بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

هل اصبح جلال الطلباني هو مهندس الاجتياح التركي لمنطقة كردستان ؟؟

 

 

 

 

 شبكة المنصور

 ابو مهيمن الحديثي

 

كي تكون قراءتنا للاجتياح التركي لكردستان العراق صائبة، يفترض أن نكون على اطلاع ودراية كافية بالاتفاقات والتفاهمات السريَّة التي عُقِدت خلف الأبواب الموصدة بين الأطراف المشاركة فيه. فإذا لم نكن مطلعين على هذه الاتفاقات السريَّة، ستبقى قراءتنا للاجتياح التركي قاصرة وسطحية، ولا تتعدَّى اعتبارها جولة جديدة من الحرب الدائرة بين تركيا ومقاتلي «حزب العمال الكردستاني». وقد يبدو هذا أمراً طبيعياً، لدى الكثيرين، لأن هذين الطرفين في صراع مستمر منذ سنين عديدة. ولئن بدت الولايات المتحدة الأميركيَّة المُحرِّك الرئيس في هذا الاجتياح، فثمَّة من يضيق الخناق على الجبهة الداخليَّة الكرديَّة بمساندته لهذا الاجتياح كرديَّاً، وهو الرئيس العراقي وزعيم «الاتحاد الوطني الكردستاني» جلال طالباني.هذا الحديث كله لاحد محللي واعلامي من حزب العمال الكردي ولانه مطلع على ما تقوم به الاحزاب الكردية وقادة الحزبين الكرديين جلال ومسعود ..ويبقى الطلباني هو ذلك العميل الذي يطرق جميع الابواب مهما كانت تلك لمصلحته ومصلحت حزبه فقط؟؟

المطَّلع عن قرب على سيرة طالباني، يعي تماماً أنه لعب دوماً دور حصان طروادة في الحركة القوميَّة الكرديَّة. فعلاقاته لم تنقطع يوماً مع مراكز القوى التقليديَّة في تركيا والأحزاب التركيَّة، وبخاصة «العدالة والتنمية»، والحكومات المتعاقبة، حتى وهي في أوج قمعها واضطهادها للأكراد. فضلاً عن علاقاته بالنظام العراقي السابق، والنظامين الإيراني والسوري. لدرجة، أنه وصف الكفاح الكردي في تركيا بالإرهاب، والدفاع عن النفس في مواجهة آلة الحرب التركيَّة، بأنه خيانة للشعب الكردي. وفي انتخابات 22 تموز (يوليو) الماضية، ناشد أكراد تركيا بالتصويت لـ «حزب العدالة والتنمية»، وعدم التصويت لـ «حزب المجتمع الديموقراطي» (الكردي). ووصولاً لتصفية «العمال الكردستاني»، متَّن علاقاته بدوائر الحرب الخاصَّة التركيَّة، ولم يدَّخر جهداً في هذا المسعى.

حتى قبل أن تبدأ تركيا هجومها الجويَّ على جبال قنديل في 16/1/2008، كان «الاتحاد الوطني» وزعيمه طالباني، يهيّئان الأرضيَّة للاجتياح البرِّي الحالي. وبحسب الأنباء الواردة إلينا، في مطلع شتاء 2008، قام «الاتحاد الوطني» بسدِّ كل الطرق الواقعة تحت سيطرته، والمؤدِّية إلى مناطق وجود المقاتلين الاكراد التابعين لـ «حزب العمال»، بغية الحؤول دون وصول المعونات اللوجستية إليهم. وتم تقنين المواد الاستهلاكيَّة للقرويين الموجودين في تلك المناطق. وأثناء الهجوم الجوِّي التركي، أعيقت معاجلة المقاتلين الجرحى. وتم ايواء عناصر الاستخبارات التركيَّة في المخافر والمفارز العسكريَّة التابعة لـ «الاتحاد الوطني»، والقريبة من جبال قنديل، وألبسوا ثياب «البيشمركه»، وعاونهم اعضاء «الاتحاد» على جمع المعلومات الاستخباريَّة عن مقاتلي «العمال الكردستاني». وجرى الضغط على بعض القرويين كي يجمعوا المعلومات الاستخباريَّة لهم عن تحرُّكات المقاتلين الاكراد، وتم اغراؤهم بالمال لصالح الاستخبارات التركيَّة.

من جهة أخرى، بدأ طالباني حملة إقصاء وتقويض ضدَّ القيادات والعناصر المناوئة لمسلكه في حكومة الإقليم عموماً، وفي «الحزب الديموقراطي» الكردستاني، على وجه الخصوص. والجناح المؤيد لطالباني، ضمن هذا الحزب يشتد ويتعاظم، ويوشك أن يؤدي به الى الانشقاق. ومسعود بارزاني على دراية وعلم بذلك وهو منزعج جداً منه. وهناك منذ فترة تناقضات حادة بينه وبين بارزاني، في ما يتعلَّق بملف كركوك، واستقلال إقليم كردستان، وسياسة التضامن القومي مع الأكراد في البلدان الأخرى. ويبدو أن الولايات المتحدة هي أيضاً بدأت تنفض يدها من بارزاني، تناغماً مع مسعى طالباني، وصولاً لاستبداله بنيجيرفان بارزاني في قيادة «الحزب الديموقراطي الكردستاني». ربما لأن واشنطن بدأت تلاحظ أن مسعود بارزاني يشكِّل إرباكاً للسياسات الأميركيَّة في العراق، ولم تنجح في إقناعه بالسماح للأتراك كي يباشروا هجومهم الجوي والبري على «حزب العمال»، خلافاً لجلال طالباني، المنسجم تماماً مع السياسات الأميركيَّة والتركيَّة. وعليه، يتضح تنامي دور وشعبية نيجيرفان بارزاني على حساب عمِّه مسعود بارزاني، بدعم من طالباني، وإيعاز أميركي، وصولاً لتنحية مسعود وتنصيب نيجيرفان، الذي تربطه علاقات اقتصاديَّة وثيقة بأنقرة، وبخاصة بـ «حزب العدالة والتنمية»، ولديه العديد من الشركات والاستثمارات العملاقة في تركيا، في مدن ميرسين وأنطاليا واسطنبول. كما أنه، أي نيجيرفان، وضع اقتصاد الإقليم تحت رحمة تركيا، بموافقته على عمل أكثر من 800 شركة تركيَّة في الاقليم، غالبيتها قريبة من أوساط «العدالة والتنمية». وفي هذا السياق، وقبل بدء الاجتياح التركي، جرت مساع حثيثة ضمن «الاتحاد الوطني» و «الديموقراطي الكردستاني» للضغط على مسعود بارزاني، لجهة دفعه نحو إطلاق صفة الإرهاب على «حزب العمال»، نزولاً عند الرغبة الأميركيَّة التركيَّة.

وسط هذه المعطيات، كشف النقاب أخيراً، أن نائب رئيس هيئة الأركان العامة التركيَّة، الجنرال أرغين سايغون، وفي زيارته الأخيرة لبغداد يوم 16/2/2008، قام بزيارة جلال طالباني في مدينة السليمانية، واجتمع به بشكل سرِّي، ولم يُكشف خبر الاجتماع وما دار فيه للإعلام. ولكن عُلم أنه اتفق فيه على النقاط التالية:

1- مساندة الاجتياح البري التركي. وإن حقق أهدافه في تحرير مناطق كاروخ وآسوس وشهيد هارون، ومناطق قنديل من عناصر «حزب العمال»، سيتم تسليمها لـ «الاتحاد الوطني».

2- تشكيل لجنة تنسيق مشتركة بين «زانياري» (استخبارات «الاتحاد الوطني») و «جياتم» (الاستخبارات العسكريَّة التركيَّة)، لمواجهة «حزب العمال»، تمهيداً للاجتياح التركي.

3- أثناء الاجتياح سيتم تسليم الفارين من صفوف «حزب العمال» في فترات سابقة، كـ «مجموعة عثمان أوجلان»، للأتراك، وإظهارهم على أنهم هربوا توّاً من صفوف «حزب العمال»، ونشر صورهم في الإعلام التركي، في سياق حرب نفسيَّة ضد الحزب. وبعد توظيفهم ضمن الحرب الإعلاميَّة، يتم الإفراج عنهم بموجب المادة 22 من قانون العفو التركي.

4- تم إقناع طالباني بضرورة إنشاء منطقة عازلة، والسعي لاقناع مسعود بارزاني بأهميَّة وجود شريط حدودي عازل، يبدأ من وادي زاب، شلادزه، باسيان، حاجي بيك، سهل حياة، وحتى مناطق خواكورك.
هذا الاجتماع جرى بين طالباني والقادة العسكريين الاتراك في مدينة السليمانية، وكان ذا أهمية قصوى تمهيداً للاجتياح البري لكردستان العراق. وتم فيه وضع جوانب الحملة التركيَّة كافة على الطاولة، ومناقشتها من قبل طالباني والجنرالات الأتراك. اما التصريحات الرافضة للاجتياح التي تصدر عن «الاتحاد الوطني» وبعض قيادات كردستان العراق، فهي لحفظ ماء الوجه.

والسؤال المطروح هنا: ما هي الأهداف الحقيقيَّة لهذا الاجتياح، الذي يقول أردوغان عنه: «إنه لن ينتهي إلا بعد أن يحقق أهدافه»؟ إن المؤسسة العسكريَّة التركيَّة تسعى من خلال هذا الاجتياح لتحقيق مجموعة اهداف منها:

أولاً: وضع المنطقة الممتدَّة من زاب وحتى خواركوك، ذات الاهميَّة الاستراتيجيَّة بالنسبة الى كردستان العراق، ومقاتلي «حزب العمال»، تحت سيطرة تركيا، والتمركر فيها عبر اقامة شريط أمني عازل، يحول دون انتقال المقاتلين نحو المنطقة الكردية في تركيا.

ثانياً: تصبح كردستان العراق مكشوفة امام الجيش التركي، وبالتالي تحت رحمته، وصولاً للتأثير على القرار الكردي السياسي في العراق، في ما يتعلَّق بالمادة 140، وقانون النفط، ومستقبل الفيديرالية. وعليه تصبح منطقة كردستان العراق محميَّة تركيَّة. وهذا الوضع لن ينسف المشروع الفيديرالي الكردي في الإقليم وحسب، بل يتم القضاء نهائياً على حلم الدولة الكرديَّة في العراق وتعود الحال بالمنطقة الكرديَّة - العراقيَّة إلى فترة 1992.

ثالثاً: الأهمّ والأخطر هو كسر الإرادة القوميَّة الكرديَّة في كل مكان، والعودة بالأكراد إلى الزمن الطوراني الأتاتوركي. وهذا مخطط أميركي - بريطاني، بعد استنفاد مفاعيل الدور الكردي في المشروع الأميركي في العراق، وحلول الدور التركي محلَّه. والخشية أن يكون جلال طالباني قد لعب دور رأس الحربة في هذا السيناريو، من دون الاكتراث بالمخاطر والتهديدات والمشاريع التركيَّة، أو الالتفات إلى المصالح القوميَّة الكرديَّة .من خلال تلك الايضاحات ومن خلال بكاء القادة الاكراد على اقليمهم نستنتج من هؤلاء انهم كيف وقفوا بداية الامر لشحن حملاتهم البكائية على شعبهم الكردي وكيف كانت الحكومة الوطنية تعاملهم في هذه الاثناء والجيش التركي يجتاح شمالنا العزيز بكل ثقل قواته العسكرية ويدخل مدن شمالية ويقتل الابرياء من الشعب الكردي فأين هذا مسعور الذي اصبح نمراً ورقياً امام الجيش التركي واين بيش مركته الذي يتباها بها امام هذا الجيش ؟؟ الخونة يبقون خونة مهما كانت امورهم فجلال اليوم يدخل الجيش التركي لقتل ابناء جلدته ومن قوميته وهو ذاك جلال نفسه الذي جلب القوات الايرانية ليدخلها الى مدينة اربيل ويستغيث بعدها مسعور ويستنجد بالشهيد وبالجيش العراقي للوقوف والدفاع عن شمالنا وكانت صولة الرجولة للبواسل وطرد كل من كانت تسول نفسه لاحتلال شبر من العراق اما اليوم فالكل تصول وتجول بشمالنا من يهود وفرس واتراك بفعل هؤلاء الخونة الذي يبيعون ابناء جلدتهم على حساباتهم الخاصة ؟؟ ونحن نقول وأسفاه وأسفاه تلطخ التاريخ العراقي كله بتسمية هذا الخائن اللعين وأصبح رئيس جمهورية العراق ؟؟

 

 منقول من جريدة الحياة اللندنية

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة /  22  صفر 1429 هـ   ***   الموافق  29 / شبـــاط / 2008 م