بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

الدين لله ويبقى الوطن للجميع, فأذن لماذا هذه الحرب ؟!!

 

 شبكة المنصور

ابو مهيمن الحديثي

 

هؤلاء دعاة الاسلام جالسين مع المحتل مباركين احتلاله ويطعمونه من خيرات البلد؟

في ظل ( الفوضى الخلاقة)غالباً ماتختفي الحقائق وغالباً ماتتشوش الصور إلى الحد الذي يجعل المحلل يقف حائراً أمام الأحداث عاجزاً عن تحليلها حيث تتراكم الخفايا والحقائق وتصبح أكثر مما تتحمله الذاكرة.

كم جريمة مرت ومررت دون ( مساءلة وعدالة ) وطواها النسيان حديثة, الاسحاقي, أبوغريب, الجادرية ,عدادات النفط , التقسيم ,الفدرالية ,الدستور , المصالحة الكاذبة , أجتثاث البعث ذلك المسخ الذي تم تعميده في برلمان منتخب فوصم مؤيديه بوصمة عار أبدية.وأخيراً  حرق البنك المركزي العراقي ؟؟

دون مبالغة نقول أن الجريمة المتميزة عن كل تلك الجرائم كانت مجازر عاشوراء السابق والأسبق في الزركة والناصرية والبصرة ليس بسبب قذارة تلك المجازر بل للغموض المتعمد الذي أعتمده المخططين والمنفذين على تلك المجازر والتزييف الذي حصل على النوايا وعلى طرفي المعادلة العراقية (من القاتل ومن القتيل ) .

قيل لنا الضحية هم جند السماء وإنهم إرهابيين يودون تصفية المراجع العظام وكما قالوا لنا أن قرآن مسيلمة يضم آية تقول ( يا ضفدعة نقّي كما تنقين , رأسك في الماء ورجلك في الطين ) قيل لنا أيضاً أن ألسيد الحسني ( الإرهابي) عندما يشتهي الشاي يطلب واحداً له وواحداً للإمام المهدي عليه السلام وقيل لنا ان الانتحاريين يفجرون نفسهم ليفطروا عند المصطفى (ص) وبذلك أعاد التأريخ نفسه, وسرعان ما حصلت الجماعة المهداوية من الحكومة على لقب (الجماعات المنحرفة ) وأصحاب (الدعاوى الضالة ) فالمساحة بين الضلالة والهدى اليوم لا يحددها إلا أتباع بريمر كما نعلم  .والمنطقة الخضراء ؟؟

ولعلكم سمعتم الناطق الرسمي بإسم الجماعة المهداوية والذي خرج من الفظائية الشرقية يتحدث وعرفتم فكر هذه الجماعة التي تحمل عقيدة مسالمة (حسب ناطقهم الرسمي ) احمد الانصاري تتلخص في أن ما حصل لنا كان سببه المرجعيات الدينية والتقليد وأن الحل يكمن في أن تكون العلاقة مباشرة بين الرب وعبده ( وهذا ما تمكننا من فهمه عن هذه الجماعة )  .

أذن لما هذا القتال وما دوافع هذا الحماس لمحو هذه الجماعة!!! من قبل الحكومة؟؟؟

هنا يمكن حل اللغز المحير عن دوافع الحماس لقتل هؤلاء وإبادتهم وحملات  التشويه والتشويش ضدهم وتعدد الأطراف المساهمة في ذلك .حتى جماعة جيش المهدي شاركت بقتال هؤلاء ؟؟ويطلقون على انفسهم المهدويون!! بعض مقتنياتهم التي وجدت معهم نجمة داوود؟! هل حوربوا من اجل ان هذه الجماعة كونها من الجمعات المنحرفة او دعوتهم ضالة ام لها هذه الجماعات تأثير أخر على الشارع العراقي؟!!

وهنا يكمن الدرس البليغ لنا جميعاً وهو أن الفكر قوة تخيف كل أعداء الشعوب . . أنها فكرة بسيطة سليمة تنصف العلاقة الطبيعية بين الرب وعبده والتي هي أرقى صور العلاقة وأكثرها تماشياً مع روح العصر خصوصاً بعد نزول آخر آية في القرآن تلاها تبلور المذاهب الأربعة ووضوحها وتيسر وسائط إيصالها وسهولة تداولها فبضغطة   زر خفيفة يمكننا الاطلاع على تفسير أية سورة وبضغطة أخرى نحصل على رأي المذاهب الأربعة في أي موضوع نشاء وهذا ما ينسحب على كل الأديان  .لنأخذ هذين المثالين ؟؟

هل كان السيد الحسني يحمل سلاحاً ؟! وهل كان مخترع آلة الطابعة يحمل سلاحاً ؟! لقد حورب الأول كونه يحمل عقيدة تقوض مواقع الكثيرين وتعيد الدين لله ويبقى الوطن للجميع (وهذا حسب اعتقادهم ) وهذا ما يريده أصحاب تلك المواقع من فقهاء دين وساسة ومبوقين وطبالين ووعاض للسلاطين . أما الثاني فقد أحرقته االكنيسة في مكان عام بحجة أنه اختراع (الشيطان ) والجماهير المخدوعة تهتف ضد الشيطان . . لماذا ؟ لأن اختراع آلة الطباعة ( الشيطان) ستزيد من عدد نسخ الكتاب المقدس ويصبح  في متناول الجماهير المسيحية فتهدد مواقع رجال الدين لأن المسيحي سوف لن يضطر إلى زيارة القس في الكنيسة ليسأله عن سفر من الأسفار وهذا ما حصل فعلاً وانحسر دور الكنيسة ..؟؟

كيف نتوصل إلى أن الفكرة (س)أو(ص) ملائمة ؟ .. لاشك بأن التجربة أم البراهين وقد جربنا وضعاَ كان فيه للمراجع الدينية دوراً كبيراً ومؤثراً لم يشهده تأريخ العراق من قبل وهذا الوضع يدخل سنته الخامسة وحصاده المدمر معروف للقاصي والداني .

ويمكن وصف الوضع وبلا تردد بأنه الوضع الأسوأ في تاريخ العراق فهذا الشعب لم ينقسم ولم يقتل بعضه بعضاً حتى في زمن المغول بل كان ككل الشعوب يتوحد كلما داهمه الخطر .

أذاً لم يكن بريمر غبياً عندما أفرغ الساحة من الأحزاب العلمانية والقومية وترك الأحزاب التي سيست الدين وارتبطت بالمرجعيات تفعل فعلها المعلوم .

لذلك برزت تلك الجماعات والكل تريد الانفراد بالسلطة وتريد ان تبني معتقداتها الدينية وتأخذ كل تعليماتها من القرأن والسنة والعترة الطاهرة ؟والكل لا يطبق هذا لذلك الكل يحارب بعضه البعض من اجل البقاء ومن اجل الانفراد والكل تعلن انها جاءت من اجل انقاذ البلد وهذا الشعب من محنته .

فلنعتبر بذلك ونعي قيمة الفكر وكيف أنه سلاح فتاك ويبقى الأشخاص يظهرون ويختفون . . يولدون ويموتون أما الفكر فهو الباقي في  الضمائر , محمد عليه الصلاة والسلام رحل قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام وبقى الفكر الإسلامي , والحسين عليه السلام رحل تاركاً فكراً يقول ( هيهات منا الذلة ) وبعض من مراجعه العظام طبخوا الطعام لبريمر في بيوتهم .

فلنتمسك بالمبادئ فهي البوصلة ولنقترب من حملة تلك المبادئ بقدر اقترابهم منها ونبتعد عنهم قدر ابتعادهم عنها وعاشت المبادئ العصية على المجتثين ويبقى فكرنا منير الدرب ويبقى عزنا ينير الطريق الصحيح.؟

وعاش العراق حر ابي .

وعاشت مقاومته الباسلة وما النصرالا من عند الله العزيز المبين؟؟

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 23 محـــــرم 1429 هـ الموافق  01 / شبـــاط / 2008 م