات الدنيا وهم في الحقيه لايربطهم مع الله شعرة من الصدق والايمان ... والمخادعون والكاذبون بأنتمائهم القومي اختلقوا لأنفسهم قوميات جديده ما انزل الله بها من سلطان واصبح انتمائهم العربي سرطان عليهم لأنه لم يعد ينفعهم ويتلائم مع ما وصلوا اليه من السقوط ... والمخادعون والكاذبون بأنتمائهم الوطني اكتشفوا مؤخرا إن هذا الوطن اصبح ثقيلا عليهم فتعاملوا معه وكأنه بقعة من الارض انتهى عطائها بعد ان اوغلوا في تدميرها ونهبها لينتقلوا بعد ذلك الى بقعة اخرى .

أما الصادقون فحسبهم الله ونعم الوكيل تتآكل قلوبهم وأكبادهم وهم يرون ويشاهدون كل شيء يتآكل وتتطاير ارواحهم الى عنان السماء كلما دمرت ثلمة من وطنهم ودينهم وقوميتهم ويبقى ايمانهم وصمودهم هو السيف والرايه وبدونهم سوف يضطر ابناء الأمه الى الصياح ( الموصل عربيه فلتسقط الصهيونيه ) مثلما مضى اكثر من نصف قرن وهم يصيحون ( فلسطين عربيه فلتسقط الصهيونيه ) ..

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 23 محـــــرم 1429 هـ الموافق  01 / شبـــاط / 2008 م