بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

عراق العروبة وعروبة العراق وصدام حسين

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس / اكاديمي عراقي

 

    اي مراقب موضوعي يستطيع ان يستخلص سمات مشتركه ومميزه فى توجهات وحركة واعلام من نشطوا ضد العراق ودولته الوطنيه منذ بداية السبعينيات وحتى لحظة الاحتلال المجرم كمرحله وبين مرحلة ما بعد الاحتلال. والميزة الاولى التي يتوجب الخوض فيها هى طبيعة القوى التي تحركت طيلة سنوات ما قبل الاحتلال ومن قام بدعمها:

1- الحركة السياسية والمسلحة الكردية: وهى حركة مسكت طريق القتال ضد الدولة العراقية تحت شعارات شوفينية وعنصرية. لقد كان الزاد الذي تغذت عليه هذه الحركة هو العداء لعروبة العراق وتصوير هذه العروبه على انها مجرمة وقاتله. لقد استفاد الكرد الانفصاليون كثيرا من هذه التوجهات للحصول على دعم الكيان الصهيوني والدول المسانده له حيث تلاقت المصالح بشكل لا يمكن لاحد تجاهله او التنكر له. لقد صور التوجه الانفصالى الشوفينى الكردي على انه ثورة شعبية للتخلص من الشوفينية القومية العربية واستطاع هذا الشعار ان يشحذ همم كل من حمل اهدافا عدائية لدولة العراق وقيادتها الوطنية ان يتصالح او يتصافح معه لتحقيق هدف اغتيال هذه الدوله وكل ما تمثله من وحدة وطنيه وتوجه عروبي يتحرك داخل رحم الامة العربية ويغذي هذا الرحم باتجاه ولادة الوحدة الكبرى التى لاتسر اعداء العروبه.

2- الحركات السياسية الطائفيه: وهي حركات سياسيه خالصة تسترت بأردية دينية وأثنية طائفية فحملت معها فطريا امرين مهلكين في التعاطي مع ساحة الفعل السياسى الاول هو الازدواج عبر اللامصداقيه والثاني هو حمل اهداف وغايات تصارعية خلافية تجعل منها حركات صراع واصطراع ليس لديها القدرة على التصالح مع ذاتها وليس لديها القدرة على التصالح مع الاخر. انها حركات بهلوانية تحوم في الافاق كيما تجد لها ارضا تغوص بها دون جدوى. ان الفشل الذى ولدت منه ومن خلاله هذه القوى دفعها نحو البحث عن ارضية وجود وتواجد باي ثمن كان فصارت مثابات تحركها من غير بوصلة وطنيه فخرجت من خيمة الوطن لتسقط في حضنيين وحاضنتين:

الاولى: قوة اقليميه غارقة في توجهاتها القومية الشوفينية العنصرية تحت غطاء طائفي هي القوة الفارسية ودولتها الطائفية ايران وفرت لها الدعم بكل انواعه تحت اهداف وشعارات لايمكن ان تكون غير معاداة العراق العربي العروبي فى توجهات بغيضة وخبيثة تنم عن رغبات مجنونة لاسقاط امراض الذات والداخل الايرانى الفارسى على الداخل العراقي بهدف مريض هو التوسع والامتداد لتحقيق مصالح قومية فارسية من جانب ولغرض تصدير هموم داخلية ومشاكل مستعصية بهدف التغطية عليها تماما كما يفعل الصهاينة فى ستراتيجية التوزيع والتقسيم العرقي والطائفي لكي لايبقوا هم الوحيدون الواقعون تحت نير هذه المشاكل وبهدف خلق ما يمكننا ان نطلق عليه التجانس السلبي.

   محصلة القول ان هذه الحركات الطائفيه قد اختلقت حالة العداء والتقاطع والتصادم مع العروبة عبر العراق ومع العراق عبر عروبته وصار هدفها الاول هو الوصول الى سدة الحكم لتنفيذ حكم الاعدام بعروبة العراق تحقيقا لمطالب ذاتية خالصة وهوى سياسي اختار طريق العداء للعروبه وتحقيقا لاهداف القوى الداعمة لهذه الحركات والتي ترى في فكرة العروبة وايديولوجيتها المعاصره خطرا داهما لها وعليها وترى فى جدلية ترابط حركة النهضة القومية العربية الانسانية التقدمية مع ارثها وروحها الاسلامي مسارا لايمكن التعايش معه ابدا. وقد تصاعد ونما هذا الاتجاه والفعل العدوانى مع كل نمو طبيعى تتصدى له ثورة العراق القومية المسلمة وقيادتها التأريخيه ورمزها العملاق صدام حسين وصولا الى مرحلة تجنيد الكاوبوى الامريكى لاحتلال العراق وانهاء تجربته الوطنية والقوميه.

الثانية: حاضنة الصهيونية وأدواتها المنتشرة على الساحتين الدولية والعربية.

 3- القوى الاخرى: وتتراوح بين اسلامى يعمل لصالح قوى اقليميه اخرى تتلاقى في خط سيرها النهائى ولكن بشكل غير مباشر مع الصهيونية والفارسية والامبريالية انما هي قوى جاهلة وأمية فى بعض اطرافها او قوى تضع نفسها فى خانة العولمة او اللبرالية او الديمقراطية وغيرها من المسميات التى لاتبتعد عن معنى واحد يتلاقى مباشرة او بشكل غير مباشر مع خط استهداف حركة الثورة العربية المعاصره وادواتها الجماهيريه الواسعه.

    نحن اذن ازاء مزيج يبدوا عليه عدم التجانس فى أرديته وصوره المعلنه وشكله الخارجي بل وفي ادواته التنفيذيه الاّ انه فى محصلته النهائيه يهدف الى اجراء واحد هو تدمير عروبة العراق وتمزيق العراق العربى وانهاء الدور القومى الريادى للعراق وقيادته التاريخيه.

ان نتائج التصرف السياسى والعسكرى التى حصلت فى العراق بعد الاحتلال تثبت قطعا اهداف المشروع التي كانت تقع فى خانة المؤامرات الاّ انها صارت اكثر من سافرة ومكشوفه. ورغم ان الاحتلال وادواته الداعمه عربيا واقليميا قد حاول التغطيه والتستر حول شعارات الديمقراطيه وانهاء الدكتاتوريه وتحرير العراق والانتقال به الى مرحلة نمو وتطور الاّ ان افرازات التدمير ونشر ماكنة الموت الطائفي والعرقى وروح الفرقة الممهدة للتقسيم تحت غطاء مهلهل اسمه الفيدراليه كانت اكبر من ان تغطى بغربال...

    ومن بين النتائج المدمرة التي يريد الاحتلال وداعميه دحرجتها نحو النهايات المخطط لها سلفا فى خطة الاحتلال المدعومة من القوى التى اشرنا اليها والتى من شأنها إن نفذت لا قدّر الله ان تصل الى الاهداف النهائيه من انهاء عروبة العراق واخراجه نهائيا من دائرة المواجهة بين الامة العربية واعداءها :

اولا: تحويل مدينة كركوك الى شبح نفطي يقع خارج منظومة العراق التاريخية الازلية وتصويرها على انها بقعة متنازع عليها منذ تاسيس الدوله العراقيه بهدف اعطاء ابعاد موضوعية وتاريخيه لحركة تهديم العراق العربى الواحد الموحد. ان اي انسان عنده ذرة وطنية لا يمكنه الا ان يتساءل بمراره عن هذا الهيجان الاعلامى والصراعات التي تم افتعالها حول كركوك ولماذا لايحق لاي عراقى وفق الوصف الذى نعرفه لابناء العراق ان ينتقل للسكن فى هذه المدينة كما يحق للامريكى والالمانى والسويسرى والايطالى والانكليزى ان يعيش فى اية بقعة من ارض بلاده؟؟؟.

ثانيا: الاستخدام الاكثر خطورة فى تاريخ الانتماء الطائفى فى بلدنا وتحويله الى بحر دم لا ينفع في وقفه او تجنبه الاّ حل واحد لا ثانٍ له .... تمزيق العراق طائفيا بين دولة كردية واخرى شيعيه وثالثه تركمانيه ورابعة سنية .. واهم نتيجة فى هذا التقسيم هو ليس ما يترتب عليه من نتائج مدمره لكيان دولة كانت موحده عبر تاريخها كله بل الابعد والاهم من اهدافه اننا لن نسمع بعراق عربي بعدئذ.

الهدف الاعظم هو ذبح عروبة العراق.

ثالثا: دعم الروح الانفصالية للاكراد الانفصاليين في رفع مقصود ومدروس لسقف مطالبهم السياسيه والاقتصاديه وصولا الى لحظة التراضي التي يقبل فيها الاكراد بما هو اقل من هذا السقف لاظهار صدق انتماءهم للعراق الموحد واظهار الخط الطائفى الشيعي على انه خط عراقى وطنى لم يتفق مع الاكراد على الانفصال او اخذ كركوك على طبق من ذهب الامر الذى يعطيه صك الغفران الشعبى ويؤهله لانتاج الفيدراليه تحت خيمة عراقية مزيفه لحين الوصول لاحقا الى الظرف الاكثر موضوعية لاعلان بلقنة العراق لا سمح الله. ولا ننسى الدور المرسوم للاعب السني العميل في اظهار نفاق مفضوح يدافع فيه عن عراق موحد.

انها لعبة يضحك فيها كل طرف على ذقن الطرف الاخر بتحريك ومكوكية اميركية فارسية صهيونية تعمل تحت لافتة غبية هى ان غالبية عرب العراق يجهلون اللعبة ومن الممكن الضحك عليهم وزجهم فى اتونها مؤيدين لفظيا او رافضين لفظيا انما من غير مقاومة مسلحة للمشروع. انهم يعتقدون اننا لا ندرك ولا نفهم ابعاد اللعبه بل اكثر من هذا انهم يتذاكون علينا !!!!.

             

والسؤال الكبير الان .... هو .. هل يمكن ان يمرر مخطط طمس عروبة العراق وانتهاك عروبة ابناءه؟

هل يمكن لابناء العراق ان يسقطوا بالكامل تحت عجلات اللعبه للحد الذى تضيع عليهم معالم البوصله؟

سؤال قد وجد جوابه منذ لحظة الاحتلال الاولى التى حمل فيها ابناء العراق راية الله اكبر وانخرطوا في خط المقاومة البطله .... وسؤال ستتم عليه الاجابة بشكل اوسع حين يرى كل الذين استغفلوا بعضنا وتذاكوا على البعض الاخر وهمشوا وأقصوا اطرافا اخرى ان ارض وحاضنة المقاومة الشعبية الجماهيريه ستمتد على كل ارض العراق بنفس القدر فتحترق ارض العراق كلها فتحرق اقدام وايدى من توهم انه قادر على امركتنا او صهينتنا او فرسنتنا.

 سيسقط كل الرهان عندما تتوسع وتتجذر رايات الجهاد البعثيه والاسلاميه والوطنيه ويعود العراق حاديا" لركب الامة ورائدا" فى مسيرة انبعاثها ونهضتها بالسيف الآن كما كان بالفعل الثوري الجسور قبل الاحتلال الغاشم.

 ان وعى المحنة واطرافها واتجاهات فعل الاعداء وتكتيكاتهم واستراتيجياتهم هو المهماز الاول فى فعل الحركة المضادة وفى رسم سبل تحقيق الانتصار. هكذا انتصر صدام حسين رضوان الله عليه فى مسيرة تحقيق الذات العربيه لاكثر من اربعين عام ورحمه الله اذ ادرك ببعد نظر وبصيرة ثاقبه ( بعدنا سيكون الطوفان). وها هو الطوفان يجرف الامة كلها وهو يحاول ان يطمس عروبة العراق لكن هيهات ان يتحقق لاعداء العروبة مأربهم النزق .... ففي العراق عرب لن يتنازلوا عن شرف الانتماء لعروبتهم ... في العراق عرب يحمون عروبته مثلما به عرب هواشم ننتخي بهم كلهم و... هيهات ان نقبل بزعل علي ابن ابي طالب والحسين ابن علي ونبي الله ابراهيم. هيهات للنبطيه او الجلبية او حثالة الدنيا مثال الالوسى او اذناب الفرس بساطيل المحتل ان يذبحوا عروبة العراق.

عاشت المقاومة الباسله

 عاش رئيس جمهورية العراق وقائد المجاهدين عزت ابراهيم الدوري

عاشت الذكرى العطرة الملهمة لابي الليثين شهيد الحج الاكبر

 الله اكبر والنصر للعراق العربي ابدا

 

 

 

 

شبكة المنصور

الجمعة / 12 ذو الحجة 1428 هـ  الموافق 21 / كانون الأول / 2007 م