بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

تخريب التعليم في العراق

الحلقة الخامسة

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي

 

لم تتحدث الوزارات المعنية بالتربية والتعليم، عن عدد المدارس وقاعات الدرس والكليات، التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل قوات الاحتلال الاميركي، واذا اردنا ان نتوقف عند اهم العمليات العسكرية، التي نفذتها القوات الاميركية، وهدمت ودمرت خلالها عشرات المدارس سنجد ان عام 2004 سجل اعلى درجات التدمير، في المعارك الطاحنة التي حصلت ذلك العام في مدينتي النجف والفلوجة، حيث قصفت الدبابات والطائرات الاميركية الكثير من المدارس، وتم الحاق اضرار كبيرة بالمئات من المدارس، في حين انهارت عشرات المدارس نتيجة القصف بالصواريخ والقنابل وتضررت اخرى.

ان مشهد المدارس المدمرة ما زال شاخصا في الكثير من المدن العراقية، وعندما ذكرت مدينتي النجف والفلوجة لان هاتين المدينتين تعرضتا الى اوسع وابشع الهجمات الاميركية، التي استهدفت المنازل وبيوت العبادة والمستشفيات والمدارس والجامعات ومراكز الاتصالات وجميع المنشآت الخدمية، لكن استهداف المدارس له اكثر من دلالة، فقد تم الحاق المزيد من الاذى بهذه المدارس، رغم ان البنايات الخاصة بالتدريس واضحة ومعروفة من قبل القوات الاميركية، لكن هذه القوات اصرت على تدميرها وحرقها، وعلى سبيل المثال، عندما اجتاحت قوات الاحتلال مدينة الفلوجة في نوفمبر 2004، تعمدت هذه القوات حرق الكثير من المدارس بعد قصفها بالطائرات والمدفعية، واستخدمت الفوسفور الابيض، مثلما فعلت ذلك في الكثير من بيوت المواطنين والمنشآت الخدمية الاخرى.

كما دمرت قوات الاحتلال الكثير من المدارس في مدينة الرمادي خلال السنوات الماضية، وفي كل مرة تحصل فيها مواجهات مسلحة، تتعمد القوات الاميركية قصف المدارس في الاحياء السكنية، ولم يقتصر الامر على الرمادي وحدها، بل حصل ذات الشيء على نطاق واسع في مدينة سامراء، وهناك العشرات من المدارس التي تعرضت الى تدمير بفعل القصف الاميركي في مدن واحياء وقرى عراقية كثيرة.

اما الجامعات فقد تعرضت الى الحصار، ووضعت قوات الاحتلال والقوات الحكومية الكثير من الحواجز ونقاط التفتيش، التي تعرقل وصول الطلبة الى الجامعات ما يؤثر على الاداء التدريسي وعلى مستويات التعليم، ويعاني من هذا الامر الطلبة والتدريسيون في جامعة بغداد وفي حي الجادرية، حيث يجد الطلبة صعوبة بالغة في الوصول الى كلياتهم، وحرمت قوات الاحتلال الاميركي طلبة جامعة الانبار من الدراسة لفترات طويلة، حيث تمنع الجميع من دخولها، واقتحمت هذه القوات الجامعة المستنصرية وحطمت الاثاث والمختبرات، وحصل نفس الشيء في الكثير من المعاهد والكليات.

ان مثل هذه الاعمال التي نفذتها وما زالت القوات الاميركية، تدفع بالعملية التعليمية والتربوية الى الوراء، وتعمل على اعاقة أي تقدم فيها، ما يسهم بقوة في تخريب التعليم في العراق، وسنرصد جوانب اخرى من عملية التخريب المتعمد للتعليم في العراق.

wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  03 شــــوال 1428 هـ  الموافق  14 / تشــريــن الاول / 2007 م