بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تعميم التقسيم في العراق وليد الزبيدي

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي

 

منذ ان اطلق الكونجرس الاميركي مشروعه الخاص بتقسيم العراق الى ثلاثة دول على اسس طائفية وعرقية، والكثير من العراقيين منشغلون بهذا الامر، يناقشون المشروع، الذي تقول مسودته انه غير ملزم للحكومة الاميركية، ويأتون بالأدلة والبراهين،التي تؤكد خطورة هذا القرار، وبينما يذهب البعض الى البحث في جذور قضية تقسيم العراق، فإن البعض الاخر، يرى ان الخطورة متأتية من رغبة وحاجة اميركية لتحقيق هذا الامر، وقد تكون هذه الرؤية المرتكز الذي يحتاج الى وقفه، ويمكن النظر اليه من زاويتين اساسييتين هما:

الاولى : ان توقيت هذا القرار، يأتي في ظل الاوضاع الاميركية المرتبكة في العراق، وثمة من يرى ،ان احد اهم الحلول، التي قد تنقذ الادارة الاميركية من مأزقها الخطير الذي تعيشه قواتها في العراق،هو الوصول بالواقع العراقي الى ثلاثة كيانات منقسمه،حيث تتحقق امكانية اثارة الاحتقان، والدفع بالبعض من هذا الطرف الى اختلاق الفتن مع الاخر، مايفضي الى نزاع مسلح ، تغذي اطرافه الجهة المستفيدة من ذلك،على طريق الوصول بجميع الاطراف المتقاتلة الى الانهاك،وهنا يتحقق للاميركيين حلمهم الاكبر في العراق،

اذ ستتوجه اسلحة العراقيين الى العراقيين، وهذا بحد ذاته يشكل انتصارا كبيرا للقوات الاميركية ، وتصبح بمأمن من الهجمات اليومية القاتلة، التي تستهدف هذه القوات، ملحقة فيها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى ومعاقين،اضافة الى الخسائر بالآليات والمعدات.

الثانية : إن أولى نتائج ذلك الواقع الناجم عن التقسيم والاحتراب الداخلي، هو انتقال النظرة الى القوات الاميركية من قوات احتلال ،الى قوة تحتاج اليها جميع الاطراف، لتوفير الحماية من خطر الاخر، ودور القوات الاميركيين هنا، سوف لن يكون دور المتفرج فقط، بل ان عملية تغذية لجميع الاطراف ستتواصل، ولن تسمح هذه القوات ببروز طرف منتصر، وان انهاك واضعاف الجميع سيكون الهدف النهائي، مايدفع الجميع الى مطالبة القوات الاميركية للبقاء فوق اراضيها، على اعتبار انها ستتحول الى قوات حماية وانقاذ من الطرف العراقي الاخر، وهذه الصورة ليست بالبعيدة، اذا ماتوفرت الفرصة الاولى، وتمكنت الادارة الاميركية من الدفع باتجاه أي شكل من اشكال الاحتراب الداخلي.

إن هاتين الزاويتين،هما المرتكز الذي ينطلق منه مشروع تقسيم العراق، واذا وجه هذا القرار بسيول من الرفض والاستنكار والاستهجان، فإن ذلك ليس كافيا، لاننا يجب ان ندرك ان هناك قوى ومجاميع وتشكيلات علنية وسرية في العراق تعمل بتوجيه مباشر من قبل القوات الاميركية، وان هذه القوى يمكن ان تتحرك بصورة ما لإثارة الفتن الطائفية والمناطقية،وان لم يكن وعي حقيقي بخطورة مثل تلك الخطوات،فان احتمال انزلاق العراقيين في مستنقع عراقي،ليس بالامر الصعب.


wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  15  ذو القعدة 1428 هـ  الموافق  25 / تشــريــن الثاني / 2007 م