بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

قصص تقسيم العراق ( 5 )

 

 

شبكة المنصور

وليد الزبيدي / كاتب عراقي

 

ان خلاصة مشروع تقسيم العراق أعلنه الاميركيون أنفسهم، عندما قال جوزف بايدن: إن ذلك هو الطريق الذي يمكن من خلاله خروج القوات الاميركية من هذا البلد وعودتها بأمان الى الولايات المتحدة، وطالما ان هذا هو الهدف الاساس الذي يسعى الاميركيون الى تحقيقه، فإن بواطن وظاهر هذا المشروع تكشف حقيقة وابعاد مشروع احتلال العراق، الذي شرعت الدوائر الاميركية بالتخطيط له منذ سنوات طويلة، وبدأت اولى الخطوات بغزو هذا البلد في مارس2003.

ان خطط تقسيم العراق، بدأت بهدف تفتيت هذا البلد وخلق الفتنة بين أطيافه وأعراقه، ومن ثم يتطور الامر من نزاعات وقتال واحتراب على أساس طائفي وعرقي، وخططوا لتطوير ذلك النوع من الاحتراب، لتكون هناك ما يشبه الموازنة بين الأطراف، اذ لا يتحقق الفوز لأي طرف من أطراف القتال والتناحر، ويتطور الحال الى انهاك لجميع الاطراف، ويصبح الجميع في ضعف ووهن، ومع وجود الثأر والرغبة بالانتقام، بسبب سيول الدماء التي تراق بين العراقيين، فإن هذه الاطراف ستلجأ عند ذاك الى طلب الحماية من طرف ثالث، وهو القوات الاميركية، وهنا تتحول مهمة هذه القوات من عسكر محتل ويذل ويهين العباد الى المنقذ من اخطار الجار والاخ والصديق، ويتسابق الجميع طالبين الرعاية من الاميركيين، فيمسك هؤلاء بالعصا من جميع اطرافها، والعراقيون يتحولون الى ادوات هشة رخوة متهالكة.

هذه هي تفاصيل الصورة، التي ارادها الاميركيون في العراق، ودفعوا لتحقيق ذلك الكثير من القوات وعمدوا لاثارة الفتنة بين العراقيين، ولم يتركوا بابا الا طرقوه ولا نافذة الا اطلوا من خلالها، وقابلوا نفوسا مريضة، وصرفوا المليارات من الدولارات وقدموا كل شيء.

لكن توصل اصحاب القرار الاميركي الى الحقيقة، التي تقول: ان مشاريع تقسيم العراق، ابتداء من خطوط الطول والعرضن وصولا الى توظيف السياسيين والاجهزة الامنية لاثارة الفتنة الطائفية والعرقية، لم تتمكن من تحقيق اهدافها، لكي تلجأ الاطراف العراقية الى طلب الحماية من قبل القوات الاميركية، وعندها تصبح هذه القوات، هي المظلة للامن والمنقذ من الخطر العراقي على أهل العراق.

وضمن خطوات اغلاق دكاكينهم في العراق والشروع بالهزيمة من هذا البلد، فإنهم يحاولون مرة اخرى تنفيذ مشروعهم الجديد، الذي يبحثون تفاصيله ويخصصون له الوقت والاموال الطائلة، وهو محاولة تقسيم العراق الى ثلاث دول لتعزل العراقيين على اسس طائفية وعرقية، ولا يتردد الأميركيون من اعلان الحقيقة، التي تقول انهم يسعون الى تمزيق هذا البلد وتفتيت مفاصله الاجتماعية والدينية والثقافية، والهدف من وراء كل ذلك، يكمن في تأمين خروج جنودهم من العراق او الرغبة بالبقاء ، ولكن لابد من القول، ان الأميركيين دخلوا العراق بأفكار ونصائح ساذجة، وبعد ما يقرب من الخمس سنوات، فهم يغرقون في الغباء والسذاجة، وما زالوا لا يريدون معرفة حقيقة المجتمع العراقي.

wzbidy@yahoo.com

 

 

 

 

شبكة المنصور

الاحد /  25 رمضان 1428 هـ  الموافق  07 / تشــريــن الاول / 2007 م