بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

من يفجر الأبرياء

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي / كاتب عراقي

 

اختفى الاعتراف الاميركي بوجود جهة محددة ، تقف وراء استهداف المدنيين الابرياء في العراق، واختفت معه التفاصيل الخطيرة، التي توضح جوانب التفجير الاجرامي، الذي وقع في وسط سوق الغزل الشعبي يوم الجمعة الماضي في قلب العاصمة العراقية.

نحن لانعرف الطريقة، التي توصلت فيها القوات الاميركية، الى المعلومات المؤكدة عن ضلوع جهة مرتبطة بإيران، هي التي نفذت هذا التفجير بعد ان خططت له بعناية لايقاع اكبر عدد ممكن بين قتلى وجرحى من العراقيين البسطاء، الذين يرتادون هذا السوق صبيحة ايام الجمعة من كل اسبوع، حيث يلتقي هواة شراء وبيع الطيور والحيوانات النادرة، وكلنا نتذكر عشرات التفجيرات الاجرامية، التي استهدفت تجمعات لعمال ومواطنين، ونستطيع ان نذكر آلاف الضحايا، الذين سقطوا في تفجيرات سابقة استهدفت سوق الغزل ذاته، والتفجيرات التي وقعت في ساحة الطيران والباب الشرقي وفي اسواق الشورجة ومناطق كثيرة اخرى تزدحم بالمواطنين الابرياء.

في وقت مبكر، تحدثت الاصوات الوطنية عن وجود اطراف غير عراقية، هي التي تستهدف المدنيين في بغداد ومناطق اخرى، لكن مثل هذا الصوت لايسمعه الكثيرون، الذين يصدقون كل ماتقوله الاطراف والجهات والدول الكارهة للعراق والحاقدة على العراقيين.

ان المشكلة ليست في هذه الجريمة لوحدها، بل تتجسد في هذا الصمت المطبق الذي سيطر على جميع الفعاليات السياسية والدينية والاعلامية في العراق، التي تجاهلت هذا التفجير الذي استهدف الابرياء، وامتزجت دماء البشر واجسادهم المتناثرة مع طيور الحب والحيوانات الاليفة الاخرى.

كما ان احدا لم يتوقف عند مئات التفجيرات السابقة، التي قتلت الابرياء، وكانت تهدف إثارة الفتنة بين اطياف العراقيين، واوغلت كثيرا في هذا الطريق المليء بالدماء، التي سالت من اجساد الابرياء، وهنا لابد من مراجعة ماحصل والوقوف عند تلك الجرائم، التي توزعت في مختلف انحاء العراق، مستهدفة تجمعات الناس في الاسواق واماكن تجمع العمال والاحياء السكنية.

إن المراجعة يجب ان تكون على مستوى الفعاليات السياسية والاعلامية والاجتماعية، وتحديد الطرف الذي ارتكب جميع تلك الأفعال، وتشخيص الاهداف التي ارادوا الوصول اليها، وبعد ذلك المطالبة بحقوق جميع الذين سقطوا بسبب تلك التفجيرات او إصابهم ضرر مهما كان نوعه أو حجمه.

wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاربعاء /  18  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  28 / تشــريــن الثاني / 2007 م